تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يقفون صفاً واحداً بجانب العمالقة

"فينيسيا" يفتح أبواب المجد للمخرجين الجدد

محمد رضا

يقف في سباق مهرجان “نيسيا” السينمائي الدولي هذا العام مجموعتان من المخرجين، مجموعة تتألف من مخرجين خاضوا غمار السينما منذ عقود، ومجموعة يخوضونها للمرة الأولى، أو خاضوها حديثاً على أي حال. وفي حين كان مهرجان “كان” أبرز ناصية المخرجين الجدد حتى انه رفض فيلماً مهماً لفرنسيس فورد كوبولا، مفضلاً، كما ذكر رئيسه جيل جاكوب سينما متجددة تحمل سمات سينما المؤلف الحديثة، الا أن خطة الرئيس التنفيذي لمهرجان نيسيا هي أن الفيلم الجيد بصرف النظر عما إذا كان لمخرج جديد أو قديم أو من جيل الوسط، يجب تقديمه- وهذا في الحقيقة هو الاختيار الأكثر صواباً.

بناء عليه، فإن الناظر إلى القائمة التي تتألف منها لائحة الأفلام المشتركة في المسابقة سيجد بينها اسماء مخرجين لهم باع طويلة، وأخرى لمخرجين جدد على نحو أو آخر. الفرنسي جاك رييت مقابل المصري أحمد ماهر، والإيطالي جيسبي تورناتوري في مواجهة السريلانكي فيموكتي جاياسوندارا كذلك الألماني رنر هرتزوغ ضد الأمريكي تود سولوندز أو التركي فاتح أكين.

في الوسط مجموعة ثالثة قوامها الأمريكي مايكل مور، والبلجيكي جاكو فان دورميل، والفرنسية كلير دنيس، والفرنسي باتريس شيرو.

ما يؤمنه ذلك  نظرياً على الأقل  تعدد أساليب العمل المتعددة أساساً حتى ولو كان المهرجان كله قدامى أو كله جدداً، لكن الباحث سيجد علاوة على هذا التعدد من المخرجين الجدد من يؤمن بأسلوب تعبير مغاير وجديد لسينما الأمس ومن يجد بينهم أولئك الذين يعتبرون أن هناك الكثير مما يمكن استيحاؤه من أفلام الأجيال السابقة لهم ويمني النفس بصنع أفلام تنتمي إلى رحيق تلك الفترة.

التجربة المصرية

المخرج المصري أحمد ماهر سيكون موضع اهتمام من قِبل عديدين في الوسطين الفني والإعلامي. هذا هو فيلمه الأول الذي كتبه بنفسه وناضل من أجل إنتاجه لسنوات طويلة قبل أن يقع المشروع بين يدي الناقد علي أبو شادي الذي أعجب به وقدمه إلى وزير الثقافة فاروق حسني ووقف إلى جانبه لثلاث سنوات. الفيلم بذلك أول إنتاج لوزارة الثقافة المصرية في عهد حسني الذي يتولى الوزارة منذ نحو عشرين سنة.

قبل عامين، حين تم انتخاب فيلم “حدوتة مصرية” ليوسف شاهين وخالد يوسف إلى مسابقة “نيسيا” عزي الأمر إلى أن رئيس المهرجان كان يعلم أن هذا الفيلم هو آخر ما سيستطيع المخرج الراحل تنفيذه لذلك اعتبره بمثابة تحية له أكثر منه إعجاباً حقيقياً بالفيلم. هذه المرة ليس هناك مثل هذه الحسابات. الفيلم يبدو أنه من الإجادة بحيث لم يكن من الممكن إغفاله أو إغفال روحه الشابة التي لم توفرها السينما المصرية على نطاق عالمي، كما هو الحال اليوم.

الفرصة لدخول عرين الأسود مواتية أيضاً للإيرانية شيرين نزهت التي تشترك بفيلمها الروائي “نساء بلا رجال” في المسابقة الرسمية.

عمرها 52 سنة، لكنها لم تقدم سابقاً على تحقيق فيلم روائي طويل، بل اكتفت بأفلام قصيرة حققت أولها “مشاغب” في إيران، ثم حققت الباقي في الغرب ومعظمها في الولايات المتحدة.

أي لغة تعبيرية يتخذها أحمد ماهر أو تعمد إليها شيرين نزهت ليس معروفاً بعد لحداثة كل منهما، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لمعظم المخرجين الآخرين المشتركين في هذه الدورة.

نعرف مثلاً أسلوب رنر هرتزوغ الصدامي مع البيئة التي يضع فيها أفلامه، وفيلمه الجديد هو “ضابط سيئ: ميناء نيو أورليانز” وهو مشروع أمريكي يثير أسئلة من حيث أهميته، فهو يستعير الشخصية التي كان لعبها هاري كايتل قبل خمس عشرة سنة في فيلم أبل فيريرا “ضابط سيئ” لكن مع نيكولاس كايج هذه المرة.

كذلك نعرف كيف بلور المخرج “التركي  الألماني” فاتح أكين أعماله القليلة السابقة بدءاً من “صدام” حول صراع الثقافتين التركية والألمانية وما تمثله كل منهما (قديم  حديث، أول  آخر..) وبالتالي ما هي لمسته الخاصة في فيلمه الجديد “مطبخ أصيل”.

وكل من الإيطالي جوزيبي تورناتوري، الذي يفتتح المهرجان بفيلمه “باريا” والفرنسي باتريس شيرو الذي يقدم فيلمه “اضطهاد” يميلان إلى سينما ذات قوام استعراضي مشغولة بنفس الكاميرا ذات الحركة النشطة والمشاهد الكبيرة في تأليفها وتنفيذها ولو أنهما يختلفان في كل شيء عدا هذين الاختيارين.

ستكون دورة مهمة بلا ريب والأرجح أنها ستكون أفضل من دورة العام الماضي وأفضل من دورة “كان” لهذا العام. 

 

هواة الأكشن يحتفون ب”جي آي جو

هواة سينما الأكشن و”السوبر هيرو” والأعمال المنتقلة من صفحات مجلات الكوميكس إلى الشاشة يحتفون هذه الأيام بوصول فيلم جديد من هذا النوع إلى الصالات. ففي الخامس من هذا الشهر في عواصم أوروبية، وفي السابع منه في أمريكا وحول العالم، باشر فيلم “G. I . Joe:  Rise of the Copra”.

عروضه السينمائية حاملاً بذلك مجموعة جديدة من الأبطال تسعى ومن دون شك للإطلال مرة بعد مرة كما عودتنا الأفلام الاستهلاكية الأخرى.

أصل هذا الفيلم يكمن في شخصيات تم ابتكارها سنة 1982 واستمرت متداولة في قصص مرسومة ومطبوعة حتى العام 1994 على صفحات “مارل كوميكس” إحدى أكبر دور النشر المتخصصة في هذا النوع من الترفيه الشعبي.

أبطال القصص ينتمون إلى فريق عسكري متخصص بالعمليات الصعبة. الهدف -مرة أخرى- الدفاع عن أمريكا ضد الأعداء المحيطين بها في أحداث تنتقل بين باريس وموسكو ووواشنطن وسيدني والصحراء العربية، لكن التصوير تم ما بين لوس أنجلوس واستديوهات باراندوف في مدينة براغ). هذا التصنيف واختيار ستيفن سومرز لتحقيق الفيلم يكشفان عن استمرار منهج ذي نزعة عسكرية هي ذاتها التي أقدمت عليها أفلام زاك سنايدر السابقة، مثل “يوم الأحياء الموتى” و”300” ثم “الحرس” او Watchmen، وهي أيضاً ما تميز أفلاماً سابقة لجيمس كاميرون (مثل “غرباء 2” و”أكاذيب حقيقية”) وحتى أفلام سومرز نفسه (“المومياء” و”فان هلسينغ” و”المومياء 2”). فالجامع بين هذه الأفلام إيمانها بالحل العنيف الذي يعبر عنه مدنيون أمريكيون يعمدون إلى السلاح كحل للمشكلات الناتجة عن مجابهات معظمها مع أغراب، أو بالحل العسكري الحامل لطينة فاشية تتبدى أكثر ما تتبدى في أفلام زاك سنايدر.

في العام 2003 قرر المنتج لورنزو دي بونافنتورا أنه يريد تحقيق فيلم حول تكنولوجيا الحروب العسكرية الحديثة ما يعني أن حرب الخليج الأولى كانت منهج تفكير لما صاحبها -آنذاك- من اكتشاف العالم استراتيجيات عسكرية مختلفة عن تلك التي سادت في الحروب الكبيرة السابقة يبرز فيها الجانب التكنولوجي ويتقدم على الجانب البشري المباشر كما أكدت الحرب الثانية ذلك. حين سمعت شركة هاسبارو، التي كانت ابتكرت الشخصيات مرسومة ومصنوعة كألعاب ودمى وألعاب فيديو بذلك اتصلت بالمنتج وعرضت عليه اقتباس الشخصيات العسكرية المسماة بفريق “جي آي جو” لأنها تمثل ما يريد. طبعاً التقدم التكنولوجي كان كبيراً من الثمانينات والى اليوم، لذا فإن كل ما يظهر على الشاشة لمسات ترغب في بيع فكرة القوة الساحقة إلى الجمهور ما يعني، في استطراد، معاداة المبدأ الذي تعمد اليه الحكومة الأمريكية اليوم من محاولاتها (مزعومة أو غير مزعومة) تخفيف الإنفاق على الأسلحة النووية والسعي لإحلال السلام وتخفيف حدة التوتر العالمي.

في الحقيقة، كاتب السيناريو لهذا الفيلم هو مايكل جوردون، وهو كاتب سيناريو زاك سنايدر “300” الذي حاك حكايته على مجابهة لا تخلو من تشويه الآخر عمداً وإمعاناً في المتخيل الفانتازي بين الأسبرطيين (كممثلين للغرب) والفرس (كممثلين للشرق المتوسط).

لكن يجب القول إن السيناريو أعيدت صياغته أكثر من مرة وعليه فإن الإجابات المحددة حول هذا الفيلم وسياسته لن تُعلن الا بعد مشاهدته. المؤكد أنه سيفتح نقاشات كثيرة حول هذا الموضوع.

 

أوراق ناقد

خبرة بلاد برة

مخرج شاب من إحدى العواصم الخليجية بعث يسألني عن أي من مهرجانات الفيلم القصير العالمية يمكن أن أقترح عليه ليرسل فيلمه الجديد؟وحدث أن أتيحت لي مشاهدة فيلمه هذا ما جعلني أعاين بعض المهرجانات التي يمكن لهذا الفيلم أن يذهب إليها. لكن قبل الكتابة إليه فكرت في أن الفيلم الذي أخرجه إذ يمتاز بتنفيذ تقني جيد من تصميم وإدارة كاميرا إلى فهم المونتاج وخصوصيته بالنسبة لنوع الفيلم الذي حققه، إلا أنه يحتاج إلى سبب. للإيضاح، فإن الفيلم الذي أخرجه، والذي لا أستطيع ذكره أو ذكر اسم صاحبه لأني لم آخذ موافقته على ذلك، يبدو كما لو كان مشهداً ضمن فيلم طويل. حيث البداية في مشاهد سابقة والنهاية في مشاهد لاحقة، كذلك ما يُعرف ب”المفاد” أو “الرسالة” أو ما يتوخى الفيلم قوله. أي فيلم، حتى ولو كان أبسط فكرة وتنفيذاً وسواء إذا كان من دقيقة أو ثلاث ساعات يجب أن يحمل السبب. سواء كان مشهداً متخيلاً أو فيلماً عن واقعة بالغة الأهمية لنقل حادثة اغتيال فراند فرديناند التي فجرت الحرب العالمية الأولى على المخرج أن يجد دافعاً ومبرراً لما يقوله، وفيلم الصديق الشاب لا يحمل السبب بل يحمل الشروط التقنية الصحيحة والجيدة.

كنت ذكرت هذا الموضوع في رسالة سابقة، لذلك ما علي الآن إلا أن أكتب له بضعة عناوين لمهرجانات ربما يهمها الفيلم وتكون أقل تدقيقاً فيما سبق وذكرته.

مخرج شاب آخر كان درس في الإمارات وعاد الآن إلى سوريا وكتب إلي يقول إنه سيصل إلى لوس أنجلوس بعدما استطاع الحصول على منحة محدودة. وذكر في رسالته معنى محدودة: هناك جهة تدفع النصف لكن النصف لا يكفي وعليه أن يجد عملاً وتمويلاً يؤمنان انتقاله إلى هنا للدراسة.

وآمل له أن ينجح في محاولته هذه فالأفلام التي شاهدتها له أكثر من جيدة. أحدها (أولها) رائع. لكن المشكلة ليست في طموحه ولو أنها في ضيق الإمكانات. المشكلة أن السبب الذي يفكر مخرج ما باستكمال دراسته السينمائية في الغرب هو أن العالم العربي لا يوفر ذات القدرات والإمكانات، وحسب بعض الذين درسوا فيه، يعلم النظريات وبعض التطبيق لكنه لا يمنح المخرج الكثير من المعرفة للأدوات التي يستخدمها السينمائي العالمي لترجمة السيناريو إلى فيلم مصقول جيداً.

م .ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

10/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)