تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الخيانة الزوجية محور 30% من إنتاج سوريا الدرامي

دبي - جمال آدم

تلعب الدراما التلفزيونية العربية دورا مهما في لفت الأنظار إلى واقع الحياة وتطوره وتعاطيه مع الشأن الإنساني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي حتى من خلال الدخول في بوابة المجتمعات العربية التي تعتمد على إثارة الكثير من القضايا الجوهرية بين طياتها إلى درجة تحولت معها الكثير من الأعمال الدرامية العربية إلى وثيقة اجتماعية وإنسانية بالغة الدقة والتعقيد في آن معا لجهة المشكلات التي دخلت في تفاصيلها محققة معها حضورا فنيا وفكريا لافتا وساهمت بشكل او بآخر في تربية المشاهد العربي على مشاهدة أعمال ذات صلة بمجتمعاتهم وحياتهم الداخلية.

وإذا كانت الدراما المصرية قد نجحت في وقت سابق في إثارة الكثير مما يمكن ان نسميه قضايا اجتماعية معقدة ، حققت انتشارا واسعا من خلال العمل الاجتماعي وعملت على تسليط الضوء على مشكلات اجتماعية خلف الأبواب المغلقة وبالتالي صار لزوما على أي دراما مصرية فترة التسعينات ان تجتهد لترقى لمستوى تطلعات المواطن المصري والعربي في آن معا، ولعل السينما خاضت معارك كثيرة في هذا السياق نجحت من خلالها في الدخول في أماكن خطرة للغاية ونبهت إليها بطرق فنية وفكرية مختلفة في حين مضت الدراما السورية تحقق الوقع ذاته عبر الدراما التلفزيونية .وفي هذا الموسم يبدو أن المسلسلات السورية اعتمدت على جميلات الشاشة السورية وصارت تميل نحو عرض المشكلات الاجتماعية التي تأخذ طابعا تحذيريا مبالغا فيه .

والذي تغلب عليها الشهوة الجنسية التي تنتشر بين الأشخاص بحس شهواني ودون رقابة من قبل العقل ، فتصبح لغة المخاطبة تحذيرية، ويصبح توجه العمل هو طلب الحيطة من العائلة السورية والعربية إزاء ما يسمى بحالة الأصدقاء من الجنسين فرب من دخل من باب البيت أول مرة قادر ان يثير الشغب دون وازع أخلاقي .

ويدخل في الشباك في المرة الثانية في إشارة إلى ان المعايير الأخلاقية في المجتمعات ربما صارت تميل إلى التراجع وصار الصديق يعشق زوجة صديقه ويقيم معها علاقة والفتاة التي تجالس صديقتها صباحا قادرة ان تخرج مع زوجها ليلا وكل هذا برسم أعمال تقاطعت بقضاياها لتبحث في حالة غير مسبوقة في الدراما السورية حالة لا تستحق كل هذا التهويل بل ربما تثير فزع المشاهدين واضطرابهم في حالة التعامل مع هذه الأعمال كشيفرات تحذيرية تشابه حملات التوعية من أنفلونزا الخنازير مثلا ..!وهنا لا بد للدراما الاجتماعية ان تراجع نفسها وموضوعاتها في حال شكلت في طريقة تقديمها ما يشبه الرسائل التحذيرية المباشرة في تفاصيلها حالة الخطابية والشعارات الموجودة فيها .

وهذا العام واجهت أربعة أعمال التوجه ذاته ، فالعمل الأول هو «زمن العار» عن نص نجيب نصير وحسن سامي اليوسف وإخراج رشا شربتحي وبطولة كل من تيم حسن وبسام كوسا وسلافة المعمار وقمر خلف، ويبث عبر أثير تلفزيون دبي كعرض أول ، والمسلسل الثاني «شتاء ساخن» الذي يبث عبر شاشة تلفزيون أبوظبي وهو من تأليف فؤاد حميرة وإخراج فراس دهني وبطولة عباس النوري وباسم ياخور ومحمد حداقي ورنا ابيض وغيرهم.

والعمل الثالث اسمه «قلبي معكم» من تأليف أمل حنا وإخراج سامر برقاوي وبطولة عباس النوري وريم علي وحسن عويتي وضحى الدبس ، والعمل الرابع «عن الحب والعزلة» من اخراج سيف الدين سبيعي وبطولة عدد من النجوم الشباب في سوريا منهم رامي حنا عبد المنعم العمايري وكاريس بشار وغيرهم وفي كل هذه الأعمال نجد ان ما صار يشد المشاهد للطبخة الدرامية فيها هي البحث في الحالة ذاتها اذ تبدو حكاية الخيانات المتكررة واحدة من القصص التي صارت تتكرر مع هذه الأعمال ويبدوان الموضه هذا العام في الدراما السورية هو الخوض في تفسيرات تبث الخوف من هوامش حمراء.

حققت الكاتبة امل حنا حضورا فاعلا في المشهد الدرامي السوري وكان أهم وآخر ما قدمت مسلسل «أحلام كبيرة» الذي أخرجه الفنان حاتم علي قبل ثلاث أعوام، وتناولت فيه مفاصل اجتماعية عل غاية من الأهمية في علاقة الاجيال مع بعضهم البعض.

وإذا كان معروفا عن الكاتبة أمل حنا هو قدرتها اللافتة على الدخول في عمق قضايا الحارات الشامية الحديثة وعرض تفاصيل الحياة فيها بكل تمظهراتها السلبية والايجابية ،مع قدرة تحليلية في بناء الشخصيات التي تتبناها ،فإنها في عملها الجديد فيلاقلبي معكم فيلا تطرح قضية إشكالية في وقوع الدكتور بشر ، يؤدي دوره عباس النوري ، في غرام زوجة صديقه أمل وهو زميله وصديق عمره .

ولكن هول المفاجأة بالنسبة لها هو طلبه منها ان تبادر إلى الطلاق من زوجها حتى يتاح لها ان تحبه ويتزوجا لاحقا في طرح سافر يتناقض تماما مع كل ما قدمته الشخصية من حضور ايجابي في العمل، وإذا كان عباس النوري قد أعلن في تصريحات صحفية أن الشخصية التي يؤديها شخصية تتقاطع كثيرا بين ما يتخيله الإنسان.

وما يعيشه على ارض الواقع مؤكدا ان هذا التناقض هو السر الذي يعطي للحياة قيمتها وجمالها ، إلا أن المبالغة في تقييم علاقته مع أمل الشخصية الإشكالية في المسلسل وصلت حدا نسفت فيه قيما إنسانية واجتماعية على درجة عالية من الخطورة والأهمية، وقصة العمل بتفاصيلها تحكي عن بشر الذي يتزوج من حنان وهي فتاة صبية تصغره بعشرين عاما لأنه يعجب ببرائتها وبأنوثتها ولكنه يدرك بعد زواجه بفترة قصيرة جدا أن البراءة والشباب وحدهما لا يكفيان لملء حياته العاطفية .

وهو سيتعرف بعد زواجه بفترة قصيرة أيضا إلى أمل المرأة المتزوجة والأم ويعجب بها ولكن أمل وإن كانت معجبة ببشر إلا أنها ترفض الطلاق من زوجها سامي الزوج المتفاني في حبها والأب المثالي وبالتالي يجد العمل منفذا آخر لتتحول هذه العلاقة إلى صداقة تجمع بين الاثنين ، وربما كان هذا الحل الأخير إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن هذا ربما يأتي في وقت متأخر على الأقل إذا آمنا ان العمل الدرامي يجب ان يتضمن رسالة اجتماعية ما.

البيان الإماراتية في

09/09/2009

  

الحب يغيب عن الدراما والرذيلة تنتشر بين الشباب

«عن الحب والعزلة» هو العمل الثاني الذي وقع بنفس المطب هو عن نص الكاتب فادي قوشقجي ويتناول المسلسل مجموعة من المحاور التي تتداخل فيما بينها مشكّلة قصة اجتماعية معاصرة هي قصة الكثيرين ممن يشاركوننا الزمان والمكان..

وحسب توصيف الجهة المنتجة لقصة العمل فالمحور الأول هو ما يعانيه الإنسان من تخبط حين يفتقد للحب، أو حين يفشل فيه. ويبحث العمل حول إجابة عن سؤال ماذا يحدث للإنسان في ظل غياب الاستقرار العاطفي (والجنسي ضمناً)؟ كيف يعيش؟ كيف يفسر هذا الفشل؟ كيف يعوّض عنه؟ أي نوع من السعادة قد يبحث عنه في ظل فقدان هذا البُعد؟ وما نوع تلك المشاعر التي تتصارع داخله فيما هو يحاول أن يتصالح مع نفسه ومحيطه في ظل هذا الغياب؟والمفارقة أن أهم الشخصيات التي هجرها الحب في العمل هم أربعة أشقاء كان والدهم الراحل قد أطلق عليهم أسماءً يشكل جمع أحرفها الأولى كلمة «الحب»! إنهم (أكرم - لميس - حسام - بسمة)، وقد كانت لدى الراحل بدائل جاهزة لكلا الجنسين المحتملين لكل مولود منتظر. المهم أن يكونوا «الحب»! الرجل كان متفائلاً جداً بهم من هذه الناحية إذن.. لكنهم لم يكونوا عند حسن الظن!

أما ثاني المحاور فهو العوالم السرية الخاصة للإنسان.. فبسبب فقدان الحب، ولأسباب عديدة أخرى، يذهب المرء إلى بناء عالم خاص به أحياناً يحجبه عن عيون أقرب المقربين إليه.. وربما هذا ما دفع بلميس لإقامة علاقة مع زوج صديقتها الطبيب بذريعة أنها تجد فيه او عنده ملاذا لفشلها في حين هو يستغل أنوثتها ليقيم معها علاقة دون معرفة زوجته التي تعطي كل ثقتها لصديقتها والنتيجة هنا ان الثقة ستكون رسالة جديدة للعائلة العربية ، وكأن القيم المنهارة هي ما يجعل المجتمعات تتحرك وفقه، والعمل بطبيعة الحال يمضي الى حيث يقيم حدا لمثل هذه التجاوزات الانسانية ولكن إلى أين حقا يمضي في نشر الخوف بين الناس.

وفي «زمن العار» العمل الذي يحظى بإقبال كبير تبدو بثينة تؤدي دورها سلافة المعمار ، تبدو فاقدة لوعيها وهي تدخل بيتا في حارات دمشق الشعبية مع زوج صديقتها صباح التي تقابلها يوميا ، وتمضي معه وقتا غير قليل تفقد فيه عذريتها وانسانيتها وكل حالات الصدق والوفاء كي يتعهد لها انه سيتزوجها ولن يفعل وبأنه سيغير من كل نظام حياتها بحبه الجديد ولا يفعل طبعا وتواجه بثينة مشكلتها بطفل غير شرعي تجهضه حتى تحفظ ماء وجهها وحتى تدرك مدى الخطيئة التي ارتكبتها بحق نفسها وبحق إنسانيتها وأنوثتها.

ويمضي العمل ليجعل من هذا الموضوع المحور الرئيسي للأحداث وهنا يقدم النص المكتوب بعناية واهتمام عدة تبريرات موضوعية بالنسبة لحال بثينة أو إحساسها بالظلم من قبل أهلها الذين يعاملونها كخادمة لا أكثر والأمر الثاني هو قدرة زوج صديقتها يؤديه تيم حسن باللعب على عواطفها وتفعيل هذا بالممارسة الزوجية غير الشرعية.

ولعل تقدم بثينة بالسن قادها كي تقبل بالحلول التي وجدتها أمامها فما كان منها إلا ان تورطت فيما لا يحمد عقباه ، ولعل ابرز ما في هذا العمل هو حالة تفكك المجتمع الذي تعيشه معظم شخصيات العمل بحيث جعلت منه بؤرة للعار الذي تشهده المجتمعات العربية .

وتحلق معظم هذه الأعمال في سماء البحث عن رسائل تحذيرية اجتماعية وإنسانية ولكن لا يبدو الأمر مقبولا في ان يكون هناك مشكلات إنسانية سافرة إلى هذه الدرجة التي تجعل من خمس مسلسلات سورية على الأقل تعالج مسائل ذات صلة بكل ما ذكرنا.

وبالمقابل قد يبدو إفلاس الدراما السورية من طرح مشكلات اشد تأثيرا بالمجتمعات السورية والعربية قد جعلها تلجأ إلى الإثارة في طرح قضايا كهذه واغلب الظن ان الحس التجاري لعب دوره في بعض الأعمال عبر عملية شد ورخي مقصودة تتويجا لشعار الحلقات الثلاثين هو ما قاد للدخول في تفاصيل اللعبة التي فتحت أبوابها ولن تجد من يغلقها.

البيان الإماراتية في

09/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)