حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

وجدت أن مشاركتها في (فرقة ناجي عطاالله) كانت مهمة

نجلاء بدر العراقية: عادل إمام فنان يعي خطورة مهمته

عبدالجبار العتابي

أكدت الفنانة العراقية، نجلاء بدر، أنه على الرغم من ان دورها في مسلسل فرقة ناجي عطالله لم يكن كبيرًا أو مساحته مناسبة لها، لكون الحلقات التي تجري فيها الأحداث في العراق قليلة ولا تتعدى الأربع حلقات فقط، لكنه جاء كتجربة اولى مع الفنانين المصرين على مستوى الدراما التلفزيونية وتجربة تحقق مردودًا رائعًا مع نجم كعادل امام ونجوم اخرين عرب وعراقيين.

بغداد: قالت الفنان العراقية نجلاء بدر، ان اهمية للمشاركة في المسلسل تأتي كونها عراقية حيث ارادت مع غيرها التقليل من ضرر الحوار والافعال التي قد تأتي بنتائج تسيء إلى المجتمع العراقي لو انها اعطيت لممثلين آخرين قد لا يدركون صعوبة الموقف، موضحة في حوارها مع "إيلاف": "لم تات مشاركتنا كممثلين يؤدون ادوارهم وحسب، بل كنا اشبه بالمراقبين والمصححيين لمسار الخطوط الدرامية التي تخص الشأن العراق".

والفنانة نجلاء ممثلة اشتهرت في بغداد كونها نجمة مسرحية كما شاركت في عدد من الاعمال التلفزيونية قبل ان تضطرها الظروف الامنية لمغادرة العراق والاقامة في مصر .

·        من اختارك للعمل في مسلسل فرقة ناجي عطا الله؟

تم اختياري للمشاركة بالعمل من خلال مشاهدة البعض من القائمين على المسلسل للعرض المسرحي الذي قدمته في القاهرة قبل اكثر من اربعة اشهر وهو عرض (كيس نايلون اسود). والذي نال اعجاب اغلب الفنانين المصرين والعرب والعراقين الذين حضروا العرض، بعدها تم الاتصال بي وتمت مقابلة مخرج العمل رامي امام وتمت مشاركتي في العمل .

·        ما الفائدة من عمل مثل هذا؟

ظهوري بالمسلسل بشخصية مساحتها ليست بالكبيرة ولكن فيه تواجد مع فنانين كبار امثال عادل امام وبهجت الجبوري واخرين، اضافة الى كوني امثل حياتي الواقعية لاني اظهر بدور زوجة (عبد الرحمن) والذي مثل دوره زوجي الفنان راسم منصور وام لاربعة اولاد ثلاثة منهم هم اولادي الحقيقيون (نور وعلي وحسن راسم منصور)، وأردنا بهذه المشاركة ان نقلل من ضرر الحوار والافعال التي قد تاتي بنتائج تسيء للمجتمع العراقي لو انها اعطيت لممثلين اخرين قد لا يدركون صعوبة الموقف، ولم تات مشاركتنا كممثلين يؤدون ادوارهم وحسب بل كنا اشبه بالمراقبين والمصححيين لمسار الخطوط الدرامية التي تخص الشأن العراقي، كان كل فنان عراقي اشترك في هذا العمل يبحث عن ابراز الصورة الحقيقية لمجرى الاحداث التي حدثت في العراق.

·        ما الذي اعجبك في الشخصية التي مثلتيها ؟

على الرغم بساطة الشخصية الا انها تعتبر نقطة تحول بالنسبة لي، فنحن كفنانين عراقين لا نملك حضورًا او تواجدًا مهمًا على الساحة العربية او الساحة المصرية، والتواجد بدور حتى وان كان بسيطًا في مسلسل يبث على اهم القنوات العربية وفيه نجوم كبار قد يساهم في ايجاد مساحة مناسبة لنا بالمستقبل في الاعمال العربية، فالممثل العراقي لايقل شأنًا عن الممثل المصري او العربي بل اننا نملك طاقات ابداعية تتفوق كثيرًا على ما هو موجود بالساحة المصرية ولكن الفارق في الانتاج واساليبه وفي الكتابة والاخراج وفي التقنيات، بأختصار نحن لانملك وسائل الصنعة الدرامية مازلنا نحبوا باتجاه التعلم والاستفاده من الاخرين.

·        هل وجدت صعوبة في تجسيد الشخصية؟ ولماذا؟

المشاهد التي اديتها كانت مستحسنة من قبل المخرج والممثلين المشاركين، لاننا كما قلت لم نأت للعمل او المسلسل من فراغ، نحن جئنا من المسرح العراقي المعروف برصانته وابداعه وجئنا من تحت ايادي اساتذه كبار علمونا التمثيل وعلمونا كيف نكون فنانين مميزين، لذالك لم تواجهني صعوبة تذكر في مشاهد العمل، كما ان التعامل مع فنانين كبار من امثال عادل امام وبهجت الجبوري وفنانين يمتلكون وعيًا مميزًا وذائقة مختلفة من امثال باسم قهار وراسم منصور والشباب المصرين النجوم يمنح قدرًا اضافيًا على التألق.

·        كيف وجدت تعامل عادل امام مع الفنان العراقي؟

جمعتني مشاهد مع الفنان عادل امام، كان ممثلًا بكل معنى الكلمة، يعي خطورة مهمته ويقدم لها كل ما يستطيع، فهو متواضع ومتعاون وبسيط، والاهم من هذا يعي قيمة وأهمية ان تتحدث عن العراق، الذي هو رمز الحضارة وهو بلد المبدعين والفنانين والشعراء، هو بلد الموسيقى والرسم، بلد الشعب الذي لايقهر ولن يقهر، كان يعي ذلك واكثر ويتعامل على هذا الاساس لذلك كانت التجربة معهم جميعًا فيها شيء من المتعة، اضافة الى انك عندما تتعامل مع الانتاج المصري الدرامي تحس بالفرق الكبير بينه وبين الانتاج الدرامي العراقي من حيث مستوى الانتاج وبكافة مستوياته، ففي مصر الاعمال يتم صرف مبالغ كبيرة عليها وبالتالي تكون اكثر تنظيمًا واكثر استرخاء من الانتاج العراقي الذي مازال محكومًا بأمزجة اصحاب القنوات ومحكومًا بالمنتجين الآميين الباحثين عن العجلة والسرعة وعدم الاتقان في الانتاج الدرامي العراقي، الفارق كبير وشاسع ويجب ان نعمل جاهدين لتقليله ان اردنا ان نكون بمقدمة الدول التي تسعى الى انتاج دراما مميزة ومحترمة.

·        هل وجدت فروقات في العمل بين الدراما العراقية والمصرية ؟

لازلت مشدودة الى الدراما العراقية ومازلت اتابعها، وعرض علي اكثر من مسلسل ولكن بسبب اما ظروف الكتابه التي فيها افترءات وفيها عدم انصاف كمسلسل (الباب الشرقي) الذي عرض عليّ فيه الدور الرئيسي ورفضنت او بسبب الظروف الانتاجية السيئة التي لا تتناسب مع عطاء الفنان العراقي كما في مسلسل (ضياع في الحفر الباطن) التي عرض عليّ ان أؤدي دورًا فيه، لكن مع هذا كله مازلت متعلقة بالدراما والمسرح العراقي لان احساسي بالانتماء لهما لايمكن ان ينقطع.

·        هل تتابعين الاعمال العراقية، ما رأيك بالمعروض الان؟

اشاهد المعروض على القنوات العراقية واميز بين الجيد والاقل جودة، فهناك اعمال تحتاج الى اعادة قراءة وهناك اعمال يجب ان نقف معها كي نطور من ادوات القائمين عليها.

·        ما الجديد لديك دراميًا ؟

هناك مشروعان الآن اعمل عليهما، الاول على مستوى المسرح وهو عرض مسرحي عراقي مصري يتحدث عما يدور من احداث في الساحة العربية وهو من اخراج الفنان راسم منصور وتمثيل نخبة من الممثلين العراقين والمصرين، وهناك حوارات تدور حول مسلسل تاريخي ستكون لي مشاركة مهمه فيه.

إيلاف في

28/07/2012

 

سخط وغضب يجتاح أبطال الهوامير بسبب أخطاء غير مقصودة

حسن آل قريش 

بعد أن أثار الجدل خلال في السابقة، يتابع مسلسل "هوامير الصحراء" مسيرته مع ذلك، ولكن هذه المرة من خلال إعتراض بعض الممثلين فيه على بعض المغالطات فيه.

الرياض: منذ أن دارت كاميرات مخرجه وأصبح من أكثر الأعمال المثيرة للجدل بكل أجزاءه المختلفة، لكن هذه المرة "هوامير الصحراء" أثار الجدل لكن من نوع آخر.

فبعد استبدال العديد من الأسماء القديمة والإتيان بوجوه جديدة، راقب المشاهدون العمل عن كثب وفور عرضه على الشاشات خلال شهر رمضان، وبدأت الأقلام تثور على المنتج وعلى المشرفين على العمل ككل بسبب العديد من الأمور التي وجدوها منطقية وتستحق الشجب وتوجيه الأسئلة لمعرفة حقيقتها وأسبابها.

بداية هذه المشاكل كانت مع بداية الحلقة الأولى من المسلسل والتي ظهر فيها اسم الفنانة ريم عبدالله قبل اسم الفنان أحمد الصالح، ما أثار حفيظة المشاهدين قبل حتى الفنان أحمد الصالح الذي غضب كثيرًا من مثل هذا الفعل الذي وصفه بالـ"التهميش" الذي لحقه ودوره وحجمه في الوسط الفني وتاريخه الدرامي ككل.

وثارت ثورة المتابعين على موقع التواصل الإجتماعي تويتر والذي اعتبر هذا الفعل مشينًا من القائمين على المسلسل ككل.

ولم يكن الفنان أحمد الصالح هو الوحيد المنزعج مما حدث في التتر وترتيب الأسماء، بل ضم العديد من الفنانين المشاركين في العمل صوتهم إلىصوته ومنهم الفنانة أميرة محمد، والفنان سعيد قريش، وعدد من الفنانين المشاركين في العمل.

وتوالت الإنتقادات المقدمة للمسلسل، ولعل أهمها بعد التتر هو تلويح الفنانة ريم العبدالله عن هوية الشخصيات التي يناقشها العمل والتي تشير إلى شخصيات عامة على الرغم من توقيعها على عقد يفيد بعدم قانونية تصريحها عن أسماء أو أشخاص العمل التي من الممكن أن تثير بلبلة وأقاويل على صعيد الرأي العام وتصل إلى المساءلة القانونية إن لزم الأمر.

ولم تكن هذه الإتهامات بالباطل على الفنانة ريم العبدالله بل هي بنفسها من صرحت بهذا الأمر عن طريق حسابها الخاص على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، حيث صرحت قائلة: "أبدع المؤلف والمنتج في تجسيد شخصيات ذات نفوذ اقتصادي وسياسي شهيرة في (هوامير الصحراء)، ومن يشاهد والد أمل العوضي في المسلسل سيعرف من يكون، وكيف تحول بحسب الرواية من مدرس إلى شخص من كبار رجال الأعمال ومن يقف خلفه ويدعمه، كما أنه هنالك الكثير من الشخصيات الكبيرة والمتنفذة" .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما هو سر قوة ريم عبدالله في كسر كل قواعد وبنود العقد بداية من وضع اسمها على التتر قبل العديد من الفنانين الكبار الذين لهم باع طويل في الدراما الخليجية وصولًاً إلى إعلانها عن ملامح شخصية من شخصيات العمل والإشارة إلى إسقاطتها على الواقع؟

تلك الأسئلة يسألها العديد من المتابعين والنقاد ليعرفوا سبب هذا النزاع الذي شب بين طاقم العمل قبل بدايته، والذي أدى إلى أن الكثير من الفنانين المتضريين مما حدث أعلنوامقاطعتهم للهيئة المنتجة للعمل وعدم الرغبة في العمل مجددًا معهم، فلماذا ضحى هؤلاء بأسماء كبيرة كأحمد الصالح وعلى حساب من؟

وقد صرح القائمون على العمل بأن الخطأ في التتر غير مقصود وتم بعد إرادة المنتج الأمر الذي زاد من استياء الفنان أحمد الصالح والذي لم يقتنع بالسبب إطلاقًا، كذلك نفوا أن يكون تصريح ريم عبدالله مقصودًا على الرغم من عدم قانونية ما فعلته.

إيلاف في

28/07/2012

 

برامج رمضان: تكرار النجوم وبحث عن الفضائح

أحمد عدلي 

فيما بدا أن سخونة البرامج الرمضانية تعتمد على فتح الدفاتر القديمة للفنانين والمشاكل التي مروا بها أخيرًا، تسابقت البرامج المسجلة على استبدال حلقات البرامج وفقًا للخريطة البرامجية للمحطات الأخرى، بسبب تكرار الفنانين وهو ما حدث مع شيرين عبد الوهاب ويسرا.

القاهرة: بعيدًا عن برامج المقالب التي حققت قبولاً لدى الجمهور، وتحديدًا "رامز ثعلب الصحراء" وبرنامج "فيلم هندي مع ساندي"، تبدو البرامج الحوارية مع الفنانين هذا العام مقتصرة على الإثارة فحسب من خلال الحديث عن الخلافات التي مروا بها في حياتهم.

الى جانب الاثارة، تغلب سمة تكرار الضيوف بشكل لافت للنظر، وتغيير الخريطة البرامجية للمحطات الفضائية بما يتناسب مع بروموهات المحطات الاخرى، فعلى سبيل المثال ظهرت يسرا في نفس اليوم مع الإعلامي خالد صلاح في برنامج "الأسئلة السبعة"، ومع الإعلامي عمرو الليثي في "الخطايا السبع".

كذلك الأمر بالنسبة للفنانة شيرين عبد الوهاب، والتي أسرعت الإعلامية لميس الحديدي بإذاعة حلقاتها في أول يوم من برنامج "كرسي في الكلوب" بعد أن أعلنت قناة الحياة أنها ستحل ضيفة في اليوم الثاني من رمضان على شاشتها من خلال برنامج "أنا والعسل" مع نيشان.

وركزت الحوارات بمجملها على خلافات الفنانين والحديث عن ماضيهم وإن تفاوتت ما بين برنامج وآخر، حيث تعتبر خفيفة نسبيا في "التفاحة" الذي تقدمه نيكول سابا على قناة دريم وكذلك "انا والعسل" الذي يقدمه نيشان، وإن كان يحاول أن يوجه للضيوف أسئلة بطريقة لطيفة.

بينما طرحت الإعلامية لميس الحديدي أسئلتها بطريقة أكثر مباشرة في برنامج "كرسي في الكلوب"، وإن كانت غالبية الحلقات لم تأت بجديد، فعلى سبيل المثال، كانت حلقة أمس الأول التي حلت ضيفتها الفنانة رانيا يوسف بمثابة وصلة للدفاع عن نفسها بوجه طليقها الذي ظل يلاحقها واتهمته بوضع المخدرات في سيارتها.

وعلى النقيض من الجرأة في الأسئلة التي تتسم بها قناتي برامج القاهرة والناس وتحديدا في "زمن الأخوان" و"سمر والرجال"، فإن مشاهدة الجمهور المصري لم تعد كما في السابق والدليل على ذلك قلة الإعلانات المصاحبة، وانخفاض نسبة مشاهدة البرامج على اليوتيوب وتحميلها من مواقع الانترنت.

إيلاف في

28/07/2012

 

التحشيش: قاسم مشترك بين المسلسلات الرَّمضانيَّة

عبدالجبار العتابي 

تميّزت اغلب شاشات القنوات الفضائية العراقية في شهر رمضان بتشابه الاسلوب سواء في المسلسلات الدرامية او البرامج، حيث تنتشر الالفاظ الكريهة والاصوات العالية الصاخبة التي تحاول إضحاك المتلقي بحفنة من السخرية والاستهزاء والاساءة يقوم بها حفنة من الممثلين عبر ما يسمى بالتحشيش.

بغداد: فوجئ المشاهد العراقي بالكثير من اللغو الموجود في البرامج والمسلسلات الدرامية العراقية على شاشة شهر رمضان، حيث تندلق على مسامعه ونواظره وتغرقه بطوفان من الكلام الخادش للحياء ومنها اصطلاح يعرف شعبياً بالتحشيش، وكان يعتقد انه تخلى عنها بعد ان لعب عليها كثيرًا في مرحلة ما بعد 2003 وأصبح مادة سمجة كرهها اغلب الناس، ولكن يبدو ان هناك محاولات من القائمين على هذه الشاشات على اضحاك الجمهور فقط بأية طريقة كانت، والتنافس في ما بينهم مستخدمين عددًا من الممثلين الذين عرفوا بهذا النوع من التمثيل الارتجالي الذي يمنحهم فرصة كبيرة لقول كل ما يأتي على لسانهم، وخلق حوارات لا معنى ولا قيم لها .

فالكاتب محمد غازي الأخرس يوضح المصطلح بقوله: الواقع أنَّ المصطلح هذا مصري، على ما أظن، وهو يعني عندنا "التنكيت" أو التهكّم الأسود المبالغ به القائم على ألاعيب اللغة من جناس وطباق وغير ذلك؛ أتذكر في مسرحية "شاهد مشافش حاجه" كيف يقول عمر الحريري لعادل إمام عندما بكى على الراقصة المقتولة ـ محموء عليه؟ فيردّ عادل إمام فورًا ـ محموء المليجي، هذا مجرد مثال من "تحشيشات" المصريين الذين تخصصوا بها حتّى انها باتت عادة "لغوية" عندهم قد تشتت أيّ حوار جاد وتجعله عدميّا تمامًا. وهذا ما نلاحظه في المسلسلات والأفلام، إذ تستخدم الآلية للتهكّم من المقابل وتسفيه الحوار معه وأحيانًا إنهائه بطريقة بلاغية، ولغويًا يحيل المصطلح إلى"الحشيشة" أي المخدرات والمُحشِشْ، أي المشغول بالتحشيش اللغوي الساذج، هو بقرينة المفردة، متعاطي "الحشيشة" نفسه، بمعنى انّ فعالياته مستوحاة من عبارات الغائب عن الوعي أو الثمل، الذي لا يدري شماله من يمينه؛ إذا استمع لمحاوره توهّم في السماع وإذا تحدّث اختلط عنده محور الكناية بمحور الاستعارة حسب أفكار اللسانيين، تقول له ـ مرتاح؟ فيرد ـ يا مفتاح!! تضحك وتقول له ـ الظاهر صرت طينه! فيجيبك بلسان ليس على ما يرام ـ يا رطينه!، أجل، "التحشيش" هو هذا؛ سكرٌ بلا مخدرات وغيابٌ عن الوعي وخطورته تكمن في أنّ ممارسيه يتوهمون متعتهم فيه ولا يتوقفون عن تشغيل عقولهم بحثًا عن المفارقات اللغوية الفارغة حتى يبرزوا بين الأقران، إنه غياب تام للمعنى ولكلّ ما يمت إلى الذكاء بصلة.

واضاف الاخرس: لا أعرف كيف أفسّر ولماذا يشيع في رمضان كلّ سنة، لدرجة أنه بات علامة فارقة من علامات خيبتنا، هذا الكم من السخافة والتهريج وتصنّع الضحك الفطير بحركات تجعل أطفالي فقط يكركرون بينما أنا أصفن بحثًا عن أيّ معنى. أقصد مسلسلات تعرض هنا وهناك وبرامج تريد أن تكون كوميدية لكنها لا تنجح إلّا في جعلنا نشعر بالحزن من تهافت المخرجين والممثلين واستسهالهم وهو انهم على أنفسهم. ممثلون لهم باع في هذا الفن يرقصون ويغنون، يهزجون ويهزّون رقابهم فيبدون أقرب للمهرجين منهم للممثلين، على أن أغرب ما أراه هو الغزو المنهجي للشعراء الشعبيين والمضحكين و(الحشّاشة) لكثير من القنوات، حتى انهم صاروا نجومًا يشار لهم بالبنان. لا يتطلب الأمر سوى المجيء بهم وإجلاسهم في استوديو ومعهم ممثل أو مطرب مشهور ومن ثم تبدأ فصول (التحشيش) التي تعكس جانبًا من ثقافة اجتماعية سيئة، ومن ذلك احتقار الآخرين وتسفيههم والتندّر من العوران والعمصان والمخانيث (المَدَنْ) و(الشراكوة) وأصحاب (العكل) وأحيانًا يخدش الحياء بنكات نحمرّ خجلاً ونحن نسمعها.

وتابع: السؤال الخطير الذي يتبادر الى ذهني الآن هو الآتي: ما معنى كلّ هذا يا ترى؟ هل يعكس أزمة اجتماعية أو ثقافية؟ لماذا ينتعش هذا النمط وينجح بينما يغيب النمط العميق الذي نراه عند السوريين واللبنانيين مثلاً؟ هل انحدر مجتمعنا إلى هاوية السطحية والعدمية وصار ميالاً لثقافة التهريج؟

من جهته يبرر الدكتور مجيد السامرائي، الصحافي ومقدم البرامج الثقافية، الواقع بإشارات وتفسيرات مختلفة بناء على معطيات حياتية آنية، فيقول: الواقع سريالي والتحشيش سريالي اذن النكتة والواقع متطابقان، وان كنت ارى ان لا شيء يستطيع ان يضحك العراقي، التحشيش نوع من التطهير في الدراما، الشعب من فرط الحرارة وفقدان الامل في الغد يهرب الى متنفسات فنتازية، هناك شعراء صعاليك ظهروا في العصور العباسية المتأخرة، وهناك مثلاً الملا عبود الكرخي حشاش ايضًا، المطرب عزيز علي ايضًا ، كل مسرحيات يوسف العاني فيها تحشيش، خذ مونودراما (مجنون يتحدى القدر) فيها تحشيش، رحيم مطشر ورياض الوادي من الشعراء الحشاشين، زمان كان عبد الرحمن المرشدي قبل ان يتوب في طليعة الحشاشين، برنامج (فاصوليا) على قناة الشرقية تحشيش، وإن زاد عن حده، برنامج (العتاك) و(الريس) من هذه الفصيلة، الواقع سريالي، انا اعتقد ان المناخ الان شرس جدًا لحث عقول الناس.

واضاف: انا اؤيد التحشيش، فالعراقيون هم اهل نكتة، والدليل أن زميلا لي ينوي عمل بحث في هذا الصدد لنيل الدكتوراه، حول ان جحا عراقي من قبيلة فزارة من الكوفة، اي اننا اسبق منهم في التحشيش، انا اجد ان التحشيش مفيد، مثل نكات الحرب، كان هناك اغنية مطلعها (ماكو استريح ...كل الشعب استعد)، العراقيون الان في حرب مع الطبيعة، بلد ضاري المناخ اكلت الحروب رجاله ونخيله وزروعه وضروعه، لم تبق غير الشمس التي يتمناها السويديون ونحن نكرهها، اذن انا ارى التحشيش ضرورة لولاه لمتنا كمدًا، كلنا حشاشون انت وانا والناس اجمعين، ولا عجب ان تظهر برامجنا ومسلسلاتنا مليئة بالتحشيش.

اما الفنان فلاح ابراهيم فاعتذر اولا عن التعليق وإبداء رأيه لأن قلبه (متورم)، الا أنه قال: لا أريد أن أتحدث عما اراه على شاشة رمضان هذه السنة فهو يحزنني، ولا يمكن ان اطلق عليه صفة غير (سخافة)، هذا افلاس، وبصراحة انه لا يستحق ان اقول عنه اكثر من هذه الكلمة، لان ما يقدم يدعو للتفاهة، وانه شيء مؤسف ان ننحدر كل هذا الانحدار في السفاهة والبذاءة والضحك على الذقون، انه امر غير مسل بل محبط، ان تتحول اغلب شاشاتها الى لغو ساذج وضحك سمج.

اما الفنان اسعد مشاي فكان يمزج الحزن بالغضب، فقال: اي تحشيش هذا؟ لا تحشيش ولا هم يفرحون، وحتى انهم لا يعرفون معنى مفهوم تحشيش، على أساس انها افكار كوميدية وهي ليست كوميدية، هذه المفردات مجرد كذبات يطلقونها ويصدقونها، ثم صار اكثر من ست سنوات والبرامج الكوميدية ليس فيها شيء جديد على صعيد النص، ما يقدم بلا نص تحت شعار الارتجال وهذا اكبر غلط، والمفروض ان يكون هناك منطق، وهذه القفشات نفسها يكررونها بشكل مستمر في كل القنوات بدليل عدم وجود شيء مبهر، وهذا الرأي انا اقوله كمتلقٍ عادي ولا تحسبني نخبويًا، فمن حقي كمواطن ان ارى ما هو مميز ولكن لا وجود لذلك في الأعمال، انا لا افهم معنى اللطم والضرب والغلط والقفز والصخب، هذا تحشيش مزعج، والظاهر ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل (مثل خلالات العبد)، المفردات والقفشات نفسها يعملونها بالصراخ والصياح ولا يوجد اي تجديد، والذي نشاهده في المسلسلات التي يقال عنها كوميدية نشاهده في البرامج، وكلها لغو فارغ ومعناه هناك تردٍ بالذوق العام.

واضاف: مؤسف ان تكون هذه برامجنا ومسلسلاتنا الكوميدية مستنسخة ومشابهة ولا تخدم أحدًا، وهي جزء من تشكيلات الدراما والبرامج ولا تقنع احدًا، وخطورة هذه وصلت الى الاطفال الذين بدأوا يحفظون هذه المفردات والقفشات ويتلفظون بها، وهي الفاظ صعبة جدًا ومفردات تخدش الحياء، فهي تؤثر في السامع وتنعكس من خلال المفردات المستعملة في الأحاديث، مثل (خل يولن) ومثل (احجيلي نظيف) حالها حال الاغاني التي كلها شتائم وكلام بذيء، هذه المسلسلات والبرامج الارتجالية تؤكد الاسفاف الواضع والفراغ الفكري والثقافي، والغريب ان هؤلاء نراهم في حياتنا الفنية بشكل يومي ومحسوبون على اهل الفن للاسف الشديد.

اما الصحافي والناقد الفني سامر المشعل في جريدة (الصباح) فقال: اخذت تتسع مساحة التحشيش في البرامج والاعمال الدرامية العراقية في الاوان الاخير، حتى اصبحت ظاهرة لافتة للنظر وتثير الكثير من الجدل، وعلى الرغم من الحاجة النفسية للعراقيين في الترفيه عن النفس باعمال تتسم بالكوميديا والنكتة كمعادل موضوعي للحزن القاتم والكآبة التي يفرزها الصراع السياسي والارهاب الذي يصرّ على زرع الحزن والسواد في العراق، الا ان ظاهرة التحشيش بشكلها المبثوث من على شاشات القنوات العراقية، الكثير منها يقع في خانة السلبية ونقل فجاجة الشارع وتصديرها على نحو أميّ سافر الى العوائل العراقية بخط يؤدي الى انحراف للذوق العام نحو الهاوية لان القائمين على هذه البرامج هم اناس اميون لا يمتلكون الوعي الكافي لتقديم كوميديا نظيفة.

إيلاف في

28/07/2012

 

"لعبة المرأة رجل" نافذة على الحياة السريَّة لأصحاب النفوذ في السعوديَّة

مراد النتشه 

يفتح مسلسل "لعبة المرأة رجل" نافذة على الغرف المغلقة والليالي الحمراء التي يعيشها بعض أصحاب الأموال والنفوذ في الخليج.

دبي: يلقي المسلسل الدرامي السعودي "لعبة المرأة رجل" الذي تقوم ببطولته الممثلة ميساء مغربي الى جانب نجوم من الدراما الخليجية والعربية، الضوء على الليالي الحمراء التي يعيشها بعض أصحاب الأموال والنفوذ في الخليج، والتي يظهرها المخرج إياد الخزوز من خلال مشاهد تعتبر جريئة بالنسبة إلى الدراما السعودية، في الغرف الخاصة البعيدة عن الأعين، ويتضمنها سيناريو العمل الدرامي المأخوذ عن رواية "لعبة المرأة رجل" للكاتبة السعودية سارة العليوي.

تعرض المشاهد في الحلقات المقبلة رجل الأعمال الثري وصاحب الجاه الكبير، الذي يقوم بدوره الممثل الكويتي إبراهيم الحربي، وهو بصحبة إحدى زوجاته بالسر من نوعية (زواجات المتعة أو المسيار) والتي يسافر معها الى أوروبا في جولة سياحية ترفيهية، وتقوم بأداء دورها الفنانة اللبنانية ليلى إسكندر، وهي مطربة يتعرف إليها في إحدى حفلات الزفاف في السعودية، ويتزوجها من أجل المتعة، وتقدم ليلى مشاهد ورقصات جريئة في علاقتها مع الثري السعودي الخليجي، الذي يقدم لها الهدايا مقابل المتعة، لتشكل هذه النوعية من العلاقات مأزقاً كون هذه الزيجات لا تدوم طويلاً ويكون هدفها الإستمتاع الموقت، الى جانب أنه يظهر العلاقات والزيجات الحاصلة في الخفاء بين أثرياء الخليج وبعض الفنانات العربيات.

هذا وتعرض "إيلاف" بعضاً من هذه المشاهد التي لم تعرض بعد، وحصلنا عليها من مصادر أكدت أنها ستعرض ضمن الحلقات القادمة من المسلسل، وأنها لم تتعرض للحذف من قبل دائرة الرقابة في تلفزيون أبوظبي الأولى، الذي يعرض المسلسل بشكل حصري ضمن باقته الرمضانية هذا العام، والذي يعول عليه الكثير لزيادة نسبة المشاهدة في هذا المعترك الرمضاني السنوي بين الفضائيات الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام.

من جهتها كانت الممثلة اللبنانية ليلى إسكندر، قد رفضت في عدد من اللقاءات التي سبقت عرض المسلسل ذكر تفاصيل دورها فيه، حرصاً على عنصر المفاجأة وتحقيقها للمشاهد عند عرض المسلسل في رمضان، ولكنها أشارت إلى أن دورها، هو تجسيد لشخصية مهمة ومحورية، وتحمل الكثير من التقاطعات الدرامية المشوقة.

هذا وألقت الحلقات الأولى من مسلسل "لعبة المرأة رجل"، الضوء على مجموعة من القضايا الاجتماعية التي تدور في عمق المجتمع السعودي والعربي، حيث يتناول قضية ازدواجية المعايير "وهي من الأمراض الاجتماعية" التي يمكن تلمسها في كل مكان نعيش فيه، ويبين الحياة المزدوجة التي يعيشها الرجال داخل وخارج البيت، منطلقاً من الأحداث التي تدور حول "ريم" وهي فتاة متعلقة بأخيها الوحيد "نايف"، والذي يكون مركز اهتمام أفراد العائلة التي تتطلع دائماً إلى وجوده إلى جانبها، فيكون ذلك سبباً لانبعاث الغيرة في نفسها، فتبدأ بمحاولة إفشال كل نجاحات أخيها على الصعيدين الشخصي والعملي، ما يضع العائلة في مواقف صعبة، ستظهرها الحلقات القادمة.

هذا وكانت إدارة قناة أبو ظبي قد قررت عرض المسلسل والحلقات الخمس الأولى منه تباعاً ومن دون فواصل، بناءً على طلب الجمهور من خلال المواقع الإجتماعية، وتم يوم الأربعاء الماضي بعد الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل.

إيلاف في

28/07/2012

 

تامر هجرس: بيني وبين يسرا كيمياء يحبها الجمهور

القاهرة - «الحياة» 

تمرد خلال الفترة الماضية على قالب الفتى الأرستقراطي، وكان تمرده بمثابة تميمة حظه التي كشفت عن خبايا موهبته في التمثيل. بدأ حياته كموديل في عروض الأزياء، ثم فتحت أمامه أبواب الفن، فقدم مجموعة من الأدوار مع النجمة يسرا، ويشاركها هذا العام في مسلسل «شربات لوز» الذي تعرضه «قناة أبوظبي الأولى» في رمضان. إنه الممثل المصري تامر هجرس الذي يقول لـ «الحياة» إن المخرج خالد مرعي والمؤلف تامر حبيب رشحاه للدور، وأيدتهما يسرا.

ويوضح أنه يجسد دور شقيق «حكيم» الذي يلعب دوره الفنان سمير غانم، ويضيف: «هذه الشخصية زاخرة بالطيبة والشر في الوقت ذاته، وتقف بالمرصاد أمام يسرا التي تتزوج من شقيقه صاحب المؤسسة العريقة في عالم الأزياء، ويحاول بكثير من الدهاء التصدي لها وتحطيمها، كونها تنتمي إلى بيئة شعبية، فيتعامل مع عائلة «حكيم» بمنطق الاستقواء وفرض السيطرة.

ويشير إلى أن مجموعة أسباب دفعته لقبول الدور. «أولاً الدور جديد عليّ، فضلاً عن أن العمل مع نجوم كبار بحجم يسرا وسمير غانم تجربة فريدة ومغرية، إلى جانب عدد كبير من أفضل الممثلين، كما أحرص دائماً على الدور الجيد والمتميز مهما كان الإطار الذي يقدم من خلاله، بخاصة أنه فرصة لأي ممثل كي يظهر قدراته الخاصة. يضاف إلى ذلك أنه بطولة جماعية، ويقدّم كل شخصية في شكل متميّز».

ماذا عن المعايير التي يضعها عند اختيار أدواره؟

يجيب: «أهم شيء السيناريو الجيد الذي يمكنني من التحرك وتقمص الشخصية بمرونة، وبناءً عليه أوافق على العمل، سواء كان كوميدياً أو تراجيدياً أو تشويقياً».

وعما سيضيفه الدور والعمل ككل لمسيرته الفنية، يقول هجرس:

«أعتقد بأن هذا الدور سيكون نقلة وإضافة كبيرة في مسيرتي وهو تحد لي، لأنني أقدم دوراً مختلفاً عما سبق وقدمت، فالمسلسل يحكي عن عدد من العلاقات الاجتماعية بين مجموعتين، ويتطرق إلى الحب والزواج والطلاق، كما أنه يدور في إطار اجتماعي كوميدي، ويوضح علاقات الناس ببعض والتعامل بين طبقات المجتمع المصري من خلال «شربات» التي تقطن في منطقة شعبية ومطلقة وتعمل خياطة، وتتعرض للكثير من المشكلات التي تحاول حلها».

وعن سر تكرار تعاونه مع يسرا، يقول: يسرا مهمة جداً في حياتي، إذ مررت بمراحل كثيرة معها، وأفضل العمل إلى جانبها لأنها واضحة ومريحة، كما أود أن اكرر التجربة طيلة الوقت، فأنا أعشقها جداً وتربطنا كيمياء مشتركة تظهر على الشاشة ويحبها الناس، ما يؤدي إلى نجاح العمل الفني، علماً أنني شاركتها في مسلسل «لحظات حرجة» وفيلمي «ما تيجي نرقص» و «خاص جداً».

ورداً على سؤال حول إمكان مشاركته في الدراما الخليجية، يقول: «أولاً أنا ضد تصنيف الأعمال الدرامية، فكلها أعمال عربية، وأرحب جداً بالمشاركة في الدراما الخليجية، وعموماً أرحب بالعمل الجيد الذي يحمل عناصر النجاح من سيناريو جيد وإخراج وإنتاج».

هل يقبل تامر هجرس احتكاره فنياً؟

«أقبل، بشرط أن أكون واثقاً من الشركة التي أتعامل معها، وفي الوقت ذاته لا أريد فيلماً لي وحدي، بل أتمنى تقديم عمل مع كريم عبد العزيز وأحمد السقا».

وعن رأيه في عرض المسلسل على قناة حصرية، وتحديداً «قناة أبوظبي»، يقول: «لا أحبذ أن تعرض أعمالي حصرياً، حتى يتمكن عدد كبير من الجمهور من مشاهدتها على أكثر من محطة، لكن منتج العمل من حقه أن يعرض على أي قناة تدفع له مقابلاً مادياً مجزياً، وهذا الأمر يخص التسويق والإنتاج بالدرجة الأولى ولا دخل للفنان فيه.

أما عن عرض «شربات لوز» على «قناة أبوظبي»، فأعتقد بأن المحطة تتمتع بنسبة مشاهدة عالية، ومهتمة بكل ما يعرض عليها، وتتمتع بسمعة طيبة، وتتسم بالاحتراف والاتزان في عرض أعمالها، وسبق أن تعاملت معها من قبل، ويسعدني أن يعرض مسلسلي عليها حتى أطل على جمهوري العربي والخليجي من خلال شاشتها».

الحياة اللندنية في

28/07/2012

 

كرّ وفرّ

أمينة خيري 

عشرات القنوات التلفزيونية العربية تتصارع للتعريف بمئات المسلسلات الرمضانية في محاولة لجذب ملايين من المشاهدين المشتتين أصلاً، ليس فقط تحت وطأة الهجمة الإعلانية الشرسة التي تطاردهم، ولكن لتعرضهم لحروب نفسية شرسة تنتقص من متعة المشاهدة.

جرى العرف في كل رمضان أن يطل خبراء الطب النفسي وأساتذة الاجتماع وخبراء الدين وعلومه للتحذير من مغبة الاستسلام لتخمتين: تخمة الإفراط في الأكل، والإفراط في المشاهدة. وبعد عقود من الحديث في هذا الشهر الكريم عن أهمية العمل قبل الإفطار والتواصل الأسري، والتفرغ للعبادات قدر المستطاع، تحولت دفة الحديث هذا العام إلى منحنيات أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها خطرة. فبين داعية يؤكد أن متابعة المسلسلات حرام، وآخر يجزم بأن مجرد المرور عليها أثناء نهار رمضان يفسد الصوم ويوجب الكفارة، وثالث أكثر وسطية يقترح تأجيل بث الوجبة الدرامية الرمضانية إلى ما بعد انتهاء الشهر الكريم، وجد المشاهد نفسه واقعاً بين شقّي رحى. فهو من جهة يجد نفسه منجذباً إلى مسلسلين أو ثلاثة، ومتابعاً لبرنامجين أو ثلاثة. ومن جهة أخرى، لا يداهمه شعور بتأنيب الضمير وبأنه يقوم بعمل غير أخلاقي لأنه يشاهد هذه الأعمال ويهدر الوقت.

لكن طوق النجاة جاهز للعمل بكامل طاقته هذا العام. فقد تفتقت أذهان القائمين على أمر الشبكة العنكبوتية عن فكرة مذهلة غربية المنشأ عربية الهوى. إنها «يوتيوب رمضان» المخصصة لإنقاذ من فاتتهم حلقة هنا أو أرادوا الاستزادة في الإفادة بحلقة هناك. ما يزيد على 50 مسلسلاً رمضانياً للمشاهدة. المدير التنفيذي لـ «غوغل» آري كسيسوغلو يقول إن هذا المشروع المبتكر هو الأول من نوعه. وهو محق في ذلك، فلن يجد أمة تتكالب على وجبتها الدرامية كما يفعل العرب، وليست هناك وسيلة قادرة على تأجيل الشعور بالذنب لإغفال العبادات أو تأجيل العمل أكثر من «يوتيوب» حيث متعة المشاهدة وقتما يحدد المشاهد. ليس هذا فقط، بل إنها ستكون مشاهدة منزوعة المنغصات الخارجية من زوجة ثرثارة تصر على الحديث أثناء الحلقة أو ابن مزعج يطالب بحقه في قناة افلام الكرتون أو حماة مستبدة ترى ان المسلسل الآخر أفضل بكثير. كما أنها تضمن مشاهدة خالية من الاستقطاب الفضائي الحاد حيث تتخلل المسلسل الواحد عشرات التنويهات إلى أن قناة كذا هي الأفضل وأن مذيعي برامج قناة كذا هم الأشطر. إلا أن يوتيوب رمضان – حال انتشارها وذيوع شعبيتها – ستكون حتماً الهدف التالي للكوكبة الكلاسيكية من الخبراء والمحللين العلماء التي تحذر من مغبتها وترفع راية الخطر من الاستغراق فيها.

يبدو أن عمليات الكر والفر بين محرض على المشاهدة ومحذر من الإفراط ومحرم للاثنين معاً باتت سمة رمضانية أصيلة بـ «يوتيوب» أو من دونها.

الحياة اللندنية في

28/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)