تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

عين على الفضائيات

الجيران” و”عمر الشقا

مارلين سلوم

لسنوات طويلة غرقت الدراما الخليجية في سوداوية الحياة الأسرية وجنحت إلى إبراز مدى الظلم الذي يلحق بالمرأة وسوء استخدام الرجل لسلطته، وان خرجت إلى الشارع والى حياة وهموم الشباب فإنما لتعرض نماذج ضائعة ومنحرفة وعابثة. هذا العام انتفض بعض الكتاب على هذه النزعة الحزينة، وقدموا قصصا اجتماعية متنوعة أقرب إلى الواقع الذي نعيشه اليوم فيما عاش آخرون في أطلال ماض ذهب ومن المستحيل أن يعود بالشكل الذي نراه على الشاشة بصورة “سي السيد” الذي تحييه الكاتبة هبة مشاري حمادة في مسلسل “أم البنات”.

بعض الكتاب الخارجين إلى ضوء الواقع أثرى نصه بسيناريو شيق ورموز كثيرة تجبرك على الإصغاء والتمعن في الحوار الذي يدور بين الشخصيات، وبعضهم سرد الأحداث سردا وركز على الخطوط العريضة للمسلسل متناسيا أهمية السيناريو، فجاء المضمون هزيلا والحوارات عادية بلا قيمة أدبية وفنية. وهناك نموذجان مختلفان من هذه المسلسلات، الأول “الجيران” والثاني “عمر الشقا”.

 “عمر الشقا” الذي تلعب البطولة فيه النجمة المتألقة دائما حياة الفهد، تناولت فيه مؤلفته فاطمة الصولة قصة واقعية من المفترض أن تكون مثيرة، لكن المط في الأحداث أدخلنا في دائرة الملل قبل أن نصل إلى نصف المسلسل، وما زلنا حتى الآن ننتظر شيئا ما يحرك هذا الجمود. ورغم القصة الإنسانية التي تناولتها الصولة وان لم تكن جديدة على الشاشة، إلا أنه لم تعلق في أذهاننا أي عبارة أو جملة درامية مؤثرة، بل جاءت الحوارات عادية جداً.

على عكسه جاء مسلسل “الجيران” ثريا من حيث القصة والحوار، حيث عرف الكاتب عيسى الحمر كيف ينقل إلينا صورة من المجتمع الإماراتي بكثير من الواقعية، وان غاب المنطق عن بعض الأحداث وخصوصا تلك التي تتعلق بمهنة الصحافة. وإذا كنا أشدنا سابقا بأداء الفنان أحمد الجسمي في هذا المسلسل، فان هناك مجموعة من الفنانين أجادوا الأداء أمامه ونجحوا في الدخول إلى قلوب المشاهدين سواء عبر جعلنا نتعاطف معهم ونحبهم مثل هند البلوشي وأحمد ايراج بدور الزوجين سارة وراشد حيث أجادا التمثيل ونتمنى رؤيتهما في بطولات درامية لاحقة، أو نكرههم مثل صوغة التي برعت في تجسيد دور لطيفة الأنانية بل نراها كتلة شر في شكل امرأة، لتثبت تفوقها في الدراما على الأدوار الكوميدية التي تعودنا رؤيتها فيها.. ولعل من أجمل الرسائل التي يحملها “الجيران”، تلك الموجهة إلى الفتيات حول أهمية التعليم وعدم التسرع في اتخاذ قرار الزواج، لأن الحب وحده لا يكفي لمواجهة صعاب الحياة، إضافة إلى أن عمل المرأة ليس عيبا ولا المهنة التي تختارها تقلل من شأنها إذا كانت مهنة شريفة، وأهمية تشجيع المرأة ودعمها لتحقيق ذاتها. هذه الرسائل أقوى بكثير من تلك التي يعرِف المسلسل عن نفسه بها، والتي يقولون فيها إن المسلسل يحكي قصة علاقة الجيران ببعضهم وتأثير المتغيرات الاقتصادية في المجتمع، كما أن اسم المسلسل لا يعكس حقيقة مضمونه وكأنه لا ينتمي إليه، إذ إن العلاقات التي يتحدث عنها هي علاقات أسرية واجتماعية لا جيران فيها ولا فريج.

من أبرز العبارات التي نلتقطها من إحدى حلقات المسلسل وتعلق في أذهاننا، تلك التي تعبر فيها سارة عن المحنة التي تمر بها بعد انفصالها عن زوجها راشد الذي تحدت أسرتها والظروف للزواج به، حيث تقول “غلطتي أنني وقفت الجامعة، ظنيت أن الحب بيحميني”، وفي موقف آخر تبحث فيه عن عمل لتعيل نفسها وولديها بعد تذمر أخيها البخيل من وجودها في بيته ورفضه الإنفاق عليهم تقول “أشتغل سواقة تاكسي، وين المشكلة مش أحسن من القعدة بالبيت؟” يقابل هذه العبارات النابعة من هواجس امرأة مطلقة تسعى للنهوض من محنتها ومواجهة الحياة وحيدة مع طفليها، حوار بين طليقها راشد وزوجته الثانية ليلى يعبر فيه عن حزنه على طلاقه من سارة بقوله “كنت أظنها ضعيفة وتحتاجني ولن تتجرأ على هذه الخطوة، لكنني طلعت غلطان”.

حلقة واحدة عبرت عن حالات اجتماعية كثيرة، وخصوصا تعدد الزوجات والطلاق وأهمية التعليم فهو سلاح في يد الفتاة يجب التسلح به، واستهانة الرجل بقدرات المرأة واعتبارها كائناً ضعيفاً.. إضافة إلى رسائل أخرى كثيرة وضعها الكاتب في قالب درامي شيق وأجاد مصطفى رشيد إخراجها رغم النمطية في التصوير الداخلي وظاهرة غياب الأحياء الخارجية والمحيط والجيران والمدينة والحياة بكل صخبها عن كل المسلسلات الخليجية، وهو ما نتمنى أن تصل إليه الدراما لنرى فيها الحي الإماراتي والكويتي وغيرهما كما نرى الأحياء الدمشقية وقلب القاهرة النابض بالحياة.

smarlyn@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

10/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)