حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

الشاشة بنكهة الثورة وروح الشباب

انتهى الموسم الرمضاني ولم تنته ردود الأفعال وتقييمات ما فاضت به الشاشات من أعمال، خصوصاً المسلسلات المصرية التي ارتبطت بشكل أو بآخر بثورة 25 يناير وتداعياتها وأسبابها ودوافعها .

تلك الثورة التي قادها الشباب، انعكست على الشاشة بأشكال مختلفة بدءاً من النصوص وصولاً إلى الإخراج والتمثيل، وكأن الشباب هم من قادوا الدراما هذا العام .

ليست كل المسلسلات التي أرادت أن تصفق للثورة نجحت أو أقنعت المشاهد بأنها صادقة و”صافية”، فهناك من لبس قناع الثورة لجذب المشاهدين وإرضائهم، وهناك من “ركب القطار” خوفاً من خسارة رصيده من نسبة المشاهدة في ظل الزحام في رمضان، أما الفئة التي نجحت بحق في التواصل مع الناس والشارع فهي تلك التي جاء مضمونها بروح الثورة بلا تصنع أو إقحام . ولعل مسلسل “المواطن إكس” هو أصدق من عبر عن غضب الناس وحالة الكبت والفساد التي سادت قبل 25 يناير، وأدت لاحقاً إلى “انفجار” الشارع وقلب الموازين .

التغيير أيضاً أفرز نجوماً من طينة جديدة تألقوا وأثبتوا جدارتهم في تولي مسؤولية الشاشة في رمضان بعدما أوهمنا “الكبار” بأنهم الأعمدة الصلبة التي ترتكز عليها الدراما وأي اختلال فيها  أو ابتعاد أحدها سيهدم المعبد وستهتز الصورة .

في الملف التالي يتحدث فنانون ونقاد و”النجوم الشباب” الذين برزوا في رمضان هذا العام، عن الشاشة بنكهة الثورة وعن كل نقاط القوة والضعف، ومن نجح في إقناع المشاهدين ومن فشل في استدرار عطفهم.

* * * 

البعض أقحمها وفشل في "استعطاف" المشاهدين

مسلسلات رمضان على مقاس الثورة

القاهرة - “الخليج”:

الثورة كانت حاضرة في العديد من مسلسلات رمضان التي أدخلت مشاهد مما حصل في يناير ضمن أحداثها . فهل كانت هناك ضرورة درامية لذلك أم أن الأمر استغلال للحدث وركوب موجة الثورة وإقحام غير مبرر فنياً؟ علامات استفهام نبحث عن إجابات واضحة وصريحة لها في هذا التحقيق .

في البداية يعترف الفنان خالد الصاوي بأنه تم بالفعل تغيير نهاية المسلسل حتى تتناسب مع الأحداث التي تمر بها مصر، وأنه كان من المفترض أن تنتهي شخصية سليمان بإصابته بالفصام وهي النهاية التي كتبها المؤلف للعمل، لكن بعد الثورة كان لا بد من تغيير النهاية للتفاعل مع الأحداث السياسية، خاصة أن العمل يدور عن الفساد والقهر والظلم، ومن هنا تم استخدام مشاهد من الثورة .

ويرفض خالد الصاوي إطلاق أحكام عامة على كل المسلسلات التي استعانت بمشاهد الثورة، ويرى أنه لا بد من تحليل كل عمل بشكل مستقل والحكم عليه كعمل فني خاص لمعرفة هل أقحم مشاهد الثورة ضمن أحداثه لاستغلالها أم أن وجود تلك المشاهد كان مبرراً درامياً ومناسباً للأحداث .

اما الفنان محمود عبدالمغني، أحد أبطال مسلسل “المواطن إكس”، فيؤكد أن وجود الثورة في المسلسل أمر طبيعي، لأن العمل يتحدث عن كل إنسان مصري عانى من الذل والإهانة، وهذا هو المقصود من شخصية “المواطن إكس”، كما أن المسلسل بدأ تصويره بعد الثورة وبالتالي وجودها مبرر ومنطقي، ولم يكن هناك أي لي لذراع الأحداث حتى نقحم الثورة، فالعمل يتحدث أصلاً عن الثورة والأسباب التي فجرتها .

ويكمل عبدالمغني: إذا كانت هناك أعمال أخرى أقحمت الثورة على أحداثها فإن هذا الاتهام لا ينطبق أبدأ على “المواطن إكس” الذي تناول القهر والظلم والضغوط الكثيرة التي عاشها المواطن المصري، والجمهور الذي شاهد المسلسل لم يشعر بوجود أي مشهد مقحم عليه، والحمد لله العمل حقق نجاحاً كبيراً وكان من أهم الأعمال التي تناولت الثورة وأكثرها صدقاً، وهذا بشهادة الجمهور نفسه .

الفنان كمال أبو رية الذي شارك في بطولة مسلسل “لحظة ميلاد” يؤكد أن مخرج العمل كان يفكر بالفعل في إضافة مشاهد من ثورة 25 يناير على أحداث المسلسل، ورغم محاولات المخرج إقناعه بالأمر لكنه رفضه تماماً لإحساسه بأن تلك المشاهد ستكون مقحمة وليس لها ما يبررها .

ويكمل كمال أبو رية: أرى أن حالة العجز النفسي التي أصابت بطل العمل نتيجة عدم إحساسه بتحمل المسؤولية بها إسقاط سياسي على حالة العجز التي كانت موجودة عند الشعب المصري التي جعلته يتقبل مصيره لسنوات طويلة قبل حدوث الثورة المصرية، وهذا الإسقاط السياسي كان يكفيني ولم أجد أي مبرر لإدخال مشاهد من الثورة، أما المسلسلات التي أقحمت الثورة في أحداثها فصناعها أحرار والجمهور والنقاد قادرون على أن يحاسبوهم على استغلال الثورة، لكن عن نفسي أرى أن الثورة المصرية حدث ضخم ولا ينبغي تناوله من خلال إضافة بعض المشاهد على أعمالنا، وإنما لا بد من تحضير أعمال خاصة بالثورة وأن تأخذ وقتها المطلوب في الكتابة والتحضير بشكل جيد ووقتها فقط سأكون أول من يشارك في تلك الأعمال بكل حماس .

تؤكد المؤلفة لميس جابر رفضها الشديد لإقحام الثورة في أعمال رمضان بل وفيما يكتب من أعمال فنية الآن، لأنه هناك حالة من التعجل في تناول الثورة فنياً وكأن هناك سباقاً فنياً عليها وهو ما تراه لميس جابر نوعاً من ابتذال الثورة كحدث ضخم غيّر صورة مصر بالكامل .

وتضيف لميس: الأعمال الفنية التي تناولت الثورة ركزت على مشاهد ميدان التحرير، مع أن هناك الكثير من القصص الإنسانية وراء الثورات، وهذه تحتاج إلى وقت حتى تتكشف بصدق، لكن معظم مؤلفي المسلسلات أقحموا مشاهد من الثورة حتى من كتبوا أعمالهم قبل قيامها أقحموا عليها بعض المشاهد دون مبرر، وهذا في رأيي كان استهانة بالثورة ومحاولة لاستغلالها تجارياً في تسويق تلك الأعمال وجذب الجمهور إليها، لكن النتيجة أن الجمهور نفسه اكتشف بسهولة حالة “الإقحام” في بعض المسلسلات وكانوا أول من انتقدوها .

أما الناقد طارق الشناوي فيؤكد أن بعض النجوم قرروا إقحام مشاهد من الثورة على مسلسلاتهم لكسب تعاطف الجمهور وحب ومساندة الثوار، لكن النتيجة جاءت عكسية لأنهم أصبحوا وكأنهم يشعرون بأن عليهم ديناً يجب أن يوفوا به للثورة، وبالتالي أعطوا الجمهور إحساساً بأنهم لم يكونوا مع الثورة من البداية وبأنهم يحاولون التكفير عن ذلك الموقف بإقحامهم المشاهد في مسلسلاتهم، فكانت النتيجة ان هؤلاء النجوم خسروا أكثر مما كسبوا .

ويضيف الشناوي: للأسف جميع المشاهد المرتبطة بالثورة التي ظهرت داخل بعض الأعمال تم إقحامها بالكامل، ولا يمكن أن نعتبرها معبرة عن الثورة الحقيقية لأن بها تعجلاً كما أن معظم مسلسلات رمضان كانت مكتوبة من قبل الثورة، ومنها ما كان قد بدأ تصويره فيه بالفعل، وهذا دليل على أن مؤلفي ومخرجي تلك الأعمال قاموا بلي ذراع الأحداث من أجل إضافة مشاهد من الحدث فكانت النتيجة دراما مفككة لا هي نجحت كدراما خاصة ولا نجحت في التعبير عن الثورة .

خالد الحجر مخرج “دوران شبرا” يؤكد أنه رغم قرار تحويل العمل إلى 30 حلقة بدلاً من 15 فقط، لكن عمرو الدالي مؤلف المسلسل رفض إقحام مشاهد من الثورة ضمن الأحداث، واحترمنا جميعاً رؤيته كمؤلف، خاصة أن الدراما في المسلسل كانت متماسكة جداً ولا تحتاج أي تغيير، كما أن إضافة مشاهد من الثورة ستكون ركوب موجة ليس أكثر لأن الكل يعلم أن المسلسل مكتوب قبل 25 يناير وليس من المنطقي أن تضاف مشاهد جديدة، خاصة أنه لم يكن لها حاجة درامية، أما الأعمال التي فعلت هذا فيسأل عنها أصحابها لأنني لا أستطيع تقييم زملائي.

* * *

النقاد يرونه الوجه الحقيقي للأحداث الأخيرة

"المواطن إكس" دراما من قلب الميدان

القاهرة - المعتصم بالله حمدي:

احتل مسلسل “المواطن إكس” من إخراج عثمان أبولبن ومحمد بكير وسيناريو وحوار محمد ناير مكانة بارزة بين مسلسلات رمضان لهذا العام، حيث شهدت شاشات الفضائيات المصرية والعربية التي عرضته أعلى نسبة مشاهدة . وفي هذا التحقيق يتحدث النقاد عن رؤيتهم للعمل وظروفه .

أجمع النقاد الذين تحدثوا عن المسلسل أنه أحد أهم الأعمال التي عبرت بتفاعلاتها الدرامية التي يعيشها أبطال المسلسل عن الأزمات التي عاشها المواطن المصري العادي في السنوات الأخيرة لحكم الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك .

المسلسل من وجهة نظرهم يرتكز على حادثة مقتل المواطن المصري خالد سعيد(رغم نفي فريق العمل ذلك) من جراء التعذيب الذي تعرض له على أيدي ضباط الأمن في أحد أقسام الشرطة في مدينة الإسكندرية وتشويه وجهه وجثمانه، وقد انتشر فيديو تعذيب الشاب على نطاق واسع على الإنترنت وعلى الموبايل . وأدى مقتله في حينه إلى أول مواجهة جماهيرية واسعة وسلمية ضد السياسة الأمنية للنظام، كان أبرزها جلوس مئات الشباب والشابات على طول سواحل مدينة الإسكندرية وهم يتشحون بالسواد ويديرون ظهورهم للشارع، في حين حاصرت قوات الأمن المحتجين في القاهرة ومنعتهم من الجلوس الاحتجاجي على طول كورنيش النيل .

واستطاع المؤلف محمد ناير أن يجعل من هذه الحادثة أساساً لخلق عمل إبداعي درامي يفضح تكوين النظام القديم وفساد أركانه على جميع المستويات، من خلال المسارات المعقدة للأحداث الدرامية التي نسج عليها رؤيته الفنية .

فمن خلال البطولة الجماعية للمشاركين في المسلسل ومن خلال إعادة البحث البوليسي عن حقيقة الغموض الذي اكتنف مقتل “المواطن إكس” التي يقدمها على الشاشة يوسف الشريف، يتم تقديم الرؤية الفنية والسياسية والاجتماعية للمؤلف بطريقة إبداعية جذبت كل هذا الاهتمام الجماهيري صوب المسلسل .

وأصر المؤلف على عنوان المسلسل “المواطن إكس”، ليؤكد من خلاله أن هذا المواطن المجهول الذي قتل قد يكون أي إنسان آخر غير الشاب الشهيد خالد سعيد، فأي شاب في ظل الفساد الأمني يمكن أن يكون مستهدفاً بالطريقة نفسها .

تتحول رحلة البحث عن القتلة الحقيقيين للمواطن إكس أيضاً إلى رحلة بحث داخلي لأصدقاء الراحل، فيكشفون خلال مراجعتهم ذواتهم الخلل الذي ساد حياتهم والطريقة التي تم بها إفساد هذه الحياة، من خلال النظام القائم وسياسته التي حرمتهم من تحقيق ذواتهم فجعلتهم يناطحون الصخر حتى يتمكنوا من تحقيق جزء من أحلام كثيرة فشلوا في الوصول إليها .

تتصاعد الأحداث من خلال قيام الضابط شريف أو إياد نصار بالبحث عن الحقيقة، وبمشاركة الأصدقاء خلال بحثهم عن ذواتهم يتم تصوير جوانب متعددة للفساد في الواقع الاجتماعي الاقتصادي الذي فرضه النظام السياسي .

تتسع دائرة الأحداث لتصور دور تجار المخدرات وعلاقتهم في النظام البرلماني ودورهم كذلك في مافيات الأراضي التي لعبت دوراً كبيراً، كما يظهر حتى الآن، في استغلال المصريين العاديين وإفساد حياتهم إلى أبعد مدى . إذاً ماذا قال النقاد عن “المواطن إكس”؟

الناقدة ماجدة موريس أشادت بالمسلسل لأنه يتضمن صورة جيدة وإيقاعاً متميزاً وسرداً سريعاً للأحداث إلى إضافة اختياره مجموعة من الممثلين الجدد الذين أضافوا كثيراً للعمل، والمؤلف محمد ناير هو بداية لبذرة كاتب متميز إضافة إلى المخرجين محمد بكير وعثمان أبو لبن الذين رسموا شخصيات ووضعوا لمسات فنية توضح ما حدث قبل ثورة يناير، فهو تغلغل للفساد في حياتنا والمسلسل لم يتناول الثورة لكنه تناول الأحداث المؤدية إليها، وهذا هو الجميل فيه، كما أنه كشف ملامح الفساد الذي انغمسنا فيه طوال حكم الرئيس السابق .

الناقد طارق الشناوي أعجبه مسلسل “المواطن إكس” لأنه يتناول ثورة يناير بشكل غير مباشر وهذا هو الجيد في العمل، فهناك أعمال أقحمت الثورة بشكل مستفز لكن “المواطن إكس” به رؤية إخراجية جديدة وقدم خلال مجموعة من الشباب تسلسلاً درامياً متميزاً للأحداث، وفضح المسلسل ببساطة شديدة فساد النظام السابق والأسباب الحقيقية لثورة يناير التي حاولت بعض أعمال رمضان تناولها وفشلت في ذلك في حين كان “المواطن إكس” موضوعياً، ولم نشعر بأن ما نشاهده على الشاشة الصغيرة تمثيل وإنما حقيقة عشناها جميعاً لمدة ثلاثين عاماً، وكان لا بد من الثورة على هذا الواقع المرير الذي أضاع هيبة مصر وتسبب في ضياع الملايين .

وأوضح الشناوي أن مسلسل “المواطن إكس” شهد تألق عمرو يوسف وإياد نصار وأروى جودة، كما أن الكاتب محمد ناير قدم عملاً فنياً بدرجة حرفية عالية، قائماً على التشويق في كشف الجريمة، وفي نفس الوقت لم يغفل الجانب السياسي مع تلامس الثورة المصرية متجسداً في شخصية خالد سعيد الذي اغتالته الشرطة، وبذلك يكون العمل متكاملا لأنه قدم دراما مختلفة تؤكد تطور الدراما المصرية .

الناقد رفيق الصبان أكد أن “المواطن إكس” مسلسل متكامل العناصر من سيناريو وإخراج وتمثيل، وعندما أريد الحكم على أفضل ممثلين وأعطي أفضل دور ثانوي لإياد نصار عن دوره في المسلسل، فبالرغم من ثانوية دوره فإنه اكتسح بتلك الشخصية .

وأوضح الصبان أن المسلسل الذي رسم صورة قريبة الملامح لقضية مقتل الشاب خالد سعيد حيث الشرارة التي انطلقت منها ثورة 25يناير، نجح باقتدار في الاقتراب من روح الثورة بشكل غير مباشر، وهذا ما أعطاه مصداقية كبيرة لأن هناك أعمالا تناولت الثورة بسطحية شديدة مثل مسلسل “إحنا الطلبة” و”الزناتي مجاهد”، وكان الغرض من إقحام الثورة هو مغازلة جمهور المشاهدين من الشباب ولكن نتيجة هذا الاستهتار الدرامي جاءت عكسية في حين انفرد مسلسل “المواطن إكس” بميزة التطرق غير المباشر لثورة يناير بشكل مميز .

المفاجأة الحقيقية من وجهة نظر الناقدة حنان شومان أن هذا العمل من صنع مواهب جديدة تماماً على الساحة التلفزيونية فهم شباب جدد يقدمون عملاً البطولة فيه للنص والصورة والموضوع، وهي مواصفات أي عمل فني قيم، بعيداً عن سطوة إرادة نجم، وأغلب الأحوال بلا عقل . وهو صناعة مؤلف جديد ومخرجين أيضاً شابين وليسا من نجوم الإخراج المعتادين ولكنهما استطاعا أن يؤسسا لشكل جديد في الدراما التلفزيونية التي بدأها منفرداً المخرج محمد ياسين العام الماضي من خلال مسلسل “الجماعة”، وتحولت على أيدي صناع بعض مسلسلات هذا العام  منها “المواطن إكس” إلى اتجاه يخلق أملاً في الدراما المصرية .

وأوضحت حنان شومان “أننا كنا بعد انتهاء كل رمضان منذ سنين نصرخ بأننا سنفقد ريادتنا وسيادتنا في الدراما بسبب سطوة الفردية واختفاء دور المؤلف والمخرج، ولكنني أؤكد أننا لن نفقده بعد أن شاهدت عدداً من أعمال رمضان لهذا العام وعلى رأسها “المواطن إكس”، لأن هناك من قرر ألا يصح إلا الصحيح وأنه حين يتسيد التأليف والإخراج تظهر أعمال قيمة، بل أؤكد أن عدد الوجوه الجديدة وحتى القديمة المتجددة في التمثيل زادت” .

واعتبرت الناقدة ماجدة خير الله أن “المواطن إكس” أكد أن البطولات الجماعية مفيدة جدا للأعمال الدرامية، ليس فقط لمواجهة الأجور المرتفعة للنجوم الكبار الذين يلتهمون الميزانية الإنتاجية، ولكن أيضاً لأن هؤلاء النجوم يحولون كل خطوط الدراما لمصلحتهم، وهذه مسألة احتملناها لسنوات طويلة وأدت لهبوط مستوى الأعمال، وليس معقولاً أن نظل نتفرج على شخص واحد طوال ثلاثين يوماً، وقد أثبتت البطولات الجماعية نجاحها شرط أن تختار العناصر بشكل جيد، وهذا ما حدث مع مسلسل “المواطن إكس” الذي تمت صياغته درامياً بشكل حرفي وظهرت القضايا التي طرحها وكأنها من صنع ميدان التحرير.

وأشارت ماجدة إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون الوجوه المشاركة في العمل الفني معروفة للجمهور ومن كبار النجوم وهذه النظرية تأكدت صحتها من خلال مسلسل “المواطن إكس” .

وأكد الناقد مجدي الطيب كلام ماجدة خير الله حيث اعتبر “ظاهرة المواطن إكس” التي تعتمد على البطولة الجماعية صحية للغاية، وهي محاولة للعودة إلى المسار الصحيح الذي كنا نتمناه منذ فترة، لكن أحياناً تكون البطولات الجماعية اجتهادات من الشركات الإنتاجية والمؤلفين لأسباب مادية، والمؤلفون تحديداً هم الذين يتحملون عبء التغيير، لأنهم يحاولون تغيير المناخ السائد، فتندفع وراءهم شركات الإنتاج، رغم أن بعضها يرفض الانسياق وراء الأفكار الجديدة ويظلون يدورون في فلك النجم التقليدي الذي أخرج تجارب لا ينظر إليها، ولكن بعد هذه الأعمال الجماعية الناجحة في رمضان والتي تصدرها مسلسل مثل “المواطن إكس” لا بد أن تغير شركات الإنتاج أفكارها العقيمة وتبحث عن أفكار درامية متميزة يتم تناولها بشكل جيد، فثورة يناير كانت محور العديد من البرامج والمسلسلات التليفزيونية ولكنها كانت إيجابية مع “المواطن إكس”.

* * *

كانوا نجوم المسلسلات أمام وخلف الشاشة

الشباب خطفوا الأضواء من الكبار

القاهرة - “الخليج”:

رغم وجود نجوم ونجمات كبار في مسلسلات رمضان هذا العام، ورغم جماهيريتهم وشعبيتهم الضخمة، كان هناك وجوه جديدة ونجوم شباب نجحوا في خطف الأنظار والأضواء منهم، وتألقوا في أدوارهم وأكدوا أنهم نجوم الغد، فمن هم أبرز هؤلاء الشباب؟ وكيف وضعوا أقدامهم على أول طريق الشهرة؟ وماذا يقولون عن تجاربهم الفنية من خلال مسلسلات رمضان؟

من الوجوه الجديدة التي لفتت الأنظار هذا العام رامي غيط الذي شارك في مسلسلي “نونة المأذونة” مع حنان ترك و”شارع عبدالعزيز” مع عمرو سعد، وكان رامي قد شارك من قبل في فيلمي “كلمني شكراً” للمخرج خالد يوسف و”رسائل البحر” للمخرج داود عبد السيد . يقول رامي: في مسلسل “نونة المأذونة” مع حنان ترك لعبت دور الشاب الذي يعمل مع نونة فى مكتب الزواج ويقوم باقتراح عدد من الأفكار عليها لزيادة خدمات المكتب، ولكن ذلك يدخلها فى عدد من المشكلات والمفارقات الكوميدية، ورشحتني للدور المخرجة منال الصيفي . أما في مسلسل “شارع عبدالعزيز” مع عمرو سعد فقد لعبت دور بكر الذي يكره عمرو سعد منذ الصغر لأنه متفوق عليه في كل شيء ولذلك يعتبره عدوه اللدود دائماً، وعمرو نفسه هو من رشحني لهذا الدور بعد أن عملت معه من قبل في فيلم “كلمني شكراً” واعتبر نفسي محظوظاً بالعملين خاصة أنهما مختلفان تماما وهو ما منحني فرصة إظهار قدراتي كممثل، وبصراحة جاءتني ردود فعل طيبة جداً لم أكن أتوقعها .

ويضيف رامي: رغم نجاحي كممثل لكنني ما زلت أحلم بالإخراج بجوار التمثيل خاصة أنني مخرج سينمائي في الأساس وشاركت في عدة أفلام كمساعد مخرج وآخرها فيلم “كف القمر” لخالد يوسف .

الممثلة الشابة روان جذبت الأنظار إليها من خلال دور الغجرية في مسلسل “وادي الملوك” وعنه تقول: رشحني للدور مخرج العمل حسني صالح الذي أدين له بالفضل في اكتشافي فنياً عندما رشحني العام الماضي لأشارك في مسلسل “شيخ العرب همام” مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، وأنا سعيدة بنجاحي في “وادي الملوك” وهو النجاح الذي شعرت به من رد فعل من شاهدوا “وادي الملوك”، فقد جاءتني اتصالات كثيرة جداً من مؤلفين ومخرجين كبار ليباركوا لي خاصة أنني برزت في الدور وكأنه بطولة إلى جانب أدوار نجوم العمل الآخرين صابرين وسمية الخشاب ومجدي كامل فمساحة الدور كانت كبيرة وكان مؤثراً في الأحداث وهو ما كان يخيفني جداً وجعلني أشعر بمسؤولية، والحمد لله حققت النجاح الذي سأحافظ عليه في اختياراتي لأدواري المقبلة حيث جاءتني عروض في السينما والتلفزيون أختار منها الآن .

أما إيناس علي فهي شقيقة الفنانة التونسية ساندي، وهذا العام جذبت الأنظار من خلال دور شقيقة تامر حسني في مسلسل “آدم” وتقول إيناس: رشحني للمسلسل المخرج محمد سامي وكنت أظن أنني سألعب دوراً صغيراً مثلما يحدث مع معظم الوجوه الجديدة، لكنني عندما قرأت السيناريو وجدت شخصية “بطة” مهمة جداً في الأحداث وأعجبتني لأنها بنت بلد شعبية تتصف بالجدعنة، وكان الدور مهماً وكبيراً وأنا تعاملت معه على أنه فرصتي التي يجب أن أحسن استغلالها، ورغم أنني قدمت العام الماضي مسلسلي “منتهى العشق” مع مصطفى قمر و”الفوريجي” مع أحمد آدم لكنهما لم يحققا لي النجاح مثلما تحقق لي على يد “آدم” هذا العام الذي أعتبره النقلة الحقيقية لي .

وتكمل إيناس بمجرد عرض الحلقات الأولى من المسلسل تلقيت مكالمات هاتفية كثيرة من أقاربي وأصدقائي يهنئونني بنجاحي في الدور ويؤكدون لي أنني قدمته بشكل جيد، ما جعلني أشعر بالاطمئنان وأتمنى أن أكون موفقة في اختياراتي المقبلة .

ومن الوجوه الجديدة التي لفتت الأنظار في مسلسل “آدم” أيضًا الوجه الصاعد محمد الجوهري الذي شارك أيضاً أحمد مكي في مسلسل “الكبير قوي”، وعن العملين يقول: في مسلسل “آدم” رشحني للدور المطرب تامر حسنى حيث إنه صديقي منذ ما يقرب من 15 عاماً ووجدني أصلح للقيام بالشخصية وإن كان الجمهور قد كرهني لأنني قدمت شخصية شاب يكره تامر حسني ويحاول أن يخطف منه حبيبته، لكنني أعتبر كراهية الجمهور لي في هذا الدور نجاحاً أيضاً، رشحني لمسلسل “الكبير قوي” أحمد مكي نفسه لأنني كنت قد عملت معه من قبل في فيلم “لا تراجع ولا استسلام”، وبعد نجاحي في المسلسلين بدأت العروض تأتيني حيث عٌرض عليّ مؤخراً دور مهم في فيلم ولكن حتى الآن لم أوقع العقد مع شركة الإنتاج وأنتظر في نفس الوقت عرض فيلم “المصلحة” بطولة أحمد السقا وأحمد عز وأجسد فيه شخصية صيدلي يتاجر فى المخدرات .

في مسلسل “تلك الليلة” للنجم حسين فهمي استطاعت الفنانة الشابة ندى عادل أن تخطف الأنظار من خلال شخصية الصحفية التي تعشق أخبار النميمة والفضائح . وتقول ندى: جاء ترشيحي للدور عن طريق شركة الإنتاج وهي شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات حيث قدمت معهم عملاً في العام الماضي، ورغم صغر الدور في مسلسل “تلك الليلة” إلا أنني اعتبرته فرصة مهمة خاصة أنه أمام نجم كبير هو حسين فهمي، ورغم أنني مررت بظروف شخصية صعبة خلال فترة التصوير لكنني كنت أحاول قدر الإمكان ألا يتأثر أدائي للدور بظروفي، والحمد لله على ما تحقق لي من نجاح وأتمنى أن يزيد نجاحي من خلال أدواري التالية خاصة أن طموحاتي الفنية ليس لها حدود .

مسلسل “الدالي” للنجم نور الشريف الذي قدم عدداً كبيراً من الوجوه الجديدة في الجزءين الأول والثاني استمر أيضًا في تقديم النجوم الصاعدة في جزئه الثالث، ومنهم محمد العوضي الذي لعب دور الشاب الشرير ابن أحد المسؤولين الكبار في الدولة،الذي يستغل نفوذ والده ليحقق طموحاته غير المشروعة . يقول محمد: العمل مع فنان في حجم نور الشريف يشعر اي وجه جديد بالرعب خاصة أن موافقته على اشتراكي في العمل مسؤولية غير عادية بالنسبة لي، زاد منها أن مساحة دوري كبيرة حيث ظهرت من الحلقة الأولى إلى الحلقة الأخيرة . ولأن الدور كان لشاب وصولي شرير فقد كان إحساسي بعدم تعاطف الجمهور معي بمثابة شهادة نجاحي ودليل على أننى استطعت أن أتقمص الشخصية بشكل جيد .

وعن أعماله المقبلة يقول محمد: أنتظر عرض فيلم “ترانزيت” الذي شاركت فيه مع تيسير فهمي وأحمد عزمي، وأقوم الآن بقراءة سيناريو فيلم جديد ولكنني لم أحدد موقفي منه بعد خاصة أنني بعد “الدالي” سأدقق جداً في اختياراتي .

رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها مسلسل “سمارة” لغادة عبدالرازق فإن الفنانة الصاعدة رباب طارق ترى أن مشاركتها كانت خطوة مهمة لها أكسبتها خبرة وتضيف: اشتركت في مسلسلين هذا العام هما “سمارة” وقدمت فيه دور الفتاة الأرستقراطية ورشحني له ياسر جلال الذي عملت معه من قبل في المسرح، فقدمني للمخرج محمد النقلي الذي وافق عليّ ورغم الهجوم على المسلسل وانتقاده لكن هذا لم يفسد فرحتي بالعمل لأن مشاركتي فيه جعلت الجمهور يعرفني أكثر .

أما العمل الثاني فهو مسلسل “لحظات حرجة” ولعبت فيه دور فتاة مرافقة لوالدها المريض فى المستشفى، وهو دور صغير لمدة أربع حلقات رشحني له مخرج العمل شريف عرفة لكن نسبة المشاهدة الضخمة للعمل أفادتني .

وتضيف رباب: رغم أنني شاركت العام الماضي في مسلسلي “ليلى مراد” و”ماما في القسم” لكنني سعيدة جداً بمسلسلين هذا العام لأنني أحقق حلمي بالتواجد بأعمال في شهر رمضان خاصة أن أصدقائي وأقاربي أعجبهم دوري في العملين خاصة في “سمارة” .

ومن الوجوه الجديدة التي جذبت إليها الأنظار هذا العام شيماء حسن التي لعبت دور ابنة ميمي جمال في مسلسل “كيد النسا”، وعن هذا الدور تقول: رشحني له مخرج العمل أحمد صقر بعد مشاهدته لمشروع تخرجي في معهد التمثيل وسعدت كثيراً بهذا العمل خصوصاً بتعاملي مع نجومه فيفي عبده وسمية الخشاب وأحمد بدير وميمي جمال، فهم فنانون يقومون بإعطاء النصائح للشباب ويقدمون كل خبرتهم لهم، فالتعامل معهم ممتع كما أعجبني في الدور مواقف كوميدية تحدث بيني وبين الأبطال، كما سعدت كثيراً بردود فعل الجمهور وسعدت أكثر عندما قالت لي سمية الخشاب إنها تتنبأ لي بأنني سأصبح نجمة بعد عرض هذا العمل .

ومن الوجوه الجديدة التي برزت أيضاً محمد رمزي الذي شارك في مسلسل “مكتوب على الجبين” مع حسين فهمي ومي سليم، وعن تلك التجربة يقول محمد: المخرج حسين عمارة والمنتج محمد فوزي رشحاني للمسلسل بعد مشاهدتهما لي في مسلسل “ليلى مراد” العام الماضي وأيضاً في فيلم “الفاجومي” هذا العام، ولعبت دور جلال الذي يطرده والده فيلجأ إلى البطل حسين فهمي ليتعرف إلى ابنته ويحبها حتى يصل بهما الحال إلى الهروب ليتزوجا بسبب رفض أبيها زواجهما، وقد سعدت جدا بردود الأفعال التي عرفتها عن طريق صفحتي على فيس بوك وأيضاً من خلال الجمهور في الشارع الذي أصبح يناديني باسم جلال، ورغم حزني لعدم عرض المسلسل العام الماضي لكنني سعيد جداً به هذا العام لأنه لاقى نسبة مشاهدة جيدة وأعتبره خطوة جديدة لي في طريق النجاح وأقوم الآن بتصوير مسلسل جديد بعنوان “كلمات” ويعتمد بشكل أساسي على الوجوه الجديدة وأتمنى أن يحظى بالنجاح عند عرضه.

الذين خطفوا الأنظار لم يكونوا كلهم أمام الكاميرا وإنما منهم من كان خلفها أيضًا من مؤلفين ومخرجين جدد، ومن هؤلاء عمرو الدالي مؤلف مسلسل “دوران شبرا” الذي يؤكد أن حياته في حي شبرا الشعبي كانت أحد أسباب تصديه لكتابة هذا العمل، وأنه استلهم معظم شخصيات العمل من شخصيات حقيقية عرفها واقترب منها .

ويضيف أن أحد أسباب نجاحه أن مخرج ومنتج العمل لم يتدخلا في شغله، مؤكداً أنه يرحب بأي نقد ليستفيد منه في تجربته المقبلة .

ومن المخرجين الجدد الذين أثبتوا وجودهم على شاشة رمضان المخرج أحمد يسري في مسلسل “شارع عبد العزيز” الذي يؤكد أن أحد أسباب نجاحه أن منتج العمل ممدوح شاهين لم يتدخل في أي تفاصيل تتعلق في شغله مثلما يحدث من بعض المنتجين، وأنه ترك له الحرية كاملة في اختيار الأبطال حسب رؤيته، كما أن تعاون الممثلين معه وبذلهم جهداً كبيراً ليخرج أداؤهم بالصورة التي يريدها كانت وراء نجاح العمل أيضاً معرباً عن سعادته بردود الفعل وكلمات النقاد عن وجود رؤية إخراجية متميزة في المسلسل. 

الخليج الإماراتية في

14/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)