علي الرغم من تناقص عدد الأعمال الدرامية علي شاشة رمضان هذا العام
إلي النصف
تقريبا... فإلا النقاد وكتاب الدراما اتفقوا علي أن العدد مازال أكبر من
احتمال
الشهر الكريم
فالغزارة حاضرة ولكن الملفت للنظر أن الثورة غائبة, وأنه من الصعب متابعة
الأعمال الجيدة التي كان عددها معقولا هذا العام كما أدلوا
بآرائهم وانطباعاتهم حول
هذه الأعمال
يقول الناقد طارق الشناوي: تابعت بحكم المهنة معظم الأعمال
الدرامية التي قدمت في رمضان ـ إن لم يكن كلها ـ لكنني استمتعت جدا بـ
دوران شبرا
والمواطن إكس لأنهما قدما بطولة جماعية حملت نبضا جديدا لوجوه
جديدة كما أن مخرجيها
خالد الحجر وعثمان ابو لبن استطاعا تقديم حالة إبداعية في استخدام الصورة
والصوت
وتقنيات الاخراج.. نفس الكلام يسري علي مسلسل الشوارع الخلفية الذي
استطاع مخرجه
جمال عبدالحميد أن يلتقط اللحظة التاريخية واستطاع ان يمسك
بتفاصيل تلك الحقبة
الزمنية فشعرنا وكأننا نعيش في زمن المسلسل وهذا عكس ما حدث في مسلسل سمارة
الذي
فشل مخرجه تماما في الحفاظ علي روح زمن أحداث روايته بالاضافة إلي اخراجه
بطريقة
تقليدية جدا ومن الأعمال التي اعجبتني ايضا خاتم سليمان الذي
أبدع فيه كالعادة خالد
الصاوي ولذلك امنحه أفضل ممثل لهذا العام عن أدائه الطبيعي والتلقائي الذي
لم
ينافسه فيه أحد.. أما المطرب تامر حسني فقد حاول أن يبرئ ساحته من اتهامه
بالتحول
فقدم مسلسل أدم الذي أشعرنا طوال الوقت بأن تامر يلعب علي أي
حبل حتي ينفي الاتهام
عن نفسه حتي الكوفية الفلسطينية كانت جزءا من اللعبة التي انقلبت عليه فحدث
العكس
والتف الاتهام حول عنقه أكثر فالعمل الدرامي كله متواضع واعتمد فيه تامر
علي حضوره
وجمهوره وليس علي قوته كممثل لأنه بعيد عن التمثيل ويحتاج
لتعلم الكثير فليس معني
نجاح أفلامه انه ممثل جيد لكن معناه أن لديه حضورا وفقط.. أما مسلسل
الريان فقد
اعتمد علي جماهيرية القصة نفسها واهتمام الناس بها كما اعتمد علي تجاوب
الجمهور مع
خالد صالح لكننا في هذا العمل رأينا شخصية خالد اكثر مما رأينا الشخصية
التي يقدمها
وهذا الشئ أصبح ملحوظا في اعماله الأخيرة.. وبالنسبة لمسلسل
الشحرورة فقد كان
مليئا بالمبالغات الدرامية ومنها أن كل الرجال الذين قابلوها أحبوها
وأرادوا الزواج
منها وأعتقد أن تلك المبالغة تعود إلي صباح نفسها لانها هي التي روت
الأحداث وربما
تكون تلك المبالغات غير مقصودة لكنها ترجع لكبر سنها أما كارول سماحة فقد
كانت أبعد
ما تكون عن صباح سواء شكليا أو نفسيا ولم تستطع إقناعنا بأنها
هي وساهم في ذلك
المخرج الذي أساء اختيار الممثلين فجاءت بعيدة عن الشخصيات الحقيقية ولما
حاولت
تقليدها جاء التقليد ساذجا! وبالنسبة للكوميديا فاحتل سامح حسين مركز
الاسوأ
بأدائه الخشن في مسلسل الزناتي مجاهد أما المسلسل الوحيد الذي
تماس مع الثورة بشكل
غير مباشر فقد كان المواطن إكس.
نجونا من الأعمال التافهة
وقالت الناقدة
الفنية ماجدة موريس أعتقد ان هبوط عدد الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام
إلي
النصف قد أفاد الدراما وأفادنا كمشاهدين لاننا بالتأكيد قد نجونا من مشاهدة
الكثير
من الأعمال التافهة التي تراجع صانعوها عن تقديمها بعد
الثورة!.. ومع ذلك لم ينقص
عدد الأعمال الجيدة عن السنوات السابقة بل ربما زاد مثل دوران شبرا
والمواطن إكس
وشارع عبدالعزيز وحضرة الغياب والشوارع الخلفية ومشرفة.. ومن أهم حسنات
تلك
الأعمال هي إعادة تقديم واكتشاف عدد من الشباب مثل هيثم أحمد
زكي وحورية فرغلي
ومحمد رمضان ومريم حسن التي نازعت جمال سليمان بطولة الشوارع الخلفية!
أما
مسلسل الريان ففيه عدد من علامات الاستفهام التي أفسدت استمتاعي به مثل
تقديم تلك
الشخصية وكأنه بطل خارق يعلم كل شئ واستطاع الضحك علي شعب بأكمله.. دون
تقديم
الجانب الآخر من الحكاية وهو دور الثغرات القانونية فيما حدث
لذلك أعتبر أن المسلسل
لم يقدم كل وجهات النظر بل قدم سطرا وترك سطرا..
مسلسل نونة المأذونة فقد كنت
من أكثر الناس انتظارا لرؤيته بعد أن قرأت كثيرا عن بطلته
الحقيقية التي عانت كثيرا
حتي تصبح مأذونة وما إن بدأ العرض حتي فوجئت بـ تهريج ليس له معني علي حد
وصفها
وأداء ساذج من جميع الأبطال مما دعا البطلة الحقيقية لتقديم ثلاث قضايا ضد
المسلسل
وفي رأيي ان الافكار الجديدة والمهمة لا يجب ان تقدم بتلك الطريقة أو
المعالجة..
نفس الكلام يسري علي مسلسل كيد النسا الذي أري أنه لا يتفق مع روح الزمن
الذي نعيشه
ولا الوقت ولا الأحداث الحالية ففي الوقت الذي نحاول فيه تسليط الضوء علي
المرأة
الفاعلة والمنتجة نجد هذا المسلسل الذي ينتقص بشدة من دور
المرأة بل إنه ضربه في
مقتل أما اداء سمية الخشاب وفيفي عبده فكان مناسبا للموضوع! ولا يختلف
مسلسل
سمارة كثيرا عن سابقة فأنا لم أفهم حتي الآن سبب تقديمه خاصة ان بطلته كانت
قد صرحت
بأنهم كانوا سيوقفون العمل به بعدالثورة إلا انهم استأنفوه حرصا علي
العاملين به
وليتهم لم يكملوه لانه بصراحة ضجيج بلا طحن ولم استطع تصديق
ولا شخصية واحدة به:
لا سمارة ولا أمها ولا المعلم سلطان ولا حتي نمط الحياة الذي لم يعد موجودا
الآن,
أما غادة عبدالرازق فقدمت أداءها المعتاد من تركيز علي ملابس وماكياج
وأنوثة
وفقط.. وبالنسبة لمسلسل الشحرورة فقد كان من الممكن ان يكون
افضل وأهم لو أنه
اعتمد علي توثيق الزمن بشخصياته وحالاته بدلا من التركيز علي توثيق البطلة
وفقط
فبدا وكأنه انتقائي اما كارول سماحة فمع حبي لها ـ أري انها تسببت في عدم
تصديق
الناس لها فإلي جانب شكلها الذي لا يشبه صباح كان تعبيرها
مفتقدا للدفء
والحميمية.. كل هذا بالاضافة إلي الانتاج الفقير ـ خاصة في تصوير حفلات
صباح ـ
أدي إلي عمل أقل كثيرا مما ينبغي أن يكون..( بالنسبة للكوميديا فقد
استمتعت جدا
بـ الست كوم الباب في الباب بطولة ليلي طاهر وشريف سلامة
فالبرغم من اعتماده علي
تيمة قديمة هي علاقة الزوجة بالحماة إلا انه استطاع خلق مواقف وأفكار جديدة
اعتمد
فيها علي مساحات النص وذكاء الممثلين الذي جاء أداؤهم علي أعلي مستوي وذلك
علي
العكس تماما من مسلسل جوز ماما مين بطولة هالة صدقي الذي كان
مليئا بالمبالغات التي
تخطت الحدود فأفلت الاستغراق في العمل وبالتالي المشاهدة.. أما مسلسل
الزناتي
مجاهد فقد أعجبني جدا ـ بالرغم من أنه لم يأخذ حقه ـ لانه قدم فكرة غاية في
الأهمية
وهي محاولة مواطن صعيدي ورحلته للحصول علي حقه وهي فكرة جديدة
في معالجتها
الكوميدية.
دراما الواقع تكسب
ويقول الناقد كمال رمزي: بصراحة لم أشاهد
الكثير من الأعمال الدرامية هذا العام وذلك بسبب سخونة دراما
الواقع التي كانت أهم
كثيرا.. فمن الذي يترك دراما القذافي وابنه سيف الاسلام وهروبهما
واختفاءهما
ومفاجآتهما الغريبة التي تحدث كل لحظة.. ويشاهد دراما مفتعلة تقل كثيرا
عن
ميلودراما الواقع؟! وبرغم كل هذا استطاع مسلسل الريان أن
يشدني حيث قامت مخرجته
شرين عادل بتوظيف العنصر البشري توظيفا جيدا بدءا من خالد صالح الذي قدم
كعادته
أداء رائعا لكن نافسه فيه بشدة الفنان الموهوب باسم سمرة حيث أثبت أنه ممثل
هايل
استطاع ملاحقه تطورات الشخصية التي قدمها من السواء الي
الادمان بشكل دقيق ومميز
ربما فاق أداء خالد صالح الذي قدم شخصيته بلا تطورات ملحوظة فلم تخدمه
كثيرا في
إظهار قدراته التمثيلية.. كما قدمت ريهام عبد الغفور واحدا من أحلي
أدوارها
والمسلسل بصفة عامة قدم رسالة مهمة هي أنه نزع قداسة الدين المزيفة وراء
رجال
الأعمال لكن يؤخذ عليه بشدة الطريقة البدائية التي قدم بها
اللحي والذقون فبدت
صناعية ومن النوع الرديء وغاية في السوء لدرجة أنها أعاقت الممثلين لانها
أخفت جزءا
كبيرا من وجوههم واضطرتهم لاستخدام عيونهم ورقباتهم في التمثيل مما أفسد
متعة
المشاهدة في بعض الأحيان..( أما مسلسلات الست كوم فأصبحت
تقدم بشكل موحد لاتغيير
فيه حتي علي مستوي الشكل! فأصبحنا بمجرد رؤيتنا لـ الكنبة العريضة
وأمامها بار
وعلي شمالها الباب.. أدركنا اننا أمام ست كوم!! وأصبحت ثقيلة الظل
لانها في
الأساس فن مستورد وحتي في الخارج أصبحوا ينظرون إليه نظرة
متدنية بينما مازلنا نحن
نحرص علي تقديمه!.. أما عن التوقعات بأن تكون الدراما هذا العام مختلفة
بسبب
أحداث الثورة فقد ثبت أنها توقعات خاطئة وذلك لاننا مازلنا في مرحلة تتخلق
فيها
الأحداث وتتجدد يوما بعد يوم ولا أحد يستطيع أن يكتب عنها أو
يقدمها دراميا
الآن.. وكل الأعمال التي عرضت في رمضان كان قد تم البدء بها قبل الثورة
لذلك لم
نجد أي علاقة تربطها بها أما الأعمال التي توقف تصويرها بعد قيام الثورة
فقد كان من
رأيي الاستمرار بها وتقديمها لانها حتي لو لم تحصل علي فرصتها
في المشاهدة الآن
كانت ستحصل عليها عند إعادة عرضها وذلك لان الفن هو السلعة الوحيدة التي
يعاد
تقديمها عدة مرات دون أن تفسد.
الفتات للمشاهد
أما الناقد محمود قاسم
فيقول:
دراما رمضان هذا العام كانت غزيرة لكن مع ذلك لم يحصل الناس منها إلا
علي الفتات وذلك بسبب الأحداث الملتهبة في العالم العربي كله وليس في مصر
وحدها أما
مسلسل عابد كرمان فقد شد انتباهي قصته وحواره التي قدمها بشير الديك ببراعة
لاتقل
عن براعة صالح مرسي.. وأيضا مسلسل دوران شبرا الذي تميز
بتقديم شخصيات وعلاقات
متنوعة بسلبياتها وإيجابياتها وإضفاء جو حقيقي علي الأحداث.
الأهرام المسائي في
29/08/2011
من أجل البحث عن الذات
منى شداد.. جهد مشتت!
عبدالستار ناجي
قبل كل شيء نتمنى للفنانة المحبوبة منى شداد السلامة بعد رحلتها
العلاجية الأخيرة.. وهي قادرة على تجاوز ألمها.. وتعبها بما تمتلك من إرادة
وعزيمة.
ونذهب الى جديدها، حيث القراءة الأولى تشير الى أننا أمام كثير من
الحراك ومجموعة من الأعمال، ولكن لا شيء (يلمع) ولا شيء (يعلم) وحينما تكون
النتيجة بهذه المحصلة.. نكون أمام جهد مشتت.
ومثل هذه الحالة يمر بها العديد من الفنانين، حينما ينتهون من مرحلة
في طريقهم الى مرحلة جديدة، وقد تستغرق تلك الفترة الانتقالية مساحة من
الوقت، يتحدد مداها بمساحة اللياقة التي يتمتع بها الفنان ورغبته في تجاوز
المرحلة السابقة، رغم أبعادها وقيمتها.. شأنها شأن أي علاقة انسانية
نعيشها.
والفنانة منى شداد في رمضان 2011، تبدو وكأنها تبحث عن ذاتها في زحمة
الأعمال التي قدمتها والتي استغرقت منها مساحة كبيرة من الوقت.
ونتأمل الأعمال وتكون المحطة الأولى مع مسلسل «سعيد الحظ» أمام
عبدالناصر درويش ومحمد العيسى وسلمى سالم وشهاب حاجية.. والمسلسل من تأليف
وانتاج عبدالعزيز الطوالة واخراج محمد الطوالة. حيث تجسد شخصية مطربة أفراح
(طقاقة) متزوجة من صاحب كراج (شهاب حاجية) والمفارقات التي تحدث لها
ولزوجها وايضا جيران زوجها في الكراج.. ولكن الشخصية رغم مساحتها.. تظل
مكررة.. وباهتة.. وخالية من الأبعاد.. والمشهديات لا تحقق اي اضافة حتى
ورغم اننا في اطار حلقات منفصلة متصلة، بمعنى أن لكل حلقة موضوعها.. الا ان
البناء الدرامي يظل بحاجة الى مزيد من الاشتغال وهكذا هو الأمر بالنسبة
للشخصيات واسلوب اداء كل منها، بحيث راح كل منهم يمثل بطريقته.. وكأنه في
عمل يختلف عن الآخر.. (كل يغني على ليلاه).. ووسط ذلك الخلل تجتهد الفنانة
منى شداد ولكن بأسلوبها.. ونهجها الخاص، فتكون ولا تكون.. وتظل حاضرة بلا
بصمة.. وبلا هدف وبلا قضية.. حتى رغم حضورها الكوميدي وغنائها.. تظل بعيدة
عن الهدف الذي تبحث عنه في مسيرتها للبحث عن الذات في المرحلة الجديدة من
مشوارها الفني.
وفي «الفلتة» أمام الفنان المحبوب طارق العلي تكاد تتكرر المعادلة،
زوجة الفلتة، في عمل كوميدي ولكن في جميع الاتجاهات الكل يريد ان (يضحك)
على حساب النص تارة.. وعلى حساب المضمون تارة اخرى.. وعلى حساب الزملاء في
المشهد.. وهكذا.
عندها يكون الالتزام بالشخصية مثل محاولة الانتحار.. ولهذا تذهب
الفنانة منى شداد الى النهج ذاته، فتجتهد.. وفي احيان كثيرة تخرج عن النص..
شأنها شأن الجميع.. وتكون النتيجة بلا نتيجة.. جهد سرعان ما يضيع وسط
ازدحام الاعمال.. حتى تلك الاعمال الكوميدية المقدمة يظل يسير في نهجها من
دون لمعان.
ونتساءل، عملان كوميديان.. ولا لمعان مجرد أحداث وكلمات ولغو ونكات
مكررة وجهد مبذول، سرعان ما يتجاوزه المشاهد فور انتهائه.. بحيث لا يشكل اي
اسئلة بداخلنا.. ولا يدعونا الى التأمل أو الحوار.
انه جزء من ضريبة البحث التي تخوضها الفنانة منى شداد بحثاً عن
الذات.. وايضا البوصلة الحقيقية، التي تفجر طاقاتها وامكاناتها، وهي
الممثلة والنجمة التي صقلتها التجربة والأيام والمسلسلات والأعمال.
واعترف شخصيا، بانني كلما شاهدت الفنانة منى شداد في عمل وشخصية، رحت
أتساءل هل يكون هذا العمل هو نقطة النجومية والانطلاق... والمحفز للتعبير
عن طاقاتها وقدراتها التي تميزها عن بقية نجمات المرحلة... ولكن يأتي العمل
وتأتى الشخصية... ولكن لا تأتي النقلة.
ونذهب معها الى «العضيد» مع الفنان عبدالعزيز المسلم والمخرج أحمد
دعيبس.... وهكذا الأمر مع ذات الثنائي في مسلسل «الثمن» حيث ذات الجهد...
وذات الاشتغال... ولكنه يبقى جهدا بعيدا عن الهدف... وبعيدا عن النقلة...
وهنا ننتقل من الكوميديا الى الميلودراما، تحت مظلة الفعل الدرامي،
ولكن لا اضافات... رغم اختلاف وتباين الشخصيات... ونحن هنا لا نقلل من قيمة
التجربة والعمل بشكل عام... ولكن يظل السؤال هذا هل حققت التجربة الاضافة...
وهل خلقت حالة من البريق... واللمعان... كما كانت تحدث في كثير من التجارب
السابقة التي قدمتها في المرحلة الماضية، الجواب على السؤال يبدو واضحا...
ولسنا هنا بمعرض المجاملة... او تنميق الكلمات، لاننا امام نجمة لا تحتاج
الى المجاملة... فهي تعرف، قبل غيرها، انها في حالة من البحث الدؤوب، عن
الدور... والعمل... اللذين يعملان على تفجير طاقاتها... شيء مختلف عن الفعل
الدرامي... شيء ينطلق بها الى آفاق مرحلة جديدة من مشوارها.
ومن خلال الفضائية العمانية نشاهد لها مسلسل «اليرام» مع فخرية خميس
وجاسم البطاش وفاطمة عبدالرحيم وجمعان الرويعي... وتذهب الفنانة منى شداد
الى التجربة والعمل والشخصية، حتى وضمن اللهجة وبكثير من الخصوصية التي
تستحق الاشادة... الا ان ذلك الحصاد... يظل بعيدا عن الهدف.... ولو بمسافة
قليلة.
ان على الفنانة منى شداد، ان تتجاوز حالة الظل التي عاشت بها سنوات
طويلة، لتبحث عن ذاتها... وامكاناتها وقدراتها، في فضاء وشخصيات تختلف عما
هو متوفر... ودارج... ومستهلك، لان كل ذلك سيظل يمثل حالة من الجهد
المشتت... والجهد الضائع... في وقت لا يمكن ان نضيع به أي مسلسل... ودور...
وشخصية... ومشهد.
ان تأكيد الذات، يتطلب مضامين وشخصيات وبحث دؤوب، وفتح آفاق...
وحوارات... وتجاوز كل ما هو تقليدي من نصوص وشخصيات.
كما ان الانعتاق من تلك المرحلة، يعني بالضرورة معرفة المكانة والقيمة
التي بلغتها من خلال تلك المرحلة، لتنطلق بعدها الى ما هو أبعد... وليس لما
هو دارج.... وهامش... ومشتت.
شخصيا، كمتابع وكناقد، أرصد الفنانة منى شداد منذ مرحلة مبكرة من
مشوارها، وأعرف ما تمتلكه من قدرات ظلت لسنوات طويلة، تتعامل مع نصف
طاقتها... ونصف قدراتها... ونصف امكاناتها... ونصف خبرتها... ونصف
علاقاتها... ونصف تجربتها... فالى أين وصلت... الى شيء من الاسترخاء...
ولربما المجاملة في بعض الاحيان، في هذا المسلسل وتلك الشخصية... وهي أكبر
من كل ذلك فقط اذا ما عرفت ان عندها قدرات لم تكتشف... أمام كم من الشخصيات
لم تقدمها... وانها مهيأة للانتقال بين الحالات الدرامية، وبكل تفاعلاتها
وبلياقة عالية... كل ما عليها ان تختار... وان تعرف ماذا تختار... لان حالة
الجهد المشتت... ستجعلها بعيدة عن هدفها... ومكانتها... وقيمتها.
كل ما نقوله للفنانة منى شداد...
ما تمتلكينه من قدرات يجعلك قادرة على تجاوز الكثيرات... وبلمح
البرق... اذا ما عرفت ماذا تريدين... وماذا تقدمين... وتجدين نفسك
وجهة نظر
زين
عبدالستار ناجي
عام بعد اخر.. وتجربة بعد اخرى، تذهب شركة «زين» للاتصالات بعيداً، في
استراتيجيتها الاعلامية، والتأكيد على كم من المضامين الاجتماعية التي ترسخ
كماً من الموضوعات المحورية.
وهو امر لم تخلقه الصدفة، بل هو حصاد منهجية عمل راحت تتأكد عاماً بعد
اخر، واعلان بعد ثان، ضمن اشتغال على الموضوع.. والقضية.. والمضامين،
وايضاً الحرفية العالية في التنفيذ.
وضمن جديد اعلانات «زين» لهذا العام 2011، والتي اطلت علينا خلال
الدورة الرمضانية، هنالك اعلان «افتح قلبك» الذي قدمته الفنانة شجون
الهاجري، موضوع اجتماعي رشيق، يدعو الى المحبة، والتعاون في اطار مفردة
عذبة ولحن شرقي جميل، وايضاً تلك الاطلالة الجديدة لشجون التي باتت نجمة كل
بيت عربي.
وتتواصل النتاجات، حيث تلك «القلوب البيضاء» التي تتحرك وسط المدينة،
وتحلق في فضاء الامل.. والغد.. تزرع المحبة، وتحارب الارهاب في خطاب يتجه
الى الامة.. فما اروع ان تشتغل بابداعنا في فضاء يتجه الى الامة بشبابها
واجيالها.
وهنالك ايضاً، «توازن الحياة» لحمود الخضر والحرية مسؤولية وايضاً ذلك
الابداع الاحترافي في الاعلان الخاص بالبيئة والذي يمكن ان يعرض في أي قناة
أو محطة عالمية لاننا امام احتراف على صعيد الفكرة والجرافيك والصورة
والجملة اللحنية.
ولا نريد ان نتجاوز تلك الفضاءات الاقليمية، كاعلان «زين» العراق الذي
قدمه الفنان ماجد المهندس ضمن مفردة ولحن يتجه الى ترسيخ قيم السلام
والامان والمحبة.
هكذا يكون الاشتغال، وهكذا يكون للاعلان بعده الذي يتجاوز الاطر
المحلية الضيقة، الى فضاء «زين» الرحب والواسع والذي يراهن دائماً على
مستقبل الانسان.. حيث لا مستقبل الا بالسلام والمحبة والقلوب المشرعة
بالايمان والرغبة في محاربة الارهاب والتطرف..
هكذا هي «زين» دائماً.. بوصلة صوب المستقبل.
ونكرر.. برافو
وعلى المحبة نلتقي
النهار الكويتية في
29/08/2011
وجهة
نظر
سفراء
عبدالستار ناجي
نجوم الكويت ونجوم الدراما التلفزيونية، يمثلون سفراء فوق العادة قد
نختلف حول هذا العمل أو ذاك، ولكننا لا نختلف على الدور الذي تضطلع به تلك
الصفوة من النجوم، التي تذهب بعيداً، في حمل اسم الكويت واسم الحركة الفنية
في الكويت.
على مدى أكثر من أربعة عقود من العمل الصحافي والاعلامي، كان لي شرف
المشاركة في أكبر عدد من المهرجانات المحلية والخليجية والعربية.
وفي كل مرة، كان النجم الكويتي والقادم من الكويت هو ذلك السفير
الحقيقي، الذي يترقبه الجميع يتعلم من فنه وابداعاته.
سفراء نتشرف بهم ونعتز.. ورموز استطاعت ان تزرع بصماتها في ذاكرة الفن
والمشاهدين في كل مكان.. واجيال نراهن عليها راحت تكمل المسيرة.. عمل بعد
آخر وتجربة بعد أخرى واليوم حينما تأتي بعض الكتابات النقدية، فإن جل ما
نتمناه ان تكون تلك الكتابات بمستوى تلك القيم وما تمثلها من مكانه.. وما
قامت به من دور.. وانجازات.. وبصمات.
نختلف حول العمل.. وليس حول قيمة الفنان المبدع.. ومكانته وتاريخه..
وانجازاته.
نتحاور حول الشخصية، وليس حول مسيرة هذا الفنان ومحطاته.
لأننا أمام نجوم استطاعوا دائماً ان يكونوا خير سفراء للكويت، سواء من
خلال أعمالهم، التي راحت تغطي الفضائيات الخليجية والعربية.. او عبر
مشاركاتهم في هذا المهرجان او ذلك الملتقى، وغيرها من المناسبات الكبرى،
حيث التأكيد على حضور الكويت ودورها الاعلامي والفني البارز.
ما أحوجنا ونحن نقلب صفحة شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم بالخير
والبركات.. ان نتذكر بأن تلك المجموعة البارزة من الفنانين لطالما
أمتعتنا.. ولطالما أسعدتنا.. ولطالما حملت اسم الكويت بين ضلوعها الى
مهرجانات العالم.. لتكون خير سفير فوق العادة.
وعلى المحبة نلتقي.
النهار الكويتية في
28/08/2011
وجهة
نظر
حصاد
عبدالستار ناجي
رغم اننا في موقع المباركة بعيد الفطر المبارك، الا اننا قبل ان نقلب
صفحة رمضان المبارك، علينا ان نكون أكثر شفافية وان نشخص الكثير من العلل
والأمراض التي داهمتنا على مدى أيام الشهر الفضيل...
وبكثير من الشفافية.. نقول:
في «الجليب» غياب السيطرة على الأدوات الفنية للمخرج سائد الهواري،
والانشغال بالتنفيذ على حساب الحرفة، وحياة الفهد تذهب الى آ فاق شخصية
جريئة في طروحاتها.
وفي «فرصة ثانية» يلجأ المخرج علي العلي الى التنفيذ المباشر بلا
بصمات، وفي الوقت الذي تنسحب سعاد عبدالله بعيداً، نؤكد بان عبدالعزيز جاسم
لم (يفهم) الشخصية.. والتميز في «زينة كرم» و«صمود».
وعند «أبوكريم» نهمس بان على «هبة مشاري حمادة» ان تشتغل فكرياً على
الشخصيات والأحداث وتتجاوز الاقتباسات الصريحة.. وفي الأداء يدهشنا الكبير
سعد الفرج.
ونتساءل لماذا ذهبت فاطمة الصفي ولمياء طارق وبثينة الرئيسي الى
الهامش.
مع «الملكة» مساحات من الخلل في الكتابة، وأيضاً الرؤية الاخراجية
واختيار العناصر الفنية... وعلى هدى حسين ان تعرف جيداً من يقف امامها.
وفي المسلسل الخليجي «شويه أمل» جرأة الطرح.. وجرأة الشكل ونجوم نضجت،
ونخص إبراهيم الحساوي.. وزهرة عرفات في دور عمرها.
«بنات الثانوية» أي شيء، في كل شيء، النص مفرغ من المضامين والاخراج،
حيث الاستعجال والتمثيل ليس له علاقة بالحرفة.
وضمن الاطار الكوميدي، حزنت على سذاجات «سعيد الحظ» و«عبط» اثنين في
الاسعاف و«فوضى» و«باب الفرح».
ومن الخلل، هنالك نجوم عليهم ان يعيدوا النظر في حساباتهم المستقبلية،
بالذات على صعيد اختياراتهم وحرفتهم ونخص.. الهام الفضالة.. وحليمة بولند.
ويبقى ان نقول...
انه شيء من حصاد الشفافية لقطاع نحبه.. وننتمي اليه.
وعلى المحبة نلتقي.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
30/08/2011 |