حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

ريهام عبدالغفور :

كنت بنحت في الصخر من أجل عيون بدرية في الريان

محمـد خضـير

ارتدت الفنانة ريهام عبد الغفور في السباق الرمضاني هذا العام قناع البنت الشقية المتسلطة ضمن أحداث مسلسل "الريان" الذي أعاد اكتشافها من جديد وأخرجها من عباءة البنت الرومانسية الطيبة، ولكنها في لحظات قليلة خلعت هذا القناع لتعيش في جلباب آخر في مسلسل "وادي الملوك" والذي تدخل به حلبة الصراع مع نفسها.. تعترف ريهام أنها لأول مرة في حياتها يتم استنزافها فنيا بمثل هذا الشكل وأنها أخرجت كل طاقتها الفنية في عملين وكأنها تنحت في الصخر حيث السفر إلي الأقصر لتصوير مشاهدها ضمن أحداث مسلسل وادي الملوك أو السهر في بلاتوهات التصوير بمدينة الإنتاج الإعلامي للانتهاء من مشاهدها في الريان.

·         سألتها.. ولماذا رفضك إذا المشاركة في الريان قبل البدء في تصويره؟

ـ لم أرفض المشاركة في الريان ولكن رفضت شخصية ضمن أحداث المسلسل لأنها لن تضيف إلي شيئا جديدا لأنه دور تقليدي وسبق لي تقديمه في أكثر من عمل وفجأة وجدت المخرجة شيرين عادل تعرض علي شخصية بدرية فوافقت لأنه دور غير مكرر في مشواري الفني وسوف يقدمني للجمهور بشكل مختلف.

·         تمردت هذا العام علي أدوار الفتاة المغلوبة علي أمرها وظهرت بشخصية بدرية الفتاة المتسلطة في الريان؟

ـ ليس تمرد علي هذه الأدوار ولكن علي الفنان أن يعيد اكتشاف ما بداخله من إمكانيات وألا يحصر نفسه في إطار أو نمط واحد وعلي الرغم من كمية الشر الموجودة في الشخصية إلا أنني سعيدة بها.

·         تعرضت  أثناء تصوير مسلسل وادي الملوك لكثير من المشاهد الخطيرة والصعبة؟

ـ بالفعل يومياتي في وادي الملوك كانت صعبة ومجهدة جدا علي عكس الريان بسبب سفرنا الكثير إلي صعيد مصر.

·         بالتأكيد أرهقك تصوير مسلسلين في نفس الوقت؟

ـ اعتدنا أن تكون الشهور التي تسبق شهر رمضان مرهقة كل عام ، ودائما العمل بها يكون شاقا حتي نستطيع اللحاق بالموسم الرمضاني ولكننا نعوض التعب باقي العام.

·         وكيف وجدت المنافسة الدرامية الرمضانية هذا العام ؟

ـ أنا مقتنعة بأن الجمهور يذهب لمسلسل النجم الذي يحبه وإذا شعر من الحلقات الأولي أنه أمام عمل جيد سيواصل مشاهدته, بالاضافة إلي أن المنافسة هذا العام طبيعية ,  فاعتقد أنه عندما يعرض  15 مسلسلا فهو وضع طبيعي وخاصة أن هذا العدد ليس قليلا, ما كان يحدث من قبل هو الذي لم يكن طبيعيا ، فليس منطقيا أن يتم عرض أكثر من  60 عملا.

·         وهل يمكن  أن تكرري تجربة تقديم البرامج بعد أن قدمت من قبل " ريهام علي النار " ؟

ـ بصراحة هذا الموضوع سوف يحتاج مني إلي وقت طويل في التفكير.

·         بعد أن حمل الفنان أشرف عبد الغفور راية نقابة المهن التمثلية فما هي مطالبك الشخصية منه؟

ـ بعيدا عن كوني ابنة أشرف عبد الغفور الفنان وبعيدا عن منصبة الحالي كنقيب للفنانين أطالب بالأمن والأمان لأعضاء النقابة وهو مطلب عام لكل فنان شعر في يوم من الأيام بغدر الزمان وكلنا معرضين لذلك وأمامك كثير من الرموز الفنية التي أصبحت حاليا في معزل تام عن الفن فلابد وهي رسالة موجهة للنقيب الجديد أن يحقق العدالة الفنية وأن يسعي النقيب لتوفير كل سبل الدخل التي تعين الفنان وأسرته في حياته.

·         وهل تشعرين حاليا بوجود عدالة فنية داخل الوسط الفني؟

ـ اعتقدت أن الثورة أعادت التوازن مرة أخري في جميع القطاعات، أما من الناحية الفنية فبدأت كثير من الأعمال الدرامية الاستعانة بعدد كبير من الفنانين الذين غدر بهم الفن.

·         يا بخت من كان النقيب خاله لكن المثل هذه المرة يا بخت من كان النقيب والده؟

ـ تضحك المثل ده بعيد عني تماما ولن اسعي وراء والدي إلا لأخذ حقي فقط بعيدا عن المصالح الشخصية وأبسط دليل علي ذلك عملي في الفن ونجاحي فيه بشهادة النقاد والجمهور والجوائز التي حصلت عليها والعلاقة التي تربطني بأشرف عبد الغفور في المقام الأول هو والدي صاحب الفضل الأول في تشجيعي لكي أنجح والعامل المشترك الآخر هو النقيب الذي سوف الجأ اليه بصفتي ابنة هذه النقابة حتي يرفع عني الظلم بدوره كنقيب.

آخر ساعة المصرية في

06/09/2011

 

خاتم سليمان (٢)

بقلم : طـارق فـودة 

بعيدا عن كل  الأحداث  التي تجري حولنا.. وقريبا جدا من ربيع الحرية العربية التي بدأت علي أرض  تونس وامتدت إلي مصر ـ وحاصرت مابينهما أرض  ليبيا الشقيقة، وامتد لهيبها إلي سوريا واليمن.. وبعيدا أيضا عن كل المنافسات الرمضانية  الدرامية  التي ظهرت علي شاشات تليفزيونات العرب ـ بعيدا عن كل هذا أجد أنا شخصيا أن »خاتم سليمان« قد اتخذ خطا دراميا مختلفا.. كتبه محمد الحناوي ـ وعندما سألت عنه عرفت أنها التجربة  الأولي له ـ  وكنت وقتها أريد  أن أبدي إعجابي الشديد بالحبكة الدرامية التي  وضعها في هذا  المسسلسل الرائع الذي أخرج فيه كل طاقات خالد الصاوي ـ والشابة الرائعة فريال  يوسف.. وكذلك أخرج فيه الغضب المصري  الحقيقي الذي اجتاح بلادنا لفترة طويلة من الزمان نعم غضب المصريين ورفضهم لهذا الذي يحدث  علي أرضهم وحولهم وفي بيوتهم وعلي أبنائهم ـ الغضب  من الظلم السلطوي ـ  الغضب  من الشرطة المصرية ومايحدث في  أقسام كتب  عليها ولفترة طويلة »في خدمة الشعب« وما كانت إلا  لإذلال هذا الشعب  الغضب من حزب سياسي  استولي علي السلطة ومارس  باسمها كل أنواع الفسوق  والخروج علي الشرعية  الدستورية ـ  محق الديقمراطية  واستولي علي كل  شيء من حق  الناس جميعا.. وتحكم (بتشديد الكاف) وسيطر ونهب وظلم وقتل أيضا من أبناء مصر كل من كانت تسول له نفسه أن يعترض طريقه.. استطاع هذا المسلسل أن يعطي  ـ وللأيام القادمة أيضا  صورة سريعة  واضحة صادقة عما كان يحدث في أرض الوطن.. ليكون ـ بالفعل ـ نبراسا لكل القادمين  ـ من حكام ومحكومين حتي  يكونوا جميعا علي بينة من أمرهم ـ فلا  يقعوا مرة أخري  فيما وقعوا فيه من قبل  ولا يعطي  صوتهم أو أصواتهم ـ وهي  توقيعات مفتوحة  لكل من يريدون أن ينهبوا أرضهم ويذلوا أبناءهم ـ وهذا  ما أعلنه خالد الصاوي  بقدرة رائعة ـ في رفضه لكل مايدور حوله ـ بعد أن كانت كلمات مقدمة المسلسل الرائعة  تعلن عن حبه الصادق لكل ما في الوجود!..

آخر ساعة المصرية في

06/09/2011

 خاتم سليمان!

طارق فودة

بعيدا عن حواري السياسة التي أصبحت ضيقة ومتشابكة أو متنافرة إلي حد بعيد جدا..

وقريبا في رمضان وليالي رمضان.. وتمثيليات رمضان التي أصبحت هي الأهم في حياة العائلات داخل البيوت.. والتي أصبحت بدورها متنافسة في حجم المشاهدة والمتابعة.. وكلما سألت بعض الناس عن أكثر ما يتابعونه جاءت تمثيلية: خاتم سليمان في المقدمة.. حتي أكثر من الريان التي تحتل المكانة الأولي في العرض علي كل القنوات الأرضية والفضائية في العالم العربي.. ربما لأن الناس عرفت قضية الريان وتابعتها علي أرض الواقع اللهم إلا هذا الجيل الأخير الذي لم يشهدها ولم يعش أيامها..

خاتم سليمان دخلت إلي واقع جديد.. الجريمة علي أرض مصر.. وكيف أنها أصبحت لازمة من لوازم حياتنا.. لكن أبعد من هذا: صورة هذه الجريمة داخل أقسام الشرطة وفي أروقة النيابة العامة وكيف أنه من الممكن جدا أن يرمي ببرئ إلي تخشيبة الشرطة أو ربما زنانين السجون لمجرد »شهادة« لشخص مأجور أو حاقد أو مرتكب هو نفسه لهذه الجريمة.. ولا يخرج هذا البرئ منها إذا ما أراد الله ذلك إلا بعد اكتشاف خطأ ما في هذه الشهادة.

وهذا ماحدث فعلا ل »شهد« ابنة سليمان العريني الجراح العالمي الذي شهدت له الدنيا ببراعته في أخطر العمليات الجراحية لكنه في واقع حياته أب يحب ابنته حبا شديدا كعهدنا بقلوب الآباء والأمهات.. وهنا يقوم خالد الصاوي بدوره الرائع بل ربما أعظم أدواره أداء وتمثيلا وصوتا وحياة.. أداء لم أشهده له من قبل وأنا أتابعه.. وتمضي أحداث المسلسل الذي ارتبط مع سليمان العريني بخاتم رخيص لكن له شكل خاص جعل منه المؤلف والمخرج »خاتم سليمان« وأقنعنا خالد الصاوي أنه فعلا كذلك.. ثم جاءت المذيعة »ملك« وحادثتها الشهيرة في الساحل الشمالي وقيام سليمان العريني بإنقاذها ودخوله هو في دوامة أخري ودخولهما معا بعد ذلك في أحداث متتابعة بأسلوب رائع وواقعية يشوبها الكثير من الرومانسية الجميلة الراقية بما يشد المشاهد وكأننا أمام واحد من الأعمال الدرامية الرائعة وهو كذلك فعلا..

بقي أن أقول: إن خاتم سليمان هو المطلوب الآن فعلا لإنقاذ الدراما المصرية من كل ماتعاني منه خاصة ارتفاع الأجور وضآلة الموارد!.

آخر ساعة المصرية في

23/08/2011

 

سمارة.. ورحلة الصعود للهاوية

ماجـدة خـيرالله

ضرب مسلسل سمارة الرقم القياسي في كم الأحداث اللامنطقية التي اعتمد عليها طوال حلقاته، وقد صدق السيناريست مصطفي محرم، عندما أعلن منذ البداية أن المسلسل ليس فيه من فيلم سمارة الذي لعبت بطولته تحية كاريوكا، ومحسن سرحان ومحمود إسماعيل إلا اسمه فقط، ومشهد البداية الذي تظهر فيه سمارة وهي تتغندر في ملاءتها اللف، وتضرب بقدميها في الأرض فيظهر خلخالها، وعندما ينادي عسكري الدورية بصوت جهوري مين هناك، ترد عليه في دلال سمارة!! ويبدو أن السيناريست مصطفي محرم قرر أن يأخذ من كل بستان زهرة، ويقدم في مسلسله مزيجا وخليطا من بعض أشهر أفلام السينما المصرية التي تأثر بها، وأهمها فيلم الرجل الثاني الذي قدمه المخرج العبقري عز الدين ذو الفقار، وكتب له السيناريو والحوار عبقري آخر هو يوسف جوهر.

وكانت أحداثه تدور في سنوات الخمسينيات حول إحدي عصابات تهريب الماس والدولارات، وكان مسرح الأحداث في الفيلم الشهير عبارة عن  نايت كلوب فاخر يرتاده وجهاء المجتمع المصري في ذاك الوقت، وتدور فيه عمليات التهريب ويديره سليل الحسب والنسب عصمت كاظم "رشدي أباظة" وهو الرجل الثاني في عصابة التهريب، أما الرجل الأول أو الراجل الكبير فهو باشا سابق يتردد علي النايل كلوب بصفته أحد زبائنه،وقد حار البوليس المصري "في الفيلم" في الوصول للراجل الكبير، الذي لم يكن يعرفه سوي شخص واحد، هو الرجل الثاني، الذي كان يبتكر طرقا جهنمية في التخفي كلما ذهب للقائه، ويضطر رجال الشرطة لزرع ضابط شاب"صلاح ذو القفار" وسط العصابة لمحاولة معرفة أسرارها، وبقية الأحداث معروفة وخاصة أن الفيلم يعرض مراراً وتكراراً حتي حفظه المشاهد عن ظهر قلب، ولكن مصطفي محرم حول الرجل الثاني إلي نسخة شعبية، مشوهة من الفيلم الشهير، فالرجل الثاني تحول إلي امرأة هي الراقصة" مروي"، أما الراجل الكبير أو سعادة البيه فهو أحد الباشاوات الذين لايتطرق إليهم الشك ابدا، وهو للغرابة خال الضابط الملكلف بكشفه! ولأن الدنيا ضيقة مثل خرم الإبرة، فسوف تكتشف أن جميع شخصيات المسلسل تمت بصلة قرابة أو نسب أو صداقة لبعضهم البعض! فالشاب الأرستقراطي "كمال" أو أحمد وفيق الذي يقع في حب سمارة، وقرر أن يتزوجها رغم أنف عائلته هو نفسه ابن الباشا تاجر المخدرات، أما الضابط الشاب"ياسر جلال" فهو يدعي أنه مجرم هارب من السجن، ويدخل في معمعة  المعلم سلطان" حسن حسني" كي يكشف أسراره ويصل من خلاله إلي الراجل الكبير، والطريف أن الضابط الشاب عندما هرب من السجن مع سجين آخر يعتقد أنه من صبيان أحد تجار المخدرات،يتضح أنه الآخر ضابط متنكر! طب ليه بقي الداخلية تخفي علي ياسر جلال أن رفيقه في رحلة الهرب من السجن هو ضابط زميل ومكلف مثله بنفس المهمة!! وكما حدث في فيلم الرجل الثاني فإن المعلم سلطان كان يتخفي في زي خواجه أو عامل مراحيض كلما ذهب للقاء صديقه الرجل الكبير! سيبك من البحث عن منطق لتبرير كل الأحداث "الهجص" التي تابعناها طوال ثلاثين حلقة، ولنقفز للحلقة الأخيرة عندما تكتشف سمارة من هو سعادة البيه أو الراجل  الكبير، فقد كانت قد عقدت صداقة مع الراقصة مروي"الرجل الثاني" وهي الوحيدة التي تعرف من هو زعيم العصابة، وتذهب سمارة إلي زيارة مروي وهي ترتدي ملابس مثيرة وقبعة ضخمة، وتدرك من توتر مروي أنها في سبيلها لاستقبال الراجل الكبير فتقف أمام الأسانسير، بينما يخرج زعيم العصابة من الأسانسير الثاني الملاصق له، ومع ذلك لايراها رغم أنها ترتدي قبعة ضخمة وملابس مثيرة وهي ماشاء الله طول الباب وعرضه، ويدخل  الرجل إلي شقة الراقصة فتتعرف عليه سمارة، ولكنه لم يرها، وكأنه أصابه العمي الحسي! سيبك من كل هذه الخزعبلات ، ولنقفز إلي حلقة النهاية عندما يتم اكتشاف أن الباشا المحترم خال سيادة الضابط ووالد خطيبته  هو زعيم العصابة، الذي دوخ الداخلية، وهنا يقرر وزير الداخلية ورئيس الحكومة أن أفضل حل للخروج من هذا المأزق،هو اغتيال الباشا"عبد الرحمن أبو زهرة" بدلاً من القبض عليه بتهمة الاتجار في المخدرات، وهو الأمر الذي سوف يثير فضيحة كبري، ليس هذا هو المهم، ولكن بعد أن تتمكن الشرطة من القبض علي كل أفراد العصابة وبينهم المعلم سلطان وصبيانه، تهرب سمارة ولايعرف مكانها أحد،ثم تعود بعد عام وفي ليلة زفاف الضابط الذي أحبته قبل  أن تكتشف أنه استغلها للإيقاع بالعصابة، وتقوم بإطلاق وابل من الرصاص علي صدره فترديه قتيلاً، ليلفظ أنفاسه علي صدر عروسه، وتصاب سمارة بحالة من الخبل والجنون، بعد ان قتلت الرجل الذي أحبته!

ليس العيب الوحيد في مسلسل سمارة تلك الأحداث التي تخاصم المنطق، ولكن العيب القاتل يكمن في اسلوب أداء الممثلين الذي يشبه كثيرا ماكان يقدمه نجوم سينما الثلاثينيات، مثل المبالغة الشديدة في التشويح بالأيدي وتلعيب الحواجب وقلب العين والشفاه للتعبير عن الشر، أو التجعير بصوت أجش، ولو راقبت أسلوب أداء الراقصة لوسي فسوف تشاهدعجباً، ويبدو أن المخرج محمد النقلي فقد السيطرة تماماً، علي ممثليه فترك لكل منهم حرية الأداء بالشكل الذي يريحه، ويبدو أيضا أن غادة عبد الرازق أرادت أن تؤكد في هذا المسلسل أنها تصلح لأن تكون نجمة استعراضية، وتعوض فشلها في فوازير رمضان التي قدمتها مع مدحت صالح منذ خمسة أعوام وكان فشلها مروعاً لدرجة أن قطاع الإنتاج قرر إلغاء تقديم الفوازير نهائيا في الأعوام التالية، ولذلك قامت بتقديم عدد ضخم  من الرقصات في المسلسل، بدون أي داع، مع اعتمادها علي أزياء لاتصلح إطلاقا للرقص في كباريه يقع في منطقة شعبية، روادها من حثالة المجتمع، بالإضافة لإسرافها الشديد في ارتداء ملابس غريبة لاتتفق مع طبيعة الشخصية، فهي ترتدي الفراء وهي ذاهبة إلي المقابر لزيارة حبيبها الضابط الذي كان يختفي هناك، وترتدي فراء غيره وهي ذاهبة للبحث عن فتاة كانت تعمل في خدمتها وتسكن في حارة شعبيه! علي كل الأحوال معظم أبطال مسلسل سمارة في حاجة لإعادة تأهيل وتدريب علي فنون الأداء التمثيلي لأن حالتهم بقت صعبه ولايمكن السكوت عنها! هذا عكس النجوم الشباب أبطال مسلسلي "المواطن إكس" و"دوران شبرا"، أصحاب الأداء التلقائي البسيط الصادق الذي يدخل القلب مباشرة، فتنفعل مع قضاياهم وتصدق مايعانونه من قهر وظلم، وقد بدا عمرو يوسف ومحمود عبد المغني، وأمير كرارة، وأروي جودة، وشيري عادل، ورجب السيد، وإياد نصار في حالة من التوهج المذهل، مضافاً إليهم الموهبة الشابة دينا الشربيني التي لعبت دور مساعدة المحامي "طارق" أو محمود عبد المغني، وهي إحدي مفاجآت هذا المسلسل الذي احتفظ بنجاحه وتألقه الفني من الحلقة الاولي حتي تترات النهاية! ورغم أنها التجربة الوحيدة  للمخرج عثمان أبو لبن في مجال الدراما التليفزيونية إلا أنها تجربة ثرية تعلن عن نفسها بلاصخب أو طنين إعلامي.

ومن أهم الوجوة النسائية التي تألقت في مسلسلات هذا العام بالإضافة إلي فريال يوسف في خاتم سليمان، تبزغ شمس "حورية فرغلي" أو عزة في مسلسل دوران شبرا، وهي إحدي أهم الشخصيات المؤثرة في الأحداث، تمتلك وجها مصريا صادقا، وجمالا هادئا،  وأسلوب أداء يعتمد علي الانفعالات الداخلية بحيث يمكن ان تقرأ ما يدور في عقل الشخصية وفي نفسها دون أن تتكلم، وبأقل قدر من الانفعال والافتعال، حتي لحظات الغضب محسوبة، تعبر عن طبيعة الشخصية التي تعاني من القهر ولكنها تحتفظ بالكبرياء والإرادة، رغم أن ماتمر به من أحداث تجعل سقوطها منطقيا ولكنها تحافظ علي نقائها إكراما لطفلها القادم، ولابن شقيقها يوسف الذي قامت بتربيته واعتبرته مشروع حياتها! إنها النموذج الصادق لآلاف من النساء المصريات اللائي يكويهن الفقر والقهر ولايقبلن الاستسلام لليأس ابداً.

آخر ساعة المصرية في

06/09/2011

 

هل أساءت الدراما لصورة الشباب السوري؟

دمشق – من ميس العاني 

الشباب يؤكدون أن الدراما سلطت الضوء على مشكلاتهم، والأهل يتهمونها بنشر ثقافة الانحراف بين أبنائهم.

سلطت الدراما السورية هذا العام الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية بأسلوب جريء وخصت قضايا الشباب والمراهقين باهتمام كبير فطرحت مشكلاتهم بكل جرأة وصراحة، وأصبحت تفاصيل حياتهم اليومية مادة دسمة تم عرضها على الشاشة الصغيرة بمعالجات اختلفت فى طريقة طرحها وتلاقت في جرأتها العالية.

واستطاعت الدراما الخوض في تفاصيل مهمة تتعلق بحياة الشباب وقدمت نماذج مختلفة عن الشباب السوري بمختلف شرائحه وطبقاته فنجد صورة الشباب الجامعي فى مسلسل "سوق الورق" وصورة شباب الطبقة الغنية والفقيرة في مسلسل "السراب" وصورة شباب الطبقة الوسطى في مسلسل "الغفران" إضافة إلى صورة أبناء الريف في مسلسل "الخربة" ونماذج أخرى مختلفة.

ولكن هل استطاعت الدراما عكس الصورة الصحيحة والصادقة عن الشباب السوري وهل كرست النموذج الصحيح لهم وهل استطاعت الغوص في مشكلاتهم بعمق أم أن دورها بالنسبة للشباب كان دوراً معاكساً إثر بصورة سلبية على افكارهم وطريقة حياتهم؟

تقول رؤى أحمد (طالبة ثانوي) "هناك مسلسلات جادة طرحت مشكلات الشباب ولعبت دوراً في معالجة قضاياهم الا أن هناك فى المقابل أعمالاً تلفزيونية أخرى نقلت صوراً لمجتمعات لا تتطابق مع مجتمعاتنا بكل ما تنطوى عليه من عادات وتقاليد مثل مسلسل 'العشق الحرام".

فيما يرى الشاب ناصر حمدان طالب حقوق ان الدراما غير قادرة على إحداث تغيير جذري في سلوك الشباب وآرائهم ولكنه أبدى إعجابه بمسلسل "سوق الورق" لأنه تطرق بكل جرأة إلى مشكلات الشباب الجامعي وأحلامه وطموحاته وتناول موضوعات حساسة فيما يتعلق بالحرم الجامعي لم يسبق لأي دراما عربية أن تناولتها بهذه الجرأة.

فيما أبدى رامي حسين طالب ثانوي إعجابه بمسلسل "أيام الدراسة" لأن أحداثه تشابهت نوعا ما مع الأحداث التي تحصل في المدارس الثانوية ولكن العمل بالغ فيها قليلا من وجهة نظره وأحياناً كان هناك عدد من الأحداث غير المنطقية.

وبرزت في الدراما السورية هذا العام شخصيات قدمت نماذج ايجابية مثل شخصية امجد الشاب الرومانسي المثقف الذي ظهر في مسلسل الغفران الذي أعاد بالشخصية التي أتقنها الممثل باسل خياط روح الرومانسية إلى الشباب حسب ما قال مهند العامري موظف والذي أحس أن شخصية أمجد تمس شيئاً كبيراً في داخله وكانت تعزز الجانب الإيجابي فيه من خلال أخلاقه وهدوئه وتعامله الراقي مع زوجته.

فى المقابل اعتبر وائل راشد طالب جامعي أن التأثير الإيجابي والسلبي للدراما قد يكون مرتبطاً بالممثل نفسه بخلاف النظر إلى إيجابية الدور الذي يؤديه أو العكس وهو أمر لا يتوقف عند التأثر بطبيعة الشخصية بل بشكلها الخارجي وطريقة تصرفها.

ورأت ريم العلي طالبة جامعية أن الدراما تأتي متطرفة أحياناً في معالجتها لبعض القضايا على مستوى البيئة مثلاً نرى أن المستويات المعيشية أحياناً أعلى بكثير من الواقع مثل مسلسل جلسات نسائية.

واعتبر ابراهيم الباشا أن الدراما السورية قدمت نماذج سلبية كثيرة عن صورة الشباب السوري وتجاوزت الكثير من القيم الاجتماعية والأخلاقية الأمر الذي يمكن أن يؤدي أحياناً إلى حدوث مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية واجتماعية.

وتفاوتت آراء الأهل بين مؤيد لما تعرضه الدراما أو معارض له ولكن الجميع اتفق بأن ثمة تأثيراً سلبياً فالدراما حسب رأي فؤاد ناصر موظف وأب لطفلين تسهم فى تغيير ثقافة الأسرة والمجتمع بأكمله وتساعد على تغيير أو تشويه الهوية ويتأثر بها المتلقى بشكل مباشر فى أحيان كثيرة.

وترى هنادي دياب (أم لأربعة أبناء) أن هناك أعمالاً تلفزيونية ساهمت في إفساد سلوكيات الأبناء ونشر ثقافة الانحراف والتعرف على الجرائم المختلفة وطريقه تنفيذها بدقة مثل السرقة والقتل.

ورأت ريهام مصطفى (اختصاصية تربية وعلم نفس) أن بعض الاعمال التلفزيونية تعتمد على لغة عامية أو يشيع فيها الفاظ سيئة وسطحية وهشة و"الكتاب والمخرجون يقتبسون أحياناً بعض الأفكار الغربية ونجدها تنتشر بسرعة بين المراهقين والصبية ويستخدمونها في تعاملاتهم اليومية".

وبينت مصطفى أن الدراما يجب أن تقوم بدور فعال من خلال تصحيح المفاهيم والمساهمة في عرض قضايا الشباب وتوضيح سبل العلاج من خلال مواقف حياتية اجتماعية لتخرج بالدراما من قوقعة التسلية والترفيه الى رحاب التنمية والتطوير.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

06/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)