تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

أوراق شخصية

تحت الرقابة

امال عثمان

بعد أن أمضيت عشرة أيام كاملة أمام شاشة التليفزيون أتنقل بين قنواته الفضائية والأرضية، وألهث خلف جبل مسلسلاته المصرية منها والعربية، أستطيع القول أن مستوي الأعمال الدرامية المعروضة هذا العام أفضل من العامين الماضيين، وأن هناك مسلسلات تستحق المشاهدة والمتابعة لكنها ظلمت وسط هذا الطوفان المنهمر علي الشاشة من كل حدب وصوب!

وقد اعتدت أن يكون اليوم الأول هو مفتاح عبوري إلي مغارة المسلسلات الرمضانية التي أدخلها بكل طواعية في وقت مبكر ولا أخرج منها إلا بعد انقضاء الشهر الكريم ، فمهمة متابعة الأعمال الدرامية تبدأ معي أنا والزملاء من السادة النقاد أعضاء اللجنة العليا للمشاهدة ، قبل حلول رمضان بحوالي شهرين، يقوم خلالهما أعضاء اللجنة بمشاهدة 8 حلقات يوميا من كل مسلسل، إلا أن ذلك لا يمنحنا فرصة مشاهدة كل ما هو معروض علي الشاشة، كما أن معظم الأعمال التي نشاهدها لا تكون بصورتها النهائية، وأود هنا التأكيد علي أن دور اللجنة ليس رقابيا، وإنما توزع الأعمال علي أعضاء اللجنة للحكم علي المستوي الفكري والفني للمسلسلات، وترشيح الأعمال التي تستحق العرض علي شاشة التليفزيون المصري في هذا الشهر الذي ترتفع فيه نسبة المشاهدة التليفزيونية بصورة كبيرة ، وإذا كان رأي اللجنة ملزماً للمسئولين في ماسبيرو، فانه لا علاقة له بأي شاشة أخري مصرية أو عربية، وهناك أعمال كثيرة رفضت اللجنة عرضها طوال السنوات الماضية، لكنها وجدت لنفسها - بطرقها الخاصة - مكانا علي الشاشات الأخري!

ورغم قناعتي بقدرة بعض الأعمال المبتذلة علي العبور للجمهور وكذا قدرة بعض الأعمال الهابطة علي اختراق الشاشة، إلا أن هذا كله لا يعطي الحق لأي شخص أن ينصب من نفسه ــ الأمارة بالسوء ــ قيما علي تلك الأعمال، ويفوض نفسه ــ بدون وجه حق ــ متحدثا باسم الجمهور، ويمنح ذاته المتضخمة سلطة الحكم علي الآخرين، وفرض آرائه وذوقه علي ما يشاهده الناس!

وقد اعتاد أحد المحامين أن يقحم نفسه من حين إلي آخر في هذه القضايا، ويقوم برفع دعاوي قضائية عبثية وارسال إنذارات استعراضية، يطالب فيها مرة بمنع الأفلام وأخري بملاحقة الأغاني والمسلسلات وغيرها من القضايا التي تجعله تحت الأضواء، ولا يفوت هذا المحامي الهمام فرصة لأن يملأ عريضة دعواه بكل عبارات الإساءة والتجريح والتحريض ضد أصحاب تلك الأعمال ومبدعيها، ليس هذا فحسب بل إنه يستخدم أيضا عبارات مسيئة وكلمات جارحة ضد المسئولين الكبار الذين يطلق عليهم إنذاراته الصاروخية، وعرائض دعواه القضائية، تلك الإنذارات التي يقوم بنفسه بتوزيعها علي وسائل الإعلام لعل وعسي إحداها تهتم بوضع اسمه علي صفحاتها!

والحق أقول إنني لا أجد مبررا واحدا للصمت علي تلك الإهانات، والإساءات التي يطلقها هذا المحامي الجهبز هنا وهناك دون حسيب أو رقيب! ولا أعطي عذرا للصمت الرهيب الذي يبديه السادة الذين يجلسون علي مقاعد مجالس النقابات الفنية، فمن واجبهم أن يحفظوا كرامة من منحوهم أصواتهم وثقتهم! ولا أعرف لماذا يصمت المسئولون عن هذه الإهانات وتلك الإساءات التي تزخر بها هاتيك الأوراق التي تفوح بأبشع الكلمات وأحطها؟! أليس من حقهم رفع دعاوي سب وقذف ضد هذا المحامي الضال الذي تمادي في غيه، وأقدم علي كل تلك التجاوزات، وذلك التحريض العلني لا لشيء سوي لأنه لم يجد من يتصدي له؟!

إن السادة المسئولين لديهم إداراتهم القانونية، كما أن هناك كتيبة من المحامين لكل نقابة فنية، وهؤلاء جميعا يعرفون كيف يتصدون لمثل تلك الإهانات التي فاقت كل تصور وكل حدود.. صحيح إنني أؤمن بحرية الرأي والتعبير لكن الصحيح أيضا أن الحرية لا تعني الطعن في شرف الآخرين، والتنكيل بهم والتحريض ضدهم!

> > >

لم أنجح منذ اليوم الأول - مثلما حدث خلال أعوام سابقة - في تحديد المسلسلات والبرامج التي سأضعها تحت المراقبة وأجعلها ضمن أولويات قائمة مشاهداتي اليومية، فكم الزخم والزحام الهائل للبرامج  والمسلسلات التي تستحق المشاهدة، إلي جانب نجاح عدد كبير من المخرجين في جذب المشاهدين من الحلقات الأولي أوقع الكثيرين في حيرة جعلتني لا أتعجب عندما سمعت من أحد الأصدقاء أنه قرر إغلاق التليفزيون نهائيا واللجوء للقراءة، بعد أن شعر أنه غير قادر علي تحمل هذا الطوفان الرهيب من مسلسلات وبرامج رمضانية ما أنزل الله بها من سلطان!

ولكني أستطيع من خلال محصلة مشاهدات الأيام العشر الأولي القول إن أكثر ما يميز أغلب الأعمال الدرامية هذا العام هو الصورة فائقة الجمال، والجودة التي تقترب من الصورة السينمائية، واستخدام كاميرات التصوير الحديثة عالية التقنية في تصوير عدد كبير من المسلسلات، إلي جانب التميز الواضح في الأداء التمثيلي ، وهوما جعلنا نتابع كل يوم مباراة ممتعة في فن رفيع الأداء بين الممثلين ، صعدت بمستوي كثير من الأعمال وجعلتنا نغفر أخطاء وخطايا بعض المؤلفين، والمخرجين الذين يخوضون الصراع الرمضاني بلا رحمة !

 وفي رأيي إن أغلب النجوم الكبار إن لم يكن جميعهم حرصوا هذا العام علي تقديم أعمال أفضل مما قدموه العام السابق، ونجح عدد آخر من النجوم الجدد في فرض أسمائهم ووجودهم علي الساحة الفنية، وحجزوا لأنفسهم مكانا علي خريطة الأعمال الدرامية في الأعوام القادمة .

> > >

اختار الفنان يحيي الفخراني شخصية من لحم ودم تحمل في داخلها الكثير من الشر وأيضا الكثير من الخير ، شخصية المحامي الذي يستخدم الآلاعيب والحيل للوصول إلي أهدافه ومطامعه المشروعة وغير المشروعة، صحيح أن الفخراني عاد بهذا العمل إلي ملعبه الذي يتفرد متألقاً فيه.. لكن هذا لا يعني أنه لا يقدم دورا جديدا ، فهو فقط يحتفظ بالملامح الإنسانية والشخصية التي يضيفها علي جميع الأدوار التي يلعبها، والتي تجعل المشاهد يشعر بأن المؤلف قد رسم الشخصية له وصاغها علي مقاسه ومواصفاته ولا يمكن لممثل آخر أن يلعبها!

> > >

حالة من النضوج الفني والتعايش الشديد والصدق جعلت النجمة ليلي علوي تقدم أحد أجمل الأدوار للشاشة الصغيرة في مسلسلها الجديد »حكايات وبنعيشها«، التي جسدت من خلاله أجمل مشاعر الأمومة والأنوثة من خلال شخصية »هالة« المرأة الطيبة التي تبحث عن الأمان والزوج والأسرة، وكيف يمكن أن تتحول المرأة من »قطة« أليفة مستكينة تعشق أولادها وتحتضنهم إلي »نمر« متوحش إذا شعرت بأن أحدًا يمكن أن يسرقهم منها، لم تبحث ليلي في عملها عن الجديد في الشكل - فقط - لتعود به للشاشة بعد عامين من الغياب، لكنها أيضا قدمت دورا جديدا وأداء يؤكد أنها فنانة قديرة تحترم فنها وجمهورها.

> > >

أثبت الفنان خالد صالح أنه نجم من طراز الموهوبين واستطاع أن يثبت أقدامه بقدرته علي التقمص بأداء تلقائي بسيط ومقنع، وبرغم أن البعض راهن علي أنه من خلال دوره في »تاجر السعادة« سيكون نسخة مكررة من الشيخ حسني تلك الشخصية التي جسدها النجم محمود عبدالعزيز ببراعة في »الكيت كات« إلا أن خالد صالح كسب الرهان وجسد شخصية الدجال الضرير بقدرة فائقة وبشكل مختلف.. فلم يرتد عباءة الشيخ حسني ولا حتي الشيخ إمام.

واستطاع أن يجعل من شخصية الدجال الضرير ماركة مسجلة باسمه في الدراما المصرية.

> > >

نجحت منة شلبي أن تثبت ذاتها كنجمة تليفزيونية قادرة علي الصمود في وجه المنافسة الرمضانية الشرسة، وأكدت أنها تستطيع أن تتحمل بطولة عمل درامي وحدها، فقد تألقت بشكل لافت للنظر في مسلسل »حرب الجواسيس« كما تألق فيه أيضاً الفنان الشاب شريف سلامة الذي أعتبره مفاجأة رمضان هذا العام، والذي نجح في تقديم شخصية »نبيل« الشاب المصري الذي يقع في براثن شبكة الجاسوسية بتلقائية ووعي شديد.. إنني أتوقع أن يحقق شريف سلامة من خلال هذا الدور قفزة كبيرة ليكون واحدًا من نجوم الصف الأول في الأيام القادمة.

ورغم عيوب الاخراج والتأليف في عمل ينتمي لحقبة تاريخية ماضية، إلا أن المسلسل يحظي بنسبة مشاهدة عالية تدعو للتساؤل.. هل الجمهور أصبح مدمناً لدراما الجاسوسية بصرف النظر عن أخطاء صناعها؟!

> > >

أعتقد أن مسلسلي »ليلي مراد« و»إسماعيل ياسين« سيكون لهما السبق في تعطيل مسيرة أعمال السيرة الذاتية في الدراما المصرية ،واغلاق الباب الذي فتحه نجاح الملك فاروق وأسمهان.. لقد أعاد إسماعيل ياسين وليلي مراد مسلسل فشل دراما حليم والسندريلا بامتياز.

ولا عزاء لعشاق دراما السيرة الذاتية والشخصيات التاريخية.

amalosman23@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

03/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)