حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

محمد طاحون: فوق تحت حقيقيٌّ وليس مفبركاً

كتب: جميل الباشا

قدّم المذيع والممثل محمد طاحون برنامجين على شاشة رمضان: «فوق تحت»، و{نجمة وقمر» الذي شاركته في تقديمه المذيعة عبير الوزان.

حول تقييمه لتجربته في هذين البرنامجين وللدراما الرمضانية كانت الدردشة التالية معه.

·         أثار برنامج «فوق تحت» لغطاً واتُّهمتَ بفبركة اتفقت عليها مع الضيوف، ما ردّك؟

ليس صحيحاً، ولا بد من أن يميز من يشاهد البرنامج بين الحقيقة والفبركة. كان هدفنا من تقديم البرنامج ترطيب الجو العام في شهر رمضان عقب صيام يوم صيفي شاق، لذا قدمنا فقرات كوميدية تناسب هذا الجو تقوم على طرح أسئلة «معكوسة» على الضيف لانتزاع ردة فعل مضحكة منه. في المناسبة أشكر المسؤولين في إدارة قناة «فنون» الفضائية الذين أولوني ثقتهم وقد سررت بها.

·         كيف تقيّم تجربتك في «فوق تحت»؟

ممتعة وناجحة، مع أنني ترددت قبل الموافقة على تقديمه يقيناً مني بأنني سأواجه صعوبة في إقناع الضيوف بالمشاركة فيه وقد يعتذر كثر منهم، إلا أن فريق العمل غلّف الفكرة بالجدية للخروج من هذا المأزق، إذ عرضت على الفنانين المشاركة في برنامج يهتمّ بالجانب النفسي لديهم على أن تُعرض أجاباتهم على اختصاصي في علم النفس. لا أخفي أن ثمة فنانين توجّسوا خيفة في البداية لكن بعد شرح التفاصيل لهم انطلت عليهم الخدعة «وشربوا المقلب». بصراحة بذلنا جهداً كبيراً لأن الأمر ليس سهلاً لا سيما في مسألة تبديل الجمل والأسئلة والإجابات.

·         هل ترى أن ظهورك في برنامجين على شاشة واحدة مفيد لك؟

لكل برنامج أسلوبه ومحتواه، لذلك تصبّ المشاركة فيهما في صالحي. يعتمد «فوق تحت» على الكوميديا والمقالب، بينما «نجمة وقمر» حواري يسلّط الضوء على ما يُكتب في الصحافة الفنية وعلى محتوى الأعمال الفنية الرمضانية… من هنا أعتقد أن المقارنة بينهما غير واردة. ثمة ممثلون كثر يشاركون في أكثر من مسلسل على شاشة رمضان ويجسدون شخصيات متنوّعة ولا يحدث أي ضرر.

·         ألم تتخوّف من البثّ المباشر على الهواء؟

في البداية كنت متخوفاً، لكن سرعان ما تبدّد هذا الخوف بعد تجاوب الفنانين والمتصلين منذ الحلقات الأولى، والمذيع لا يريد أكثر من ذلك، لذا أي مجهود أبذله هو راحة بالنسبة إلي عندما أتلمّس محبة المشاهدين.

·         لم نشاهدك في أعمال درامية على شاشة رمضان، لماذا؟

شاركت في مسلسل «إذا طاح الجمل» الذي كان مقرراً عرضه في شهر رمضان، لكن الجهة المنتجة لم تدرجه ضمن قائمة الدراما الرمضانية لأسباب إنتاجية وتسويقية، إنما سيُعرض بعد شهر رمضان، كذلك شاركت في مسلسل «سجن النساء» وسيُعرض بعد عطلة عيد الفطر.

·         حدّثنا عن مشاركتك في «إذا طاح الجمل».

اجتماعي سياسي يتحدّث عن الجيرة وما لها وما عليها، ويتناول العلاقات الإنسانية التي تنشأ مع توالي السنوات والصداقات، وكذلك المشاكل التي تحدث بين الجيران، ذلك كلّه ضمن إطار كوميدي.

المسلسل من تأليف عبد العزيز الحشاش، إخراج نادر الحداد، يشارك فيه: أحمد السلمان، انتصار الشراح، شيماء علي، سعاد علي…

·         بعيداً عن الشاشة كيف أمضيت وقتك في رمضان؟

تابعت أعمال عمالقة الفن الكويتي والخليجي: سعد الفرج وسعاد عبد الله وحياة الفهد، ومسلسل «ساهر الليل» وغيره، للاطلاع على أحدث هذه الأعمال ومناقشتها في «نجمة وقمر».

·         كيف تقيّم الدراما الخليجية؟

منتعشة، إذ تواكب التطوّر التكنولوجي مع الحفاظ على خصوصيتها، وبات يحسب لها حساب على خارطة الدراما العربية.

·         هل سنراك على خشبة المسرح قريباً؟

ارتباطي في «نجمة وقمر» لم يدع لي فرصة المشاركة في عمل مسرحي في هذه الفترة علماً أنه عُرضت عليّ المشاركة في مسرحيتين: الأولى في الكويت والثانية في دولة خليجية.

الجريدة الكويتية في

02/09/2011

 

أين صباح المرأة والفنانة في مسلسل الشحرورة…؟

كتب: بيروت - غنوة دريان  

قررت عائلة الموسيقار أنور منسي رفع دعوى قضائية على صناع مسلسل «الشحرورة» بسبب التشويه الذي لحق بهذه الشخصية الموسيقية الفذة، بالإضافة إلى تصوير عبد الحليم حافظ مجرد مخبر أو ساعي بريد بين مجلس قيادة الثورة وصباح… ليس هذا فحسب، إنما رسمت إشكاليات كثيرة حول المسلسل علامات استفهام، خصوصاً حول شخصية صباح نفسها والنقص الكبير في الإلمام بجوانب حياتها…

ساد اعتقاد بأن إنفاق شركة «صباح إخوان» أكثر من أربعة ملايين دولار سيصنع مسلسلاً حول سيرة الشحرورة صباح لا يقل جودة عن مسلسلي «أم كلثوم» و{أسمهان». إلا أن الحقيقة جاءت مخالفة للتوقعات واختلط الأمر على المخرج أحمد شفيق، وظنّ أنه كما نجح في إخراج السيرة الذاتية لسوزان تميم سينجح في إخراج السيرة الذاتية لصباح.

لا نتكلم عن المصداقية لأنها في مسلسل «أم كلثوم» رفعت الأخيرة إلى مرتبة القديسين وكان الأمر مبالغاً فيه للغاية، لكن لا يعني ذلك أن المسلسل لم يشكِّل علامة فارقة في دراما السير الذاتية، كذلك الحال بالنسبة إلى مسلسل «أسمهان» الذي ألقى الضوء على حقائق وصفات كانت تتحلى بها أسمهان سواء سلباً أم إيجاباً.

في «الشحرورة»، كان يجب أن نتابع بشغف سيرة صباح، صاحبة خمسين عاماً من العطاء المستمرّ وقصة مليئة بالدم والدموع والندم والفرح، لكن في الحقيقة بدت صباح تائهة وسط بحر من التفاصيل غابت عنها نواحٍ مهمة في شخصيتها وأحداث مفصلية في حياتها.

كارول والشحرورة

البعض يرى أن كارول سماحة التي جسدت شخصية صباح كانت مجتهدة في الدور وحاولت قدر المستطاع تقديم شخصية الصبوحة بكل ما استطاعت من موهبة. فليست المشكلة في سماحة إنما في الشحرورة نفسها لأنها ما زالت ملء السمع والبصر بمشيتها وطريقة كلامها، حتى أفلامها بالأسود والأبيض تعرض على الفضائيات المخصصة للأفلام القديمة لغاية اليوم، لذا تختلف كلياً عن شخصية أسمهان التي توفيت منذ أكثر من نصف قرن وأفلامها معدودة وإطلالتها التلفزيونية معدومة، وهذا ما جعل مسلسل «أسمهان» وبطلته سلاف فواخرجي يحققان هذا النجاح الساحق.

أين الحقيقة؟

جسد الممثل رفيق علي أحمد شخصية والد صباح بحرفية وقدرة، لكن عندما كان يؤدي مشاهده باللهجة المصرية، خصوصاً تلك التي جمعته بالراقصة جي جي، وهي في الحقيقة الراقصة هاجر حمدي التي تزوجت في ما بعد الممثل كمال الشناوي، كان يفقد شيئاً من إبداعه لأن أداءه كان يتشتت بين اللهجة المصرية وظهوره كعاشق متيّم بالراقصة اللعوب.

ربما كان في تلك الشخصية كثير من الواقعية والحقيقة، لكن المشكلة كانت في والدة صباح، فعلى رغم أداء جوليا قصار الآسر، إلا أن والدة صباح لم تذهب ضحية الحب الجامح الذي جمع بين خالتها جميلة وغطاس بيك، فقد أعطيت شخصية جميلة حجماً في الحلقات الأولى تبريراً للوصول إلى نقطة قتل جورج، شقيق صباح الوحيد، لوالدته، بعدما رآها على سرير غطاس بيك في محاولة منها لإصلاح ذات البين بين جميلة والبيك، بناء على طلب الأخير.

هذه الحادثة بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فصباح تعلم جيداً أن جورج قتل والدته لأسباب مختلفة تماماً وهي أخلاقية بحتة، وربما حفاظاً على سمعة العائلة وجد المؤلف هذا المَخرج مع أنه يدرك تماماً أن المشاهدين لن يصدقوا حرفاً واحداً من هذه القصة الوهمية.

وبعد هذه الحادثة، لم نرَ صباح سوى فنانة توقّع على أفلام وتتفق على بطولات إما مع آسيا داغر أو عزيزة أمير، وتجتمع مع صديقها الحميم اسماعيل ياسين والحبيب أنور وجدي، ولم نرها مثلاً تجلس مع ملحن واحد أو تتعلم النطق الصحيح باللهجة المصرية، فأين دور الملحن الكبير رياض السنباطي في هذا المجال، وهل كانت صباح تتدخل في تعديل الأغنيات أم كانت تؤديها كما هي، وما هي ظروف ولادة بعض الأغنيات؟ كذلك لم نرها على المسرح سوى في مشاهد معدودة من أفلامها، لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وفي أخرى شاهدناها تقف فيها على خشبة المسرح لدقائق معدودة لأداء مقاطع من أغنيات لها، ويوجهها باستمرار موزع أفلامها الاستاذ قيصر والصحافي أسعد فرح.

زواج وطلاق

أما بالنسبة إلى حياتها الخاصة، فبدت صباح امرأة تهرب من حبّ وزواج وطلاق إلى حبّ وزواج وطلاق آخر، لا ترتاح على المستوى النفسي ولم تعتمد يوماً على نفسها إنما على الرجل. كان نجيب الشماس البديل للوالد وأنور منسي لنسيان نجيب الشماس وأحمد فراج للحصول على حضانة هويدا من دون أن تفعّل عامل القلب، الذي ينبض حباً باستمرار، وقصتها مع البنك أو اللقب الذي أطلقته على نفسها «مدام بنك»، أكبر دليل على ذلك ما حدث لها مع نجيب الشماس الذي ساومها على الطلاق بأخذ العمارة التي بنتها مما جنته من الفن، بعد تحررها من وصاية والدها، وكانت تنوي لمّ شمل عائلتها فيه. على رغم ذلك كله نبحث عن صباح فلا نجدها، لا نجد ذلك الحضور الطاغي ولا نجد تلك المرأة والفنانة المغناج، فهي ضائعة بين تفاصيل لا تهم المشاهد ولا ترضي نهمه، لكن لا يعني ذلك أننا لم نتعاطف مع الشحرورة التي كانت تتلقى صفعة تلو أخرى من أزواجها، ومع ذلك كانت تظهر في قمة أناقتها وابتسامتها المتوهجة التي تشع بهجة وحبوراً.

عندما نتكلم عن الأناقة نتكلم عن أناقة صباح وليس عن أناقة «الشحرورة» التي شاهدناها في المسلسل التي بدت، شأنها شأن أي فنانة أخرى، تحقق نجومية وترتدي ملابس فاخرة، وهذا طبيعي… فلم نر ملابس تليق بالصبوحة.

بين صباح وسوزان

بالنسبة إلى المخرج أحمد شفيق، فقد اعتقد أنه كما استطاع تناول سيرة سوزان تميم يستطيع تناول السيرة الذاتية للصبوحة، ولم يكن يعلم أن ثمة فرقاً كبيراً بينهما: الأولى قتلها طموحها غير الفني والثانية عاشت للفن، وهنا يكمن الفرق، فهو يتناول المسلسلين، خصوصاً المشاهد الخارجية، بالطريقة نفسها وهي استعراض لطبيعة لبنان الخلابة، فلم نر سوى بدادون ووادي شحرور وجزء من جبال لبنان وبيوت مقفلة، ومسرح مقفل شبيه بمسارح القرية التي يقدم عليها المطربون المبتدئون أعمالهم الفنية.

صباح الأم

أما صباح الأم التي نعرف مدى تعلقها بولديها، فنحن ندرك أنها كانت متعلقة بابنتها هويدا على رغم العلاقة الشائكة بينهما، وأن بعد ابنها صباح عنها نغّص حياتها، لكن هذا العامل بالذات لم يظهر بطريقة واضحة سوى عبر تلميحات أتت على لسان شقيقتها التي كانت تذكرنا بأن أحد أسباب تعاستها هو بعد صباح عنها، ولم نشعر ولو للحظة بأنها تلك الأم الملتاعة على فراق ابنها البكر.

من جهة أخرى، ثمة من اعترض على ورود إسمه في المسلسل مثل الفنانة القديرة فيروز، وهويدا التي ربما لها الحق في عدم التطرق إلى الجانب غير المضيء في حياتها، لأن المهم هو إلقاء الضوء على العذاب الذي تكبدته الأسطورة لما حصل لابنتها التي غنت لها اجمل الأغاني مثل «حبيبة امها» و{أمورتي الحلوة»… وهنا تكمن الدراما الحقيقية.

نجوم باهتون

في ما يتعلق بالممثلين المصريين، لا يمكن أن نتجاهل أن أداءهم كان دون المستوى المطلوب، على سبيل المثال لا الحصر، بهاء ثروت الذي برع في مسلسل «اسمهان» في تجسيد شخصية الصحافي محمد التابعي بدا تمثيله هزيلاً الى أبعد الحدود في تجسيد دور «الدون جوان» رشدي أباظة. وحتى الممثل ايهاب فهمي، الذي برع في تجسيد شخصية بليغ حمدي في مسلسل «العندليب» لم يكن موفقاً في تجسيد شخصية فريد الاطرش.

الجريدة الكويتية في

02/09/2011

 

'عابد كرمان' و'رأفت الهجان': تشابه الأحداث والإخراج واختلاف الزمن

القاهرة – من رياض أبو عواد  

كاتب المسلسل: الظروف التي خلقت شخصية الهجان تختلف كليا عن ظروف عابد كرمان، وحذف المشاهد الخاصة بشخصية موشي ديان أساء للعمل.

أعاد مسلسل الجاسوسية "عابد كرمان" لنادر جلال من تأليف بشير الديك، إلى الجمهور المصري ذكريات مسلسل "رأفت الهجان" الذي شدهم إلى الشاشة الصغيرة قبل 23 عاما مع عرض الجزء الاول منه عام 1988، حيث تشابهت الاحداث وطرق الاخراج وعكست نفسها الى حد كبير على اداء الممثلين.

فور بدأ عرض المسلسل على شاشات التلفزيون راح المشاهدون يقارنونه بمسلسل "رافت الهجان" للراحل يحيى العلمي والمؤلف الروائي صالح مرسي.

شخصية رافت الهجان التي قدمها محمود عبد العزيز تشير الى جاسوس مصري تم زرعه في وسط الجالية اليهودية. وبعد نجاحه هناك، تم تهجيره الى اسرائيل حيث امضى فترة طويلة قدم خلالها خدمات كثيرة قبل حرب 1967 وصولا إلى حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973 عندما قدم الكثير من المعلومات التي استندت اليها القيادة العسكرية المصرية لخوض المعركة.

وكان مسلسل "رافت الهجان" الذي عرض جزؤه الاول عام 1988، من المسلسلات التي حققت اعلى نسب مشاهدة في تاريخ التلفزيون. فكانت الشوارع تخلو من المارة في اوقات عرضه. وهذه النسب لم يحققها سوى الجزء الاول والثاني من مسلسل "ليالي الحلمية" لاسماعيل عبد الحافظ من تاليف اسامة انور عكاشة.

لكن المؤلف بشير الديك أشار الى ان "الظروف التي خلقت شخصية الهجان تختلف كليا عن ظروف عابد كرمان. فالهجان مصري تم فبركته ليصبح يهوديا ويتم غرسه في اسرائيل، بينما عابد كرمان فلسطيني يعمل على اتخاذ اسم يهودي مستفيدا من وضع امه الفرنسية".

واكد الديك انه "لو اتيح لك مشاهدة 75 مشهدا خاصا بشخصية موشي ديان التي حذفتها المخابرات العامة المصرية بعد تصويرها، لكنت شاهدت مسلسلا اخر.

فعملية الحذف اضرت بالمسلسل الى حد كبير. المسلسل كما قدم ليس هو ذاته الذي قمت بتأليفه والذي قام صديقي نادر جلال بإخراجه".

وتابع "ونحن كنا انتهينا من تصويره العام الماضي ورفض عرضه بسبب مشاهد ديان الذي قام بدوره في المسلسل شريف صبحي. ما زلنا نشاهد هذا الممثل ضمن مقدمة المسلسل رغم انه لم يظهر في المسلسل المعروض. وبعد سقوط النظام، حاولنا ان نضيف المشاهد المحذوفة الا ان المخابرات رفضت مجددا، فاضطررنا الى عرضه كما شاهدتموه على الشاشة خلال موسم شهر رمضان الحالي لان المنتج لا يستطيع ان يتحمل الخسارة لو رفض عرض المسلسل كما شاهدتموه".

واستند كاتب السيناريو بشير الديك في تاليفه المسلسل على رواية "كنت صديقا لديان" لضابط المخابرات المصري السابق الراحل ماهر عبد الحميد التي تدور حول شخصية الفلسطيني عبد الحميد كرمان الذي اصبح اسمه عابد كرمان. هي تنقل صورة عن حياته وعمله مع المخابرات المصرية والخدمات التي قدمها للجيش المصري قبيل حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973.

ويصور المسلسل قيام المخابرات المصرية بتجنيد جاسوس لها من اصول يهودية مصرية (عبد الرحمن ابو زهرة) في اسرائيل بعد الحرب الثلاثية على مصر عام 1956. فيجند عابد كرمان واخرين ويستخدم وسامته للايقاع بنساء يحتاجهن للوصل الى المعلومات التي كلف الحصول عليها.

ومن ابرز المهام التي كلف بها جمع معلومات عن المطارات العسكرية ونوعية الطائرات بالإضافة إلى ميناء حيفا الحربي. أما اخر مهمة كلف بها قبل القاء القبض عليه فكانت التسلل الى شركة سوليل بونيه المكلفة تشييد التحصينات العسكرية التي اطلق عليها اسم خط بارليف العسكري.

وكان الديك وجلال اشتركا خلال الاعوام الثلاثة الماضية في انجاز ثلاثة مسلسلات. فالى جانب مسلسل "عابد كرمان"، نجد مسلسل "حرب الجواسيس" الذي يعود إلى عامين والذي لاقي اقبالا جماهيريا كبيرا. وقد سجلت خلاله افضل مشاركة للفنان السوري باسم ياخور في السينما وفي الدراما التلفزيونية، حيث احبه الجمهور المصري في دوره هذا.

إليه، يأتي مسلسل "ظل المحارب" الذي جمع عددا كبيرا من نجوم سوريا ومصر وقد عرض قبل ثلاث سنوات. وهو يعتبر افضل هذه المسلسلات الا انه لم يعرض على الشاشة الرمضانية في توقيت مناسب مع اقبال ضعيف من القنوات الفضائية عليه، فلم يلق مشاهدة جيدة من قبل الجمهور.

ويعتبر هذا العمل، المسلسل العربي الأول الذي يتحدث عن ثورات شعبية في مواجهة الديكتاتوريات العسكرية، وكانه كان يستشرف ما يجري في عالمنا العربي هذه الايام الى جانب فضح العلاقة بين هذه الديكتاتوريات والانظمة الراسمالية المستفيدة وتعاونهما معا في قمع اية حركة ديمقراطية او اية حركة تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية.

ميدل إيست أنلاين في

02/09/2011

 

كارثة فنية: أين أبوطبر في مسلسل أبوطبر؟

بقلم: د. أكرم عبدالرزاق المشهداني  

منتجو المسلسل العراقي عكسوا انحيازهم ومزاجهم السياسي على عملية تفسير الوقائع التي مازل غالبية العراقيين يتذكرون تفاصيلها.

تعَوّدنا خلال السنوات الأخيرة على مشاهدة منافسات محمومة بين مختلف الفضائيات التلفزيونية العربية والعراقية من أجل إستخدام وقائع تاريخية، منها القديم ومنها الحديث، ومنها المعاصر، كمادة للدراما التلفزيونية الرمضانية. ودائماً ما تقعُ دراما التلفزيون الرمضانية التاريخية في "مطب" التوثيق، لأنها تحاول أن تركّز على إبراز سيرة شخصية ما، وفقاً لرؤى جهة الإنتاج والتمويل، فنجد أحياناً السيناريو ينحرف ويتعثر بفكر ومقاصد كاتبه الذي يُحدِّدُ مَسَاراتَ الحوار، وبالتالي الخط الدرامي الإخراجي للعمل.

ومن أمثلة ذلك ماعُرض في العام الماضي، وبتشجيع حكومي مسلسل "الجماعة" الذي تطرق لحياة مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا يرحمه الله. وينطبق الأمر على مسلسلات توثيقية أخرى، وأخيرها هذه الأيام مسلسل "أبو طبر" من قناة البغدادية الفضائية.

المشكلة في هكذا مسلسلات، لاتكمن في السيناريو والإخراج والتمثيل وإنما في التاريخ ذاته، حيث أننا جميعاً غير متفقين أبداً، لا على تاريخ قديم، ولاعلى تاريخ حديث، بل تختلف تفسيراتنا على ما نشاهده من أحداث هذا اليوم وهذه الساعة، كل حسب مزاجه السياسي والثقافي والفكري.

وخلافاتنا القديمة مازالت تنعكس بالتأكيد على خلافاتنا اليوم، وبدلا من ان نراجع هذه الخلافات ونقلصها تاتي المسلسلات ذات الدوافع التجارية (والسياسية!)، لكي تعمق الهوة.

فالتاريخ بقديمه وحديثه ملئ بالأكاذيب والإفتراءات التي دست لأغراض معينة، ولا وجود لتاريخ صادقٍ مائةٍ بالمائةٍ، حتى الأحداث التي عشناها وشهدناها بأعيننا نجد تناقضا في وصفها وسردها وتحليلها، لأن كل من يأتي فيما بعد يُزَوِّرُ بَعْضَ حقائق مَنْ قبله، كما فعل العباسيون بالأمويين، والفاطميون بالعباسيين، والمستشرقون بالتاريخ العثماني، ومن المؤسف أن بعض كُتّاب الدراما التاريخية اليوم يُعَوِّلُون على النجاح، بالقدر نفسه الذي يُثيرون فيه الفتنة، إذ هم يُريدون النسبة الأكبر مِنَ المُشاهدين والمُعْلنين، ولا يَهُمُّ دقة ما ينقلون، ولا البُعْد الإنساني في الشخصيات، بقدر إظهار ما اخْتُلِفَ عليه، وشتَّانَ بين الطواف حول المختلف عليه والتركيز على المُسَلَّمات من الأمور المُوثَّقة.

فخ التلفيق

المشكلة في هذا المسلسل أنه يوثق لمرحلة تاريخية أراد المسلسل محاكمتها وفقا لقناعاته السياسية والشخصية، من خلال إصطناع التوثيق حدّ التزييف، لكنه بدلا من اختيار عنوان للمسلسل يضم المرحلة التاريخية الخاضعة للمحاكمة الدرامية التوثيقية، نجد المنتج اختار إسم شخصية إجرامية أرعبت بغداد لبضعة أشهر خلال فترة النصف الثاني من عام 1973، وحشر في حلقاته الـ29 أحداث تعود لفترات من 1968 إلى 1979 تقريبا، وهذا مأخذ تاريخي يضاف إلى مأخذ الأمانة والدقة، خصوصا وأن ثلث العراقيين تقريبا مازالو يحملون ذكريات وقصص تلك الحقبة التاريخية التي عاصرو احداثها وشهدوها، ويستطيعون أن يحكموا عليها، ولا ننكر أن للأجيال الأخرى من عراقيي اليوم القدرة على الربط والتحليل والتقييم لأسلوب تناول الدراما لتلك الحقبة وتمييز المقبول من المتناقض والمرفوض.

فأين أبو طبر في مسلسل أبو طبر؟ المسلسل استخدم اسم "ابوطبر"، لكنه لم يعطه الدور الاكبر في الاحداث، قدر اهتمامه بالتركيز على تفسير احداث المرحلة السياسية وفقا لرؤى المنتجين، فلم يركز المسلسل على تناول قصة سيرة حياة الشخص المدعو "حاتم كاظم" الملقب بـ "أبوطبر"، منذ ولادته حتى لحظة إعدامه "التي أرادنا المسلسل أن نشك في حقيقتها!! وأن أبو طبر لم يعدم!"!!!... بل أراد المسلسل محاكمة نظام سياسي "لايحبه منتجو المسلسل ولهم الحرية فيما يعشقون ويكرهون!!"، من خلال استغلال قصص جرائم ابو طبر في مرحلة لم تستغرق أكثر من بضع شهور قياسا إلى مرحلة مقصودة تتجاوز العشر سنوات من عمر العراق!!.

لاشك أن المسلسل، كُتِبَ من وجهة نظر خصوم للنظام السابق، وأنفقت عليه ميزانية ضخمة جدا، وإمكانات هائلة، وقام بتأدية الأدوار ممثلون على درجة من المهارة والقدرة الفنية، لكنهم كانوا أسارى الوهم الذي اصطنعه معدو المسلسل في محاولة لإقناع المشاهدين بوجهات نظرهم الخاصة!!.

إشكالية قانونية مع عائلة "آل هضم"

عائلة حاتم، أو عشيرته، كانوا ممتعضين جدا من إقدام القناة على إنتاج المسلسل دون أخذ موافقتهم، وهذا شأن إعتباري قانوني، كان يجب على منتجي المسلسل أن يلاحظوه وأعتقد أن من حق العائلة أن تقاضي منتجي المسلسل عن القيام بإختيارشخصية بل مجموعة من عائلة "آل هضم" وتمثيل قصتهم، فضلا عن التغيير الحاصل في الوقائع، ومن يريد الإطلاع على تلك التحريفات فليراجع مقالتنا السابقة "مسلسل أبوطبر: دراما متناقضة حد التزييف" المنشورة في "ميدل ايست اونلاين".

كما ان المسلسل أظهرعائلة حاتم يتحدثون باللهجة الجنوبية وهذا خلاف الواقع لأن أهل المسيب يتحدثون لهجة أقرب إلى البغدادية.

أستطيع أن أقسم مشاهدي المسلسل بين ثلاثة أصناف: الصنف الأول: هم من عاشوا أحداث أبو طبر داخل العراق بتفاصيلها وهؤلاء بمجرد مشاهدته، سيعرفون مدى التشويه والتحريف الحاصل في أحداث المسلسل وتفسيرها.

الصنف الثاني: هم من عاشوا مرحلة أبو طبر، وكانوا حينها خارج العراق، فكانت الروايات تنقل لهم من خلال معارفهم، والنقل لا يخلو من تأويل وإضافة ومحاولة تفسير وفقا للرؤى والإتجاهات.

الصنف الثالث: هم من الأجيال التي لم تشهد ولم تعايش أحداث أبو طبر، وسوف تتأثر بالسرد الدرامي مابين التصديق العفوي، وبين التردد عن التصديق، لأنهم سيستخدمون ميزان التحليل العقلي والمنطقي بعيدا عن القناعات التي أراد المسلسل فرضها عليهم بالقسر.

تطرقت أحداث المسلسل إلى عدد كبير من الوقائع والأحداث والتأويلات التاريخية من منطلق قناعات صناع ومنتجي المسلسل وأراد المسلسل أن يجعلها مننسيج قصة "أبو طبر"، لكن المؤرخ المتابع لتلك الأحداث أكتشف حجم الحشو التلفيقي لوقائع لاصلة لها البتة من الناحية التاريخية بأحداث أبو طبر، ومن ذلك موضوع إعدام أفراد شبكة التجسس اليهودية التي أسماها المسلسل إعدام التاجر اليهودي ناجي زلخا في ساحة التحرير شباط 1969. وموضوع قرار محافظ بغداد خير الله طلفاح بصبغ سيقان الفتيات اللواتي يرتدين موضة الميني جوب بالبوية 1969، في حين نسبه المسلسل خطأ إلى صالح مهدي عماش.

موضوع مباريات المصارع المحترف عدنان القيسي بالمصارعة الحرة الاستعراضية في ملعب الشعب الدولي التي رعتها الدولة، وجذبت عشرات الألوف من المتفرجين الى ملعب الشعب وكانت الملايين تتابعها عبر التلفاز، خلال 1969 و1970 ولم يفهم المشاهد علة الربط سوى أن عدنان القيسي صنيعة مخابراتية مثلما أن ابو طبر صنيعة مخابراتية، وأعتقد أن عدنان القيسي الحي الموجود في اميركا لن يسكت عن هذه التهمة الموجهة اليه، علما أنه كان من ضمن الرياضيين العراقيين المغتربين المائة الذين استضافتهم الحكومة العراقية عام 2008 وكرمتهم لجهودهم في خدمة الرياضة العراقية، فكيف تستضيف الحكومة الحالية صنيعة من صنائع المخابرات وتقوم بتكريمه؟

موضوع توزيع الحنطة المعفرة من قبل الدولة على المزارعين لتحسين انتاج الحنطة ولكن بعضهم تناولها واعطاها علفاً لمواشيه واضطرت الدولة لمنع المواطنين من تناول اللحوم خشية على حياتهم وهذه حصلت في فترة خارج مرحلة جرائم ابو طبر.

موضوع صياغة فرضية أنَّ جرائم أبو طبر هي من صنع الدولة، وأن أبو طبر صناعة مخابراتية، وأن الضحايا كانوا هدف تصفية من قبل الدولة!. موضوع أن هناك صراعا بين جهاز (الداخلية والشرطة) من جهة وبين (جهاز المخابرات) فيما يتعلق بتبني التحقيق في قضايا أبو طبر!

ونحن نعلم أن المخابرات لم تتدخل في التحقيق بحوادث ابو طبر الا بعد قبض الشرطة "شرطة النجدة وشرطة مكافحة الإجرام" على المتهم حاتم يوم 30/8/1974 في دار بمنطقة الـ52 بالكرادة.

موضوع أن أبو طبر لم يتم إعدامه، وإنما تم "تسفيره!!" من قبل الدولة إلى أوربا أو أميركا "فذلكة جديدة من تهيؤات صناع السلسل"!!! لإستكمال إدعاء أن الدولة كافأت أبو طبر عن تنفيذه ماأمرته به!!!

وإذا كان أبو طبر موجود في أوربا فلماذا لم يظهر بعدها أبدا؟ ولماذا لم يكشفه أحد من المعارضين العراقيين الذين يملأون أوربا وأميركا؟.

وثمة عديد من السقطات التاريخية التي تمثل عيبا في الدراما التاريخية التي يفترض أن تتحاشى الهفوات التي تنتقص من مصداقية المسلسل، كما "لو" أن المسلسل وهو يتحدث عن أحداث السبعينات ويظهر سيارة موديل 2000 أو يظهر شخص يتكلم في الموبايل!!، فكما أن مثل هذه الافتراضات تنتقص من مصداقية المسلسل، فإن المنتجين وقعوا في جملة من التناقضات بسبب ضعف الوعي التاريخي وبسبب عدم رجوعهم للوثائق والاستعانة بمن عاشوا الأحداث.

مثلا أزياء الشرطة غير واقعية وغيرمتطابقة مع تلك المرحلة "كما ذكرنا في مقالنا السابقة"، ومنها التسميات "تسمية المعمل الجنائي" بدلا من الأدلة الجنائية و "أكاديمية الشرطة" بدلا من "كلية الشرطة"، وتسمية "جنود الشرطة" بدلا من "أفراد أو مراتب الشرطة".

وثمة أخطاء فنية وتحقيقية، حيث ركز المسلسل على دور المخابرات والداخلية "الشرطة دور مدير شرطة بغداد العميد زهير" وتغافل عن دور القضاء "قضاء التحقيق" وكذلك عن دور "مكافحة الإجرام" التي كان لها الدور الأساس في المتابعة والقبض والتحقيق مع ابو طبر.

لكن لم نسمع طيلة حلقات المسلسل تسمية قاضي التحقيق ولا "مكتب مكافحة الإجرام"!!!! وهذا تناقض تاريخي مخل وتقصير واضح.

لقد فشل المسلسل في محاكاة الوقائع والشخوص كما أنه فشل في تمثيل أداء خبراء الادلة الجنائية والمحققين لمهامهم في التحري وفحص مسرح الجريمة بشكل فيه الكثير من الاسفاف والتناقض!.

ومن السقطات التاريخية الفنية "والتي تتناقض مع الواقع ومع العقل"، قضية سجن أبو طبر في سجن مديرية شرطة بغداد، قريبا من غرفة مدير بغداد "العميد زهير"!!، ودخول العميد زهير الى السجن الذي وضع فيه ابو طبر وكأنما يزور صديقا في داره، وكذلك السماح بإدخال الطبيبة "عشيقة أبو طبر" برغم مافيه من استهانة وإهانة للطبيبات (!!!)، فكيف يعقل ان يسمح مدير بغداد لعشيقة ابو طبر ان تدخل اليه في "سجنه" ويختلي ويتغزل بها بدون قيود؟؟ - فذلكة فنية اخرى من بنات افكار وتهيؤات صناع المسلسل؟؟ لايصدقها الطفل!!.

والسقطة الكبرى هي في مسرحية تنفيذ حكم الاعدام بحق ابو طبر، ومعلوم ان مديرشرطة بغداد والمحقق لاعلاقة له بتنفيذ حكم الاعدام، بل ان تنفيذ الاعدام من مهام دائرة السجون "مؤسسة الاصلاح الاجتماعي" التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبحضور قاضي وسجان ورجل دين، وطبيب، لكن المسلسل يظهر لنا حضور مدير شرطة بغداد عملية تنفيذ الإعدام، والأدهى من ذلك أراد صناع المسلسل أن يروجوا لنا أن المجرم حاتم "أبو طبر" لم يتم اعدامه، فأظهروا أن عملية إعدام ابو طبر شنقا فشلت ثلاث مرات.. ولسنا ندري من أين جاء منتجو المسلسل بهذه "الفذلكة" التاريخية المزيفة والمناقضة للواقع، وكان بودي أن يطلع منتجو المسلسل على محضر تنفيذ حكم الاعدام بالمجرم حاتم الذي جرى في قاعة الاعدام بسجن أبو غريب، وبتوقيع المسؤولين، وكذلك الإطلاع على ورقة شهادة الوفاة التي نظمها معهد الطب العدلي لجثة حاتم والتي بموجبها تم دفنه...

ولن أعيد الكلام عن السقطات الأخلاقية التي وقع بها المسلسل في جعل الحرام يفتاح بطلا وشخصية محبوبة يعجب بها الشباب من مشاهدي المسلسل ويجدون الف مبرر لإقدام فتاح على السرقات، ولا قضية إنفعالات "ندم" ابوطبر بعد كل جريمة قتل يقوم بها للتأشير على أنه مدفوع ومجبر!!!، وكذلك في العلاقة بين اخت فتاح والمطيرجي جارهم الذي يظهره المسلسل وكأنهم يعيشون في سطح واحد وان اخت فتاح تضع فراشها تحت سرير جارها المطيرجي بشكل غير مقبول إجتماعيا ولا أخلاقيا ولاعرفيا!!!... ولن أكرر الكلام في تمجيد الشيوعيين وبكونهم المثقفين الوحيدين في المجتمع والاستهانة بغيرهم؟...

ومن السقطات الأخرى لا أدري إن كانت ثقافية أم فنية أم صحية أم أخلاقية، منظر التدخين والدخان ونفث الدخان طيلة المسلسل في وجوه الآخرين من قبل العديد من شخصيات المسلسل وبألأخص الشرطة وابو طبر وفتاح والطبيب وشقيقه!!، واستطيع ان اقول ان 60% من مشاهد المسلسل كانت (معمية) بدخان السكائر!! وهو أمر مبالغ فيه...

لا أدري إن كانت مسألة إظهار أبو طبر بمظهر الفيلسوف والحكيم وصاحب المنطق والمثقف غير العادي، بحيث أعجب به العميد زهير مدير شرطة بغداد، وهي أمور مبالغ بها برغم معرفتنا أن أبو طبر عاش فترة طويلة في أوروبا "وألمانيا بالذات" لكن لم يكن بمثل هذه الفلسفة التي أثارت إعجاب العميد زهير وتعاطفه مع ابو طبر؟؟؟.

مرة أخرى، أقول برغم السقطات الانتاجية والاخراجية والفنية والاخلاقية والتوثيقية، التي وقع بها المسلسل، إلا أن الممثلين كانوا جيدين في أدائهم وفقا لما رُسم لهم من أدوار.

لكني لا أستطيع أن أتجاوز ضميري المهني والأخلاقي وأحكم على المسلسل بالنجاح المطلق!!، بل أنه كان "كارثة فنية" حقيقية، وإمتهان للدراما التاريخية التلفزيونية، وضحك على ذقون الناس وتلفيق سياسي واضح وصريح بل وساذج، وفقا لتوجهات صناع المسلسل، وكما قلت سابقا أنهم كان بإمكانهم محاكمة النظام او الحقبة التاريخية من خلال قصص وحوادث أخرى، أما قصة جرائم أبوطبرالحقيقية كحوادث جنائية مسجلة وموثقة وفقا لما شهدناه وعشناه ومانمتلكه من أدلة ووثائق وشهود عيان، فإنها كانت عملية غير موفقة لأنها وقعت في فخ التسييس والعرض المتحيز للوقائع التاريخية وهو ما يفقد المسلسل مصداقيته وموضوعيته.

وفي الحلقة الأخيرة ومن خلال السبتايتل وَعَدنا المنتجون أنهم سيقومون بإنتاج مسلسلات عن جرائم أخرى عاشها ويعيشها المجتمع العراقي، وسنكون بالإنتظار.

عسى أن اكون وفقت في العرض والتحليل من وجهة نظر مهنية مستقلة بعيدا عن التحيز السياسي، واتمنى ان يشارك باحثون آخرون بتقييم المسلسلمن وجهات نظر فنية وتاريخية ونفسية وإجتماعية.

د. أكرم عبدالرزاق المشهداني:

خبير قانوني وأمني وإجتماعي، يحمل الدكتوراه في علم إجتماع الجريمة، وماجستير في السياسة الجنائية، وبكالوريوس علوم أمنية، وبكالوريوس قانون، وبكالوريوس إعلام، وبكالوريوس لغة انكليزية، وعمل على مدى 35 عاما في مختلف دوائر الشرطة الفنية التخصصية "الأدلة، والبحوث والدراسات، والتسجيل الجنائي وكلية الشرطة" لديه العديد من المؤلفات الأمنية والجنائية من أبرزها موسوعة علم الجريمة "خمسة أجزاء" واكثر من 11 كتابا و 70 بحثا و1000 مقالة واشترك في مناقشة اكثر من 30 رسالة ماجستير ودكتوراه.

ميدل إيست أنلاين في

02/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)