تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الفنان السوري لـ «الشرق الأوسط» : أفرح عندما أرى الدراما الخليجية تواكب صعود المجتمع الخليجي

غسان مسعود: أوقفنا تصوير مسلسل «معاوية».. وبصدد كتابة نص جديد

هشام عدرة

يعد الفنان السوري غسان مسعود، صاحب التجربة الفنية التي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، أحد الفنانين العرب الذي استطاع بجهد شخصي وعصامية وموهبة متألقة انطلقت من المسرح، حيث عشقه الأول والدائم، أن يحجز لنفسه موقعا في السينما العالمية، بعد أن نجح في تجربة هوليودية هي فيلم «مملكة السماء»، ولينطلق بعدها محلقا في أعمال كثيرة تركية ومصرية، ويستعد حاليا لأعمال فنية جديدة تحدث عنها لـ«الشرق الأوسط» في الحوار التالي معه من دمشق:

·     ما هي الأعمال الجديدة التي صورتها مؤخرا وخاصة الأعمال التي أعلنت عنها قبل فترة، ومنها تجسيدك لشخصية معاوية ابن أبي سفيان في مسلسل تاريخي عنه؟

ـ من المعروف أنه تم إيقاف تصوير مسلسل «معاوية» لما بعد شهر رمضان، وسنعيد بعد الشهر الفضيل التفكير فيه، حتى نصل للصيغة النصية التي نبني عليها آمالا، لتحقق اختراقا إيجابيا في وعي العامة حول المرحلة والشخصية. أما الأعمال الجديدة التي صورتها مؤخرا فهناك مسلسل «قاع المدينة» مع شركة «عاج» وإخراج سمير حسين، وحاليا أقرأ فيلما أميركيا جديدا يحمل عنوان «استري» أو «الشارد» وإن شاء الله يحصل اتفاق حول هذا الفيلم، وسيكون تصويره في الشتاء القادم، وأيضا انطلقت عروض فيلم «الفراشة» في اسطنبول بتركيا قبل شهر تقريبا، وهذا الفيلم صورناه في اسطنبول، ويعرض حاليا في ألمانيا وروسيا وتركيا، سيعرض في صالات السينما العربية قريبا.

·         هناك تسريبات صحافية قالت إنك اعتذرت عن تجسيد شخصية معاوية فهل هذا صحيح؟

ـ ليس الأمر اعتذارا عن أداء الشخصية، ولكن التأجيل كما قلت لك تم للوصول إلى صيغة نصية وموضوعية، وهدفنا من النص والدراما بشكل عام هو توحيد الكلمة ووحدة صف الأمة، ولذلك كان لا بد من إعادة قراءة موضوعية لما حصل في ذلك الزمان، حتى نحقق شكلا من أشكال الاختراق الإيجابي، وأنا أعني ما أعنيه والقارئ يعرف ما أعنيه في وعي الرأي العام. وحتى الآن الكتابات التي كتبت لهذا المسلسل وضعناها خلف ظهورنا ولم نتبناها، ونحن في صدد كتابة أخرى، ولم يتحدد حتى الآن من هو صاحب النص ومؤلف العمل بشكل نهائي، أما الإنتاج فهو لطلال عواملة صاحب شركة «المركز العربي»، وهو ليس صديقا منتجا، بل صديق وفنان.

·         وماذا عما قيل عن تأديتك لشخصية أسامة بن لادن في مسلسل تلفزيوني؟

ـ هذه صارت قديمة جدا، وأنا كما قلت في أكثر من مناسبة قرأت ذلك في الصحف، وكان للشركة وللمخرج رأي أحترمه جدا، وقد علقت على ذلك بأنها شخصية ملتبسة جدا، وسيبدو من الخفة أن أوافق فورا أو أرفض فورا، فلا بد من قراءة شيء ما على الورق لنفهم.

·         لماذا لم نشاهدك في أي عمل من مسلسلات البيئة الشامية؟

ـ هناك خصوصية لهذا الجانب في الدراما السورية وخصوصية ما، وأنا لم أكن شاهدا عليها ولم أعمل بها، وبالتالي لا أريد التعليق عليها لتبقى القضية خاصة بالنقاد، وتبقى موجة لها أناسها ومروجيها، ولها الذين يعملون فيها والذين ينتقدونها والذين يتابعونها، وأنا لست في هذا الجو، ولم يخطر في بالي أن أكون هناك، ولم يعرض علي في الوقت نفسه، وبالتالي هناك مسافة بيني وبين مفهوم الموجات، وأنا شخصيا كفنان لا أرتاح لمفهوم الموضة والموجة، ولا أرتاح لهذا النوع من الفن، فأنا بعيد عنه، وهو بعيد عني، وهذا شيء جيد ومرتاح جدا لذلك.

·     أنت عاشق للمسرح، وكنت قد قدمت في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عملا مسرحيا هو «عربة أسمها الرغبة»، هل برأيك المسرح السوري بدأ يتعافى أم أننا عدنا للوراء مسرحيا بعد الاحتفالية؟

ـ ليس مطلوبا بعد تجربتي المتواضعة في عرض «عربة اسمها الرغبة» من المسرح أن يكون حاضرا كما التلفزيون، فالمسرح من وجهة نظري كان وسيبقى فعلا استثنائيا، وحضوره استثنائي وهذا يعني أن إنتاجه سيكون نادرا، وأن حضور العروض الجيدة سيبقى نادرا، ليكن ذلك، أنا أتعاطى مع العرض المسرحي مثل القصيدة الجيدة، فليس كل يوم يمكن أن يعطوننا قصيدة جيدة مثل محمود درويش، أو مثل نزار قباني، والجواهري، ونزيه أبو عفش، ليس كل يوم من يعطيك قصيدة تحفر في وجدان الأمة وفي وجدان الناس، فليبق المسرح هكذا وليس فقط في احتفالية دمشق شهدنا نشاطا نوعيا فهو موجود حسب ذاكرتي حيث النشاط النوعي والاستثنائي موجود من الثمانينات وحتى الآن، ولكن نحن جيل التسعينات وأواخر الثمانينات أظن ـ وبتواضع أقول ـ أن جيلي حاول أن يعيد ثقة الجمهور بالمسرح، فصرنا نرى الآن في المسرح ألف متفرج في صالة العرض، وهذا لم نكن نشاهده على الإطلاق في فترة السبعينات على الإطلاق، أما الآن فنراه، ولذلك أقول، وبتواضع، ساهمت مع زملائي سواء في الإخراج أو التمثيل بإعادة ثقة الجمهور بالعرض المسرحي الجيد، وبات الجمهور يطالبنا بالمزيد سنويا، ولدي حاليا أكثر من مشروع مسرحي وقد أفكر حاليا، ومعروض علي مشاريع مسرحية لها علاقة بالميوزيك أو المسرح الاستعراضي المفتوح الكبير، قد أذهب إلى هذا النوع من الإخراج فهو يغريني، ولا بد أن يكون نوعا جماهيريا بامتياز، ولكن يغريني لإخراجه من وجهة نظر المخرج المسرحي المحترف، أي ألا أضحي بأي عنصر من عناصر العرض المسرحي لأجل الاستعراض، فلا بد أن تكون العناصر مجتمعة لمستوى من الفرجة المسرحية التي يتفق عليها كل الشرائح من النخبويين وحتى الناس البسطاء في الشارع.

·     هل لديك جديد في السينما المحلية خاصة مع اعتقاد البعض بأن السينما السورية بدأت تنشط قليلا من خلال إنتاج القطاع الخاص؟

ـ لا يوجد لدي أي فيلم محلي ـ وللأسف ـ ودعني أعلق وباختصار شديد، أنه حتى الآن وحتى هذه المقابلة أريد أن أتمنى وأحلم أن تكون هناك سينما وطنية.

·         ألا يمكن أن تشارك في تحقيق حلمك هذا؟

ـ لا.. والسبب لأنني لست صاحب قرار، ولست صاحب رأس مال، أنا فنان عندي أحلام وبضاعتي «الأحلام»، أما تطبيق هذه الأحلام على الأرض فهي تحتاج إلى رأس مال محترم، وإلى من يؤمن بأن هذا الفن هو فن ضروري جدا لصناعة الرأي العام، أما أنا فقد أبقى أحلم كل عمري، ولا أستطيع أن أحقق الحلم إلا إذا توفر هذان القطبان «صاحب المال» و«صاحب القرار».

·     شاركت في فيلمين أميركيين وفيلم قادم وفي فيلمين تركيين أي أصبحت فنانا عالميا، ولكن هناك من يقول إن هذه العالمية أوقعتك في مطب الانتقائية حيث إطلالتك في الأعمال المحلية التلفزيونية قليلة؟

ـ قد يكون هذا الكلام صحيحا إلى حد ما، ولكن ليس بالمطلق، لأنني في كل عام أو عامين أقدم عملا محليا أو عربيا، وعلى الرغم من الغزارة الإنتاجية فأنا كسول إلى حد ما، والسبب أنه لا توجد عروض لائقة، فليس مطلوبا مني أن أذهب إلى نص سيء أو إلى دور أو مخرج سيء وأعمل، أما عندما تقدم لي عروض محترمة ولائقة ستجدني موجودا بكثافة.

·         وتجربتك في السينما المصرية؟

ـ قدمت فيلمين في مصر، فيلم «جوبه» مع كامل أبوعلي، وهي تجربة أحترمها جدا، وقدمت تجربة سينمائية أخرى اسمها «الوعد» مع جهة لا أريد أن أسميها، وهي تجربة سيئة لا أحترمها لأنها لم تحترم نفسها.

·         كيف تنظر لتجربة الفنانين السوريين مع الدراما التلفزيونية المصرية؟

ـ برأيي الشخصي لا توجد موانع لذلك، وأنا لا أحبذ أن تقسم الدراما التلفزيونية الناطقة بالعربية إلى مصرية وخليجية وسورية لسبب بسيط، لأنها ليست المرة الأولى التي يعمل فيها فنان سوري ومصري في عمل واحد، ومن يرجع إلى التاريخ سيجد هذه الظاهرة موجودة منذ عام 1940 أو قبل ذلك، حيث كان فنانون سوريون يعملون في مصر، وكان العكس بالعكس، والآن يعمل فنانون سوريون ومصريون وخليجيون وأردنيون في مسلسل واحد ما المانع؟ وبرأيي أنه عندما حصلت بعض السجالات بين الفنانين السوريين والمصريين أظن أنها كانت سجالات غبية، لأن من قاد هذه السجالات يبدو أنه لم يقرأ التاريخ.

·         وما رأيك في الأعمال التركية المدبلجة؟

ـ لست معنيا بها، فأنا لا أعرفها ولا تعرفني ولا أشاهدها ولا أتخيل أن أحدا يعرفني سيعرض علي المشاركة في هذه الأعمال، وهم يعرفونني جيدا، وأنا أشكرهم لأنه لا أظن بأن يغامر أحد منهم ويعرض علي عرض كهذا.

·         هل لديك طموح لإخراج عمل تلفزيوني؟

ـ لا مطلقا، فهناك مخرجون جيدون جدا، ولن أحقق أي إضافة لعملهم الإخراجي، أما تجربة بعض الممثلين الذين تحولوا لمخرجين لا بأس بها وأثني على بعضها ولا أثني على بعضها الآخر، وفي اللحظة التي سأفكر فيها بأن أكون مخرجا سأذهب للسينما.

·         وهل لديك طموح لأن تكون منتجا أو مديرا عاما لشركة إنتاجية؟

ـ لا لأنني سأكون فاشلا، لأنني لا أعرف كيف أعمل بالمال، والذي يعمل به سيكون أمام حالتين: إما أنه سيسرق الأموال وسينتج بملاليم وهذا للأسف يحدث كثيرا، وإما أنه سيصرف الأموال وسينتج بشكل محترم وهذا نادر جدا، وأما من ينتج بنفسه كي يكون نجما وبطلا ـ وأنا ليس عندي هذا المركب النقص لحسن الحظ ـ ولكن أريد أن أستثني هنا، وأقول إن من حاول أن ينتج بشكل لائق ومحترم ويغني الحركة الفنية والدراما التلفزيونية السورية من الفنانين الشباب، فلا أستطيع إلا أن أحترمها مثل تجربة مسلسل «أسمهان» لفراس إبراهيم مثلا، أحترمها لأنه ابتعد إلى الوراء ولم يكن بطلا، وأحترم تجربة جمال سليمان، فهو أنتج بعض الأعمال بشكل لائق ومحترم، وهناك كثيرون ممن لديهم نوايا طيبة ومن لديهم توجه فعلي وحقيقي لأن ينتجوا فنا راقيا دون وجود مركبات نقص ونوايا للسرقة ولكنهم يبقون قلائل.

·         ولكن هناك تجربة لك لاقت بعض الانتقاد مع الممثلة المنتجة سوزان نجم الدين، في مسلسل «الهاربة».

ـ سوزان نجم الدين، قدمت جهدا واجتهادا، إن أصابت فلها أجران وإن لم تصب فلها أجر واحد. وأتمنى ألا نكون قساة على بعضنا بعضا، وأن ننظر إلى الجانب الإيجابي من التجربة مهما كانت هذه التجربة وبالمحصلة سوزان أنتجت بأموالها وهذا أمر ليس سهلا فهي مغامرة صعبة، وبالتالي علينا أن ننظر إليها بموضوعية.

·         ما رأيك بالدراما الخليجية؟

ـ نحن ننتظر منها الكثير ولديها مبادرات شجاعة ولا بد أن تكون هناك دراما خليجية وطنية، هذا أقل ما يمكن، فالمجتمع الخليجي مجتمع صاعد ومجتمع فتي وشبابي وحيوي جدا، انظر إلى الخليج تجد حيوية العالم موجودة في بعض المدن الخليجية، هذا مؤشر مهم جدا لا بد أن تواكبه الدراما الوطنية الخليجية، وأنا أفرح عندما أرى أن الدراما الخليجية تصعد وتواكب صعود المجتمع الخليجي.

الشرق الأوسط في

04/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)