تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

أعمال السير الذاتيـة..

حـب جـارف يقـع فـي فـخ التقديس والمبالغـة

الوقت - الطاهر الجمل

عرضت في الأعوام الأخيرة الكثير من الأعمال الدرامية التي تعرض السيرة الذاتية لعدد من علامات الفن أو السياسة في تاريخنا العربي المعاصر، ويعد من أبرز تلك الشخصيات التي قدمت أعمالاً لسيرتها الذاتية أم كلثوم، جمال عبدالناصر، أنور السادات، أسمهان، وليلى مراد. وعرض أحد مسلسلات السير الشخصية أصبح من علامات الدراما في رمضان، ففي رمضان الماضي عرض مسلسل ''ليلى مراد''، وفي رمضان الذي سبقه مسلسلي ''أسمهان''، و''جمال عبدالناصر''.

وقدم لنا الراحل الكبير أحمد زكي، ثلاثة أفلام تعرض السير الذاتية لثلاثة من أبرز الشخصيات في تاريخنا، الأول ''ناصر ''56 والذي لم يعرض السيرة الكاملة لحياة جمال إبان تأميم قناة السويس والعداون الثلاثي على مصري.

الشخصية الثانية هي الرئيس الراحل أنور السادات في فيلم ''أيام السادات''، وأخيراً آخر أفلامه ''حليم''.
ضمان للنجاح

ويرى بعض الفنانين أن تقديم مثل هذه الشخصيات التي تتمتع بحضور كبير في ذهن المشاهد أو بعاطفة حب كبيرة، وبالتالي تضمن نسبة مشاهدة ونجاح كبيرة، خصوصاً عندما تعرض في مواسم العرض المختلفة.

قدسية وصورة ملائكية

لكن من الملاحظ، أن بعض الأعمال التي قدمت، عرضت صورة ملائكية ومقدسة لتلك الشخصيات، بل إن بعضها تم إغفال بعض الجوانب من حياتها، فمسلسل ''أم كلثوم'' للكاتب محفوظ عبدالرحمن لم يذكر انها تزوجت من الكاتب مصطفى أمين لمدة عشرة أعوام سراً.

مبالغة في التقديس

الكاتب أمين صالح يرى أن هذه النوعية من الأعمال هي معروفة في الدراما وتقدم منذ فترة طويلة، وتكون حافلة بالمحطات الدرامية المختلفة التي تجذب انتباه المشاهد.

ويستطرد أمين ''لكن هناك مبالغة في إظهار الفنان أو السياسي بصورة إيجابية لتحسين مظهر، فيظهر كأنه ملاك أو قديس وعندما يخطئ فإنه يخطأ بنبل ومن دون قصد''.

ويرى أمين أن الشخص العادي لا يتعاطف مع مثل هذه الشخصيات الملائكية، ''مثل هذه الشخصية السوبرمانية لا يتعاطف معها، فالإنسان بطبيعته مليء بالتناقضات، وإظهار الشخصية بهذه الصورة يضعف البناء الدرامي للعمل، وللأسف فإن العرب يعطون قدسية كبيرة للموتى على طريقة اذكروا محاسن موتاكم، فمثلا عندما قدمت شخصية رأفت الهجان قدمت على أنها شخصية تجذب النساء ونبيلة ولا تقهر ولا يتم ذكر أخطائها أو جوانبها الخفية''.

ويواصل صالح فيقول ''عندما زار الكاتب محفوظ عبدالرحمن البحرين بعد عرض مسلسل أم كلثوم الذي حقق نجاحاً باهراً، سألته لماذا لم تذكر بعض الجوانب والمحطات من حياتها جاوبني بقوله لو كنت قد قدمت مثل هذه الجوانب لكنت قد أعدمت''.

الصدق هو الأساس

ويؤكد أمين على أهمية الصدق في تقديم مثل هذه الأعمال، وأن تعرض مثل هذه الشخصيات كما هي ''على الكاتب أن يتحرى الصدق في عمله الذي يقدمه، وأن لا يركز في مصادره على مصدر بل ان يحاول أن يقرأ ويطلع بقدر ما يستطيع على مراسلات الشخص أو شهادات من عاصروه، وفي النهاية هم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون ويجب علينا أن نتعلم أن نتقبل أخطاءهم وعيوبهم''.

الجمهور يريد أفضل صورة

الفنان إبراهيم بحر يبدأ حديثه فيقول ''للأسف الشديد الجمهور لا يفكر بعيوب الشخصية أو أخطائها، بل هو يبحث عن عمل يمتعه بصرياً وفنياً، لكن بعض التفاصيل الصغيرة قد لاتهم الجمهور خصوصاً إن كانت بعض هذه التفصيلات سوف تسيء إلى الشخصية التي حفرت في أذهانهم''.

ويتفق إبراهيم بحر مع أن هناك الكثير من الأعمال التي بالغت في تصوير الشخصية خصوصاً مسلسل أم كلثوم ''الكثيرين انتقدوا هذا المسلسل لأنه أظهرها بصورة لا تخطئ أبداً، فهي في النهاية بشر لها أخطاؤها التي ترتكبها في مسيرة حياتها''.

الدراما هي الأساس

الكاتب عبدالله خليفة يقول ''هذه الأعمال الدرامية المختلفة ترمز إلى فترات نهضة تاريخية في حياة الأمة، ونحن في هذه الفترة بحاجة إلى مثل هذه الأفلام أو الأعمال التي تعرض فترات القوة من تاريخنا، مثل عرض لقصة حياة خالد بن الوليد''.

ويعتقد الكاتب عبدالله أن عرض هذه قصة حياة هذه الشخصية أو تلك ''تعتمد على موضوعية المنتج أو كاتب السيناريو، لكن عندما يفكرون في عرض سيرة حياة شخصية معاصرة، فإنهم يتحركون بخوف نظرا لأن الورثة قد يقومون برفع قضية عليهم إذا وجدوا ما يسيء للشخصية في العمل، كما أن هذه القدسية تنبع كذلك من نوع من الاحترام لهذه الشخصية''.

ويضيف ''في مسلسل حرب الجواسيس الذي عرض في رمضان، تم التركيز على حرب الاستنزاف باعتبارها أحد المحطات النضالية في تاريخ الشعب المصري، لكن المسلسل كعمل درامي له جوانب محدودة، فحتى شخصية الشاب البسيط الذي سافر إلى ألمانيا وتحول إلى جاسوس نلتمس له العذر بصورة لا تسيء إلى المشاهد المصري أو العربي الذي قد يستفز وينتفض من هذه الطريقة''.

الوقت البحرينية في

30/09/2009

 

غربة المشاهد العراقي

ماجد السامرائي 

إذا كان الشعب العراقي اليوم من أكثر شعوب الأرض مـــشـــــاهــــدة للتلفزيون فذلك بحكم ظروفه الأمنية التي حتمت عليه «ملازمة البيت» ساعات الليل كلها وبعض ساعات النهار. إلّا أن هذا «الإنسان المعتزل» كرهاً يتساءل عما له من نصيب فعلي في ما تقدمه القنوات التلفزيونية العراقية على مدى ساعات الليل والنهار. وكم مما يقدم «له» هو بمثابة حصار واستلاب وإبعاد له من شؤون حاضره الذي لم يعد يتذوق منه شيئاً، وابتعاد به عن التفكير بمستقبله الذي لم يعد، كما يبدو، يعني لهذه القنوات شيئاً؟

فهذا المشاهد لم يعد يجد أية تصورات مشتركة، يمكن أن تضعه في الحاضر الذي يريد أو المستقبل الذي يرجو، بل هي خاضعة ومستجيبة للحالتين السياسية والدينية التي تحاول كل جماعة أو مجموعة أو طائفة أن تجعل منها «تصورات جماعية» ولو بالإكراه. ومن أجل هذا نجد المفاهيم - حتى ما يفترض منها أن يشكل مشتركاً أكبر للمجتمع - تصاغ بدلالات متنافرة ومعان متقاطعة، ليس بين «قومية» و«دينية» فحسب، بل بين «الدينية» و «الوطنية»، وقد تلغي الأولى الثانية أو تقفز عليها.

لذلك فهي قنوات لا تنتج أعمالاً بمقدار ما تعتمد على ما يسمى، بلغتها، «نشر الأفكار» بصورة مباشرة وكأنها موجهة الى شريحة بذاتها ليس إلا، لتكريس قناعاتها وتوطين إيمانها. وهي إذ تعلن التعبير عن هذا بكلمات مباشرة قد لا تدرك من أصول الإعلام الحديث ومبادئه شيئاً، فتعلن التوافقات، وتعمق الاختلافات، مبتعدة ما شاء لها الابتعاد عن كل حوار من شأنه أن يفتح فضاء الرأي المتعدد.

من هنا لم تعد صورة التلفزيون في عين المشاهد العراقي صورة تبعث على الاهتمام بتفاصيلها. فهي إن اجتمعت على بعض التفاصيل تراها بعيدة من طبيعة الحياة الجديدة التي ينشدها هذا المشاهد الذي أصبح مدركاً أن عصره والعصر المقبل ينبغي أن يكونا عصري ثقافة وعلم ومعرفة، وإلا فإنه لن يكون فيهما إنساناً ذا دور، ولن يكون العصر من بين ما يحسب من عصور الإنسانية بالمعنى الحضاري.

هذه هي صورة الثقافة في الفضائيات العراقية، وقد بلغ عددها الخمسين، وهي صورة إن لم تكن على مثل هذا النمط فهي فقيرة الى حد الهزال في بعض هذه الفضائيات الذي إن قدمها فيقدمها من خلال من يجهلون ما تعنيه الثقافة، مكتفين بالخبر الاعتيادي والتقرير العابر بما لا يترك لدى المشاهد ما هو أكثر من «العلم بالشيء» وليس فتح فضاء المعرفة أمامه.والغريب أن هذه القنوات قد وجدت من تحقق بهم «برنامجها» هذا... إذ يتصدر «المثقفون الهامشيون» الواجهات الإعلامية.

هل ستكون لنا قناة ثقافية تساعد على مواجهة تحديات الحاضر والاهتمام بالمستقبل؟ حتى يجد مثل هذا الحلم الأرض التي يتحقق عليها، هل سيعمل بعض قنواتنا الخمسين على أن يكون له عناية حقيقية وجادة بالشأن الثقافي، علها تساعد في حماية العقل العراقي الذي يجري العمل منظماً على تدميره وتغييبه؟

أسئلة تتطلب العمل أكثر من التنظير. أليس كذلك؟

الحياة اللندنية في

30/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)