تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«تاجر السعادة» الكفيف يخطف عيون المشاهدين

دبي - أسامة عسل

على مائدة رمضان العامرة بعدد لا حصر له من الأعمال الدرامية، وبتوقيع كم مختلف ومتنوع جداً من الكتاب والمخرجين، لم يلفت نظرنا عمل يمكن أن يجعلنا نشده أفواهنا بصرخة (واو)، حيث بقيت غالبية المسلسلات على مستوى الحكي والإخراج نفسه.

ولم يحاول أي من المبدعين أن يقدم شيئاً جديداً، ورغم ذلك جاءت بعض الأعمال ممتلئة بروح وحماس ميزها عن سواها.. بالرصد والتحليل نعرض لعملين منها يستحقان المتابعة، عل وعسى أن يظهر لهما في الحلقات المقبلة أي كرامة، تجعل من موسم 2009 مختلفاً شكلاً ومضموناً. الضاحك الباكي حاول خالد صالح بتلقائيته المعهودة في تقمص شخصيات أعماله، أن يجعل من الشيخ مصباح بطل مسلسل «تاجر السعادة»، قماشة درامية عريضة جداً، تستفز ملكاته ليصنع منها كوميديا تعتمد على المواقف، وتدفع الناس للضحك في ظل الإحباط الذي يعانون منه، واستطاع بالفعل أن يخطف عين المشاهد، في محاولة للهروب من شبح الشيخ حسني أو النجم محمود عبدالعزيز في فيلم «الكيت كات».

وهكذا تبقى شخصية الكفيف جواز مرور نحو نجومية كبرى لمن يجسدها، فإما أن ترتفع به إلى مكانة أعلى تضعه ضمن قائمة الكبار، أو تهبط به وبتاريخه إلى منطقة مظلمة يصعب تجاوزها.

وبين محمود عبدالعزيز بتركيبته الرائعة والساخرة في «الكيت كات»، وأحمد زكي الذي جسد شخصية طه حسين في مسلسل «الأيام»، وقف خالد صالح مجتهداً في محاولة منه لاقتناص شخصية هي فرصة عمره، شخصية ثرية بالأحداث المركبة والمواقف الإنسانية، صحيح جاء في بعض الحلقات أداءه متفاوتاً.

حيث نجده تارة عملاقاً ملماً بمفردات الشخصية، وتعبيراتها اللاذعة، ومناطقها من الضعف إلى القوة، وتارة أخرى نجده يتعامل معها باستسهال، تحت تبرير أن المشاهد تعود عليه وسيقبله ويصدق أنه كفيف دون أي مجهود، رغم خصوصية الشيخ مصباح التي يمكن أن تجعل منه الفيلسوف «الباكي الضاحك» لهذا العصر.

حاول خالد صالح أن يضع بصمته على شخصية الكفيف، في جرأة تحسب له قبولها، فهي مغامرة ولكن محسوبة لتاجر السعادة، الذي يسعى إلية الناس، حيث يقعون فريسة للخرافات والدجل والشعوذة، معتقدين أن الشيخ مصباح يملك المقدرة على إسعادهم، وبجهد إخراجي واضح للشابة شيرين عادل، ننتظر الحلقات المقبلة، متمنين ألا يعطلها أو يفقد بريقها «التطويل»، الذي يأتي أحياناً على حساب السياق الدرامي.

إخراس الألسنة

بعيداً عن نور الشريف الممثل، يعلم المقربون من نور الشريف الإنسان، أن له أفكاره الخاصة وآراؤه الصريحة تجاه الكثير من الأحداث على مستوى القومية العربية، ويبدو أنه كان يبحث منذ سنوات عن برنامج «توك شو» جماهيري، يكون نافذة يستعرض فيها بطريقته المواضيع العامة والخاصة، مهما كانت جريئة أو صادمة للجمهور، فهو يدعوهم دوماً بكلمته القوية والمؤثرة «متخافوش».

والتي هي أيضاً عنوان المسلسل نفسه، الذي جاء ليحقق حلم نور الشريف في رمضان هذا العام، ليخترق مناطق شائكة من خلال تقمصه لشخصية «مكرم بدوي» صاحب قناة الشعلة الفضائية الخاصة، ومقدم برنامجها الرئيسي الشهير، الذي يناور ويحاور فيه ليكشف النقاب عن أمور مسكوت عنها مرتبطة باليهود والصهيونية، ودون أن يشعر المشاهد أنه يقدم ذلك في إطار درامي تقليدي.

وهكذا نعيش مع «مكرم بدوي» كل ليلة الحلقات وكأنها برنامج «توك شو»، يصرخ من خلاله في وجه الجميع قائلاً: (لا تحاولوا تزييف الحقائق، أنا مؤمن أن كلمة الحق في زمن أتخرست فيه الألسنة، هو الطريق الوحيد لخدمة الناس، فكلمة الحق هي المؤثر الوحيد، تخافوا ولا ما تخافوش)، وكأنه يخاطب المشاهدين في كل مكان، وليس أعضاء الجمعية العمومية لقناته الفضائية.

حيث يتآمر بعض أعضائها للإطاحة به، وفي مشهد قوي من حيث التصوير والموسيقى وانفعالات الأداء، تأتي رسالة نور الشريف أو مكرم بدوي، الذي فقد من أجلها زوجته وابنته في حادث مدبر في باريس، لتكون هذه الكارثة أيضاً بمثابة رسالة تحذير ممن فضحهم، بأنهم لن يسمحوا بتجاوزاته، وتتوالى المواقف بين الشجاعة والجبن، الحق والإرهاب، الخوف أو اللاخوف، فإلي متى يصمد بطل «متخافوش»، وكيف تكون نهايته على أرض الواقع؟ هذا ما تفصح عنه الحلقات المتبقية من المسلسل.

لزوم الشيء

* يارب تشابهت علينا المسلسلات، فلم نعد نفرق بين الأدهم ولا أدهم الشرقاوي ولا يسرا ولا ميرفت ولا بين لطفي أبو عوف ولا عزت لبيب ولا هالة ولا ميمي، وتداخلت أمامنا البرامج فلم نعد نعرف من الضيف ومن المضيف، وأين السؤال وأين الإجابة، ومن دبر المقلب، ومن المقلوب؟

؟ منذ سنوات نقول: إن هذا العدد الكبير يحول مسلسلات رمضان إلى بوفيه مفتوح، فيه المشوي والمقلي والمحمر، لكن المسلوق غالب على معظم الأعمال، لهذا أنصح المتفرج الكريم باستخدام (الفوار) لأن عملية الفرجة عسيرة الهضم!

* «ابن الأرندلي» وقف على «البوابة الثانية»، وكان في حالة «هدوء نسبي» وادعى بأنه «تاجر السعادة»، ولأنه «وعد ومش مكتوب» والمتفرج يقول «أنا قلبي دليلي»، اتضح أنها «عصابة بابا وماما»، وقال المشاهد «حقي برقبتي»، لأنهم يريدونها «رحايا« في شهر «خاص جدا».

البيان الإماراتية في

02/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)