تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

رؤية خاصة

ريتا هيوارث

رفيق الصبان

حياة مارجريتا كاسينوا المضطربة.. الحافلة بالمفاجأت.. تصلح لان تكون ميلودراما سينمائية من الدرجة الأولي.. تصور صعود وهبوط نجم هوليوودي كبير استطاع ان يحتل صدارة النجوم نحو القمة وفتنته وقوة حضوره ثم تلاشيء وخفت ضؤه شيئا فشيئا. وقسا عليه الزمان فحرمه من كل الصفات التي رفعته إلي القمة.. وتحول إلي عجوز خرفاء رسمت خطوط السنين علي وجهه أخاديدا وبدأ عميقة وأكل المرض الخبيث ما تبقي من ذكرياته وعقله.

مارجريتا كاسينوا التي حولتها هوليوود إلي نجمة صالحة تدعي (ريتا هايورث) هي ابنة لراقص اسباني ولواحدة من فتيات فرقة زنجفليد الشهيرة.. وجدت طريقها للرقص في كازينوهات لوس انجلس وهي لازالت في الثانية عشر من عمرها، ولم لا تجد الدرب مفتوحا امامها، وهي قريبة لنجمة الرقص الشهيرة (جنجر روجند) إبنة لابوين يعملان في دنيا الاستعراض؟

ومن خلال ظهورها علي المسرح.. لاحظها مكتشف النجوم في شركة فوكس فتعاقد معها لتظهر في افلام من الدرجة الثانية.. وفي ادوار من الدرجة الرابعة كفيلم (جحيم دانتي) أو (السفينة الانسانية) وعندما لاحظ مدير الشركة نضوج شخصيتها وكمية الفتنة التي يثيرها حضورها المميز.. قرر اعطاءها دور البطولة في فيلم (رامونا) الذي قررت الشركة انتاجه، ولكن لسوء حظ ريتا.. أبعد المدير عن عمله.. وحل محله مدير جديد لم يكن شديد الحماس لمارجريتا كاسينو ولم يرغب في اعطائها فرصة البطولة في فيلم من الدرجة الاولي، لذلك قرر استبدالها بنجمة كبيرة هي (لوريتا بونج).. وخرجت مارجريتا من (فوكس) لتتزوج أحد مدراء شركة كولومبيا الذي غير لها اسمها فأصبح (ريتا هايورث).. وجاءتها الفرصة عندما اختارها المخرج الكبير [هوارد هوكس] لتلعب دور البطولة الثانية في فيلم (الملائكة فقط لها أجنحة).. وفي هذا الفيلم تجلت فتنة ريتا هايورث كاملة وانوثتها المنتصرة.. مما جعل شركة (مترو) تستعيرها من (كولومبيا) لتجعلها تمثل أمام نجمتها الكبيرة جوان كروفورد دورا هاما في فيلم (سوزان والحرب) الذي يخرجه جورج ككور. وجاءتها فرصة كبيرة أخري عندما عملت مع مخرج شهير اخر هو (راوول ولشي) في فيلم (الشقراء الملتهبة).

لكن الفرصة الكبري جاءتها مرة أخري مع شركة فوكس حيث اختارها (روبين جاجوليان) لتلعب دور (دونياسول) في فيلم دماء ورمال امام فيرون باور، هذا الدور الذي فتح لها أبواب المجد.. والذي بلغت فيه (ريتا) قمة اغراءها خصوصا اثناء رقصتها التانجو في ثوبها الاحمر المكشوف. أو غناءها اغنية (القمر الأخضر) أمام فيرون باور المستغرق في النوم.

توجت ريتا هايورث بعد هذا الفيلم ملكة من ملكات هوليوود.. يتسابق عليها المخرجون وتتناقل سجلها الشركات وهكذا مثلت تحت ادارة شارل فيدور الذي سيخرج لها فيما بعد الكثير من افلامها الشهيرة، فيلم (هذه المرأة) واظهرت مواهبها الفذة في الرقص عندما شاركت فريق اسير بطولة فيلمين هما (حبيشي سالي) و(لن تكوني غنية).

ريتا هايورث لم تكن تملك صوتا جميلا.. لذلك كانت قائمة الاغاني التي غنتها في افلامها اغنيات لاصوات أخري.. غنتها عن طريق الدوبلاج.. ولكن موهبتها في الرقص كانت لاتجاري وقد احست الشركة التي تعمل معها بهذه الموهبة فحاولت استغلالها حتي أخر مدي. رقصت ثانية مع فريق اشير في فيلم )لم تكوني أجمل مما انت هي الان) ومع جن كيلي في (فتاة الكلان) و (الليلة وكل ليلة).

ثم جاءتها الفرصة لاثبات قدرتها كممثلة في فيلم شارل فيدور (جيلدا) الذي جعلها ملكة هوليوود المتوجة.. واطلاق اسم فيلمها الشهير هذا علي أول قنبلة ذرية القتها امريكا علي هيروشيما.

في هذه الفترة من النجاح الباهر.. تزوجت ريتا هايورث زوجها الثاني.. وهو العبقري (اورسن ويلز ) الذي حاول ان يغير تماما من شخصيتها في الفيلم الوحيد الذي اخرجه لها وهو (سيدة من شنغهاي) فجعلها تستبدل شعرها الاحمر الطويل الذي اشتهرت به.. بشعر اصفر قصير.. وحولها إلي امرأة شريرة.. تخدع الجميع.. وتموت فيه تراجيدية في قاعة فلافي بالمرايا.

هذا الانقلاب في حياة ومسيرة ريتا هايورث كان لها وسقوطها الجماهيري رغم ان (سيدة من شنغهاي) يعتبر الان من أعظم كلاسيكيات السينما.

وسرعان ما انفصلت هايورث عن اورسن ويلز لتعود لتمثيل افلاما استعراضية لم تحقق لها النجاح المنتظر كما في فيلم (هبوطا إلي الارض) الذي جسدت فيه دور مدربة الرقص اليونانية وغراميات كارمن الذي اخفقت تماما في تجسيد شخصيته النارية.

في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرتها.. قررت هايورث اعتزال الفن والزواج من الامير (كاري خان) زعيم الطائفة الإسماعيلية.. مما سبب فضيحة كبيرة في هوليوود.. هذا الزواج الذي جعلها تتصدر اغلفة اغلب مجلات العالم. لم يكتب له النجاح.. وانتهي بطلاق سريع.. عادت بعده ريتا.. إلي اضواء الاستوديوهات.. ولكن كان من الصعب استرداد الوهج والشهرة القديمة. وهكذا مر فيلمها (قضية في ترينداد) مرور الكرام، ولم يحقق تجسيدها لدور (سالومي) النجاح المنتظر.

وقررت هايورث مرة أخري ان تتحدي الزمن الذي يحاول ان يقهرها وان تثبت قدرتها التمثيلية بأن تلعب الدور الذي لعبته قبلها في الثلاثينات جوان كروفورد عن قصة شهيرة لسوبرست يوم باسم (الامطار) وهو شخصية ساري تومبسون الغانية التي تخرج راهبا عن دينه.. ليسقط في حبال فتنتها.

ولكن فتنة هايورث التي بدأت تتضاءل اضاعت تماما القناعة بالفيلم وكان علي هايورث ان تجد طريقا اخر لاستعادة مجدها.. وان تعود لمجالها الاول مجال الاستعراض.. وهكذا ظهرت في فيلم (النار تشتعل في الاسفل) ثم فيلم (بال جوي) حيث واجهت فرانك سيناترا.. وكيم نوفال التي كانت في أوجه توهجها.

ومرة أخري.. ارادت اثبات مقدرتها التمثيلية فظهرت في واحدة من اسكتشات فيلم (طاولات منفصلة) امام برت لانكستر.. ولكن هيهات ان يرجع الزمن إلي الوراء كل سنه تمر كانت تزيد من تجاعيد وجهها وترهل جسمها.. وريتا هايورث ترفض الاعتراف بان الزمن يمكن ان يقهر من جسدت في يوم من الايام (جيلدا) و (سالومي) وكارمن.. وهكذا قبلت ان تلعب أول دور لها في فيلم وسترن (حاذرا إلي كوندورا) لكن الوجه المشرق.. خبا تماما.. وكان عليها ان تعترف بهزيمتها.. وان تقبل مرغمة ادوارا ثانية في افلام تلعب بطولتها ممثلات شابات كما في فيلم (لصوص سعداء) و(عالم السيرك).. وفخ المال الذي لعبت فيه دور امرأة كهلة تحاول استدراج الان ديلون وابعاده عن عشيقته (آن مارجريت).. وكان اخر ظهور لريتا هايورث سنة ٢7٩١ في فيلم (غضب الرب) للمخرج رالف نلسن..

وانزلقت النجمة التي خبا نورها.. إلي الخمر والمخدرات.. التي زادت من تدهورها.. ومن انطفاء بريقها، ولم تعد تعرض عليها الادوار الثانوية، بل حتي الادوار الثالثة.. وزادت الامور سوءا عندما اصيبت ريتاهايورث بمرض الزهيمر الذي مسح ذاكرتها تماما، فنسيت من تكون.. وكيف كانت، وكيف اصبحت، ريتا هايورث.. فاتنة دماء ورمال وجيلدا القنبلة الذرية.. ما الذي يذكره منها جمهور اليوم..

الجمهور عاشق السينما وعاشق الكلاسيكيات.. سيذكرها من خلال (الافيش) الذي يمثلها في ثوب الساتان الاسود الشهير التي غنت فيه اغنيتها (ضع اللوم علي أمي) في فيلم جيلدا، والذي كان يلصقه علي جدران روما بطل فيلم سائق الدراجة لفينوريودوسيكا، هذا الاعلان المشئوم الذي جعله يفقد دراجته ومستقبله.

هذا ما بقي من الفاتنة التي ملأت سنوات الاربعين والخمسين والستين وهجا وألفا واغراء.. والتي حطمها الزمن تماما.. فاصحبت (شبه انسانة) في نهاية حياتها.. فتبسم بيلاهند.. عندما يذكر اسم (جيلدا) امامها، ورغم هذا كله. ستظل ريتا هايورث.. (جيلدا إلي الابد) وربما تكمن هنا حقا »معجزة الفن« واسطورة السينما.

أخبار النجوم المصرية في

03/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)