لم يكن الأمر يحتاج إلي انتظار النتيجة حتي نتأكد ونؤمن أننا بصدد
كارثة وأن خطة اتحاد الإذاعة والتليفزيون في شراء كم خرافي من المسلسلات
الدرامية "مايزيد علي اربعين مسلسلا" عرضت في رمضان الماضي بغرض قفل الباب
علي اي قناة أخري والفوز باكبر نسبة من الإعلانات، هو قرار خاطئ وعشوائي
يدل علي عقلية تخريبية غير مدربة، وتفتقر للرؤية الصحيحة، خاصة أن معظم
المسلسلات التي اشتراها الاتحاد بما يزيد علي نصف مليار جنيه، كانت شديدة
الرداءة والسطحية وفقيرة الحس الفني،وتقترب من الفضيحة الكاملة.
اعتراف أسامة
أخيرا اعترف أسامة الشيخ "رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون"في حوار
لصفحة الإذاعة والتليفزيون نشر بجريدة الأخبار يوم الجمعة الماضي، أن عائد
الإعلانات في شهر رمضان، جاء مخيبا للآمال ولا يتناسب مع ما تم صرفه في
شراء المسلسلات! وعليه فسوف يتم تقليص عدد المسلسلات التي يشتريها الاتحاد
لرمضان المقبل، ولن يتم مشاركة اي منتج خاص يبالغ في سعر البيع،تحت بند أنه
يتعامل مع كبار النجوم الذين رفعوا أجورهم الي أرقام فلكية حتي بدأنا نسمع
عن ممثل يتباهي بأنه يحصل علي عشرين مليون وآخر ثلاثين حتي قيل إن تامر
حسني طلب أربعين مليون ووجد استجابة من إحدي شركات الإنتاج! وما أعلنه وكشف
عنه رئيس الاتحاد لم يكن في حاجة لانتظار النتائج، فالحكاية كانت واضحة
وضوح قرص الشمس،في نهار أغسطس !والطريف أنه بمجرد أن اطلق الشيخ تصريحه،حتي
قام الكورس بترديد كلمات الثناء والمديح لهذا القرار الميمون، رغم أن هذا
"الكورس"- من يقوم بترديد أجزاء من اغنية خلف المطرب- هو سبب البلاء وأحد
أهم مبررات الخراب الذي لحق بالدراما المصرية، وعندك مثلا السيدة راوية
بياض التي تعاملت مع شركات إنتاج خاصة بعينها
ورفعت سعر الساعة الانتاجية إلي عشرة اضعاف وفتحت باب المشاركة علي مصراعيه
لصالح الانتاج السوري، الذي لا يعاني مشاكل التمويل أساسا حيث تقوم محطات
خليجية بتدعيمه، والصرف عليه بسخاء شديد، وجاء حماس وتأييد وتشجيع راوية
بياض لشركات إنتاج تحظي برعايتها وتنعم ببركتها،مقابل تفطيس وقتل وإجهاض
الإنتاج المباشر الذي كان يتم بميزانيات بسيطة ومعقولة ومقبولة،ولكن كانت
نتائجها الفنية جيدة ومبشرة، أما صوت شركة صوت القاهرة فقد تم اضطهادها
نتيجة سوء مستوي ما تقدمه من إنتاج مباشر، وهذا نظرا للشح الشديد والتقطير
في ميزانيات المسلسلات التي تنتجها الشركة، حتي قرر أسامة الشيخ وقف
الانتاج نهائيا، بدلا من معالجة الأمر والبحث في أسباب سوء المستوي،وإبعاد
العناصر التي تسببت في هذا السوء،اما مدينة الانتاج فقد تفانت في تقديم
مسلسلات رديئة المستوي رغم ميزانيتها المرتفعة، حتي ان يوسف عثمان
كان يباهي بأن مسلسل "أكتوبر الآخر "إخراج اسماعيل عبد الحافظ
تكلف أربعين مليون جنيه! وكان رأي أعضاء لجنة المشاهدة التي تابعت حلقات
المسلسل لتضع تقريرا عن مستواه الفني،أنه يقترب من الفضيحة الفنية ويعتبر
تبديدا متعمدا للمال العام، والمسلسل من بطولة فاروق الفيشاوي وبوسي ويوسف
شعبان!
خناقات الضراير
الكارثة قادمة لا محالة، وما نسمعه ونتابعه من استعدادات لرمضان
المقبل لاتبشر بخيرمطلقا، خاصة ان أحد المنتجين يبدي لنا سعادته وانتصاره
بعد تعاقده علي مسلسل من بطولة فيفي عبده وسمية الخشاب، أما الموضوع الذي
كتبه أحمد ابو زيد فهو يدور حول خناقات الضراير! وتسمع من منتج آخر ان ربنا
وفقه واتفق علي عمل مسلسل عن قصة فيلم "شباب امرأة"، وآخر عن قصة حياة تحية
كاريوكا، وشادية، وفيلم "سمارة"، ده غير طبعا مسلسل "الشحرورة"، ونجيب
الريحاني وبديعة مصابني! حالة من الهجص الفظيع لا يمكن أن تكون بعيدة عن
مؤامرة لإفساد ماتبقي من أذواق الناس، تخمة فنية من التفاهات والتقليد
الأعمي! في هذا الجو الملبد بالقرارات العشوائية، تركنا لبعض المنتجين
والموزعين مهمة توجيه الدراما المصرية، والدخول بها إلي نفق مظلم،بينما وقف
اتحاد الإذاعة والتليفزيون يتفرج، وليته اكتفي فقط بالفرجة ولكنه ساهم في
إنتاج هذا الغث من الاعمال ودفع فيها مئات الملايين،بحيث لم
نخرج من الموسم الماضي إلا بعدد قليل جدا من المسلسلات المحترمة التي لا
يزيد عددها علي أصابع اليد الواحدة، والغريب أنها لم تكن من بطولة أي من
النجوم الذين يحصلون علي أرقام فلكية، مثل الحارة، وأهل كايرو، وقصة حب!!
شلل كامل
ومقولة ان التاريخ يعيد نفسه لم تأت عبثا أو من فراغ لأن التاريخ يعيد
نفسه فعلا، ولأننا في حالة إصرار غريب علي أن نبقي في غفلة، فإننا نتناسي
عمدا ما حدث في الماضي القريب، بعد أن أصيبت السينما المصرية،بحالة شلل
كامل، لأن منتجي السينما سلموا ذقونهم للموزع اللبناني، أو الخليجي، وقام
هذا وذاك بفرض اذواقهم ووجهات نظرهم علي ما تقدمه السينما المصرية من
موضوعات ونجوم، وهو الامر الذي جعل حفنة قليلة من الممثلين يحتكرون سوق
السينما لأكثر من ربع قرن، حتي شاخوا وشاخت معهم الموضوعات المطروحة وانصرف
الناس عن الذهاب للسينما تماما، حتي حدثت صدفة بحتة، أدت إلي أن يحقق فيلم
إسماعيلية رايح جاي، إيرادات زادت علي العشرين مليون جنيه رغم فقر مستواه
الفني، واستيقظ صناع السينما علي حقيقة، أن الفيلم المصري يمكن ان يحقق
ايرادات ضخمة من العرض الداخلي فقط،إذا زادت عدد النسخ، وتم علاج عيوب
الصوت والصورة،وبدأت صحوة جديدة مدعمة بحفنة من النجوم الجدد،سيطروا علي
البطولات السينمائية طوال العشر سنوات الأخيرة، وعادت ريمة لعادتها
القديمة، فلم يفكر أي من منتجي السينما ان استقرار الأوضاع علي عدد قليل من
النجوم والمخرجين وكتاب السيناريو كفيل بقتل الإبداع وإجهاض الأفكار
الجديدة والطموح الفني وعادت السينما الي حالة قريبة من الشلل، فلجأ نجومها
الي التليفزيون طمعا في الاجور الضخمة التي تمنحها شركات الإنتاج، ويعود
للموزع اللبناني سيطرته علي الفن المصري،من خلال اسم شخص لبناني كان والده
رحمه الله يعمل في مجال التوزيع السينمائي، وكان أحد أسباب انهيار السينما
المصرية في سنوات السبعينات والثمانينات!
حكاية معقدة
جمعني لقاء مع الموزع اللبناني في وجود مخرج تليفزيوني وكاتب سيناريو
ومنتج مسلسلات ورث المهنة عن والده، وحدث الآتي، سأل الموزع اللبناني كاتب
السيناريو الذي جاء للشركة ومعه حلقات من مسلسله وملخص للفكرة، وتصور أن
المنتج ربما يقرأ الملخص أو يعهد الي لجنة لقراءة الحلقات، قبل أن يقرر إن
كان سوف يقبل المسلسل او يرفضه، ولكن هذا لم يحدث ،حيث ترك المنتج الشاب
للموزع اللبناني حق الكلام والمناقشة، وتوجه الي السيناريست الشاب وسأله عن
مضمون المسلسل وقبل ان ينطق السيناريست الشاب نطلب منه الموزع اللبناني أن
يوجز الحكاية في كلمات قليلة، ولما أكد له السيناريست أن الإيجاز لن يوضح
قيمة العمل اصر الموزع اللبناني فقال السيناريست كلمات بسيطة هي الاختصار
الموجز للفكرة، كأن تلخص مثلا قصة سيدنا يوسف بأنها تدور حول واحد تاه من
أهله في الصغر، ثم عاد والتقي بهم بعد ان وصل لسن الشباب!! ودون ان يعلق
الموزع اللبناني علي القصة أو مضمونها سأل المخرج عن الاسماء المقترحة
للبطولة، فعرض عليه اسم ممثلة قديرة، ومعها سبع من النجوم الشباب، ولكن
الموزع اللبناني سخر من اسم الممثلة وقال إنها لا تساوي شيئا، ولما حاول
المخرج ان يطرح أسماء أخري وجد من الموزع نفس الاستهانة، وهنا تدخل
السيناريست وحاول أن يؤكد مسلسله يقوم علي البطولة الجماعية وأنه يعتمد علي
الموضوع أجابه الموزع اللبناني بأنه لا يهتم بموضوعات المسلسلات التي
يوزعها ولكن باسماء النجوم فقط، وحاول السيناريست ان يطرح نماذج لمسلسلات
نجحت وكسرت الدينا، ولم تكن تضم نجوما بالمعني المفهوم ولكن ممثلين مناسبين
لأدوارهم، مثل "الحارة" و"أهل كايرو"، سخر الموزع من تلك الأعمال وراح يؤكد
انها لم تبع للقنوات الفضائية،ولم تعوض ما تم صرفه عليها، وكانت الصورة
مزرية ومحرجة ومؤسفة ومحبطة للغاية، وأدركت أنه لا فائدة من أي محاولات
إصلاح طالما كان المتحكم الوحيد فيما نقدمه من أعمال درامية شخص مثل هذا
الموزع اللبناني، ولابد وان نتساءل أين دور القطاع الاقتصادي بالتليفزيون
المصري المنوط به توزيع مسلسلاتنا؟ ولماذا تخلي عن دوره وترك الأمر في أيدي
الموزعين العرب؟ الحكاية كبيرة ومعقدة وتحتاج الي فتح ملفات كثيرة لنعرف من
هم المتسببون في هذا الخراب ولصالح من يعملون؟ ولماذا تركناهم ينفردون
بالقرار وهم غير مؤهلين لذلك ؟أسئلة كثيرة في حاجة إلي إجابة صريحة وواضحة!!
جريدة القاهرة في
02/11/2010
هالة سرحان من المنفى: «بحبّك موت» يا مصر
محمد عبد الرحمن
في إطلالتها الإعلامية الأولى بعد غياب طويل، لم تتكلّم الإعلامية
المصرية عن سبب إبعادها عن مصر، ولا عن الجهات التي تقف خلف القرار
عكس كل التوقعات التي سبقت إطلالة هالة سرحان على شاشة «روتانا
سينما»، لم توجّه الإعلامية المصرية أيّ رسائل مباشرة أو حتى غير مباشرة
إلى الجهات التي تمنعها من العودة إلى مصر. بل اكتفت في إطلالتها الإعلامية
الأولى بعد غياب طويل، بتوجيه الرسالة إلى مصر نفسها، مؤكدة أنها تشتاق إلى
وطنها بشدة.
وربما لهذا السبب، لم يحظَ اللقاء الذي بُث يومي الأربعاء والخميس
الماضيين باهتمام إعلامي. إذ أطلّت سرحان باعتبارها مديرة شركة «روتانا
ستوديوز» التي تتولى مسؤولية إنتاج الأفلام داخل مجموعة «روتانا».
اللقاء الذي أجراه مصطفى عمّار استمر قرابة ساعة، وبُثّ خلال يومين
متتاليين في نشرة أخبار «روتانا» الفنية على قناة «روتانا سينما». وهي
القناة التي أسستها سرحان قبل خمس سنوات. وبدت الإعلامية المصرية في اللقاء
متمكنة من منصبها الجديد، ومتابعةً بدقة لما يجري في السينما المصرية
والعربية من مقر إقامتها الحالي في دبي، بعدما قضت فترة الأزمة الأولى في
الولايات المتحدة.
مع ذلك، لم تحمل تصريحات سرحان أي سخونة. تكلمت عن الظروف الصعبة التي
تعيشها «روتانا»، وهي معلومات متوافرة للجميع منذ أشهر. ولم تتردّد في
مطالبة المسؤولين عن السينما المصرية بالحد من العقبات التي تواجه شركات
الإنتاج. كما ناشدت النجوم خفض أجورهم حتى تستعيد عجلة الإنتاج السينمائي
سرعتها السابقة، وقد كان لـ«روتانا» دور كبير في زيادتها قبل الأزمة
المالية العالمية. إذ كانت تشارك في إنتاج أكثر من 50 في المئة مما قدمته
السينما المصرية خلال السنوات الثلاث التي سبقت عام 2009. كما أكدت أن
التنسيق متواصل بين قطاعات شركة «روتانا».
بات الجميع متأكداً أنّ إبعادها عن مصر ذو خلفيات شخصية
ورداً على كل الاتهامات، أشارت إلى أن الشركة السعودية لا تمنع عرض
أفلامها على شبكة التلفزيون المصري، لكن الأولوية تظل لـ «روتانا سينما».
هكذا استمر الحوار على مدى حلقتين من دون أن تجيب سرحان عن أي سؤال بشأن
احتمال عودتها إلى القاهرة. كذلك لم تُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى
الأطراف التي كانت وراء إبعادها عن بلدها بعد الحلقة الشهيرة عن فتيات
الليل. إذ بات الجميع متأكداً أنّ خلفيات هذه الأزمة شخصية. ويقول بعضهم إن
صحافيين مهمين واجهوا أزمات عدة مثل عمرو أديب، وحمدي قنديل، وإبراهيم
عيسى، من دون أن يُبعَدوا عن مصر. وفي انتظار أن تتّضح تفاصيل القضية، يبدو
أن هالة سرحان غير مستعدة للكلام عن الموضوع، كما أن من أبعدها لم يتّخذ
بعد قرار إعادتها.
من جهة ثانية، كان لافتاً تشديد شرحان في حديثها على أهمية «مهرجان
أبو ظبي السينمائي الدولي» الذي شاركت بنشاط كبير في فعالياته. وكانت
الإعلامية المصرية قد جذبت الأنظار في هذا المهرجان بالحقيبة التي ارتدتها
في الكواليس، وقد كُتبت على الحقيبة عبارة «بحبّك وحشتيني». وفسّرت سرحان
ذلك بالقول إنها تحب بشدة أغنية حسين الجسمي الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه.
وغنت في المقابلة جزءاً من الأغنية الذي يقول «ده وانتي مطلّعة عيني...
بحبك موت»، في تأكيد جديد على اشتياقها إلى مصر رغم إبعادها المريب عنها
منذ شهر شباط (فبراير) من عام 2007.
الأخبار اللبنانية في
02/11/2010
تحيّة كاريوكا وشادية... سيرتهما الذاتيّة بين التشويه
وتخليد الذكرى
بيروت - غنوة دريان
تتصدر تحية كاريوكا وشادية دراما رمضان 2011 ويعودان بنا إلى زمن الفن
الجميل، زمن البطولات والنجومية الحقة والتاريخ المجيد. فبعدما بات مؤكداً
أن
النجمة وفاء عامر ستجسّد شخصية تحية كاريوكا ساحبةً البساط من
تحت قدمَي كلّ من
فيفي عبده ونادية الجندي، لم يستقرّ الاختيار حتى اليوم على الممثلة التي
ستجسّد
شخصية شادية، علماً أن النجمة دلال عبد العزيز وابنتها دنيا سمير غانم
مرشّحتان
لأداء دور شادية في شبابها وكهولتها.
تزخر سيرة تحيّة كاريوكا الذاتية بالتشويق، من أبرز محطاتها: علاقتها
بالضباط
الأحرار ودورها في إخفاء الرئيس أنور السادات بعد فراره من سلطات الاحتلال
الإنكليزي، جمعُها بين سحر الأنوثة وتعدّد الأزواج (بلغ عددهم تسعة) وقوة
الإرادة،
هي الهاربة من جور الأب إلى القاهرة، مدينة الشهرة والأضواء،
بالإضافة إلى أياديها
البيضاء سواء تجاه زملاء لها في الوسط الفني أو تجاه أناس عاديين.
كذلك، يقترن اسم تحية كاريوكا بالريادة في مجال الرقص الشرقي، فهي
صاحبة فضل في
انتشار هذا الفن الذي، مهما قيل عنه، يبقى له سحره الخاص الذي صنعته
كاريوكا إلى
جانبها سامية جمال وأكملت المسيرة نجوى فؤاد ثم سهير زكي ومن بعدهما فيفي
عبده،
لوسي ودينا. هنا انتهى عقد الرقص الشرقي ولم يعد لهذا الفن
سحره وتأثيره كما كان في
زمن كاريوكا.
تاريخ في شخص
تحية كاريوكا تاريخٌ ولكن هل سيُروى كما هو بصدق وصراحة وشفافية؟ هل
سنشاهد تحية
الإنسانة، شجاعة وصريحة لا تخشى أحداً بل يخشاها المحيطون بها، وتملك
أسراراً حول
أهل الفن والسياسة والصحافة؟
هي فعلاً قصة الصعود من القاع إلى القمة ثم حالة الانحدار وانحسار
الأضواء، من
دون أن تفقد ذلك الوميض القديم، وصولاً إلى لحظات الموت وهي تحت رعاية
الراقصة فيفي
عبده مادياً ومعنوياً، وقد تركت لها إرثاً ليس مادياً بل فتاة صغيرة وُضعت
على باب
كاريوكا وهي في أواخر حياتها، فعهدت بها إلى عبده بعدما أطلقت
عليها اسم «منة
الله}.
وفاء عامر، التي سبق لها أن جسّدت باقتدار دور الملكة نازلي في مسلسل
«فاروق»،
قادرةٌ على تجسيد شخصية كاريوكا بأبعادها كافة، شرط أن تستحضر روحها
وطباعها
المميزة وأن تكون سيّدة حديدية، لا سيما أنها تتمتع بمؤهلات تجعلها قريبة
من
كاريوكا، خصوصاً في فترة التوهّج والتألّق الفني وأداء
الرقصات، على عكس فيفي عبده
ونادية الجندي، مع أن الأولى تتمسك بقدرتها على الرقص على رغم تقدّمها في
السن،
وهذا يُحسب لها، إلى جانب علاقتها الوثيقة بكاريوكا، لذا كانت تعتبر أن
تجسيد سيرة
كاريوكا أمرٌ بديهي بالنسبة إليها، لكن ما لبثت حماستها لأداء الدور أن
خفّت خشية
أن تقع في دوامة الورثة ومطالبهم، ومن أبرز هؤلاء ابنة شقيقة كاريوكا
الفنانة رجاء
الجداوي التي رعتها خالتها وهي في بداية حياتها الفنية.
أحداث وشخصيّات
اليوم وفاء عامر تحت المجهر وسيكون المسلسل، إذا نُفذ بصدقية وشفافية
وبعيداً عن
منطلق التمجيد والخطوط الحمر، أحد أهم المسلسلات التي ستُعرض في 2011، لأن
هذه
المرأة كانت جزءاً من الحياة الفنية والسياسية في وقت كان يعج الوطن العربي
بأحداث
جعلت منه عالماً عربياً جديداً.
لن يعكس المسلسل قصة راقصة أتت من العدم وتربّعت على عرش الرقص أو قصة
امرأة
حفرت في الصخر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، إنما قصص وحكايات تخلّد سيرة
أشخاص كان
لهم دور مهم على المستويين الفني والسياسي وبصمة كبيرة في تغيير مسار
الأحداث سواء
في مصر أو الوطن العربي.
المهم في الموضوع أن يدع كاتب السيناريو كاريوكا تتحدث بصراحتها
المعهودة ولا
يجمّل كلامها ليصل إلى النتيجة المرجوّة وهي: النجاح الكبير والتسويق
المربح.
مواكبة وتخليد
بالنسبة إلى الفنانة الكبيرة شادية، فقد قرّر المؤلف ماهر زهدي
بالتعاون مع إحدى
شركات الإنتاج تخليدها وهي على قيد الحياة. لا شكّ في أنها من المرات
النادرة التي
سيواكب فيها مبدع تحويل سيرة حياته إلى دراما وسيتدخل في كل كبيرة وصغيرة،
وهذا
أقلّ ما قد يقدَّم لسيدة من وزن شادية اختارت الانسحاب من
الوسط الغنائي قبل أن
يصيبه التشويه، والتفرّغ للعبادة والأعمال الخيرية والعيش بهدوء وسلام.
صحيح أن حياة شادية لم تكن في الصخب نفسه التي كانت عليه حياة تحية
كاريوكا،
إنما عاشت مجداً تحسدها عليه أي فنانة في هذا الزمن، فهي عملاقة وعاصرت
عمالقة في
الشعر والغناء والتلحين والصحافة من بينهم: عبد الرحمن الأبنودي ومحمد
حمزة، ويحكى
أن علاقة عاطفية تطوّرت إلى زواج عرفي بينها وبين الصحافي
الكبير مصطفى أمين، إلا
أن هذه القصة قابلة للتأكيد أو النفي، ووحدها شادية هي صاحبة القرار في
الإفصاح عن
مدى صحتها.
يروي هشام حمدي ابن الفنان عماد حمدي (كان في فترة من الفترات زوجاً
لشادية) أنه
بعد وفاة والده اضطر إلى إجراء جراحة ولم يكن قادراً على دفع تكاليفها،
وفجأة علم
من قسم المحاسبة في المستشفى أن سيدة سددت التكاليف، وكانت تلك السيدة
شادية التي
حافظت على العِشرة بينها وبين حمدي، بعد ذلك تزوّجت من الفنان صلاح ذو
الفقار وبعد
طلاقها منه تزوّجت من مهندس صوت شاب في الإذاعة وما لبث أن
انتهى الزواج بعد فترة
قصيرة بالطلاق.
كذلك، كان لشادية دور كبير في تجييش مشاعر الشعب العربي خلال حرب
أكتوبر المجيدة
عبر أغنية «يا حبيبتي يا مصر»، ثم كانت العمرة، نقطة التحوّل الرئيسة في
حياتها،
فوجدت نفسها في عالم العبادة والتقرب من الله ولجأت إلى الشيخ محمد متولي
الشعراوي،
الذي كان سنداً لها وعوناً في العبور إلى حياتها الجديدة، فكرّست نفسها
للتعبّد
والأعمال الخيرية ورفضت الإغراءات المادية والمعنوية التي
عُرضت عليها للظهور
العلني.
تحفّظات شادية
تكمن المعضلة اليوم في اختيار الممثلة التي ستؤدي دور شادية؟ في ظل
غياب
المرشّحة الرئيسة لأداء الدور وعلى رغم أن دنيا سمير غانم ووالدتها النجمة
دلال عبد
العزيز هما المرشّحتان الرئيستان لأداء دور شادية في مرحلتي
المراهقة والشباب ثم
المرحلة الحالية، إلا أن الفنانة القديرة تحفّظت على دلال عبد العزيز ولم
تُعرف
الأسباب الحقيقية وراء هذا الرفض، هل هي شخصية أم تتعلق بعدم اقتناع
الفنانة
الكبيرة بقدرة عبد العزيز على أداء دورها؟
في الأحوال كافة، ستواجه أي ممثلة (معروفة أو من الوجوه الجديدة)
تحدّيات جمّة
سواء في تجسيد شخصية تحية كاريوكا أو شادية، لأن الأولى تاريخ بحدّ ذاته
والثانية
فنانة شاملة بكل معنى الكلمة.
الجريدة الكويتية في
02/11/2010
شادية ترفض نقل
سيرتها الى الشاشة تحت طائلة اللجوء الى القضاء
محمد
خضر
وجهت الفنانة الكبيرة
شادية رسالة الى الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية تطلب فيها إبلاغ
جميع شركات
الإنتاج (العامة والخاصة) بالابتعاد عن تمويل أي مسلسل يحكي سيرتها الفنية
أو
الشخصية. ونفت ما يقال عن وجود نص بين يديها يتناول قصة حياتها.
وأكدت في
رسالتها أن حياتها الخاصة «خط أحمر» لا يمكن الاقتراب منها بأي شكل من
الأشكال. وأن
حياتها الفنية توقفت تماماً بعد اعتزالها الفن وتفرغها للعبادة. وتوجهت لكل
من يفكر
في انتهاك خصوصيتها بأنها ستلجأ في هذه الحالة الى القضاء فوراً، وسيكون
ردها
عنيفاً.
وهنا ينفتح باب النقاش على مصراعيه. هل يعتبر الفنان شخصية عامة ويمكن
تناولها في مجالي التلفزيون والسينما، باستثناء ما يتعلّق بالإساءة والنيل
من
كرامته الشخصية، أم يتوجب احترام رغبته الخاصة في عدم الحديث عنه، أو
تجسيده عبر
الشاشة أو الخشبة.
ونستعيد هنا موقف ليز تايلور التي رفضت مؤخراً وبشكل قاطع
إسناد تجسيد شخصيتها الى أي ممثلة أخرى غيرها، طالما هي على قيد الحياة.
بينما
وافقت الفنانة الكبيرة صباح من دون تردد على مشروع تقديم قصة
حياتها على الشاشة
الصغيرة، عبر مسلسل يتم تصويره اليوم بعنوان «الشحرورة». وسلمت المنتج صادق
الصبّاح
كل أرشيفها من صور ومعلومات، مبدية تعاوناً كاملاً في هذا المجال.
وهنا، نسأل
الفنانة شادية الا يمكن التمييز بين الرغبة في عدم التطرق الى الخصوصيات،
بالرغم من
أنه ليس في تاريخها ما يسيء اليها أو تخجل منه، وبين السماح برصد نتاجها
الفني في
مجالي التمثيل والغناء، والحافل بالأعمال المتميزة؟
ألا تدرك معبودة الجماهير
أن هناك أجيالاً عديدة متعاقبة لا تعرف الكثير عن سيرتها
الفنية، وبالتالي يهم
هؤلاء أن يطلعوا على معلومات وقصص تعيد تركيب الصورة الحقيقية عنها، وعن
الحقب
الفنية التي مرت بها وكرستها كنجمة كبيرة؟
وإذا كان هذا هو موقفها، فماذا سيقول
أفراد عائلتها؟ فمسلسل «اسمهان» خاض تحدياً كبيراً، لكنه حظي
في نهاية المطاف على
تقدير المشاهدين. فلماذا نشكك في نوايا المنتجين دائماً؟ وألا تعتبر فرصة
بالنسبة
الى فنان يشهد سيرته في حياته (قبل مماته)، بما يتيح له تعديل أو تصويب ما
يخالف
الوقائع، لضمان تجسيد قصة حياته بأمانة وواقعية؟
يكفي أن نعرف أن أكثر من فنان
يخططون اليوم لتقديم سيرهم الشخصية من انتاجهم الخاص، حتى
يضمنوا صوابية ما ستتضمنه
هذه السير.
السفير اللبنانية في
02/11/2010
منتج «فرقة ناجي عطا
الله» يسحبه من التلفزيون المصري
«ماسبيرو»
يخفض من
قيمته في «بورصة» الدراما!
علي
محروس
تماماً كبورصة الأوراق
المالية، تهتز بورصة الدراما لأدنى تصريح لأي من مساهميها. فكيف الحال إذا
كان صاحب
التصريح «العنتري» هذه المرة هو أسـامة الشــيخ، رئيس «اتحاد الإذاعة
والتلفزيون
المصري» الذي أراد أن يتحكم في السوق، فأفلتت من يديه؟
أعلن الشيخ إلغاء جمـيع
الاتفاقات التى تقضي بدخول التلفزيون المصري شريكاً فى إنتاج
مسلسلات رمضان لعام
٢٠١١، بسبب «وصول أسعار المسلسلات وأجور النجوم لدرجة جنونية».
والمفارقة أنه تمسك
بمـسلسل وحيد هو «فرقة ناجي عطا الله» الذي يعود الفنان عادل إمام من خلاله
الى
الشاشة الصغيرة بعد غياب ثلاثة عقود. وفسـر تمسكه هذا بأن «التلفزيون تعاقد
مع
الشراكة فى إنتاج هذا المسلـسل منذ العام الماضي». قال «الشيخ»
ذلك ولم يتوقع أن
«الضربة»
ستأتي من مسلسله «اليتيم»، إذ أعلن منتج «فرقة عطا الله» صفوت غطاس سحب
مسلسله من التلفزيون المصــري، لأن «الوضع لم يعد مطمئناً»! هكذا غدا
«ماسبيرو» بلا
مسلسلات للمرة الأولى في تاريخه. وأصبـح لزاماً على أسامة الشـيخ إما أن
يتراجع أو
أن يخرج من الدرامـا «بلا حمص»، ويزيد الشاشة الرسمية فقراً
على فقر في رمضان
المقبل. علماً أن هذه الشاشة فضت اتفاقاتها مع محمد هنيدي وكريم عبد العزيز.
لكن جريدة «الشروق» فسرت بعض الشيء غرابة قرار الإلغاء. فقد أوردت
الصحيفة
تصـريحاً على لسان المنتج غطاسي زعم فيه أن رئيس التلفزيون اعــترف له بأن
القرار
ليس قراره، بل هي توجيهات «من فوق» لترشيد الإنفاق. وبغض النظر عن هوية
الجهة
«الفوقية»،
والتي هي على الأرجح الجهة نفـسها التي حاصرت وهددت وأوقفت برامج
وفضائيات مصرية بالجملة مؤخراً، يبدو أنها ظنت أن السوق (الحرة) يمكن أن
تخضع لما
يسمى «بكارت الإرهاب».
والمصطلح الأخير يطلق في ظل إجراء أو تهديد يتخذ لضـبط
أوضاع معينة. وكأن «ماسبيرو» أراد إجبار المنتجين على خفض أسعار البيع
والشراء، من
خلال التهديد بإلغاء التعاقدات. وهو إجراء كان يمكن تفهمه قبل عشر سنوات
على
الأٌقل.
أما والأثير يكاد يضيق بزحمة الفضائيات الخاصة، فإن تهديداً كهذا لن
يستفيد منه سوى الفضائيات المنافسة لـ«ماسبيرو» الذي ينسحب كمنافس رئيسي.
وعندما
تنخفض الأسعار، يكون ذلك لصالح الفضائيات الأخرى.
أما التلفزيون الرسمي فسيدخل
السوق نفسها مضــطراً، ولكن كمشتر فقط أو كباحث عن حق العرض
«غير الحصري قطعاً».
بذلك يخسر «ماسبيرو» مساحة جديدة في سنة درامية تتميز للمرة الأولى بالقدرة
على جذب
السينمائيين الشبان الى الشاشة الصغيرة، بدلاً من السينمائيين الذين
اعتزلتهم
الشاشة الكبيرة منذ أمد. سيكسب تلفزيون 2011 جمهوراً إضافياً
من محبي نجوم السينما
الشابة، فضلاً عن «الزعيم». ولكن هذا الجمهور سيشيح بوجهه حتماً عن
«ماسبيرو»، الذي
خفض - بيده - قيمته في البورصة.
السفير اللبنانية في
02/11/2010 |