تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بين اثنين

من فنّان إلى.... أيرون مان

المسيرة غير السارّة لروبرت داوني جونيور

هوليود - محمد رضا

يتطلع روبرت داوني جونيور إلى الأشهر المقبلة باهتمام شديد.

لديه فيلمان ينتميان إلى السينما التجارية بالكامل. أوّلهما (شرلوك هولمز) الذي من المقرر له أن يعرض في الخامس والعشرين من كانون الثاني - ديسمبر هذا العام، و(ايرون مان 2) المبرمج للعروض في السابع من أيار - مايو العام المقبل.

لا شيء خطأ في ذلك والممثل عليه أن يترقّب ويخطط جيّداً إذا ما أراد الاستمرار في عمله والتمثيل، بالنسبة للمتعاملين مع الشركات التجارية الكبيرة سواء في هوليوود أو في سواها، يعرفون أن نصف أسباب نجاحهم يعتمد على ال (بزنس) ونصفه الآخر يعتمد على الموهبة.

ما هو غير طبيعي تماماً في مهنة الممثل روبرت داوني حقيقة أنه كان انطلق ووصل إلى الشهرة عبر أدوار مختارة جيّداً وأداءات يحب الجمهور ما تكشفه من موهبة ممثلها. فجأة قرر أن هذا لن يكون كافياً فقبل الظهور في بطولة (آيرون مان) في العام الماضي وهو فيلم مستوحى من شخصيات الكوميكس لعب داوني دوره فيه تحت أثقال بزّة من المعدن وغالباً من دون القدرة على التعبير بوجهه بسبب القناع الذي ارتداه والذي لا تعرف معه إذا ما كان روبرت داوني ما زال تحت تلك البزّة أو أن بديلاً له هو الذي يقوم بتلك المشاهد خطرة كانت أو غير خطرة.

نجاح (ايرون مان 2) كان من الحجم بحيث تم الإقرار على ضرورة إنجاز جزء ثان في أسرع وقت ممكن ومع داوني أيضاً. في الوقت ذاته، كان مشروعاً تجارياً آخر يدق بابه هو (شرلوك هولمز) يلعب فيه دور التحري البريطاني المعروف..... ليس بالصورة والشكل المتّفق عليه من خلال الروايات والأفلام الكلاسيكية، بل على شكل كر وفر وقتال باستخدام فنون العراك الصينية والكثير من الفانتازيا التي لا علاقة لها بما كتبه المؤلف آرثر كونان دويل، ولا بالنسخ السينمائية العديدة التي تم إنتاجها في السابق.

هوليوود سعيدة بروبرت داوني لدرجة أنها خصصت، في الربيع الماضي، يوماً للاحتفاء به كنجم العام وذلك من خلال المناسبة السنوية المعروفة باسم Showest التي تقام في مدينة لاس فيغاس احتفالاً بهوليوود ورجالاتها وأفلامها.

الاحتفال به جاء مثيراً للاهتمام من زاوية أخرى: روبرت داوني هو نفسه الذي قال قبل سنوات إنه لا يشعر بأنه جزء من هوليوود: (كلما فكّرت بهوليوود أشعر بأني لا أنتمي إلى هذه الصناعة - ربما لأني مجنون).

لكن داوني الابن ينتمي إلى هوليوود عن طريق السلالة. فوالده هو مخرج بذات الاسم لم يكن معروفاً بقدراته الفنية الكبيرة، لكنه على الأقل قدّم ابنه ممثلاً في 1970 لأول مرّة. ابن الخامسة من العمر آنذاك خطا خطوة تبعتها خطوات في أفلام أخرى معظمها تحت إدارة أبيه، لكن هذا التوجّه ساهم في صياغة روبرت الابن صياغة فنية، وفي سن العاشرة كان يدرس رقص الباليه. كما أنه في السنوات الخمس عشر الأولى داوم الانتقال مع والده في أنحاء مختلفة من العالم مطّلعاً على ثقافاتها فأمضى وقتاً في فرنسا وآخر في بريطانيا وإسبانيا لكنه استقر في نيويورك حين بلغ السابعة عشرة من العمر مع هدف في رأسه هو أن يصبح ممثلاً محترفاً بعد سلسلة من الأدوار الصغيرة في أفلام مثل Weird Science, Back to School وBaby Itصs You فاز بدوره الرئيسي الأول في فيلم The Pick-up Artist إلى جانب مولي رينغوولد وعلى الرغم من أن النقاد كتبوا ملاحظين باستحسان مواهبه، إلا أن الأفلام المعروضة عليه بعد ذلك الفيلم لم تكن مهمّة. هذا إلى أن التقى ذات مرّة بطولة الفيلم الذي وضعه على كل لسان: شخصية تشارلي تشابلن في فيلم بيوغرافي عنه للمخرج البريطاني رتشارد أتنبروه. عن هذا الدور رُشِّح للأوسكار لكنه لم يفز به، هذا لم يمنع من استمرار مسيرته بالتصاعد فظهر في أفلام أخرى تحدّث فيها النقاد طويلاً عنه، ولمع من خلالها كنجم واعد. لكن كل شيء فجأة تحوّل إلى رماد بعد ذلك. في العام 1996 أوقفه البوليس وهو يقود سيارته بسرعة فائقة. اكتشف البوليس أنه كان مخموراً واكتشفوا في سيّارته عدّة الإدمان: كوكايين على هيرويين على وصفات أخرى غير قانونية. إدمان داوني كان بدأ قبل ذلك بسنوات لكنه اشتد في تلك الآونة وحتى تم إلقاء القبض عليه مجدداً سنة 1997 ثم بعد عامين، حيث قضى نحو ستة أشهر في السجن وأطلق سراحه ليعود إلى الاعتقال في نيسان - أبريل سنة 2001 .

كل ذلك جعل منه مادّة إعلامية لفترة ثم تعوّد الناس على غيابه عن الشاشة وليس عن الصحافة إلى حين خروجه من المصحّة في مطلع سنة 2003 حيث تبيّن أن المنتجين مستعدون لمنحه فرصة أخرى، وربما أخيرة، إذ سرعان ما تم إسناد بطولة فيلمGothika إلى جانب النجمتين هالي بيري وبينيلوبي كروز. منذ ذلك الحين أقلع تماماً وقبل أدواراً مثيرة للاهتمام كان آخرها الفيلم البوليسي (زودياك). حين ظهر ذلك الفيلم في مطلع العام الماضي، كان روبرت داوني جونيور وقّع على بطولة تحد جديد: هذه المرّة لن يلعب دوراً درامياً ولا دوراً كوميدياً، بل شخصية من شخصيات الكوميكس التي تنافس عليها عديدون سواه: شخصية آيلة إلى نجاح سينمائي كبير كشأن شخصيات الكوميكس الأخرى، وهي شخصية ذلك الرجل الحديدي الذي ابتكرها ستان لي، ذات مبتكر شخصيات (سبايدر مان) و(رجال إكس) وشخصيّات Fantastic Four, Hulk وDaredevil وكلها انتقلت إلى السينما بنجاحات متفاوتة.

حتى سنوات قليلة سابقة، كان داوني لا يزال يقبل على الأفلام ذات المعنى المصنوعة جيّداً سواء أكان لها نصيب من النجاح التجاري أو لا. ظهر مثلاً في (تصبحون على خير، حظ سعيد) الذي أخرجه جورج كلوني سنة 2005 حول الفترة الداكنة من تاريخ هوليوود حين سادت المكارثية وتم تحويل أميركا إلى حقل مخاوف من خطر شيوعي محكم. ظهر أيضاً في فيلم A Scanner Darkly هذا أنيماشن لكن إداء الممثلين لم يكن بالصوت وحده. لقد قاموا بتمثيل الفيلم فعلياً (أي بدنياً) قبل أن يقوم المخرج رتشارد لينكلتر بإدخال الفيلم الدجيتال إلى الكومبيوتر وصنع أنيماشن منه. لم يكن الفيلم تجارياً لكن المرء يستطيع أن يدرك الجهد الخاص الذي كان يخترق الشخصيات المموّهة على الشاشة لغاية تجسيد الغاية السياسية التي داخل الفيلم.

فيلم (زودياك) لديفيد فينشر هو آخر فيلم ذي قيمة فنية عالية لعب داوني بطولته وذلك قبل عامين. فيلم ممتاز لكنه افتقد رغبة الجماهير بمشاهدته.

لا عجب أن داوني فكّر بالانتقال إلى أفلام ذات مردود جماهيري مضمون وذلك لكي يبقى على سدّة الشهرة لسببين: الأول هو أن الفنان عادة (خصوصاً الممثل) يشعر دوماً بالاطمئنان والثقة أكثر حينما يشاهد الجمهو الكبير أفلامه - من دون الإقبال يخشى أن ينتهي ممثلاً عجوزاً في أدوار صغيرة بعد سنوات ليست بعيدة. الثاني بالطبع هو أنه كلما نجح الفيلم تجارياً ارتفع إيراد الممثل مادياً.

فيلماه المقبلان (ايرون مان 2) و(شرلوك هولمز) سيضمنان، كما يتوقّع كثيرون في هوليوود، بقاءه على السدّة حالياً. الأول أكشن حول سوبر هيرو والثاني أكشن حول سوبر تحري، لكن السؤال هو ما إذا سقط الفيلمان أو شهدا إقبالاً عادياً... هل بوسع داوني العودة إلى سينما فنية أو يصير عليه البحث عن مشاريع تجارية أكثر.

 

شاشة عالمية

Aliens in the Attic

- النوع: مغامرات ولادية

- إخراج: جون شولتز

- تمثيل: أوستين بتلر، كارتر جنكنز، أشلي تسدال

* نبذة: مجموعة من الأولاد يمضون عطلة في منزل صيفي يكتشفون أن مخلوقات من عالم آخر تحاول أن تستولي على الغرفة العلوية من البيت لكي تعيش على هؤلاء طرد المخلوقات منها.

* رأي: تماماً مثل رأي القارئ إذا كان رأيه مثل رأيي: فكرة هزيلة.

* توقعات: كل هؤلاء الأولاد سيبحثون عن عمل في المطاعم بعد هذا الفيلم.

****

Fragments

- النوع: تشويق بوليسي

- إخراج: رُوان وودز

- تمثيل: مارشال ألمن، جيمس بابسون، جاكي بامبروك.

* رأي: فيلم جاد النبرة ومتنوّع الشخصيات يذكّر بفيلم (صدام) من حيث تعدد ممثليه وقصصه.

* توقعات: هذا فيلم مستقل توزّعه شركة رئيسية إنما من دون نجوم ما قد يؤثّر على نجاحه التجاري.

****

Luck

- النوع: دراما من السينما الهندية

- إخراج: سهام شاه

- تمثيل: عمران خان، سنجاي دوت، شروتي حسّان.

* نبذة: امرأة شابّة خسرت كل شيء حين رحل والدها ولم يخلف لها ما تستعين به على الحياة فتدعو الله بأن يغيّر حالها. بعد ذلك بأيام تلتقي بساعي بريد وتشعر أن الله سبحانه قد أرسله للعناية بها.

* رأي: بوليوود تنتج فيلماً آخر من الميلودراميات الحديثة، حيث تكمن الرغبة في افتعال كل شيء من العواطف إلى الصدف.

* توقعات: حقق الفيلم نجاحاً لا بأس به في الهند ويحاول الآن تكراره عالمياً.

 

يحدث الان

ريدلي يعود إلى الفضاء

المخرج ريدلي سكوت يجد نفسه هذه الأيام يقلب صفحات الماضي كتمهيد للعودة إليه. لقد قرر الاستجابة Alien لطلب هوليوود بتحقيق نسخة جديدة تابعة لسلسلة التي كان أول أفلامها من إخراجه وذلك سنة 1979 قبل أن يتم تحقيق عدّة أجزاء آخرها أسوأها. الفيلم الجديد سيسرد حكاية تسبق حكاية الفيلم الأول، كما هو دارج في هذه الأيام، حيث يتم استنباط جذور للفيلم الأول تؤدي إليه.

الجدير بالذكر أن الجزء الثاني من (أليان) كان من إخراج جيمس كاميرون، الذي عرف لاحقاً ب (تايتانك) والثالث للمخرج ديفيد فينشر الذي أخرج حديثاً (القضية اللغزية لبنجامن باتون).

****

مفكرات نارنيا لثالث مرّة من ديزني إلى فوكس

والتصوير بدأ بالفعل بالنسبة للجزء الثالث من سلسلة Chronicles of Narnia The Voyage of the Dawn Treader وذلك تحت إدارة المخرج البريطاني مايكل أبتد ومع عدد من المشاركين في الجزء الأول أو الثاني مثل ليام نيسون جورجي هنلي وسكندر كينيس. كذلك ينضم بن بارنز إلى فريق الممثلين.

وكانت ديزني قررت الإقلاع عن إنتاج هذه السلسلة بعد الإيرادات المعتدلة للجزء الثاني لكن شركة فوكس ترى أنها تستطيع تنفيذ فيلم أفضل تجارياً.

****

شغب فينيسيا

المخرج مايكل مور، المعروف بالمخرج المشاغب بسبب أفلامه الوثائقية التي تدين نظام الرئيس السابق جورج و. بوش واليمين الأميركي عموماً، قرر إقامة مهرجان خاص بالكوميديا في مدينة أميركية صغيرة اسمها ترافرز وذلك مع مطلع العام المقبل. مور مدعو إلى مهرجان (فنيسيا) المقبل لعرض فيلمه الجديد في المسابقة وعنوانه Capitalism: A Love Story وكان مور اشترك في مسابقة مهرجان (كان) السينمائي قبل أعوام قليلة، حيث انتزع فيلمه الوثائقي المعروف (فهرنهايت 9/11) السعفة الذهبية.

 

أفلام الاسبوع

حيوان على القمّة

الأسبوع بمجمله ضعيف نوعياً لذلك لم يكن صعباً على فيلم (أناس غريبون) أن يحقق القفزة إلى الأولى.

1 - (-) Funny People **

$22.657.780 من ناحية أفضل أفلام المخرج جو أباتو الكوميدية بسبب نسيجه من الشخصيات المركّبة. من ناحية أخرى لا يزال يعاني مما تعانيه أفلام أباتو من رداءة تنفيذ وما تعانيه أفلام ممثله الأول أدام ساندلر من ضحالة شخصياته.

2 - (2) Harry Potter and the Half-Blood Prince**

$17.909.385 الرقم ستّة في السلسلة هو الرقم واحد في الرداءة بين كل أفلام السلسلة: بطيء ومضن والتمثيل فيه من بطله دانيال ردكليف لا يعدو عن إظهار بعض الفضول والكثير من اللا مبالاة كمن يعلم أنه لم يبق له سوى فيلم أو فيلمان ويتوقّف.

3 - (1) G- Force *

$17.515.489 أنيماشن من صنع ديزني تتوجّه به إلى مدمني النوع مهما ضعف مستواه: قصّة ثلاثة حيوانات قارضة تجيد القتال تسند إليها مهمّة إنقاذ الأرض من بليونير لديه خطّة لاستحواذها بمن عليها. الألوان والتقنيات جيّدة لكن القصّة ليست أكثر من تبرير لفيلم.

4 - (3) The Ugly Truth *

$13.187.433 كوميديا عاطفية لا جديد فيها تتحدّث عن المرأة التي تبحث عن الرجل المناسب وحين تجده لا تراه مناسباً إلا قبل نهاية الفيلم. المُشاهد هنا يسبق الفيلم في معرفته ما سيحدث حتى نهاية الفيلم. بطلته كاثرين هيغل تحاول الحفاظ على مكانتها لكن هذا الفيلم ليس الجواب.

5 - (-) Aliens in the Attic *

$8.008.423 فيلم رعب ولادي حول مجموعة من الأحداث تنتقل إلى منزل لها في الأرياف لتجد أن هناك مخلوقات فضائية احتلت العليّة وتخطط لتدمير العالم. لكن تبعاً لما نراه مرتسماً على الشاشة نجحت فقط في تدمير الفيلم.

6 - (4) Orphan **

$7.525.419 فيلم رعب ينطلق ضعيفاً ثم يتحسّن مع استمراره رغم أنه لا يأتي بجديد: عائلة من ثلاثة تتبنّى فتاة صغيرة من ميتم والفتاة تبدو وديعة لكنها في الحقيقة شر مستطير. إلى أن تدرك العائلة الحقيقة تكون العواقب قد حلّت عليها في شكل مفارقات عنيفة

7 - (5) ** Ice Age: Dawn of the Dinosaurs

$5.526.015 هذا الأنيماشن هو أيضاً جزء ثان من الفيلم الذي جمع نحو 340 مليون دولار عالمياً حول حيوانات مهددة بالانقراض تبحث عن مأواها وتجده في الاختباء تحت سطح الأرض، حيث تكتشف وجود دينوصورات كانت اتخذت هذا القرار قبل مئات ألوف السنين

8 - (7) *** The Hangover

$5.194.475 كوميديا شبابية حول مجموعة من الأصدقاء الذين يريدون الاحتفاء بصديق لهم قبل دخوله حياة العزوبية. في صبيحة اليوم التالي يستيقظون على وقائع جديدة لا يفهمونها: نمر في الخزنة، دجاجة في المطبخ وطفل لا يعرفون من أين جاء.. أما العريس فقد اختفى.

9 - (8) ** The Proposal

$4.931.064 نجاح تستحقه هذه الكوميديا العاطفية حول رئيسة في شركة تزدري أحد موظّفيها لكنها تضطر للزواج منه حين تدرك أنه سيتم ترحيلها لانتهاء فيزتها. ساندرا بولوك جيّدة من دون تميّز في فيلم يتحدّث عن تلاقي التناقضات بين شخصيّتين في نهاية المطاف.

10 - (6) ** Transformers: Revenge of the Fallen

$4.688.329 تراجع نسبي لهذا الفيلم الخيالي - العلمي حول مخلوقات الفضاء القادرة على التحوّل إلى أشكال شتى في سعيها لقتل بطل الفيلم شيا لابوف لأنه يعلم سرّها. طبعاً كون لابوف هو بطل الفيلم كفيل وحده بإبطال تأثير النهاية كونه سينتصر رغم تفاوت القوى لصالح تلك المخلوقات.

 

اللقطة الأولى

الناقد كرئيس مهرجان

انطلق مهرجان الإسكندرية الخامس والعشرين قبل أيام قليلة وفي باله الاحتفاء بالسينمات الواقعة على ضفاف البحر المتوسّط.

إلى اليوم، هناك مهرجانات قليلة عرفت قيمة هذه السينمات المنتشرة من المغرب إلى لبنان ومن لبنان إلى فرنسا وإسبانيا. إنه ملتقى ثقافات ثرية ومتنوّعة متجذّرة بتاريخ يعود إلى آلاف السنين. والسينما تستطيع أن تلعب الدور الأول اليوم، كما لعبت الدور الأول سابقاً، في التقريب بين الشعوب وفي إثراء كل حضارة بتزوّدها بلقاح من الحضارة الأخرى.

لكن مهرجان الإسكندرية لم يحالفه الحظ في التحوّل من ظاهرة سكندرانية محليّة تعرض أفلاماً يتم جمعها من دول البحر المتوسط إلى مهرجان حقيقي له هويّة صحيحة وكبيرة. تحمّل المهرجان أخطاءً إدارية وتنظيمية في معظم دوراته السابقة. وكثيراً ما احتاج إلى الميزانية التي تستطيع تحريكه إلى الأمام، أو على الأقل إيقافه على قدميه، بل حدث في سنوات عدّة أن استقبل المهرجان أفلاماً من خارج البحر المتوسّط كما لو أنه كان يعتقد أنه أدّى واجبه تجاه سينمات الحوض والآن يستطيع أن يبحر لما وراءه.

لكن هذه المرّة تبدو الأمور جاهزة لحياة جديدة.

أحد الأسباب أن المهرجان قرر العودة إلى القواعد الصحيحة: مهرجان اسمه (مهرجان البحر المتوسّط) عليه أن يعرض أفلاماً بحر متوسّطية.

هذه ليست أمنية، بل واقع مرتبط بالهوية التي على كل مهرجان التحلي بها والالتزام بما تعنيه.

والأيام الأولى من الدورة تفيد أن العروض سارت في اتجاه صحيح أيضاً. ربما مشاكل هنا ومشاكل هناك لكن ليس بالحجم الذي كان يسبق ويلي أيام الدورات السابقة وخلالها.

يقيناً أن تعيين الناقدة خيرية البشلاوي رئيسة للمهرجان هو السبب أو هو أحد الأسباب الكبيرة وراء هذا التطوّر. ليس إنها ناقدة معروفة وملتزمة بثقافة السينما فقط، بل لأن المهرجان كان بحاجة إلى من لديه الخبرة والقدرة كما الإلمام بما هو مطلوب.

مبروك للمهرجان ومبروك لخيرية البشلاوي وإلى المزيد.

م. ر

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

merci4404@earthlink.net

الجزيرة السعودية في

07/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)