واقصد بها
لاس فيجاس، حيث لاشيء سوي اللهو ولعب القمار، ليلا متصلا بنهار.
وما
استرجعتها علي شاشة ذاكرتي، إلا لان فيلم »اختفاء عريس«
الذي يعرض حالياً
في ديار مصر، تكاد تدور جميع احداثه في »لاس فيجاس«
التي تعد،
بحق،
مدينة الشيطان.
فبإستثناء بدايته، ونهايته السعيدة، فأبطاله الثلاثة
لانراهم إلا داخل تلك المدينة او خارجها ، سواء في ضواحيها،
او في الصحراء
الجرداء المحيطة بها، تلك الصحراء الشاسعة التي تتكون منها ولاية
»نيفادا«،
حيث خرجت للناس المولعين بالميسر، والخمر وغير ذلك من الخطايا،
مدينة
الشيطان، وذلك قبل بضعة عقود قليلة من عمر الزمان.
وكان خروجها من صحراء
نيفادا، والحق يقال، اشبه بخروج »مينرفا«، ربة الحكمة، من رأس »زيوس«
رب ارباب قمة جبل الاوليمبي، في عصر الاغريق القدامي،
ذلك الخروج
الاسطوري، الذي بموجبه جاءت إلي الحياة،
وباللعجب،
عذراء رائعة
الجمال.
والفيلم ، وهو من نوع الملهاة الممتزجة بالتشويق لايعرض لجمال
»لاس
فيجاس«.
بل الاصح يعرض مدينة لاشيء فيها ألا ويجذب زائرها الي ارتكاب كل
مايرفو اليه من المحرمات،
بدءا من تعاطي الخمر والميسر،
وانتهاء بزواج المتعة،
والاغتصاب فإبطاله الثلاثة
»فيل«، »ستو« و»آلان« لم يكن لهم من شد
الرحال إلي »لاسي فيجاس« سوي هدف واحد، هو توفير وسائل الاستمتاع الاخير
لصديق »دوج«
، قبل توديعه حياة العزوبية، بالدخول في سجن الزوجية،
حيث
تأخذ الحرية في الذبول شيئا فشيئاً، حتي لايبقي من عطرها سوي الذكري.
وحسب
رسم سيناريو الفيلم لابطاله، وهومن تأليف »جون لوكاس«
و»سكوت
مور«.
فاولهم »فيل«، ويؤدي دوره »برادلي كوبر«، رب عائلة، مهنته
التدريس«، واكثر الثلاثة توازنا.
وثانيهم »ستو«، ويؤدي دوره »ادهلمس طبيب اسنان،
طيب القلب، سهل الانقياد، وبخاصة لخطيبته التي تتدخل في
حياته، علي وجه لايطاق.
اما الثالث »الآن«- ويؤدي دوره »زاك
جاليفياناكيس«-فاعزب ، مضرب عن الزواج، خفيف الظل.
فضلا عن انه شقيق
العروس التي علي وشك ان يعقد قرانها علي صديقهم »دوج«
-ويؤدي دوره «جوستين
بارنا«.
ومع ظهور العناوين، سرعان مانعرف ان ثمة حفل زفاف،
يجري الاعداد
له علي قدم وساق.
وما نكاد نري، من خلال لقطة خاطفة العروسة ثم شقيقتها مع
العريس، عند الترزي المختص بتفصيل بدل حفلات الزفاف، وما شابهها حتي تفاجأ
»بفيل«
في الطريق الصحراوي قريبا من »لاس فيجاس«،
يهاتف العروس، قبل بضع
ساعات، من حفل الزفاف، ليخبرها باختفاء العريس،
وبلا أمل في العثور عليه في
مستقبل قريب.
وبدءا من تلك المفاجأة ، يعود الفيلم باحداثه إلي وقائع
الساعات التي أدت إلي اختفاء العريس.
وهي تبدأ بالابطال الثلاثة، ومعهم
العريس، وقد استقلوا المرسيدس المفتوحة،
سيارة والد العروس،
الواعي بهدف
الرحلة، الا وهو استمتاع، العريس باليومين الاخيرين من حياة
العزوبية.
وهاجم، بعد الوصول الي مدينة الشيطان،
نزلاء في فندق
»سيزار« (قيصر)،
حيث اجروا فيللا ضخمة، مقابل أربعة آلاف ومائتي دولار،
لليلة
الواحدة.
وفي غمرة السعادة، صعدوا إلي سطوحها، حيث نراهم مبهورين بأضواء
المدينة الصاخبة،
واحتفالا بوجودهم فيها يحتسون الخمر، ويتبادلون
الانخاب.
وفجأة ، مرة اخري، نري الابطال الثلاثة صباحا، طريحي أرض
الفيللا، وهم سكاري لايدرون شيئا من امر ماحدث لهم ليلا وعندما يدخل »آلن«
شقيق العروس الحمام، يفاجأ بوجود نمر، يبدو مفترسا وسرعان مايفاجأ الثلاثة،
بصوت رضيع يبكي،
ودجاجة تائهة، تسعي بين الحجرات.
ولدهشة كل من »فيل«
و»ستو« يكتشف الاول بان حول معصمه اسورة مستشفي، ويكتشف الثاني انه فقد احدي
اسنانه الامامية.
والادهي والامر ان العريس المحتفي به،
غير موجود في
الفيللا، ولم يترك أي اثر يدل علي مكانه،
ولاعلي سر اختفائه المريب.
اما
كيف حدث كل هذا، خلال ساعات معدودات، فذلك مايحكيه سيناريو محكم البناء،
ترجمه الي لغة السينما مخرج صاعد
»تود فبلبيس« رصيده من الافلام اقل من
القليل.
يظل لي ان اقول ان فيلمه حقق عرضه في امريكا الشمالية وحدها ايرادات
،
بلغت مائتي وسبعة واربعين مليون دولار، وهي اعلي ايرادات خلال الصيف
الحالي، اذا ما اخذ في الاعتبار انه لم يكلف منتجيه سوي خمسة وثلاثين مليون
دولار
حقا الشاطرة تغزل برجل حمار!!
Moustafa@Sarwat.De
أخبار النجوم المصرية في
06/08/2009 |