حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

باسل الخطيب:

لو شعرت أن (الغالبون) دعاية لحزب الله لرفضت إخراجه

منة عصام

مخرج سورى من أصول فلسطينية، يؤمن بأن الفن وسيلته للتعبير عن موقفه السياسى، ولذلك اختار باسل الخطيب أن يكون مسلسله «الغالبون» منبرا للتعبير عن موقفه تجاه قضية العروبة، وتأييده لفكرة التصدى للعدوان على الأراضى العربية، والتى يرمز لها فى مسلسله بالمقاومة اللبنانية بين عامى 1982 و1985، وفى حواره معنا يؤكد الخطيب أن العمل من إنتاج قناة المنار التابعة لحزب الله ولكنه لا ينطوى على دعاية له لأنه يتعامل مع ثوابت فكرية، وليس مواقف سياسية، وقال: «لو شعرت للحظة أنه عمل دعائى لما وافقت على إخراجه».

●فى البداية ماذا تقصد من اسم «الغالبون»؟

ــ الغالبون هم أصحاب الأرض والحق أولا فهم أناس يؤمنون بحقهم ويتمسكون بكرامتهم ويضحون بكل ما لديهم فى سبيل أن يعيشوا بكرامة وحرية، ومن يرفضون أن يكونوا ضحايا للاحتلال وبفضل مقاومتهم له وصبرهم وإيمانهم وقدرتهم على التحدى يتحولون إلى أبطال حقيقيين، وهؤلاء هم نوعية البشر الذين وصفناهم بـ«الغالبون» فى المسلسل، وكانت قد قدمت نماذج لهؤلاء الأبطال من قبله فى مسلسلى «أنا القدس» و«عائد إلى حيفا».

●وكيف يصور المسلسل المعارك الكثيرة التى خاضتها المقاومة اللبنانية بين عامى 1982 و1985؟

ــ تاريخ المقاومة الوطنية اللبنانية طويل ومشرف، فهذه المقاومة قدمت الكثير من أجل لبنان وفلسطين لذلك فإن مسلسلا واحدا لن يكون كافيا بالتأكيد للحديث عن كل شىء، خصوصا أننا نتحدث عن فترة شائكة وحساسة من تاريخ لبنان المعاصر، حيث يركز الغالبون على بداية تشكل نهجا وطنيا جديدا فى المقاومة إثر الاجتياح الإسرائيلى للبنان عام 1982، وهو نهج عفوى وشعبى، وقد جاء ضمن أطر ومبادئ مختلفة عن السائد فى الساحة اللبنانية آنذاك، ولكنه يصب فى النهاية فى الهدف ذاته، وهو تحرير لبنان وفلسطين وكل الأراضى العربية المحتلة.

●إنتاج مسلسل من خلال قناة «المنار» المملوكة لحزب الله بالإضافة إلى تناوله فكرة المقاومة اللبنانية فى الثمانينيات، يضع علامات استفهام، ألا تخشى أن يتم تصنيفه باعتباره دعاية حزبية؟

ــ بدأت العمل فى هذا المسلسل منذ عام تقريباُ وكان موقفى واضحا منذ البداية، وأكدته من خلال المراجعة الدقيقة للسيناريو والتصوير لاحقا، فأنا إنسان أعتز بعروبتى وقوميتى وأرفض أن أضع نفسى فى أى أطر حزبية أو مذهبية، وأجد من واجبى أن أدافع عن ثقافتى وهويتى العربية العريقة من خلال أعمالى، التى تعكس موقفى الإنسانى والفكرى، من هنا قدمت أعمالا عن الزعيم جمال عبدالناصر، والشيخ مبارك الصباح مؤسس الكويت الحديثة، وبلقيس الملكة التى سعت لوحدة اليمن، والغالبون مسلسل وطنى يتعامل مع ثوابت وقيم تاريخية وليس مع تحولات سياسية آنية.

●لماذا تتوقف أحداث المسلسل عند عام 1985 رغم أن نتائج الحرب الفعلية لم تظهر إلا عام 2000 وبعد انسحاب الإسرائيليين فى أعقاب تنكيل حزب الله بهم؟

ــ المسلسل مكون من ثلاثة أجزاء.. الجزء الأول الذى تم تصويره وأصبح جاهزا للعرض يبدأ من اجتياح عام 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا وينتهى عام 1985 مع انسحاب الجيش الإسرائيلى المحتل من أجزاء كبيرة من الجنوب اللبنانى وتمركزه فى المناطق الحدودية، وهذا كان فى وقته انتصارا كبيرا للمقاومة، أما الجزء الثانى لا يزال قيد الكتابة، وسيستمر حتى عام 2000 الذى شهد تحرير كامل الجنوب اللبنانى، فى حين ينتهى الجزء الثالث مع حرب يوليو عام 2006 تزامنا مع الانتصار التاريخى للمقاومة، التى أصبحت محط اعتزاز وتقدير فى الشارع العربى بجميع أطيافه وانتماءاته.

●كيف يتناول المسلسل العرب الشيعة فى ظل الأحداث التى تشهدها بعض دول الخليج؟

ــ فى المسلسل لا أفرق بين عربى مسيحى أو عربى مسلم بغض النظر عن طائفته ومذهبه، وإن كانت هناك اختلافات فلا يجب أن تتحول إلى خلافات، فمسلسل «الغالبون» يتحدث عن لبنان بكل أطيافه، حيث نرى كيف يتوحد الجميع على اختلاف عقائدهم فى مواجهة واحدة ضد خطر واحد، وقد قدمت عام 2005 مسلسل «موكب الإباء»، الذى كان يدعو للعودة إلى أصول الرسالة المحمدية ونسيان الأحقاد من أجل إبراز الإسلام بصورته الإنسانية والحضارية.

●سوريا كان لها دور كبير فى المقاومة اللبنانية وقت الحرب.. فهل لذلك علاقة بقبولك إخراج المسلسل؟

ــ دور سوريا فى دعم حركة المقاومة العربية واضح وثابت.. خصوصا فيما يتعلق بلبنان أو فلسطين.. وقد قدم الفن السورى أعمالا مهمة بهذا الخصوص، والفنان هو أحد أفراد المجتمع الذى يعبر بشكل أو بآخر عن المناخ المحيط به، بل إن أهم ما يميز الدراما السورية هى حالة التوافق بين مضامينها، بالتالى فإنا أنظر بجدية إلى أى عمل عربى وطنى يعرض علىّ لأنه ينسجم مع موقفى وخياراتى الفنية، وفى هذا السياق أود أن أوجه الشكر للمنتج المصرى محمد فوزى الذى أقدم على إنتاج مسلسل «ناصر» و»أنا القدس» فى هذا الزمن الصعب، فالقدس وفلسطين بصفة عامة فى وجدان الشعب المصرى.

●البعض يرى أنك تسجن أعمالك فى دائرة مغلقة مفرداتها من تاريخ المقاومة والصمود وصد العدوان فهل يمكن أن نرى لك أعمالا اجتماعية خارج هذا السياق؟

ــ إذ لم نتعلم من دروس التاريخ سينتهى بنا المطاف إلى مزبلته.. ألا تكفينا عقودا بائسة من المفاوضات، التى لم ولن تجدى نفعا لأنها ضد العقل والمنطق، فالحقيقة التى ثبتت خلال سنوات طويلة من صراعنا مع المحتل أن المقاومة بجميع أشكالها هى التى تعيد الحق لأصحابه، ومع كل هذا نأمل فى العيش بسلام، وأنا مؤمن بمقولة المؤرخ العسكرى الرومانى القديم «إن كنت تنشد السلام.. فتهيأ للحرب».

وتابع الخطيب: سألنى كثيرون عن سبب تركيزى على هذا النوع تحديدا فكنت أجيب بأن تحديات الدراما العربية المقبلة تكمن فى جدية المواضيع ومدى ملاءمتها للوضع الراهن.

●مثل هذه الأعمال التاريخية التى تحتوى على معارك تعتمد على أماكن تصوير وتوفير ميزانيات ضخمة فكيف سارت معك الأمور؟

ــ تم تصوير المسلسل فى مواقع الأحداث الحقيقية، فالجزء الأكبر فى قرى ومدن الجنوب اللبنانى بالإضافة إلى بيروت وبعلبك والبقاع، وبالنسبة للميزانية فلا يوجد لدىّ رقم محدد ولكن الجهة المنتجة قامت بتوفير كل ما تطلبه المسلسل، الذى يعتبر الأضخم فى تاريخ الدراما اللبنانية، من حيث أهمية موضوعه، والفنانين المشاركين فيه.

●ألم تواجهك صعوبات فى تصوير العمل؟

ــ فى المقدمة تأتى حساسية الموضوع والتى تطلبت جهودا كبيرة لتحقيق المصداقية التاريخية، خصوصا أننا نتحدث عن فترة لا تزال ماثلة بتفاصيلها فى ذاكرة الناس، ولذلك واجهنا تحديات مختلفة فى كل مشهد، وبفضل جهود الفنانين والعاملين فى المسلسل تمكنا من تجاوزها، وأذكر من الصعوبات التى واجهتنا أن الطيران الإسرائيلى كان يحلق فوق رءوسنا أثناء التصوير.

●ما الأساس الذى اعتمدت عليه فى اختيار أبطال المسلسل؟

ــ حرصت على مشاركة الفنانين اللبنانيين بالدرجة الأولى، لأن الفنان اللبنانى لديه إمكانات وطاقات كبيرة، ولكن لم تسنح له الفرص الكافية لإثبات ذلك دراميا بسبب الظروف الصعبة، التى يمر بها البلد منذ عقود، ومن هنا يضم المسلسل مجموعة من الممثلين المهمين مثل عمار شلق، وأحمد الزين، وعبدالمجيد مجذوب وغيرهم.

الشروق المصرية في

10/06/2011

 

غابت مصر وسوريا... فانتعش الخليج

مسلسلات كوميدية واجتماعية وعاطفية

باسم الحكيم

يبدو أن الفضائيات العربية لن تنتظر استقرار الأوضاع السياسية في المنطقة، فها هي تعلن برمجتها الخليجية لشهر رمضان، أما الأعمال المصرية والسورية فمصيرها ما زال... معلّقاً

لا شيء سيتغيّر في الدراما الخليجيّة هذا العام. لا القصة ولا الإخراج ولا أداء الممثلين. لكنها حتماً ستجذب شريحة أوسع من الجمهور. ورغم أن نجوم الخليج الذين حجزوا مقاعدهم للموسم الرمضاني يتكررون سنويّاً، ورغم غياب الإنتاجات الخارقة، أو الوجوه الواعدة، ستكون هذه الدراما هي المرشحة للفوز بالمرتبة الأولى لجهة عدد المشاهدين خصوصاً في الإمارات والسعوديّة والكويت. أما السبب فهو غياب الإنتاجات السورية، والمصرية الضخمة والجذابة التي كانت تتربع دوماً على عرش الموسم الدرامي.

ما سبق هو لمحة سريعة عن الصورة الرمضانية المتوقّعة هذا العام. أقلّه هكذا يبدو الوضع حتى اللحظة مع إعلان المحطات العربيّة مسلسلاتها الخليجيّة فقط، وتأجيل أي كلام عن الأعمال المصرية والسورية. إذ يبدو أن «ثورة 25 يناير» في مصر، والاحتجاجات الشعبية المستمرّة في سوريا ستؤخّران عمل المنتجين في هذين البلدين. والنجوم الذين لم يبدأوا تصوير مسلسلاتهم قبل تطوّر الأحداث السياسية في البلدين، اختاروا تأجيل ظهورهم الرمضاني إلى العام المقبل، على أمل ان تكون الأوضاع قد هدأت وعاد الاستقرار.

إذاً، اندلعت الثورات الشعبية في العالم العربي، فاختارت الفضائيات العربية التوجّه إلى الدراما الخليجية لتعبئة الفراغ، وجذب المشاهدين. ونظرة سريعة على برمجة أبرز المحطات العربية في رمضان تظهر نسبة المسلسلات الخليجية الكبيرة. مثلاً، أعلنت mbc عرضها مسلسل «فرصة ثانية» للكاتبة وداد الكواري والمخرج علي العلي وبطولة سعاد عبد الله، وعبد العزيز الجاسم، وإلهام الفضالة... وهو العمل الذي تصفه عبد الله بـ«الشبيه بالدراما التركيّة من جهة الرومانسيّة وجمالية الصورة...». ويدور العمل حول رجل يدخل في غيبوبة طويلة. وعندما يستيقظ، يقرر إعادة ترتيب أوراقه وحياته، ولمّ شمل عائلته. ويمثّل العمل عودة للنجمة سعاد عبد الله الملقّبة بـ«سندريللا الشاشة الخليجيّة» إلى أحضان mbc، بعدما اقتصر تعاملها في السنوات الأخيرة على قناتي «دبي» و«أبو ظبي» في مسلسلات «فضة قلبها أبيض» (2008)، «أم البنات» (2009)، «نور في سماء صافية» (2010)، و«زوارة الخميس» (2010).

وتعطي الشبكة السعودية مساحة للكوميديا السوداء، فتعرض «بو كريم برقبته سبع حريم»، للكاتبة هبة مشاري حمادة، والمخرج منير الزعبي، وبطولة سعد الفرج، وإبراهيم الحربي، وإلهام الفضالة... ويتناول العمل حياة الطبقة التي تعيش تحت خط الفقر، وطريقة تأقلمها مع المشاكل التي تواجهها.

وفيما تعلن mbc برمجتها «بالتقسيط المريح»، كشفت قناة «أبو ظبي الأولى» عن ستة مسلسلات خليجيّة دفعةً واحدةً. وتعلن المحطة أن رمضان على شاشتها سيكون ذا نكهة خليجيّة، إذ تطلق الجزء الثالث من مسلسل «ليلى» مع هيفاء حسين وإبراهيم الزدجالي. إضافة إلى مسلسل «كريمة» الذي يروي قصة فتاة تسعى إلى الانتقام من قاتل أبيها، لكنها تقع في حبه. والعمل من بطولة ميساء مغربي وابراهيم الحربي. كذلك تعرض المحطة مسلسل «شوية أمل» من بطولة محمد المنصور وزهرة عرفات. ونشاهد «وجع الانتصار» مع هيفاء حسين، و«جفنات العنب» مع جاسم النبهان وحبيب غلوم ومروة محمد. كذلك يجتمع نجما الكوميديا السعودي محمد العيسى، والكويتي عبد الناصر درويش في مسلسل «سعيد الحظ»، ليقدما عملاً يصوّر قصة صديقين يتعرضان للاستغلال الدائم بسبب سذاجتهما. وتراهن قناة «دبي» من جهتها على مسلسل «بنات الثانوية» للكاتب محمد النشمي وإخراج سائد الهواري، وبطولة شهد، وأبرار سبت، وفرح، .... وفي انتظار إعلان المحطة أعمالها المقبلة، يبدو أن «دبي» هي القناة الخليجية الوحيدة التي فازت بمسلسل مصري هو «سمارة» مع غادة عبد الرازق. وكانت قد اشترته قبل اندلاع الثورة في مصر. وهنا لا بدّ من طرح علامات استفهام حول إمكان نجاح هذا العمل بعد الهجوم الشرس الذي تعرّضت له عبد الرازق بسبب موقفها الداعم لنظام حسني مبارك. وتبقى الحصّة الأكبر من المسلسلات الخليجيّة على شاشة «سما دبي» التي تتوجه منذ انطلاقتها إلى الجمهور الخليجي خاصة. أما «سيدة الشاشة الخليجية» حياة الفهد، فتطل في مسلسل «الجليب» الذي سيعرض على قناة «الراي» الكويتية. وقد يجد طريقه إلى mbc أيضاً. كذلك سنشاهد على هذه المحطة («الراي») «ساهر الليل 2» للمخرج دحام الشمري وعامر جعفر ومسلسل «2 في الإسعاف» للمخرج مناف عبد الله. من جهتة ثانية، تعرض «روتانا خليجية» «هوامير الصحراء3» للمخرج أيمن شيخاني، ومسلسل «توق» الذي يشكّل الإنتاج الأضخم بين الأعمال الخليجية. وهو من سيناريو عدنان العودة وإخراج شوقي الماجري، وبطولة قصي خولي، وسلافة معمار، وغسان مسعود، ومحمود قابيل... وقد وصلت ميزانيته إلى 15 مليون دولار. 

هل انتهى عصر السوداوية؟

طارق الحميد

قدمت الاحتجاجات الشعبية في مصر وسوريا هدية قيّمة إلى المنتجين الخليجيين. تراجع الإنتاج المصري قياسياً مقارنة بالسنوات السابقة. أما في سوريا، فبقي عدد المسلسلات مقبولاً، لكنها تواجه كلها تقريباً أزمة تسويق حادة. ويبدو أن الدراما الخليجية اختارت الاستفادة من هذا الواقع لتحقّق نجاحها الأكبر هذا العام. هكذا في ظل تراجع الإنتاج المصري والسوري من جهة، ونسبة المتابعة العالية التي تحققها المسلسلات الخليجية على فضائيات الخليج من جهة أخرى، يبدو أنّ القنوات اتخذت قرارها الحاسم، وهو الاتجاه نحو الدراما الخليجية لجذب المشاهدين. وتكشف الأرقام عن إنتاج أربعين عملاً خليجياً تقريباً تتنوع بين الكوميديا، والدراما. ومنها ما هو استكمال لأجزاء سابقة حققت نجاحاً كبيراً في الاعوام الماضية. هكذا سنشاهد الجزء الثالث من«هوامير الصحراء» مع ميساء مغربي على «روتانا خليجية». ويعود «ليلى» (بطولة ابراهيم الزدجالي وهيفاء حسين) في الجزء الثالث أيضاً على قناتي «الوطن»، و«أبو ظبي». إلى جانب «ساهر الليل» (مع جاسم النبهان وأحمد الصالح) في جزئه الثاني على «الراي» الكويتية. وتعرض قناتَا «الوطن»، و«الظفرة» مسلسل «للملكة» من بطولة هدى حسين، ومريم الصالح. فيما يطل ناصر القصبي وعبد الله السدحان في «طاش ما طاش 18» على mbc. والمعروف أن هذه القناة ستعرض أكبر عدد من المسلسلات مقارنة بباقي المحطات، اذا سنشاهد أيضاً على شاشتها «تصانيف»، و«الحل الصعب»، و«ما إلك إلا بو خليفة» بالإضافة إلى «فرصة ثانية» (سعاد عبد الله) و«لهفة الخواطر»، و«الجليب» (بطولة حياة الفهد). وتكتفي في المقابل بعرض مسلسل أو اثنين من سوريا ومصر. وهو ما ستفعله أغلب الشاشات الخليجية إذ تبقى الأعمال المصرية والسورية جذابة بالنسبة إلى المعلن، وبالتالي لا يمكن الفضائيات الاستغناء عنها. ويبقى السؤال: هل تخطت الدراما الخليجية حاجز السوداوية المفرطة التي لجأت إليها في السنوات السابقة؟ وهل تعرض هذه السنة أعمالاً تعبّر بواقعية أكبر عن حال المجتمع؟

الأخبار اللبنانية في

20/06/2011

 

درامــا اجتماعيــة تعالــج الفســاد بأشــكاله

«سوق الورق»: الجامعة كمساحة مصغرة عن الحياة

ماهر منصور / دمشق

تقترب الكاتبة السورية الشابة آراء جرماني، في أولى تجاربها الدرامية «سوق الورق»، من عالم الجامعة، بوصفها مساحة مصغرة عن الحياة خارجها. فلا تكتفي باقتحام أسوار الجامعة من بابها التعليمي وحسب، بل تلاحق من فيها من طلاب وإداريين إلى خارج تلك الأسوار، فتدخل بيوتهم ومنها تعاود الخروج إلى شوارع الحياة اليومية، حيث تحاكم منظومة قيم مجتمعية طارئة، وما يتجاذبها من صراع يشكل بمجمله «سوق الورق». فتتطرق هذه الدارما الى «الفساد الإداري والطلابي الجامعي ودور التقنيات الحديثة، خصوصاً الموقع الاجتماعي «فايسبوك» في فضح الفساد الذي يلجأ إليه الطلاب كطبقة مهمشة تسعى لإيصال همومها إلى السلطات العليا، وتدعوها للتدخل لتحسين أوضاعها». بجسب ما قالته الكاتبة جرماني لـ«السفير».

وتحدد جرماني مقولات مسلسلها وفق ثالوث فكري أوله «الطاقم الإداري الجامعي من موظفين ومدراء وأساتذة جامعيين، وهذه المقولة تقع بين كتلتي الخير والشر لفضح حالات الفساد المستشري في الجامعة. وشخصياته المحورية هي الفنان سلوم حداد بدور مدير الجامعة، والفنان نضال نجم الأستاذ الجامعي المقاوم للفساد، والفنان عبد الهادي صباغ بدور المستخدم في الجامعة والمتحكم بزمام عدة أمور فيها».

الطلاب الشباب في الجامعة، سيشكلون حجر أساس في حكاية «سوق الورق»، وتقول الكاتبة جرماني إنها ستقارب حكاياتهم من خلال «عدة محاور رئيسية إشكالية: الضياع والتسيب الدراسي لأسباب خارجة عن إرادة البعض منهم، تحمل البعض للمسؤولية والبحث عن الذات وتعرض أصحاب هذا الموقف لصدمات ومضايقات، المشاكل المالية التي تواجه البعض الآخر، حيث يضطرون للبحث عن مورد مالي يدر عليهم ما يقفل باب الحاجة. وفي هذا المحور ستبرز شخصية محورية هي شخصية مختار، والتي يقوم بدورها الفنان باسل خياط، وتعاني معاناة خاصة على كل الأصعدة وتتخذ مواقف متميزة للخلاص».

أما في المحور الرئيسي الثالث للعمل، فستلاحق كاتبة المسلسل «العائلات التي ينتمي إليها أبطال المحورين السابقين، بما لها من دور أساسي في تشكل هذه الشخوص من الناحيتين النفسية والاجتماعية، ودور أساسي في نهاياتها».

وترد الكاتبة جرماني اختيار اسم «سوق الورق» كعنوان لحكاية عملها لكون «الجامعة هي الموقع الأساسي للأحداث، وهو موقع تحكمه الأوراق بكل أنواعها: الأوراق الامتحانية، والملفات، وضبوط الغش، وطلبات التسجيل والنقل، وبلاغات الديوان ومجالس القسم والكلية والجامعة بكل شؤون الطلاب والأساتذة... وبين طيات هذه الأوراق جميعها تقع معاناة الطلاب وأحلامهم».

القراءات الأولية للعمل تعد بمقاربة جديدة للجامعة، إذا لطالما دخلت الكاميرا التلفزيونية أسوار الجامعة في أعمال سابقة لترصد حكايات عشق الطلاب هناك وقضاياهم الجامعية في خطوط فرعية، غالباً ما تكون امتداداً لخيوط أخرى خارجها، وقلما اقتربت الأعمال من الجامعة بوصفها مجتمع قائم بحد ذاته، أو صورة مصغرة عن المجتمع خارجها. ويبقى الحكم النهائي على مدى قدرة الكاتبة على تقديم حكاية جديدة مختلفة عن الجامعة رهن العرض.

يقوم بإخراج «سوق الورق» المخرج أحمد إبراهيم أحمد في ثاني تجربة إخراجية له بعد عمل مميز قدمه العام الفائت هو «لعنة الطين». والمسلسل كان أولى الإعمال التي أعلنت «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» تبني إنتاجها، على أن يعرض في شهر رمضان المقبل.

والعمل من بطولة نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: سلوم حداد، عبد الهادي الصباغ، باسل خياط، مرح جبر، نضال نجم، مكسيم خليل، هناء نصور، محمد حداقي، عبد الحكيم قطيفان، جمال العلي، شادي زيدان، سوسن أبو عفار... وآخرين.

السفير اللبنانية في

20/06/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)