·
لماذا نقلد السينما العالمية في كل خطاها إلا في أفلام الخيال العلمي؟
·
أفلام الجن وتحضير الأرواح والغيبيات حلت محل الخيال العلمي
·
المنتجون: قلة الإمكانات المادية سبب ندرتها
·
النقاد:اختفاء روح الابتكار والمغامرة لدى المنتجين
·
الأفلام الغربية تحصد مئات الملايين ونحن نخاف من شباك التذاكر
·
استغاثة من العالم الآخر والإنس والجن أشهر أفلام الغيبيات
·
قاهر الزمن أشهرأفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما
·
رحلة إلى القمر فيلم كوميدي لإسماعيل يس عن الخيال العلمي
·
المستقبل والفضاء والحيوانات المتوحشة والأطباق الطائرة أشهر موضوعات هذه
الأفلام عالمياً
·
أفلام طاقية الإخفاء وظهور
العفاريت ليست خيالاً علمياً
في الوقت الذي كان مهرجان كان الدولي في ابريل الماضي يعرض في حفل
افتتاحه فيلما ضخم الإنتاج من أفلام الخيال العلمي المستقبلي من إنتاج
فرنسي بالتعاون مع ثلاث دول أوروبية هو -العنصر الخامس- يحكي عن شاب ريفي
ربح جائزة يمكنه بموجبها السفر بين المجرات في القرن الثالث والعشرين أي
بعد ثلاثة قرون، بدأت دور العرض المصرية عرض الفيلم السينمائي الجديد
ورقة شفرة الذي يعد مزيجا من أفلام الخيال العلمي والمغامرات في إطار
كوميدي ساخر، وعبر الفيلمان عن الهوة السحيقة من الفوارق بين سينما الخيال
العلمي الاوروبية والمصرية والعربية، فارق يجعل من الصعب بل المستحيل عمل
مقارنة او تقريب، ما فرض علينا التساؤل لماذا عانت السينما المصرية
والعربية من ندرة أفلام الخيال العلمي وسيطرت عليها افلام الجن وتحضير
الارواح في الوقت الذي خطت السينما الغربية خطوات أقل ما يقال عنها انها
رائعة أو جبارة؟
ميزانية الفيلم الاوروبي العنصر الخامس بلغت حوالي مائة مليون دولار
وهو مبلغ ضخم جداً بالمقاييس الأوروبية و حقق نجاحا تجارياً كاسحاً خاصة في
صالات العرض الأمريكية،في حين أن ميزانية الفيلم المصري ورقة شفرة ملايين
تعد على اصابع اليد الواحدة ورفع من دور العرض سريعا،الفيلم بطولة أحمد
فهمي وهشام ماجد المؤلفين مع أحمد الفيشاوي وفرح يوسف للمخرج أمير رمسيس
ويعد تجربة جديدة على الساحة السينمائية المصرية حيث تبرز فيه حرفية
الكتابة السينمائية على كل العناصر الأخرى حتى أن كاتبيه الشابين اضطرا
للقيام ببطولته لأنهما وجدا أنهما الأقدر على تجسيد الحالة الخاصة التي
يعبر عنها.
ولو أردنا الحديث عن أفلام الخيال العملي، فهذا النوع من الأفلام
يستفيد من الإنجازات العلمية وبخاصة في مجال تحقيق الخدع السينمائية
والمؤثرات البصرية ، حيث حرصت هوليوود منذ عقود على انتاح مجموعة من افلام
الوحوش في حقل أفلام الخيال العلمي ،ثم انتشرت أفلام تصور عالم القردة في
سبعينيات القرن الماضي وكذلك هجوم الجراثيم التي قتلت أغلب سكان الارض
وتركت الناجين يواجهون المصير المحتوم بعد أن تحولت أجسادهم اثر اصابتهم
بالجراثيم الى مصاصي دماء ،صورت تلك الافلام عالم الحيوانات المتوحشة التي
تهاجم البشر في أية لحظة، مثل السحالي، الضفادع والثعابين، والطفيليات
الملوثة والعناكب التماسيح والتلوث البيئي،و اعتمد في تصوير تلك الافلام
على الحيل والخدع السينمائية والمفاهيم التي تبنى على تصورات مستقبلية ،ثم
اكتست الافلام الجديدة في تعاملها مع المفاهيم المستقبلية بمزيد من
المنطقية في تصوير الاحداث، ثم انتقلت هوليوود الى انشاء مبان كبرى تمثل
المدن الفضائية والمخلوقات الغريبة التي تعيش في تلك المدن الفضائية مع
اضافة تقنيات جديدة تعتمد على الكمبيوتر كأسلوب جديد في تصوير أفلام الخيال
العلمي بقالب جديد، واستمد السينمائيون قصص افلام الخيال العلمي من العلوم
الحديثة ومن سلسلة التجارب الحديثة التي تتعامل مع التنبؤات ، وعلاقة
الكائنات الحية بعضها مع بعض مع ظهور بعض الاختلافات العلمية بين حين و
آخر.
والحقيقة أن موجة أفلام الخيال العلمي في اوائل العشرينيات
والثلاثينيات من القرن الماضي أثارت صرخات المشاهدين في أرجاء المعمورة بعد
سلسلة من المشاهد الفوضوية التي تخلو من الثرثرة السينمائية أطلق عليها
مصطلح السينما المستقبلية .
وأطلق عليها مصطلح سينما العوالم السفلية وحلقت بعض الافلام في أرجاء
الكون الخيالي مسجلة وصفا للحياة المثلى التي لم نعشها بعد وربما سنعيشها
في المستقبل القادم ، وأبدع كبار المخرجين العالميين افلاما خلدت في تاريخ
السينما، صورت عالم الفضاء والحياة على الكواكب الاخرى، والصحون الطائرة
واللقاء الذي طال انتظاره بين الغرباء وسكان الأرض ،كما صورت مدى العنف
الذي استشرى في العالم وسيطرة الآلة على البشر ودخول الروبوت الى المجتمعات
الصناعية وعالم الاحلام والكوابيس والطقوس والاسطورة والارواح الشريرة، و
تعتبر سلسلة افلام حرب النجوم نقلة نوعية في سينما الخيال العلمي عبر رحلة
الى عوالم غريبة عجيبة تتضمن متعة حقيقية وليست مزيفة محققة بذلك ايرادات
ضخمة وانتشارا واسعا في العالم فهي سينما القرن القادم.
أسهمت التطورات في مجال العلم والتكنولوجيا في إعطاء السينما الحرية
الفنية لمعالجة موضوعات مفرطة في الخيال والفنتازيا على نحو مقنع ومؤثر أما
السينما المصرية والعربية بشكل عام، فقد ظلت محصورة ضمن نطاق ضيق من الأطر،
بل ظل الاتجاهان الميلودرامي والكوميدي هما الغالبان ، ففي تاريخ هذه
السينما لم نصادف سوى تجربة واحدة في مجال الخيال العلمي، وكانت في إطار
فكاهي، وهي فيلم (رحلة الى القمر 1959) للمخرج حمادة عبد الوهاب بطولة
إسماعيل ياسين ،ويرجع غياب مثل هذا النوع من الأفلام الى عدة أسباب، أهمها
ضعف الإمكانيات الفنية وعجز السينما المصرية عن الاستفادة من التطورات
التقنية والتكونولوجية في هذا المجال، انعدام روح المغامرة والتجريب لدى
المنتجين العرب الذين يرغبون في استثمار أموالهم في أعمال محددة ومألوفة
ورخيصة التكاليف، بدلاً من خوض تجارب غير مضمونة الربح الى جانب تردد
السينمائيين أنفسهم في طرح معالجات مغايرة جريئة، خشية أن تواجه مثل هذه
الأفلام عدم استحسان الجمهور لها ويبدو بأن التردد والتخوف في طرح موضوعات
كهذه، جاء بسبب كون هذه الأفلام تقتضي في تنفيذها تقنية عالية في مجال
المؤثرات البصرية والسمعية وفي مجالات فنية أخرى بجانب أن هذه الأفلام
معرضة لأن تعالج موضوعات تمس الدين والتقاليد، ولابد من مراعات الحذر لتجنب
مثل هذه المحاذير.
الغيبيات وأفلام الجن والأرواح في السينما المصرية
تناولت السينما المصرية عبر تاريخها الطويل موضوعات الأشباح في عدد
محدود من الأفلام، وتهتم بتناول موضوعات تتصل بعوالم الأرواح والجن، من
خلال أساليب متباينة وعبر منطلقات مختلفة الى حد ما ومنها:
- فيلم الإنس والجن عام 1984 احد من هذه الأفلام التي تناولت مثل هذه
الموضوعات للمخرج محمد راضي بطولة عادل إمام، يسرا، عزت العلايلي، ففاطمة
الحاصلة على الدكتوراة في العلوم تعود من بعثة دراسية بأمريكا لتلتقي بشخص
غريب وغامض يدعى جلال يفرض نفسه عليها ويصارحها بحبه ويريد الزواج منها،
لكنها ترفض لأنها تحب زميلها أسامة الدكتور الذي يعمل معها في مركز
الأبحاث، خصوصاً بعد أن تكتشف ونكتشف نحن أيضاً بأن جلال ليس بشراً ، بل
ينتمي الى عالم الجن،وأمام إصرار جلال على ملاحقة فاطمة ومحاولته إقناعها
بالزواج منه ولو بالتهديد تنهار نفسياً، وتتردد على طبيب نفساني يفشل في
علاجها، نتيجة تمسكه بالمنطق العلمي وعدم اعترافه بالجن والغيبيات. وتذهب
لمشعوذ يوصلها الى درجة خطيرة من الانهيار العصبي، تنقل على أثرها الى
المستشفى حتى ينجح الدكتور أسامة من طرد الجني جلال الى الأبد، وذلك بتلاوة
الآيات القرآنية ،الفيلم يتناول عنصر الخرافة ببدائية شديدة في عصر العلم
والتكنولوجيا ويبدو غير قادر على إقناعنا بظاهرة الجن مع النهاية الساذجة،
حين يطرد الجني بشكل مفتعل، مع أنه كان الممكن انصرافه بعد دقيقة واحدة من
ظهوره في حياة فاطمة، إذا كان الحل هو تلاوة آيات قرآنية، ووضح الافتقار
الى الإمكانيات ما أنتج بالضرورة عملاً فقيراً تقنياً خاصة في الخدع
السينمائية مع ظهور الجن واختفائه فكانت توحي بالسذاجة
- فيلم استغاثة من العالم الآخر عام 1984 يعد أفضل ما أنتج في مصر في
هذا المجال للمخرج محمد حسيب بطولة بوسي وفاروق الفيشاوي ومعالي زايد
،ويحكي عن تهاني التي تملك قدراً كبيراً من الشفافية، وقدرة خارقة على
الاتصال بالموتى، حيث تنتابها أثناء النوم كوابيس يظهر فيها طبيبها السابق
وتطاردها روحه طالباً منها إغاثته بعد أن قتل ألقيت جثته في النيل، مع
العلم بأنها لم تره منذ أربع سنوات ،تستعين تهاني بالشرطة في الكشف عن جثة
الطبيب،و يتم العثور عليها في قاع النيل إلا أن الشرطة تتهمها بقتله، فيقوم
خطيبها المحامي صفوت بالدفاع عنها بمساعدة اثنين من علماء النفس، ممن درسوا
وبحثوا في الظواهر النفسية الخارقة، الى أن تثبت براءة تهاني ويفرج عنها
،الفيلم يطرح موضوعاً جديداً ومثيراً للجدل، ألا وهو ظاهرة التخاطر أو
(استقبال رسائل من الموتى)
فيلم (استغاثة من العالم الاخر) ومن قبله فيلم (الكف 1984) يتناولان عالم
الأرواح والغيبيات ونجحا في المحافظة على عنصر التشويق بأسلوب جديد وشيق،
وقدم موضوعاً جديداً على السينما المصرية، إلا أنه لم يطرح شكلاً فنياً
جديداً من حيث التكنيك السينمائي.
وبرغم أنَّ السينما المصرية قد تناولت بشكلٍ محدود بعض موضوعات الخيال
العلمي في أفلام عديدة منها رحلة إلى القمر و قاهر الزمن و جري الوحوش
فإنَّها ظلَّت تفتقد إلى نوعٍ حقيقي من الخيال العلمي، أي أنَّ أغلب هذه
القصص دارت فوق هذه الأرض التي نعيش عليها، حتى أن الجن في هذه الأفلام من
سكان الأرض، والواقع. و كلَّ ما يمتلكونه هو قدرات غير مألوفة يمكنها أن
تجتاز بهم أزمنة وأماكن محددة دوماً.
وهنا لا يمكن ان ننسى أن المخرج كمال الشيخ أول من ادخل سينما الخيال
العلمي الى العالم العربي في فيلم قاهر الزمن 1986 آخر أفلامه ،وهو فيلم
يعالج مشكلة الصراع الدائم والمستمر بين العلم والدين كتبه أحمد عبدالوهاب
عن قصة لنهاد شريف بطولة نور الشريف وخالد زكي وحسين الشربيني وجميل راتب،
فهذه القضية رصدها بشكل سينمائي علمي مدروس ومتقن، وأكد أنه لا تعارض بين
الاسلام والعلم من خلال شخصية الممرض الذي يعمل لدى الدكتور حليم الذي يسعى
في تجاربه العلمية الى تجميد الجسم الانساني عند درجة معينة من البرودة
تجعله يحتفظ بالحياة من دون حركة، وهو الحلم الطبي الذي لا يصدقه الممرض
الجاهل، ويدفعه الى تدمير معمل التجارب ويموت فيه مع الطبيب تحت أنقاضه
ولكن نهاية الفيلم تكون من خلال مشهد قصير، يرصد القاهرة في عام 2110 حيث
نرى وحدة التجميد في مستشفى عين شمس التخصصي، وقد أصبح حلم الدكتور حليم
حقيقة ملموسة.
الراية القطرية في
06/08/2009
بعد رحيل المنتجين عن أرض الفن السابع
شبح الإفلاس يهدد عاصمة السينما الأمريكية هوليوود
قد يكون هذا المزاد حلم كل مقتن وهاو لجمع التحف: أرتال من المخلوقات
الفضائية التي استخدمت في حلقات مسلسل الخيال العلمي إكس فايلز وأنبوب
تجميد من فيلم اوستن باورز وذلك الحفار الهائل الذي استخدمه بروس ويليس
وبن أفليك في فيلم أرماجدون بل وسفينة فضائية بنيت عام 1959 لتظهر في
إحدى حلقات المسلسل الاميركي توايلايت زون او منطقة الغسق.
غير أن ذلك المزاد الذي شهد بيع آلاف المنتجات التي ابتكرتها إحدى شركات
الانتاج السينمائي الأميركية التي كانت إحدى ضحايا هذه الفترة العصيبة التي
تمر بها هوليوود يبدو كما لو كان مسماراً في نعش صناعة السينما الأمريكية.
إن شركة تونتيث سنشري بروبس التي تعرض للبيع نحو مئة ألف قطعة تقدر
قيمتها بنحو ثمانية ملايين دولار ليست وحدها. فكل شركات المدينة هوليوود
صغيرة كانت أو كبيرة والتي عاشت أوج ازدهارها لسنوات في ظل صناعة السينما
تكافح الآن للتعايش مع ذلك التراجع الهائل في عدد الأفلام التي تخرج من لوس
أنجليس ، ناهيك عن التقليص الحاد للميزانيات.
لقد كشف تقرير أصدرته شركة فيلم إل. آيه. إنك - وهي منظمة خاصة غير ربحية
تقوم بمساعدة شركات الإنتاج في تنظيم وتنسيق عمليات تصوير الأفلام في عاصمة
السينما العالمية - في يوليو الماضي أن نشاط الإنتاج السينمائي في هوليوود
انخفض بنسبة 24.5 بالمئة خلال النصف الاول من العام الجاري مقارنة بنفس
الفترة من عام 2008.
وقال بول أدلي رئيس فيلم إل. آيه. إنك إن الأفلام الروائية التي تحظى
بأضخم الميزانيات سجلت تراجعا قياسيا بلغ 52.5 بالمئة مضيفا إننا قلقون
للغاية بشأن الخسائر بعيدة المدى التي ستلحق بنا بسبب الأفلام التجارية
والروائية .
وبالنسبة لشركات مثل تونتيث سنشري بروبس فإن توقف العروض والبرامج
التلفزيونية المسجلة أمام الإقبال الهائل على عروض البرامج الواقعية زاد
الأمور سوءاً.
وقال مالك الشركة هارفي شوارتز إن العائدات هوت بنسبة 30 بالمئة العام
الماضي وتراجعت أكثر هذا العام ليبلغ حجم انخفاض المبيعات خمسين بالمئة
عندما قرر شوارتز إغلاق الشركة.
يقول شوارتز أفلست منذ ثلاثة أشهر.. ولا أدري ماذا أفعل غير ذلك.. شيء
مرعب... لقد وهبت حياتي كلها لشيء ولى وليس الركود الاقتصادي هو الملوم
وحده للفاجعة التي تعيشها مدينة السينما، بل إن مبيعات تذاكر دور العرض
ارتفعت بنسبة 12 بالمئة، ذلك أن المشاهد يرى فيها ملاذا خياليا من واقع
اقتصادي مفزع.
غير أن مشكلة هوليوود تكمن في أن مناطق أخرى في الولايات المتحدة تنافس
بشراسة لاستقطاب أموال الانتاج من خلال تقديم محفزات ضريبية وخصومات
إنتاجية للمنتجين الذين يريدون العمل خارج كاليفورنيا.
لقد انكمشت حصة كاليفورنيا من إنتاج الأعمال الروائية إلى 31 بالمئة عام
2008 مقابل 66 بالمئة عام 2003 بحسب ما أعلنته لجنة السينما في كاليفورنيا.
وهذا يعكس بشكل كبير تراجعا ملحوظا في نشاط منطقة لوس أنجليس الإنتاجي
والتي انخفض إنتاج الأفلام الروائية فيها في عام 2008 لما يناهز نصف حجم
النشاط إبان ذروتها عام 1996.
أكثر من ثلاثين ولاية أميركية، من لويزيانا وحتى نيو مكسيكو ومن جورجيا
وحتى إيلينوي ، تقدم تخفيضات ضريبية وخصومات إنتاجية تهدف لجذب المنتجين
بعيدا عن كاليفورنيا.
الراية القطرية في
06/08/2009 |