حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قال لـ «الشرق الأوسط» : أعتبر نفسي محظوظا لأنني لست بطلا من أبطال يوسف شاهين

عمرو سعد: «خرم إبرة» يعبر عن الإنسان المصري.. ودراما رحلات الصعود مليئة بـ«الطاقة التمثيلية»

سها الشرقاوي

للعام الثالث على التوالي يدخل الفنان عمرو سعد السباق الدرامي في شهر رمضان، حيث يصور حاليا مسلسل «خرم إبرة»، مع المخرج إبراهيم فخر في أولى تجاربه، والذي يدور في قالب كوميدي اجتماعي. وفي حواره مع لـ«الشرق الأوسط» يتحدث سعد عن دوره في المسلسل، حيث يجسد فيه دور مواطن مصري يقطن في منطقة شعبية، لديه إحساس بأن إمكانياته أعلى من الواقع الذي يعيشه، فيدخل في مغامرات كثيرة، حتى يجني الصعود والشهرة.

ويرجع سعد اتجاه الكثير من الفنانين إلى الدراما التلفزيونية هذا العام لعدة أسباب؛ أبرزها أن تسويق الدراما أسهل من تسويق السينما، كما أن جمهور الدراما كبير، إلى جانب ما تشهده مصر من فترة كساد سينمائي.

وفي حديثه ينتقد سعد نقابة الممثلين المصرية على خلفية الحكم القضائي الذي صدر مؤخرا بحق الفنان عادل إمام بالسجن ثلاثة أشهر في قضية ازدراء الأديان، واصفا النقابة بالضعيفة والمخطئة، كونها لم تثر ضد هذا الحكم، متهما إياها أنها كانت تمشي تحت طوع السلطة في عهد النظام السابق، وحاليا ليس لها قرار حقيقي، وهو ما يراه سعد من أقوى أسباب تدهور حال الفن في مصر. وهذا نص الحوار.

·        لماذا اخترت مسلسل «خرم إبرة» للمنافسة به في الموسم الرمضاني المقبل؟

- حرصت على أن أقدم موضوعا بسيطا له علاقة بالإنسان، وبعيدا عن نقد لأي سلطة أو تقديم قضية بعينها، فمن خلال مشاهدتي للتلفزيون والأحاديث التي تدور في الشارع المصري، رأيت أن الحدث الأبرز هو الإنسان، ولذلك لا بد من تقديم أعمال في هذه الفترة تعبر عما يحدث في حياتنا ككل.

·        ولكن في الوقت الراهن يوجد زخم في القضايا خاصة السياسية أكثر من الماضي؟

- بالتأكيد توجد قضايا، ولكن لا يوجد رئيس أو سلطة نقوم بنقدها لتصحيح وضعها، ففي هذه الفترة الشعب هو الذي يقود الأحداث، وقراراته المصيرية تنبع منه هو، فعلى سبيل المثال أرى أن صوت الإنسان نفسه أصبح له قيمة سواء كان سلبيا أو إيجابيا فأصبحنا فاعلين على عكس ستين عاما مضت.

·        بم يوحي اسم المسلسل «خرم إبرة»؟

- «خرم إبرة» كلمة شعبية مصرية قديمة تعبر عن لحظة الضيق التي يمر بها أي إنسان، وكيف يستطيع أن يعبر من تلك اللحظة، والاسم معبر عن تفاصيل العمل، الذي يدور في قالب كوميدي اجتماعي، والذي أجاد فيه المؤلف حسان دهشان.

·        وماذا عن دورك في هذا العمل؟

- أجسد شخصية «سعيد البرنس»، وهو مواطن يقطن في منطقة شعبية، ولم يعمل بمؤهله ولديه إحساس بأن إمكانياته أعلى من الواقع الذي يعيشه، فيدخل في مغامرات كثيرة، ولذلك فهي أشبه لرحلة صعود.

·        لماذا تختار مواضيعك في قالب رحلات صعود الأشخاص؟

- لأني أرى أن 80 في المائة من الشعب المصري يريد أن يصعد، ليس بالضرورة أن يكون غني جدا ولكنه يريد أن يكون له رحلة صعود، أي أن يتحول من حال إلى حال، لذلك أحب أن أقوم بلعب أدوار هذه الشخصيات المليئة بالطاقة التمثيلية، وأنا على المستوى الشخصي مررت بهذه التجربة ومررت بكل طبقات المجتمع، وتعرضت لأشياء كثيرة في حياتي بهدف تحقيق الذات والوصول إلى الأفضل كما عانيت كثيرا لذلك أشعر بهذه الطبقة جيدا.

·     لكن حالفك الحظ في بداية مشوارك الفني حيث عملت مع المخرج الراحل يوسف شاهين، ويقال أنك كنت المرشح الأول في فيلم «الآخر»؟

- ليس المهم أني كنت المرشح الأول للعمل، حيث أعتبر نفسي محظوظا لأنني لم أكن بطلا من أبطال يوسف شاهين، وأراها ميزة بالنسبة لفكرة «لعنة شاهين» وإن كان الموضوع مبالغ فيه وأخذ أكبر من حجمه، ولا أنكر أن المخرج الراحل كان ممتازا في اكتشاف وجوه جديدة، وما أريد إيصاله أنني لم أصبح بطلا في لحظة، ولكني عانيت كثيرا وسعيد بهذه المعاناة ولم أشعر بالظلم ولو للحظة واحدة.

·        هل يتطرق مسلسل «خرم إبرة» إلى ثورة «25 يناير»؟

- المسلسل ليس له أي علاقة بثورة «25 يناير»، وبالنسبة للإعلان الذي عرض مؤخرا على مواقع الإنترنت فهو يوصل رسالة بأن الناس أرهقت من كثرة الكلام في السياسة، حيث يقال إن مبارك قرر التنحي عن السلطة ثم نسمع صوت القذافي، وإذا بشخص يغلق الراديو ثم يستمع إلى أغنية في دلالة على انتهاء هذا الحدث.

·     هل ترى أن تقديمك مسلسلا كل عام يعتبر حرقا لنجوميتك في التلفزيون في حين أنك مصنف كنجم سينمائي؟

- لم أنظر هذه النظرة، ولا يوجد فنان يصنف على أنه ممثل دراما أو ممثل سينما، لأن التصنيف يقلل من قيمة العمل، وأنا أرى أن القيمة الأساسية هي فكرة العمل وتقديمها ومدى استقبال الجمهور لها سواء كانت عملا دراميا أو سينمائيا.

·        في رأيك لماذا يقبل الكثير من النجوم على الدراما هذا العام؟

- أرى أن تسويق الدراما أسهل من تسويق السينما، فيمكن تسويق العمل على أكثر من قناة فضائية وسهولة توزيعه خارجيا على عكس ما يحدث في السينما، كما أن جمهور الدراما كبير، والآن نحن نعيش في فترة من الكساد السينمائي، واتجاه الكثير من الفنانين إلى الدراما شيء إيجابي وأرى أنه مؤشر جيد لكثرة الأعمال الدرامية وأتمنى أيضا أن يحدث هذا في السينما.

·     هل ترى أن الكساد السينمائي الذي نعيش فيه الآن يعتبر بيئة خصبة لظهور أفلام المقاولات من جديد؟

- السينما شيء ديمقراطي والذي يختارها هو الجمهور، ومن حق أي شخص أن يقوم بإنتاج أفلام، ومن حقنا وحق الجمهور أن نتجاهل أي صناعة سينما رديئة، وأرى أن الإعلام هو الذي يلعب بشكل رئيسي في إبراز هذه الأعمال، ولا أوجه الاتهام إلى الإعلام ككل ولكن لبعض الحالات في الإعلام الذي من المؤكد أنه يؤثر على العقول في وجود ناس غير مهنيين وعشوائيين.

·     بمناسبة صناعة السينما، برأيك لماذا تغيب السينما المصرية عن المنافسة في المهرجانات العالمية؟

- لا نملك المنافسة لأن المنتج الذي نقدمه ليس بالجودة التي تستطيع المنافسة به في المهرجانات العالمية، على عكس الماضي ففي فترة الأربعينات كان هناك كمال الشيخ ويوسف وهبي وكان يتم الاستعانة بهما في التحكيم في مهرجان «كان» السينمائي، فكانت السينما المصرية في ذلك الوقت تمشي بالتوازي مع السينما العالمية، في حين أنها تقدم كل أنواع الأفلام الضعيفة والمتوسطة والقوية، وتتضمن كل المواضيع الأصلية الخاصة بالشعب المصري وغير المتأثرة بسينمات أخرى فكانت تمشي على خط واحد مع السينمات في العالم كله، لأنه كانت توجد صناعة حقيقية للسينما، وصناع يملكون أدواتهم ويعرفون كيف يصنعون عملا متكاملا من حيث الموضوع والتقنية والجودة على عكس الوقت الحالي، فالجيل الذي تعلم في الأربعينات هو الذي أنتج في الستينات وجيل الستينات هو الذي صنع سينما الثمانينات فالتعليم هو الفاصل.

·        وماذا ينقصنا حاليا للمنافسة في رأيك؟

- الذي ينقصنا للمنافسة الآن أننا لا يجب أن نتوجه إلى المهرجانات بشكل متعمد، ولكن يجب أن نقوم على عمل صناعة، نبدأ العمل ونخضع الأعمال لمعايير دقيقة لكي نستطيع المنافسة بشكل قوي، وكذلك الفنان يجب أن يكون عليه دور كبير في أنه يفكر في المنافسة من خلال ما يقدمه من أعمال وليس مجرد اختيار عمل، ويجب أن ننظر نظرة أخرى للسينما، فلا بد أن تحقق السينما دخلا قوميا لمصر مثلها مثل البترول.

·        وهل الجيل الحالي يستطيع ذلك؟

- نحن نتاج جيل انقطع عن الجيل الماضي، وبدأ يصنع تكوين بنفسه ويتعلم بشكل عشوائي من خلال مشاهدته لأفلامه وكذلك الإنترنت، وأصبحت المدرسة بلا دور في التعليم، وأرى أن هذا الانقطاع هو السبب الرئيسي في حدوث ثورة «25 يناير»، فهذا الجيل اعتمد على تفكيره الخاص بطريقته الخاصة ولم يسمع لأحد رافض لكل أشكال الوصاية عليه ورافض للقيم القديمة، ويتعامل بشكل عفوي جدا دون السماع إلى أي فكر أو إرشاد، وهذا يحتمل الإيجاب والسلب، فالفنان يظهر فجأة وينجح فجأة ويفشل أيضا فجأة وهذا لا يصنع تاريخا.

·        كيف ترى تخوف بعض الفنانين من التيارات الإسلامية؟

- هذا التخوف مبالغ فيه، وأرى أن الذي يشعر بالخوف لا بد أنه يعمل شيئا خاطئا، وعلى المستوى الشخصي ليس لدي أي استعداد للتفكير في أنه من الممكن أن يفكر أحد في أن يضع قيودا على الإبداع، وليس من حق أحد أن يمارس أي نوع من القمع، والذي يفكر في ذلك أعتبره «جبانا»، وأرى أننا نتحدث كثيرا في شيء غامض، وأتساءل لماذا التيارات الإسلامية تضع نفسها في موقف الرد على هذه الأسئلة، والفنانين لماذا يدخلون في هذه الدائرة ونسأل هذه الأسئلة من الأساس، فمن السذاجة أن يمنع أحد أي عمل فني، والإنترنت مفتوح على مصراعيه، الحرية هي التحسن الاقتصادي وهذا هو الذي يقف أمام أي تشدد من وجهة نظري.

·     ألم يقلقك الحكم القضائي الذي صدر مؤخرا على الفنان عادل إمام بالسجن ثلاثة أشهر في قضية ازدراء الأديان؟

- هذا الحكم «كلام فارغ»، وأنا أدين نقابة الممثلين، فكيف لا تثور ضد هذا الحكم ويكون لها موقف قوي، وهذا يدل على أن النقابة ضعيفة وتشعر بهذا الضعف، فكيف يصدر حكم على ممثل سواء كان مخطئا أو غير مخطئ، فالفنان غير مسؤول عن الطرح الذي يطرحه من الأساس، فتوجد رقابة قائمة تجيز الأفلام منذ عشرين عاما، وهذا الحكم سيتم تصحيحه بالتأكيد، ولكن هذا خطأ غير مقبول.

·        لماذا تقول إن النقابة ضعيفة؟

- النقابات الفنية طول عمرها ضعيفة، ولا يوجد لها أي قيمة وتمشي تحت طوع السلطة وبشكل عشوائي، وليس لها أي قرار حقيقي، وهذا من أقوى أسباب تدهور حال الفن على خلاف من يتولى رئاسة النقابة وهذا الكلام علي مسؤوليتي.

·        إذا ما موقفك الشخصي تجاه ذلك الحكم؟

- أناشد الفنانين وأنا معهم الاعتصام المفتوح أمام وزارة العدل، وبصرف النظر عن الحكم على عادل إمام كشخص، ولكن لأننا بهذا الحكم ندخل على كارثة حقيقية وليس من حق أحد أن يشكك في عقيدة أي إنسان لأن هذا أمر خطير جدا، ولا بد ألا نسكت على هذا الأمر.

·        هل لديك مشاريع سينمائية قريبة؟

- أوشكت على الانتهاء من تصوير فيلم «أسوار القمر»، بالإضافة إلى تجهيز عمل آخر بعنوان «أولاد رزق» وهو من أفلام الحركة من إخراج وإنتاج طارق العريان وتأليف صلاح الجهيني.

·        كنت صاحب فكرة فيلم «كلمني شكرا»، فهل توجد نية لأن تقدم عملا من كتابتك؟

- بالفعل فكرت في هذا، ولدي أفكار جريئة وكثيرة، ولكن يوجد تخوف من بعض المنتجين خاصة في الوقت الحالي، فلا بد أن يكون كل شيء محسوبا، وقد عرضت فكرة على أحد المنتجين لسيدة تبلغ سبعين سنة تعمل علاقة مع شاب يبلغ ثلاثين سنة، لكن لم يجد قبولا، ولم أصر عليها مراعاة للمرحلة التي نعيش فيها من ركود وخوف، وعلى الرغم أنني صاحب فكرة فيلم «كلمني شكرا»، فإنها لم تتم كما كنت أريد ولكن الفيلم حقق إيرادات.

الشرق الأوسط في

23/03/2012

 

فيلم عن حياة البابا شنودة

هل نشاهد انفراجة تسمح بتقديم علاقات المسلمين والأقباط في الدراما؟!

القاهرة: طارق الشناوي  

هل تقدم حياة البابا شنودة في عمل فني؟ كان هذا هو السؤال الذي تردد بقوة في أعقاب انتهاء مراسم الرحيل.. بالتأكيد حياة بابا الأقباط زاخرة بالمواقف التي تصنع دراما ساخنة منذ أن اعتلى كرسي البابوية عام 1971 في أعقاب تولي أنور السادات الحكم في مصر خلفا للرئيس جمال عبد الناصر، واصطدم بعدها مباشرة البابا بأنور السادات واعتكف احتجاجا.. وواجه البابا الكثير من المواقف القاسية، خصوصا مع تعدد الحوادث الطائفية التي شهدتها مصر على مدار الأربعين عاما الأخيرة.. كان البابا هو صمام الأمان لما يتمتع به من كاريزما تجعله مسموع الكلمة عند أغلب الأقباط، فكان قادرا على أن ينزع فتيل الغضب قبل أن يسيطر على الجميع.

أغلب الظن أن حياة البابا من الممكن توثيقها في فيلم تسجيلي بينما العمل الفني الروائي قد يصطدم بالكثير من المعوقات، خصوصا أنه لا يمكن أن تقدم حياة إنسان بزاوية رؤية أحادية الجانب تبتعد عن أي نقاط خلافية، بينما من الممكن أن يسمح بناء الفيلم التسجيلي بتلك الزاوية.

كان البابا شنودة طرفا مهدئا في الكثير من الأزمات التي شاهدناها بسبب بعض الأعمال الفنية التي رآها قطاع من الأقباط لا تتوافق مع الديانة المسيحية، كان من بينها على سبيل المثال مسلسل «أوان الورد»، كان هناك أكثر من محامٍ قبطي قد أعلنوا أنهم بصدد إقامة دعوى قضائية بسبب عرض المسلسل قبل عشر سنوات في رمضان، الذي يتناول حياة امرأة مسيحية أدت دورها سميحة أيوب، أرملة رجل مسلم.. كانت الكنيسة المصرية تموج بالغضب بسبب هذا المسلسل الذي أثار عاصفة من الاحتجاجات بسبب شخصية «روز».. كان لا بد من تهدئة الموقف، ووجه البابا دعوة لصناع المسلسل للسحور، وكان بينهم وحيد حامد الكاتب وسمير سيف المخرج، وقال لهم إننا في الحياة بالفعل نتعايش مع هذه الحقائق، قبطيات تزوجن مسلمين، وهي زيجات لا تعترف بها الكنيسة المصرية ولا تزال، ولكن كانت رؤية البابا هي أن هذا هو الواقع.. سأل البابا عن موقف الأرملة المسيحية في المسلسل فأجابوه كما قال لي وحيد حامد بأن الأرملة أعلنت ندمها، فقال للغاضبين: «ورغم ذلك فإن هناك في الواقع من فعلن ذلك ولم يندمن»، وانتهى الموقف الغاضب قبل أن يصل إلى ساحة القضاء.

لا أستطيع أن أقول إن البابا وافق على مثل هذه الأعمال الدرامية التي تتناقض مع قناعته كرأس للكنيسة الأرثوذكسية، ولكنه قرر أن يلعب دوره في نزع الاحتقان.. ولكن يبقى أن أكثر عمل فني أثار حفيظة الأقباط كان هو فيلم «بحب السيما» الذي كتبه هاني فوزي وأخرجه أسامة فوزي. كان الفيلم يقدم لأول مرة على الشاشة عائلة مسيحية هي التي تحتل كل المساحة الدرامية، ورغم أن الكاتب والمخرج يدينان بالمسيحية فإن ذلك لم يشفع أبدا للفيلم، بل إن الاتهام غير المعلن رسميا للفيلم كان هو أن السيناريو يدعو للمذهب «البروتستانتي»، خصوصا أن مشاهد الكنيسة تم تصويرها في كنيسة بروتستانتية بالقاهرة، كما تم توجيه شكر إلى راعي تلك الكنيسة.

ولكن ينبغي أن نذكر أن الغضب القبطي ضد بعض الأعمال الفنية يقابله أو قد يسبقه في الحدة في بعض الأحيان الرفض الإسلامي لكل ما يتعرض لشخصية تدين بالإسلام، ولا أقول حتى رجل الدين، والدليل الحكم الأخير الذي صدر بحبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان، كما أن المخرج داود عبد السيد فوجئ بأن هناك من يعتبر أن تقديمه لشخصية الحرامي التي لعبها شعبان عبد الرحيم في فيلمه «مواطن ومخبر وحرامي»، هي تحمل سخرية مقصودة ضد الحرامي المسلم باعتباره مسلما وليس لأنه حرامي، إلا أن الأصوات العاقلة نجحت في إغلاق الباب أمام هذه الحساسية غير المبررة أبدا.

الاحتقان في الحقيقة انعكس على أعمال فنية كثيرة إلى درجة أن سيناريو فيلم عنوانه «لا مؤاخذة» كتبه عمرو سلامة حصل على دعم من الدولة قدره مليونا جنيه (300 ألف دولار)، ولكن الرقابة رفضت الموافقة على تصويره فتوقف الدعم.. الفيلم يقدم طفلا في مدرسة حكومية يعتقد زملاؤه أنه مسلم في حين أن اسمه فقط يحتمل أن يكون مسلما أو مسيحيا، والطفل كان يخشى الإفصاح عن حقيقة هويته الدينية فكان يحضر حصة الدين الإسلامي ويشاركهم في الصلاة خوفا من أن يكتشفوا أنه مسيحي. الرقابة قالت إن هذا الفيلم من الممكن أن يغضب مشاعر المسيحيين، وتجري الآن محاولة للوصول إلى حل وسط لتمرير الفيلم.

الرقابة أيضا رفضت الموافقة على عرض فيلم «الخروج» إخراج هشام العيسوي في مهرجان الأقصر الذي عقد في الشهر الماضي، وترفض عرضه تجاريا لأنه يقدم علاقة حب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم.

الدولة تخشى غضب الكنيسة، والبابا شنودة كان بداخله بالتأكيد تركيبة فنان تستطيع أن تلمحها، ليس في أشعاره فقط، ولكن في سرعة البديهة وقدرته على حبكة النكتة في التوقيت الصحيح، وفي العادة هي نكتة أو قفشة ليست خارج النص أو زائدة عن الحاجة، ولكنها تقول شيئا قد تعجز عن التعبير عنه الكلمات المباشرة.

هل كان البابا يسمح بهامش أكثر رحابة في تقديم الشخصية القبطية في الدراما؟ هناك ولا شك محاذير في المجتمعات الشرقية لا يمكن إنكارها عندما تتناول شخصية رجل دين، خصوصا عندما تطلب من رجل الدين الموافقة على عرضها.. ورغم ذلك فإن البابا هو الذي وافق على أن تقدم شخصية «مرقص» التي أداها عادل إمام في فيلم «حسن ومرقص»، كان قسيسا في السيناريو كما كتبه يوسف معاطي، ولكن طلب البابا أن يصبح أستاذا في علم اللاهوت. وأتصور أن البابا لعب دورا إيجابيا في تمرير الشخصية القبطية والشخصيات الأخرى التي شاهدناها في هذا الفيلم لأنه يقدم في النهاية بشرا متعصبين سواء كانوا مسلمين أو أقباطا، ولم نتعود على أن يتعامل المشاهد مع مثل هذه المواقف ببساطة. لجأ السيناريو إلى تأكيد حالة من السيمترية (التماثل الشديد) في المواقف بين المسلمين والأقباط، وهو ما يؤخذ بالطبع على العمل الفني، إلا أن مجرد مباركة البابا سمحت بعرض الفيلم دون حساسية لولا تلك المباركة، فإن قطاعا من الأقباط كان من الممكن أن يغضب كما تعودنا في أعمال أخرى أقل جرأة.

هل ننتظر انفراجة في التعامل الفني والدرامي مع الشخصيات القبطية في الدراما؟ في الحقيقة نحن لا نستطيع أن نعزل ما يجري في المجتمع عما تقدمه الشاشة، إلا أن تلك الحساسية التي نراها وهي تعلن عن نفسها بقوة في أكثر من موقف لا ينبغي أن تصبح وسيلتنا في المواجهة، هي على طريقة «ابعد عن الشر وغني له».

الفن يجب أن يلعب دوره كما أن الحضور القبطي في الأعمال الدرامية والأغاني لا يصبح مجرد مساحة هامشية. في أعقاب رحيل البابا كانت الدولة المصرية قد أعلنت الحداد الرسمي ثلاثة أيام وحاولت الإذاعة أن تجد أغنية تليق بالمناسبة فلم تعثر فقط سوى على أغنية «المسيح» التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي ولحنها بليغ حمدي. أغنية واحدة فقط تسابقت كل المحطات الإذاعية في بثها عبر موجاتها، وبعد ذلك لم تجد سوى أن تقدم لعبد الحليم حافظ أغنية «أي دمعة حزن لا».

المطلوب من البابا الجديد أن يسمح أكثر بوجود الشخصيات القبطية في الدراما وأن تتعامل الكنيسة بقدر من المرونة مع تناول أي انتقادات للمسيحي كشخصية درامية وليست للمسيحية كديانة، لأن هناك بالتأكيد فرقا بين أن تقدم شخصية تدين بالمسيحية وتنتقد سلوكا شخصيا لها، وبين أن تنتقد الديانة، مثلما نرى شخصية مسلمة تمارس السرقة مثلا، فهذا لا يمكن أن يعد طعنا في الدين الإسلامي.

أنتظر أن نرى الفن يلعب دوره مع ترقب اعتلاء كرسي البابوية لرجل دين يكون له فكر وثقافة البابا شنودة، خصوصا أنه كان دارسا وحافظا للكثير من الآيات القرآنية، ونتمنى أن يصبح أكثر مرونة في التعامل مع مختلف الفنون!

الشرق الأوسط في

23/03/2012

 

 

جمال سليمان:

الدخان ينبعث من سوريا والنظام يراهن على الوقت 

حوار   أحمد الجزار 

أكد جمال سليمان أن مسلسله الجديد «سيدنا السيد» الذى يجسد من خلاله شخصية الصعيدى للمرة الثالثة يتشابه مع مسلسليه «حدائق الشيطان» و«أفراح إبليس» فى المناخ العام فقط.

وقال سليمان، لـ«المصرى اليوم»، إنه يعارض أسلوب النظام السورى فى مواجهة الاحتجاجات ويحمله النتيجة التى وصل إليها بلده حاليا موضحا أنه ليس متحمسا للمعارضة الموجودة الآن.

من هو سيدنا السيد؟

- سيدنا السيد هو الشخص الذى يفوَض نفسه نيابة عن كل الناس وبعينه يرى لهم الخير وبها أيضا يرى الشر، ويخطط لمستقبلهم ويعتقد أنه سيقيم العدل ويقرر الثواب والعقاب، وهذا لا يحدث بالضرورة بنوايا شريرة ولكن بمزيج من شهوة السلطة، والمسلسل فى النهاية يقول إن من يفوض لنفسه سلطة القرار نيابة عن المجتمع ويكون رأيه هو الأول والأخير قد يرتكب أخطاءً قاتلة.

ماذا عن أهم الشخصيات الموجودة فى المسلسل؟

- المسلسل يدور فى إطار اجتماعى إنسانى صعيدى فى فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى، ويضم علاقات استثنائية بين فضلون الدينارى الملقب «بسيدنا السيد» وشخصية عبدربه التى يجسدها أحمد الفيشاوى وهو مفتش الرى الشاب الذى يقوده حظه السيئ للتعيين فى نجع «سيدنا السيد» فى الصعيد، ويزيد من سوء حظه أنه شخص حساس ومشروع أديب ترك وراءه فى القاهرة روايته الأولى التى تنتظر النشر فى جريدة الأهرام، كما ترك قصة حب فاشلة انتهت بزواج الحبيبة من شخص آخر، وفى نجع السيد يتعرف عبدربه على سيدنا السيد الحاكم بأمره ودون أن يقصد يجد عبدربه نفسه فى وسط روايته الكبيرة الأولى حيث بطلها فضلون الدينارى أو «سيدنا السيد»، تلك الشخصية التى تتميز بالمتناقضات من عواطف ومشاعر حلوة ومرة فى نفس الوقت، فيراه مع أهل النجع ومع أولاده ومع المرأة التى جاءت من القاهرة وقلبت حياته رأسا على عقب، كما يشاهده وهو يحب ويقتل وهو يقسو ويعطف ويساعد ويسحق فيقع قلمه أسير هذه الشخصية التى لا تتوقع رد فعلها فى أى لحظة من اللحظات.

وما حقيقة تقديم هذا العمل فى ثلاثة أجزاء مختلفة تبدأ بالجد «فضلون» ثم تمتد للابن وللحفيد؟

- حتى الآن استقررنا على المرحلة الأولى، وهى مرحلة «فضلون الدينارى» والعمل به إمكانيات كبيرة فى العمل تسمح بتقديم جزء ثان وثالث، ولكننا لم نحسم هذا الأمر.

لماذا اخترتم فترة الأربعينيات زمنا للأحداث؟

- الذى فرض هذا الزمن هو العالم الخاص بالشخصيات الموازية لسيدنا السيد وهما شخصية «عبدربه» مفتش الرى و«زبيدة» التى ستأتى من القاهرة، حاملة معها قصتها الغريبة المرتبطة بمرحلة الأربعينيات، وكذلك طبيعة العلاقات الاجتماعية التى كانت موجودة فى الصعيد وقتها حيث كان معزولا عن حياة المدنية ولم يعرف الناس حاكما إلا كبيرهم الذى يمثل لهم كل شىء فهو الملك والقاضى وإمام الجامع ووزير العدل والاقتصاد والإعلام.

هل يحمل العمل إسقاطات سياسية؟

- من حيث المبدأ نحن نقدم مسلسلا يتضمن حكايات تمتع المشاهد ولكن عندما تتقاطع هذه الحكايات مع حياة الناس ومعاناتهم وأحلامهم وقتها نستطيع أن نصف هذا الفن بأنه راق وممتع، أما حكاية السلطة والديكتاتورية فكانت موجودة وستبقى الشغل الشاغل للبشر ونحن فى العالم العربى يزداد اهتمامنا بها وبمدى شرعيتها، وهذا جوهر ما نشهده حاليا من رغبة عند الناس لإعادة تشكيل السلطة بما لا يتناقض مع كرامتهم وحريتهم.

ومن أين تستمد شخصية «فضلون» أو سيدنا السيد سلطتها؟

- من تراكم الملكية والقدرة على استخدام القوة لقتل الخصم وحماية الحليف، ففكرة السلطة تتطلب من صاحبها جرأة هائلة على مصادرة حياة الناس مستخدما فى سبيل ذلك كل الوسائل المتاحة من عنف، مرورا بجهل الناس وضعفهم وخوفهم إلى تحكمهم بالمال أو بالدين إن كان ذلك متاحا، وهذا ما فعله «فضلون» الدينارى فهو يستخدم قوته وملكيته وحتى الأحكام الدينية بما يعزز سلطته ويعطيه الحق لتحويل طاعة الناس له إلى نوع من الواجب الذى لا تجوز مراجعته.

كيف ترى الاختلاف بين الشخصيات الصعيدية الثلاث التى قدمتها فى أعمالك؟

- أعتقد أنهم يتقاطعون فى المناخ العام كونهم يرتدون نفس الأزياء الصعيدية ويتحدثون نفس اللهجة ولكنهم مختلفون فى كثير من التفاصيل، فمندور أبوالدهب فى «حدائق الشيطان» يعيش أسيرا لوصية أبيه ولملذاته الشخصية وسطوته المالية التى جاءت من تجارة المخدرات واستعداده لاستخدام العنف بشكل أقرب لرجل المافيا، أما همام أبورسلان فى «أفراح إبليس» فهو رب عائلة نظر حوله فشاهد أن كثيرين استغلوا مناخ الفساد وبنوا إمبراطورياتهم الاستثمارية فأراد بطريقته أن يبنى لأولاده إمبراطوريتهم الخاصة، بينما «فضلون» الدينارى رجل مسكون بفكرة السلطة بمعناها الأشمل، لدرجة أنه أصبح يعتبرها واجبا إلهيا كلَف به.

هل يحاول المنتجون حصرك فى الشخصية الصعيدية بعد نجاحك من خلالها؟

- ليس حصرا بالمعنى التقليدى، لأن المنتجين المصريين أنتجوا لى أيضا ثلاثة أعمال غير صعيدية هى «أولاد الليل» و«قصة حب» و«الشوارع الخلفية»، وفى المقابل من الطبيعى أن يكون المسلسل الصعيدى ضمن خططهم خاصة إذا كان الممثل موفقا فى تقديم الشخصية الصعيدية بشكل يجعل الناس تحب أن تراه فيها من حين لآخر، وبالنسبة لى المسلسلات لا تنقسم إلى صعيدية وغير صعيدية بل هناك مسلسلات جيدة وأخرى رديئة.

بعيدا عن الفن، كيف ترى الوضع فى سوريا حاليا؟

- سبق أن قلت فى «المصرى اليوم» «إن الملف السورى معقد جدا وقلت بالحرف» فيما يتعلق بسوريا، أرى أن هناك خيارين لا ثالث لهما: «إما نستمر كما نحن وبالتالى ستتحول سوريا إلى بلد ينبعث الدخان من كل شارع من شوارعه أو ندخل فى حوار شجاع ووطنى ويتم فيه كل ما يلزم من تنازلات لصالح مستقبل سوريا»، وهذا ليس رأيى وحدى بل رأى طيف واسع من الشعب السورى، والأيام أثبتت صحة هذه التوقعات فالدخان يتصاعد فى أماكن عدة من المدن والأرياف السورية والضحايا من مدنيين وعسكريين بالآلاف، وللآسف الشديد بعد هذه الشهور لم يعد الشأن السورى بيد السوريين وحدهم سواء كانوا فى مؤسسة الحكم أو فى الشارع الصامت أو حتى فى الشارع المنتفض، فالقضية السورية اليوم أصبحت إقليمية ودولية، وهذا أخطر شىء من وجهة نظرى، لأنها عندما تتحول من قضية وطنية إلى قضية دولية لن تكون منفصلة عن باقى الصراعات والمصالح الدولية مثل الملف العراقى واللبنانى والإسرائيلى والصراع الروسى الأمريكى، وبالتالى أصبح على النظام والمعارضة أن ينتظرا ما سيتمخض عن المجتمع الدولى من إجراءات وقرارات تحت منظومة صراع المصالح بينما الدم السورى يراق، ووحدة المجتمع تتهدد، ويكثر الحديث عن احتمالات الحرب الطائفية التى لو حدثت- لا سمح الله- لن تكون كارثة سورية فقط بل إقليمية أيضا.

ولماذا وصلت الأوضاع فى سوريا إلى هذه الصورة المأساوية؟

- لأن النظام راهن على الوقت، وعلى تضارب المصالح الدولية وعدم قدرة المعارضة على التوحد بدلا من الرهان على إرادة الشعب السورى الذى يريد أن يخرج من طور سياسى إلى طور آخر جديد، وعندما أقول الشعب السورى، لا أعنى فقط الشارع المنتفض، بل أعنى أيضا الشارع الصامت وحتى الشارع الموالى للنظام، فكثير من السوريين الذين لا يؤيدون المعارضة ويعادون المجلس الوطنى- على سبيل المثال- هم أنفسهم يطالبون بالتغيير ويؤمنون بأن مستقبل سوريا السياسى مغاير تماما لما كانت عليه فى العقود السابقة، فعدم اعترافهم بالمعارضة لا يعنى أنهم يغلقون نوافذهم فى وجه رياح التغيير. من ناحية أخرى راهنت بعض قوى المعارضة على الضغط الدولى ولا تمانع فى أن يكون هناك تدخل عسكرى على الطريقة الليبية كى يحسم المعركة لصالحها مهما كان الثمن، ومن هنا جاءت فكرة تسليح الشارع التى لا يمكن أن أراها إلا فكرة جنونية أحدثت أضرارا جسيمة بسوريا بشكل عام وللشارع المنتفض بشكل خاص.

لكن المعارضة تقول إنه لم يكن أمامها إلا هذا الخيار لحماية المتظاهرين من عنف النظام؟

- وهل تحققت هذه الغاية؟ هل استطاع السلاح أن يقلل من عدد الضحايا؟، الواقع يقول لا، بل إن العكس الذى حدث، فأعداد الضحايا تزداد بشكل غير مسبوق والسلطة تبرر استخدامها للعنف المفرط بأنها تواجه مسلحين يريدون إسقاط النظام بقوة السلاح .

وما البديل؟

- المعارضة الوطنية، ونحن جزء منها، طرحت البديل فى «المبادرة الوطنية الديمقراطية» وهو أن يغلب النظام المصلحة الوطنية على الدفاع عن السلطة ويستمع للناس، ويؤمن بأن عملية التغيير استحقاق تاريخى لا مجال للقفز فوقه أو الاستجابة له بشكل جزئى. قد تستطيع أن تقمع الاحتجاجات وتنتصر بقوة السلاح وهذا بطبيعة الحال أصبح مستبعدا ولكنك بذلك ستكون قد رحَّلت المشكلة عاما أو خمسة أعوام وستعود لتنفجر فى وجهك بشكل أكثر عنفا وضراوة، كما أنه على قوى المعارضة أن تتحد- أقول تتحد ولا أقول تتوحد- فى شجبها للعنف والتدخل الخارجى مع حقها فى استخدام جميع وسائل النضال السلمى من أجل إحداث التغيير المنشود وعدم الرفض المطلق لفكرة الحوار وإنما يتم وضع شروط واقعية له تضع أيضا المصالح الوطنية العليا فوق الرغبة فى الانتصار بالضربة القاضية.

وماذا عن الشعب السورى؟

- أعتقد أن الشعب السورى يعيش اليوم حالة من المرارة بسبب ما وصلت إليه الأمور، ويأبى التدخل الخارجى ويستنكر ما يجرى من عنف وقتل وتدمير، وينظر بعين الشك والخيبة لما آلت إليه طبيعة الصراع، ويتطلع إلى انفراج مدنى يقوم على حوار عميق وجاد لإنهاء الأزمة التى جعلت دماءً سورية غزيرة تسيل فى الشوارع وجعلت دوام الأطفال فى مدارسهم غير منتظم بل منعدماً فى بعض المناطق نتيجة انعدام الأمن، وجعلت ثروات السوريين المتواضعة تتآكل بفعل انهيار سعر الصرف، كما جعلتهم الأزمة يجلسون ساعات طويلة على ضوء الشموع، لأن التيار الكهربائى ينقطع باستمرار.

لماذا يتخذ معظم الفنانين السوريين موقفا سلبيا من الأحداث فى بلادهم؟

- الفنانون ليسوا حزبا سياسيا، وينتمون إلى عوالم مختلفة، وبعضهم غير مهتم بالشأن السياسى، كما أن بعضهم معجب بالنظام وفقا لقناعته، والبعض- مثل شرائح واسعة من الشعب السورى- أحجم عن تأييد هذا الحراك ليس من منطلق تأييد النظام وإنما من منطلق التوجس والخوف من المستقبل، فهناك من يؤيد النظام بدوافع انتهازية، وهناك من يصمت بدافع الخوف أو عدم وضوح الرؤية، وفى المقابل هناك فنانون عارضوا النظام وتعرضوا للمضايقات وللاعتقال أحيانا، وهناك من غادر البلاد، وهناك من تعرضوا لحملات تشويه السمعة والطعن فى وطنيتهم واتهامهم بالعمالة لمجرد أن لهم رأياً معارضاً. فى النهاية الفنانون جزء من المجتمع السورى، والمجتمع نفسه منقسم بشدة حول ما يحدث حاليا، وليس حقيقيا أن الشعب السورى كله يقف مع النظام كما يحاول الإعلام الحكومى أن يصدّر للعالم، وليس حقيقياً أيضا أن الشعب كله ضد النظام كما يروج الإعلام المعارض.

وما موقف جمال سليمان؟

- أكره الاستسهال فى التصنيف، فأنا لا أتحدث هنا عن مباراة بين ريال مدريد وبرشلونة، بل أتحدث عن مصير وطنى ومصيرى ومصير ابنى، وفى كل حواراتى التى أجريتها منذ سنة ٢٠٠٦ وحتى الآن كان موقفى واضحا ومحددا من مسألة الإصلاح ونفس الأمر بالنسبة للانتفاضة السورية، وأعرف أن مواقفى ليست من النوع الذى يسعد فريقاً من المعارضة ينادى بالتسليح والتدخل الخارجى، كما أن موقفى يغضب النظام الذى يريد أن نؤيده بلا شروط ولا تفكير، وكأننا ضيوف مؤقتون فى وطننا أو أننا غنم فى مزرعة، فنحن كفنانين تعرضنا لكثير من الضغوط كى نكون مؤيدين للمعارضة بالمطلق دون وعى أو تفكير، واتهمتنا بعض الأقلام بالتخاذل والانتهازية، لأننا لم نفعل ذلك، ونفس الضغط تعرضنا له من جانب النظام، وبشكل شخصى مازلت أقاوم هذه الضغوط، وأتمنى أن أكون دائما مواطنا سوريا يقول كلمته بشرف وصدق، ويقف إلى جانب الحق كما يراه، وأعتبر نفسى معارضا، ولكن ذلك لا يعنى أننى سأعطى صوتى لكل من يرفع العصا فى وجه النظام.

المصري اليوم في

24/03/2012

 

 

أزمة مبكرة تواجه الدراما المصرية:

ترتيب الأسماء يعرقل مسلسلات رمضان

القاهرة - عمر محمد 

رغم عدم الانتهاء من تصوير مسلسلات رمضان المقبل، بل عدم دخول البعض منها مرحلة التصوير حتى الان، فإن المشاكل حول ترتيب الأسماء في تترات المسلسلات بدأت بشكل مبكر عكس كل التوقعات، حيث أكد الكثير من القائمين على تلك الأعمال سواء مخرجين او منتجين ان الموسم القادم سوف يكون الأقوى والأنجح، إلا ان ما يحدث الآن على الساحة الدرامية يهدد إستكمال تصوير تلك المسلسلات، والسبب هو اشتعال الخلافات بين أبطال تلك الأعمال على ترتيب اسمائهم. السطور القادمة ترصد كواليس واسرار هذا الصراع وآراء النجوم حوله.

مسلسل «الصعايدة جبال الصبر» الذي أعلن منتجه محمد فوزي عدم مشاركته في سباق الدراما المقبل بسبب ضخامة العمل واحتياجه لميزانية كبيرة لا يمكن ان توفرها الشركة المنتجة في الوقت الحالي، من اوائل الأعمال الدرامية التي شهدت خلافا حادا بين وفاء عامر وسمية الخشاب حول ترتيب ظهور الأسماء بالتتر مما أدى إلى اعتذار وفاء عن عدم المشاركة في بطولة العمل بسبب رفض المخرج حسني صالح لشرطها بتصدر اسمها تتر العمل على حساب سمية الخشاب،.

الا ان وفاء تنكر ذلك وتقول: «كنت مترددة منذ البداية في المشاركة في هذا العمل بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «كاريوكا» ولكنني قررت قراءة السيناريو عندما طلب مني المؤلف صابر عبد الرحمن الاطلاع عليه، وفي النهاية وجدت انه من الصعب ان اجمع بين مسلسل «كاريوكا» واي عمل اخر، لذلك اتخذت قرار الاعتذار».

«خلاف متكرر»

المسلسل الثاني الذي شهد ايضا مشكلة على وضع الاسماء على التتر هو «في غمضة عين» الذي تدخل به المطربة أنغام عالم التمثيل لأول مرة، وتشاركها في بطولته الفنانة داليا البحيري وذلك بعد اعتذار الفنانة نيللي كريم قبل البدء بالتصوير بأيام قليلة، وعلى الرغم من نفي نيللي لأكثر من مرة ان السبب وراء اعتذارها هو انشغالها بتصوير مسلسل «ذات» فإنه يتردد في كواليس العمل ان السبب الحقيقي هو وجود خلاف بينها وبين أنغام حول ترتيب الأسماء، وهو ما تكرر من جديد لكن هذه المرة بين أنغام وداليا البحيري ليس فقط لان اسم انغام سيكون الاول ولكن لانها تريد ايضا وضعه قبل اسم المسلسل نفسه وبعد ذلك يأتي اسم داليا البحيري.

وعن تلك الخلافات يؤكد منتج العمل الفنان محمد الشقنقيري ان ما يتردد عن خلافات بين بطلتي العمل حول التتر لا اساس له من الصحة واضاف: لم نتحدث عن شكل التتر حتى الان وجميع الفنانين في العمل يركزون فقط في أدوارهم ليظهر العمل بشكل متميز.

«البحث عن حل»

العمل الثالث الذي يشهد خلافات حول ترتيب الاسماء هو الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» الذي تتقاسم بطولته فيفي عبده ونبيلة عبيد وذلك بعد انسحاب سمية الخشاب التي شاركت في بطولة الجزء الاول.

ويتردد في كواليس العمل ان نبيلة عبيد لا تريد التنازل عن حقها في وضع اسمها قبل اسم فيفي عبده بحكم تاريخها الفني الأكبر بكثير من تاريخ فيفي عبده، التي ترى من جانبها ان العمل ارتبط باسمها منذ الجزء الاول عندما قدمت فيه شخصية «كيداهم» التي لا يمكن للعمل ان يكون موجودا من الاساس بدون تلك الشخصية، وبالتالي يحق لها ان يكون اسمها الاول على التتر.

ويسعى مخرج العمل الى ايجاد حل على التتر يرضي النجمتين ويمنع حدوث اي مشاكل منذ البداية.

«بطولة جماعية»

هناك ايضا أكثر من عمل درامي ينتمي إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية يشهد في كواليسه خلافا بين أبطاله حول عملية ترتيب الأسماء وابرزها مسلسل «طرف ثالث» الذي يشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين منهم محمود عبد المغني وعمرو يوسف وامير كرارة وميس حمدان وهنا شيحا وياسمين الرئيس.

وبسبب اقتراب نجومية كل هؤلاء بعضهم من بعض، فإن مشاكل ترتيب الاسماء بدأت بوادرها مبكرا، الا ان مخرج العمل محمد بكير ينفي وجود خلافات بين الابطال، مؤكدا ان جميع الفنانين المشاركين في هذا العمل يفضلون التركيز في التصوير فقط ولم تحدث اي مشكلة حتى الآن، وانه يفكر في معالجة هذا الامر بطريقة ذكية على التتر ترضي كل الفنانين وتعطي كل منهم حقه الادبي.

«بعيدا عن عادل إمام»

ربما يظن البعض ان مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» للنجم عادل إمام من الأعمال التي لا يمكن ان تشهد صراعا حول ترتيب الأسماء على التتر، الا ان هذا ينطبق فقط على اسم النجم الكبير عادل امام، لكن المشكلة ستأتي في الأسماء التالية له، خاصة أن الفنانين الذين يشاركونه بطولة العمل على المستوى الفني نفسه، وجميعهم ينتمون إلى الجيل نفسه حيث يتعاون معه كل من احمد السعدني ومحمد عادل امام ونضال الشافعي وهيثم أحمد زكي.

الا ان مخرج العمل رامي امام أكد ان هذه المشكلة لم تناقش حتى الآن، وهو لا يتوقع حدوثها من الأساس موضحا ان جميع الفنانين سعداء بهذا العمل ولن يفرق معهم ترتيب الأسماء.

القبس الكويتية في

24/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)