تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الدراما اللبنانية في حمّى «أوربت»: نعمة أم نقمة؟

باسم الحكيم

الشبكة المشفّرة وفت بوعدها ودخلت سوق الإنتاج المحلّي، وأوّل الغيث مسلسل «إذا الأرض مدوّرة». لكنّ المخرج إيلي أضباشي شنّ حملة على المحطة، واتّهمها بالتعامل مع «سماسرة» وأخذ عليها شروطها القاسية

«أوربت» تنتج في بيروت. خبر يستدعي التهليل والترحيب، ويعد بأنّ الدراما اللبنانيّة، ستخرج من كبوتها وتجد مَن يوجِّه إنتاجها توجيهاً صحيحاً، لتحقّق النجاح المنشود، وتصل إلى الفضائيات العربيّة. هذه هي الصورة المشتهاة، لكنّ الواقع يبدو مغايراً. الشبكة المشفّرة التي وعدت بدخول سوق الإنتاج الدرامي اللبناني، وفت أخيراً بوعدها. وها هي تتعامل في أول أعمالها الدراميّة «إذا الأرض مدوّرة» مع أحد أفضل الكتّاب اللبنانيين كميل سلامة، وأحد أهم المخرجين إيلي أضباشي في 15 حلقة، وتجمع تقنيين متميّزين (مدير التصوير والإضاءة فادي بدّور) وحشداً من الممثلين (تقلا شمعون، أنطوانيت عقيقي، هيام أبو شديد، نقولا دانيال وحسام الصبّاح، آجيا أبو عسلي، داني البستاني وسامي ضاهر وجيزيل بويز)، فضلاً عن الوجوه الشابة (زوريا إبراهيم، جان دكّاش، رامي عطا الله وجوانا عوّاد)، لكن تظلّ المشكلة المتمثلة في الشروط الإنتاجيّة قائمة.

يتوقف المخرج إيلي أضباشي عند المشاكل الإنتاجيّة التي واجهته منذ اليوم الأوّل من تصوير العمل، ويعترف بأن «موافقتي على تسليم الحلقات في مهلة قياسيّة، أوقعتني في ضغط العمل، وأجبرتني على التصوير لمدّة تصل إلى 20 ساعة في اليوم أحياناً». وينتقد المحطة المنتجة التي أوكلت تنفيذ العمل إلى مَن يسمّيهم «السماسرة. حرام أن نبخل على الممثل والتقني بأدنى حقوقه ومتطلّباته، وأن يُفرض علينا تصوير الحلقة الواحدة في ثلاثة أيّام فقط». علماً بأنه يرى أنّ «المخرج هثيم حقّي (يتولّى قسم الإنتاج في المحطة) منحني فرصة جيّدة، لأنفّذ أول عمل لبناني لأوربت في بيروت. لكن في ظل الظروف الإنتاجيّة الصعبة، أؤكد أنّ حقّي نفسه، ما كان ليوافق على استكمال العمل، فأنا أدرك طريقة عمله وهو مخرج حسّاس ومتميّز، ولو عاش تجربتي لغادر موقع التصوير منذ اليوم الأول». يشرح أضباشي: «من المؤسف أن يُفرض علينا التعامل مع مصفّف شعر لا يتقن عمله، ومزيّن يتولى الاهتمام بإحضار الطعام بدلاً من أن يقوم بعمله، إضافةً إلى مماطلة الإنتاج في تأمين الثياب والأكسسوارات، ما دفعني إلى أن أقصد سوق الأحد (سوق شعبي) لشراء بعض الثياب البالية لبعض المشاهد. أضف إلى ذلك استعانة المكلّفين بالإنتاج بالوجوه نفسها التي تظهر ككومبارس، فترى امرأة أربعينية في حرم الجامعة، ثم تراها نفسها على متن الطائرة وعلى الطريق». غير أن أضباشي وجد الحل في الاستعانة بأشخاص من الشارع للظهور في بعض المشاهد من دون مقابل. ويؤكد منذ الآن: «إذا حصل تعاون آخر مع أوربت، فسأختار من ينفّذ الإنتاج أو سأتسلّمه بنفسي، لكوني أعرف متطلّبات عملي».

بعيداً عن المأساة الإنتاجيّة التي لا تبشر بمستقبل واعد محليّاً على مستوى الرأسمال العربي في لبنان، فإننا أمام نص محبوك، وإخراج متقن وتصوير محترف. ويضيف أضباشي «النص حقيقي ويحمل حوارات جميلة تلامس أحاسيس المشاهد، وليس على غرار الدراما التي تبحث عن الاستعراض في سوريا ومصر». يقول: «أعتمد اللقطات الثابتة، وأتكل على حس الممثل، ونسّقتُ مع الكاتب لتخفيف الجمل الحواريّة الطويلة بهدف إعطاء الإيقاع الطبيعي، لا الإيقاع الطويل والمملّ السائد في الدراما العربيّة عامة».

اضطررتُ إلى شراء بعض الثياب البالية بسبب مماطلة الجهة المنتجة (إيلي. أضباشي)

تحمل حكاية «إذا الأرض مدورة» موضوعات حياتية مختلفة، وتتداخل فيها الأجواء الشبابية ومشاكل الإدمان والحمل من خارج إطار الزواج... مع القضايا العائليّة. يرفض أضباشي تشبيه عمله الجديد بحلقات «قصتي قصّة» التي طرح فيها مشاكل اجتماعيّة عديدة، «المخدّرات في هذا العمل مجرد تفصيل، وأهمية القصة تكمن في كونها عادية. هي قصة حب وأجواء حياة ويوميات أشخاص. نتابع قصّة الشاب المدمن مع والده ووالدته، أي إننا نرى بساطة الحياة، لا جرأة «قصتي قصة» وقضاياه». يشرح أضباشي أن «كل القصص تبدأ من مكان وتلتقي وتتشابك معاً. أربعون شخصية تلتقي في قلب بيروت. قصص حب، أجواء مراهقين وعلاقة الأهل بأبنائهم. عائلة ثريّة وفيها الأم (هيام أبو شديد) مشغولة بلعب الميسر ولا تتنبّه لمشاكل ابنتها (زوريا إبراهيم) التي تحمل إثر علاقة تقيمها وتسافر لتضع مولودها في سويسرا، وترضى بأن يكون لديها ابن لا يعترف به والده (جان دكّاش). كما نرى سائق سيارة التاكسي (نقولا دانيال) الذي يجول في شوارع بيروت، ويربط الشخصيات بعضها ببعض، مع صياد سمك (حسام الصباح)، على الكورنيش».

يضع أضباشي اللوم دوماً على فريق الإنتاج، محاولاً التنصّل من أي مسؤوليّة إزاء موافقته على العمل ضمن شروط إنتاجيّة غير واضحة، وخصوصاً أن تنفيذ النص تأجّل أكثر من مرّة، وما كان عليه الموافقة على استكمال التصوير في ظل هذه الضغوط. لكنّ بمجرد موافقته على التنفيذ، فإنّه سيتحمّل مسؤوليّاته على اعتبار أنّ «إذا الأرض مدوّرة» يحمل توقيعه أوّلاً.


البروفات أوّلاً

رغم ضغط الإنتاج، حاول المخرج إيلي أضباشي (الصورة) تقديم عمل بشروط فنيّة جيّدة. فاستبق التصوير بشهرين كاملين تفرّغ خلالهما لتفريع السيناريو، واختيار مواقع التصوير. وأكثر ما يفاخر به هو إعطاؤه البروفات الوقت الذي تستحقه. وفيما لا يعترف الممثل ولا المخرج إجمالاً بضرورة إجراء تدريبات على المسلسل التلفزيوني، يصر أضباشي على الاجتماع مع الممثل في جلسات عدة، وهو يرفض ما يسمّى القراءات التي تجرى بوجود الممثلين جميعاً والكاتب. إذ يصف هذا الاجتماع بالـ«مسخرة». ودأب على اختيار ممثليه الشباب من الجامعات والشوارع، لكن «كان بإمكاني تقديم عمل بشروط أفضل لو أتيح لي الوقت الكافي»

الأخبار اللبنانية في

29/09/2009

 

كتّاب الدراما يطالبون بنصيب أوفر من مخصصات الإنتاج 

تكاد لوثة الارتفاع الجنوني لأجور الفنانين أن تنتقل الى كتّاب الدراما. ان لم تكن أصابتهم جميعاً من دون استثناء. فبعد أن بلغت أتعاب الممثلات والممثلين المصنّفين في خانة "النجوم"، أرقاماً قياسية في بورصة المسلسلات الرمضانية لهذا العام، جاء دور الكتّاب للمطالبة بنصيب وافر من الأرصدة المالية المخصصة لصناعة الأعمال على الشاشة الصغيرة.

ويتساءل هؤلاء الكتّاب، ومن بينهم كل من: محمد جلال عبدالقوي، يسري الجندي، محفوظ عبدالرحمن، أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر، عن الأسباب التي تحدو بشركات الإنتاج لرفع أجور فنانين من أمثال يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوي، الى ما يراوح بين أربعة ملايين جنيه مصري وستة ملايين. ويوجهون تهمة الإجحاف الحاصل بحقهم الى لجنة الأجور في اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر، خصوصاً بعد أن أقرّت هذه الأخيرة بألاّ يتعدى نصيب الكاتب 15 ألف جنيه للحلقة الواحدة. ويزعم هؤلاء أن شركات الانتاج الخاصة غالباً ما تغدق عليهم أجوراً دسمة جداً قد تصل أحياناً الى خمسة أضعاف ما يتقاضونه من التلفزيون الرسمي. ويدافع هؤلاء عن هذا الموقف باعتباره مطلباً محقاً للغاية ومهنياً أيضاً بالدرجة الأولى. إذ لولا إبداعهم في مجال الكتابة الدرامية ومعاناتهم الدائمة من أجل التوصل الى النصف التلفزيوني الأفضل، لما كان بمقدور الفنانين الحصول على أجورهم الخيالية. ومع ذلك يؤكدون أن الزيادة التي يصرّون على المطالبة بها لا تتعدى العشرة آلاف جنيه للحلقة الواحدة في أحسن الأحوال، وإلاّ فإن الأزمة بين الطرفين مرشحة للتفاقم بما لا تحمد عقباه.

والغريب أن النزاع بين جبهة الكتاب، من جهة، ولجنة الأجور في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، من جهة أخرى، يتوالى فصولاً في أصعب الأوقات على الأرجح. فالإنفاق المبالغ فيه على المسلسلات التي عرضت على الشاشة الرمضانية أخيراً، أصاب عدداً منها مقتلاً. إذ لم يتجاوز ثمن الحلقة الواحدة من الأعمال الدرامية التي تتميّز بنجومها "الكبار" 750 دولاراً. وعلّلت محطات فضائية وأرضية كانت تعرف، في السنوات الماضية، بقدرات مالية ضخمة، بإحجامها عن الإنفاق الذي دأبت عليه، الى تأثرها بالأزمة المالية العالمية الطاحنة. وتشير محطات التلفزة هذه الى أن لا شيء يبشّر في الأفق المنظور، الى احتمال أن تخرج من ارتباكها المالي. وهي تضغط، في الوقت عينه، في اتجاه خفض أجور الفنانين وعصر النفقات المترتبة على صناعة الدراما التلفزيونية، بذريعة الحفاظ على تقاليدها الرمضانية وإرضاء المشاهدين، وإلا فالأمور سائرة الى مزيد من التدهور.

الأخبار اللبنانية في

29/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)