حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نجمة "صباح الخير يا أمريكا" تواجه المرض والضعف بالتفاؤل

روبين روبرتس: جمهوري سلاحي ضد السرطان

إعداد: عبير حسين

خلف كل ابتسامة تظهر على الشاشة، معاناة وقصة إنسانية مختلفة يخفيها أصحابها عن جمهورهم الذي يفضل دوماً مشاهدتهم نجوماً لامعين ويتابعون نجاحاتهم المتتالية، ويحرص المشاهير بدورهم على تكريس هذه النظرة للبقاء داخل دائرة الضوء، مباعدين بين معاناتهم ومشكلاتهم الشخصية وإطلالتهم على الشاشة .

روبين روبرتس المذيعة الأولى في قناة ABC “إيه بي سي” ونجمة برنامج “صباح الخير يا أمريكا” لأكثر من سبع سنوات على التوالي، اختارت طريقاً مختلفاً عندما استعانت بجمهورها لمساعدتها على تخطي أزمة إصابتها بسرطان الثدي، وكانت من الشجاعة لتطل في إحدى الحلقات وتستأذن جمهورها الغياب لمدة تخضع خلالها لجراحة، وعادت للظهور مجدداً بعد أقل من أسبوعين لتصارح مشاهديها بأنها سترتدي “شعراً مستعاراً” في الحلقات المقبلة التي تخضع خلالها للعلاج الكيميائي .

رغم اختلاف ردود الفعل حول “تصرف” روبرتس وإشراكها جمهورها بمعاناتها الشخصية، إلا أنها حققت ما هدفت إليه من خلال مساندة الملايين المتابعين لها كل صباح، عبر مداخلات هاتفية على الهواء مباشرة، أو رسائل البريد الإلكتروني على موقعي البرنامج والقناة .

مجلة “ليديز هوم جورنال” نقلت حواراً شيقاً أجرته “لي وودروف” مذيعة أخبار العالم في القناة نفسها مع روبين روبرتس مؤخراً، بعد اختيارها متحدثة إعلامية لمنظمة “المحاربون الورديون” المعنية بالتوعية ضد مخاطر سرطان الثدي، حول مشوارها الإعلامي، ومعاناتها الخاصة، وأهمية دعم العائلة والأصدقاء والجمهور لها، فكان هذا الحوار . .

·         كيف تصفين معاناتك مع سرطان الثدي، ولماذا بحثت عن مساندة جمهورك، وهل خذلتك عائلتك؟

- الآن وبعد تجاوز المحنة يمكن التحدث عنها بواقعية، لا أنكر إصابتي بصدمة وألم شديدين عند تشخيص الحالة المرضية التي عانيتها، خاصة أنها كانت مرحلة صعبة من الإصابة، اضطرتني إلى إجراء جراحة عاجلة، وتدافعت كل الأحداث فجأة من دون توقف، كنت أتخوف عند كل زيارة للطبيب أو المستشفى من الأخبار السيئة التي قد تنتظرني، وكنت أناظر الطبيب بشكل شبه يومي لمدة 9 أشهر متصلة، ورغم تخوفي من إخبار الجمهور بمرضي، واقتراح إدارة القناة تبرير غيابي بإجازة سنوية، إلا أنني فضلت مصارحته بحثاً عن دعمه، وكان مفيداً للغاية وناجحاً، حيث انهالَ عليّ سيل من الرسائل والاتصالات من نساء عانين المرض نفسه، وتبادلن معي خبراتهن، ونصحنني بالتسلح بالصبر والإيمان، وكن خير مساندات لي في المحنة . أما عن عائلتي فهي حصن الأمان الدائم الذي ألجأ إليه، وعلاقتي بإخوتي الأربعة جيدة للغاية، لكن ظروف معيشة كل منا في ولاية مختلفة لا تسمح لنا بالبقاء معاً فترات طويلة، لكننا على تواصل دائم، والدتي  لوتشي مارينا 87 عاماً  تركت منزلها في ميسيسبي وظلت إلى جواري فترات طويلة .

·         هل أثرت التجربة في شخصيتك؟

- نعم بكل تأكيد، تبدل إلى حد كبير أسلوب حياتي وإيقاعي الخاص السريع، فقررت التوقف لالتقاط الأنفاس والتفكير جيداً في المرحلة المقبلة خاصة بعد بلوغي الخمسين، لكن هذا لا يعني أبدا أنني نادمة على حياتي السابقة التي كرستها للعمل، خاصة مع انتقالي لبرنامج “صباح الخير يا أمريكا”، فالعمل ببرنامج يومي أمر مرهق للغاية، يستدعي حضوراً دائماً، وأعتقد أن لدي الكثير الذي لم أقدمه بعد .

·         أنت بالفعل نجمة شبكة ABC  “إيه بي سي” هل لديك طموح لتحقيق المزيد؟

- أعتبر العمل الجاد “مفتاح الحياة” و”إكسير الشباب”، كانت رغبتي في العودة سريعاً إلى صخب الكاميرات والتقارير اليومية، أحد أهم عوامل مقاومتي للمرض ، أعشق العمل، وأبحث عن الصعب دوماً، وهي معادلة تضمن النجاح الدائم، أما النجومية فلا أطمح إليها أبداً، ولم أسع لها يوماً .

·         حققت هذا العام “انفرادات” عدة متميزة كانت موضع إشادة إعلامية، ما أهمها من وجهة نظرك؟

- بالفعل، كان العام مميزاً للغاية، وهو أمر مهم للبرامج اليومية، خاصة الصباحية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وتختلف في نوعيتها ومضمونها عن أي برامج أخرى، وأعتبر اللقاء مع العاملة الغينية نفيساتو داتو صاحبة قضية الاعتداء الشهيرة ضد “ستراوس كان” مدير صندوق النقد الدولي السابق، أهم ما عرضه البرنامج هذا العام، حيث قدمنا وجهة النظر الأخرى للعالم، ففي حين كان محامو “كان” يدافعون عنه عبر عشرات الشاشات، لم تجد داتو أحداً يسمعها، وكان إقناعها بإجراء المقابلة أمراً صعباً للغاية .

·         لكن القضية حسمت قضائياً برفض الدعوى، واتضح عدم صحة ادعاءاتها؟

- هذا صحيح، لكن البرنامج ليس منصة قضاء تبحث عن العدالة لتدين شخصاً وتخلي سبيل آخر، نحن شاشة يتابعها الملايين، يرغبون في التعرف إلى طرفي القضية دوماً، وباستضافتنا لها، لم ندعم طرفاً ضد آخر، فقط منحناها نافذة تطل منها على العالم .

·         نعلم أنك تشاركين في إنتاج البرنامج، ما الموضوعات التي تفضلين طرحها من خلاله؟

- أبحث دوماً عن الجانب الإنساني في كل أزمة، نحاول تقديم العالم على حقيقته، لكن مع الإشارة إلى أن هناك أشخاصاً جيدون في كل مكان، وأنه مازال هناك أمل بالمستقبل .

·         ماذا عن الكتابة، هل تفكرين في إصدار كتاب آخر؟

- لا أعتقد ذلك، نحن الآن في مرحلة تطوير شامل للبرنامج ليطل في دورة برامجية جديدة مع مطلع العام وبحلة أفضل وأكثر تكاملاً، خاصة مع توسيع شبكة مراسلينا إلى مدن بعيدة لم تصلها كاميراتنا من قبل، ولا أجد وقتاً كافياً لتكرار التجربة مجدداً .

·         كيف كانت التجربة الأولى؟

- رائعة، أصدرت كتاباً بعنوان “من القلب 7 قواعد للحياة”، رصدت فيه تجربتي مع المرض، والدروس المستفادة منه، وأعتقد أن “التفاؤل” من أفضل الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، ويتسلح بها، خاصة مع زيادة الصعوبات والمشكلات اليومية التي تواجهنا .

·         تبدو شخصيتك “قوية” على الشاشة، فهل هذه الحقيقة؟

- لا أعرف تحديداً ماذا تقصدين بالقوية، لكنه عموماً رأي أغلبية أصدقائي أيضاً، لكن هذا لا يمنع من وجود لحظات ضعف حقيقية، لا يستطيع أياً كان مواجهتها .

·         هل نشأتك سبب في ذلك؟

- نعم نشأت في عائلة مترابطة جداً، تفرغت والدتي لرعايتي وإخوتي، ووالدي عمل طياراً ورغم فترات غيابه الطويلة عن المنزل، إلا أنه كان دائم التأكيد على ثلاث خصال مهمة يجب التحلي بها هي النظام، والإصرار، والديمقراطية وليس مجرد السماع للرأي الآخر بل واحترامه .

·         كثير من جمهورك لا يعرف بطولتك مع طائرة نهر هدسون، هل أخبرتنا بها؟

- كان تصرفاً تلقائياً، قبل نحو عامين، كنت أطل من شرفة مكتبي بمدينة نيويورك، عندما تفاجأت بطائرة تهبط بشكل مفاجئ على سفح نهر هدسون، وكنت الأولى التي اتصلت بخط الطوارىء 911 للإبلاغ عن الحادث، ولا أعتقد أن ما فعلته بطولة، البطل الحقيقي هو الطيار الذي نجح في إنقاذ حياة المئات بعد حسن تصرفه .

لذا كنت حريصة على أن يكون برنامجي أول من يستضيفه بعد الحادث بعدة أيام .

·         خلال مشوارك الإعلامي، هل تعرضت للاكتئاب أو الإحباط؟

- بالتأكيد، ولا أعتقد أن أي شخص بالعالم لم تمر عليه لحظات حزن، وألم، وإحباط، واكتئاب، فما بالنا لو كان يعمل تحت ضغوط مواجهة الجمهور يومياً؟

لكن المهم هو التفرقة بين إحباط يمكن تجاوزه، مثل فكرة لم أكن موفقة في نقلها بشكل جيد على الشاشة، أو شخصية مهمة رغبت في محاورتها ولم أنجح، وغيره الكثير مما يصادفنا في حياتنا العملية، أما الاكتئاب الذي يتوقف عنده كل شيء، فأمر “قاتل” لا أنكر أنني صادفته عند بداية تشخيص إصابتي بالسرطان، وعرض عليّ طبيبي المعالج استشارة اختصاصي نفسي، خاصة أن فترة العلاج ستكون طويلة، وسأكون بحاجة إلى دعم نفسي، وبالفعل راجعت أحد الاختصاصيين، الذي وصف لي أدوية مضادة للاكتئاب، ولم أرغب في تناولها، ليس لأنها سيئة، لكن لخوفي من إدمانها والتعود عليها، واستبدلتها بمساندة الأصدقاء والجمهور .

·         الخمسون من العمر، مرحلة مختلفة عند كل سيدة، كيف ستتعاملين معها؟

- بكل إيجابية، كنت أفكر دائماً أن التقدم ليس في العمر، والشيخوخة لا تقتصر على الملامح والشكل، فالأهم أن يبقى العقل والقلب شابين ينبضان بالحب لكل من حولهما، لكن لا شك الآن أصبحت أفضل من ذي قبل على كل المستويات، تغيرت إلى حد ما لهجتي الحوارية، أصبحت “ألطف” مع الضيوف، فبعد سنوات طويلة من الخبرة تستطيع الحصول على إجابات مناسبة عن أسئلتك من دون إيذاء مشاعر ضيفك، كانت حلقة البرنامج مع دوقة يورك سارة فيرجسون ناجحة للغاية، ودموعها في النهاية كانت أفضل رد فعل تفاعلت معه الجماهير . الأهم أن هذه المرحلة تستدعي تعاملاً مختلفاً مع الأشخاص، لذا قررت عدم التعامل مع السلبيين الذين لا يضيفون جديداً للحياة .

·         هل تعتقدين أن مشاركتك جمهورك معاناتك المرضية كانت سبباً في زيادة شعبيتك؟

- لا على الإطلاق، هذا غير صحيح، بحثت عن المساندة والدعم لدى جمهوري، أنا نجمة ABC “إيه بي سي” قبل الإصابة، والمرض مجرد “فصل في حياتي” وليست القصة كلها .

·         ما الحكمة المستخلصة من تجربتك؟

- عندما أقابل إحدى المصابات بالمرض، أول نصيحة أرغب في توجيهها لها هي “لا تأسي على نفسك، ودعي الآخرين يعتنون بك” المرأة دائماً مصدر الدعم والمساندة لكل محيطها، ولا ترغب في تلقي الدعم نفسه حالة إصابتها، إنها حالة عطاء فطري، لكن يجب عدم إنكار حقنا في الرعاية والاهتمام .

20 مليون مشاهد لحلقة واحدة

“صباح الخير يا أمريكا” أشهر البرامج الصباحية تبثه هيئة الإذاعة الأمريكية منذ عام ،1975 ويحظى بنسبة متابعة عالية، يبث من استديوهات “تايمز سكوير” في نيويورك، بلغ عدد حلقاته أكثر من 8779 حلقة .

التحقت روبين روبرتس بالبرنامج عام 1995 مراسلة للفقرات الخارجية خاصة المنوعة، وانتقلت عام 2002 إلى واجهة الشبكة والبرنامج، وحازت 3 جوائز إيمي عن البرنامج، وتميزت بتقاريرها العاطفية المؤثرة الباحثة عن النواحي الإنسانية في كل قضية تطرحها، وحصلت الحلقة التي سجلتها عن آثار الدمار التي خلفها إعصار كاترينا على أعلى نسبة مشاهدة للبرنامج منذ بداية بثه، حيث تابعها 20 مليون أمريكي، وزارت روبرتس خلال التغطية مدرستها الثانوية المحطمة، والمتنزه العام، وحديقة الأطفال، وقدمت لجمهورها من واقع معيشتها السابقة على الساحل في خليج المسيسيبي صورة رائعة لحاله قبل الإعصار، واكتفت بالمشاهد التي التقطتها الكاميرات لما أصبح عليه، فكانت من الحلقات الفارقة في تاريخ البرامج الصباحية .

الخليج الإماراتية في

14/12/2011

 

البث المباشر يضعهم في مآزق ومواقف مضحكة

مذيعون في لحظات حرجة

تحقيق: أيهم اليوسف  

لا تخلو حياتنا من المواقف المحرجة والمضحكة التي قد يمر بها بعضنا بشكل يومي، إلا أن الأمر مختلف بالنسبة لمذيعات ومذيعي البرامج التي تبث مباشرة على الهواء، بسبب تواصلهم عبر السماعات مع فريق العمل من جهة والتحدث إلى المشاهدين والضيوف من جهة أخرى، إضافة إلى حفاظهم على الخط العام للبرنامج وتنسيق الفقرات والحرص على تصرفاتهم أمام الشاشة مهما تعرضوا لمواقف محرجة، لكن أحياناً يخرج الأمر عن نطاق السيطرة فماذا يفعلون خصوصاً إذا كان الموقف مضحكاً أو محرجاً؟

التقينا مجموعة من المذيعين والمذيعات ليحكوا تجاربهم في هذا التحقيق .

توضح منال عريقات مذيعة بقناة “إم بي سي” أن هناك العديد من الأخطاء التي تنتظر المذيعين على الهواء، وعليهم معالجتها بخفة أو طرفة ومصارحة الجمهور بها عبر الإشارة ثم متابعة تقديم البرنامج .

وتضيف: نسيت في احدى الحلقات من برنامج “صباح الخير يا عرب” اسم الضيف وكنت أوجه الأسئلة إليه مكتفية بلقب “دكتور” إلى أن شعر أنني قد نسيت اسمه فقام بذكر اسمه وأنقذني، وتعامل كلانا مع الموقف من دون أن نشعر بالإحراج أو التقليل من قيمته ضيفاً للبرنامج .

تتابع منال: في موقف آخر كنت أسجل تقريراً من القدس للبرنامج نفسه، وإذا برجل فلسطيني بحدود التسعين من عمره يقاطع حديثي أمام الكاميرا ويقول إنه قد وجدني غريبة وأراد أن يسلم علي، ثم استوقفه جنود الاحتلال بقصد الإزعاج، وقد عرضت المقطعين في البرنامج، ليشاهد الجمهور مدى التناقض بين الطرفين .

وتذكر عريقات موقفاً آخر مرت به بقولها: عندما كنت أقدم نشرة جوية ونسيت مرة أن أضغط على زر تشغيل الميكرفون فنبهني إلى ذلك زميلي في التقديم، وقام زميلنا الثالث بمساعدتي في تجاوز هذا الخطأ بمزحة صغيرة .

ديالا علي مذيعة في قناة “سما دبي”، تتفق مع منال في أن مصارحة المشاهدين بوقوع خطأ ما في البرنامج أفضل من إخفاء الحقيقة عنهم، خاصة أن المشاهد لم يعد غافلاً عن أي خطأ يحدث أمامه على شاشة التلفزيون، عندها سيشعر بصدق البرنامج ويتفاعل معه بشكل أكبر .

وتذكر علي أنها أثناء تقديمها لإحدى حلقات برنامج “مراسي” مهدت لتقديم تقرير وقد حمست الجمهور لمتابعته، إلا أن الحقيقة كانت عكس ذلك فقد فوجئت بعدم وجود التقرير، وتقول: عالجت الموقف بابتسامة وصارحت الجمهور بالحقيقية، وتوجهت إلى مناقشة موضوع آخر، ولم يتوقف أحد عند ذلك الخطأ الفني بل تغاضوا عنه .

يشير جميل ضاهر مذيع ومحرر الشؤون الفنية في قناة “العربية”، إلى أنه نتيجة للإرهاق والتركيز أثناء العمل من الممكن أن ينسى المذيع اسم ضيفه، وقد حصل معه ذلك في برنامج “دراما رمضان” في شهر رمضان الماضي وأصبح يسأل ضيفه أسئلة عامة كي يفسح المجال لنفسه للتفكير واستعادة اسمه من ذاكرته . ويقول ضاهر: “بعد أن انتهت الحلقة أخبرت زملائي بذلك فضحكوا وأصبحوا يذكرونني لاحقاً باسم الضيوف على سبيل المزاح ويطلبون مني ألا أنسى” . ويعزو ضاهر سبب وقوعه في مثل هذه المواقف اعتماده على ذاكرته وليس الأوراق .

يذكر ضاهر حادثة أخرى حصلت معه في البرنامج نفسه قائلاً: في إحدى الحلقات كان من المقرر أن يتم الربط بين الأستوديو وأحد الضيوف من السعودية بالصوت والصورة، ونتيجة لخطأ ما تم الربط مع مصر، فقمت بملء الفراغ إلى أن تمكنت المخرجة من إقناع الضيف من السعودية بالتحدث عبر الهاتف، ولحسن الحظ أنه اقتنع .

ويصف ضاهر تلك اللحظات بالمخيفة والمحرجة ويضيف: أثناء المشاورات لإيجاد حل لتلك المشكلة واصلت تقديم برنامجي اعتماداً على خبرتي في التعامل مع الكاميرا، كي لا يعلم المشاهد بما يحدث خلف الكواليس .

من جهتها تقول ريم سيف مذيعة ومقدمة برامج في مؤسسة الشارقة للإعلام: أكثر المواقف إحراجاً بالنسبة لي بعض الاتصالات التي تردنا من المشاهدين على الهواء يحرجوننا فيها عبر أسئلة غير متوقعة، ففي برنامج “صباح الشارقة” منذ أكثر من سنتين اتصلت بي سيدة وأسدت إلي نصائح على الهواء فشكرتها .

وتشير ريم إلى أن المذيع المتميز هو من يستطيع الخروج من الموقف دون أن يتسبب في أي مشكلة مع المتصل . وتذكر أنها وزميلها المذيع محمد الرئيسي في برنامج “أماسي” استقبلا ضيفة في إحدى الحلقات وهي في حالة ارتباك وخوف من الدخول للأستوديو والظهور عبر الشاشة، وقد حاولا دعمها نفسياً، إلا أنهما لم ينجحا في ذلك، وأثناء البرنامج كانا يكرران السؤال عليها مرات عدة وتردد الضيفة بأنها لم تفهم السؤال، لذا كانا يبسطان لها الكلام كثيراً .

وتقول سيف: بما أن جو الاستوديو بارد من أجل الأضواء، فإننا نواجه في الشتاء الكثير من المشكلات، ونتعرض للإصابة بالزكام والسعال الذي نحاول تأجيله لكي لا يبرز على الهواء ولتلافي حدوث مثل هذه الحالة نقوم بأخذ بعض الأدوية قبل الدخول للاستوديو أو احتساء مشروبات ساخنة .

يقول مروان الحل مذيع ومقدم أخبار وبرامج اقتصادية في قناة سما دبي: بينما كنت أستقبل أحد الضيوف أثناء الاستراحة، وكنا نرحب ببعضنا في بداية لقائنا وردني عبر السماعة أننا أصبحنا على الهواء فرحبت بالمشاهدين، إلا أن ضيفي لم ينتبه وبدأ بالسؤال عن أحوالي، وكلما كنت أحدثه عن أخبار الاقتصاد كان يكرر سؤاله وغيرت دفة الحديث، إلا أنه لم يكف عن تكرار سؤاله، فشعرت بالإحراج وأشرت إليه بأننا على الهواء فارتبك هو الآخر .

ويذكر الحل موقفاً آخر مشابه له، حيث كان هو ضيفاً في أحد البرامج، فبينما كان يتبادل المزاح مع فريق العمل ويضحك معهم فوجئ بالمذيعة وهي تحيي الجمهور، ورغم أن الخروج من ذلك الموقف كان صعباً، إلا أن خبرته في التعامل مع الكاميرا جعلته يبدو وكأنه لم يحدث شيء .

قد يطرح بعضنا أن مشاركة أكثر من مذيع ومذيعة في تقديم البرنامج يساعدهم في عدم الوقوع في الأخطاء، وحول ذلك تحدثنا دينا آل شرف، مقدمة برنامج “حلقة وصل” في تلفزيون “دبي” قائلة: بعد تصوير نصف إحدى حلقات البرنامج تسرب حبر القلم في جيب زميلنا المذيع “جمال الشحي” فشكلت بقعة زرقاء على بزته البيضاء، فاقتنصنا فترة الاستراحة للبحث عن حل، الذي كان بحمله لقلم آخر أكبر حجماً ليغطي على تلك البقعة .

وتروي آل شرف موقفاً آخر مرت به مع إحدى ضيفات البرنامج حيث اضطر إلى البدء بالبرنامج للانتظار لأكثر من نصف ساعة إلى حين وصول الضيف وأضافت: لحسن الحظ أن البرنامج كان مسجلاً، لأنه لو كان مباشراً لاضطررنا لاختراع أية مواضيع نسد بها فراغ تأخر الضيف عن البرنامج .

يقول المذيع سعيد المعمري: في برنامج مسابقات “حظك نصيبك” على قناة أبوظبي الإمارات ولدى استقبالي لأحد الاتصالات، قمت بالضغط على الزر لتدوير القرص الذي يدار عبر الكمبيوتر لاختيار السؤال، إلا أنه لم يتحرك فأدركت أن هناك خطأ، ونظرت إلى الكاميرا وأخبرت المشاهدين “يبدو أنني لم أضغط على الزر بشكل جيد” ودعوتهم لفاصل، وفي هذه الأثناء قام الفريق المختص بصيانة الجهاز وعدنا للمشاهدين وكأن شيئاً لم يكن .

ويذكر المعمري موقفاً آخر في برنامج “ستار صغار” على قناة أبوظبي الأولى، حيث طلب منه أحد الأطفال أثناء الاستراحة الذهاب إلى دورة المياه، ومع محاولة إقناعه بتمالك نفسه لنهاية البرنامج، فإنه أصر على الذهاب فرضخ لطلبه، وإذا بالأطفال جميعهم يطلبون الطلب نفسه، فاضطروا أن يطيلوا مدة الاستراحة، وبحسبه لو لم يكن البرنامج تسجيلياً لكانوا قد وقعوا في مشكلة كبيرة .

وعندما كانوا يسجلون برنامج “ستار صغار” اضطروا وضيفته للاستماع لرجل خليجي مسن قدم إلى الاستوديو في لبنان لإلقاء قصيدة طويلة باللهجة الخليجية على ضيفة البرنامج الفنانة نجوى كرم، في حين كان مخرج البرنامج يلح على صعودهم للمنصة من أجل التصوير وبدت علامات الإحراج واضحة على ملامح الجميع وخاصة ضيفة البرنامح بسبب طول القصيدة التي ألقاها الرجل .

تشير رؤى الصبان مذيعة في قناة “سما دبي”، إلى أن العمل مع الكاميرا والظهور على الهواء مباشرة يحملان للمذيعين والمذيعات الكثير من الخبايا يجهلها المشاهدون . ومن جملة المشكلات التي تعرضت لها عبر ظهورها على الشاشة في تقديم البرامج تقول الصبان: أصعب موقف تعرضت له على الهواء هو في برنامج رأس السنة 2010 عندما حصل انقطاع في الاتصال بيني وبين المخرج وغرفة “الكونترول” استمر 15 دقيقة، إلى أن أمر المخرج بالفاصل .

وتشير الصبان إلى أنهم عالجوا الموقف بفتح الاتصال فيما بينهم عبر الهاتف المحمول الذي تم ربطه بسماعة حتى تم إصلاح العطل واستخدام السماعات الأصلية، ورغم تجاوز الموقف لم يصدقوا أنهم نفذوا منه، إلا بعد انتهاء البرنامج .

توضح سماح أحمد مذيعة ومقدمة برامج في قناة أبوظبي الإمارات، أن تعامل ضيوف البرنامج مع الكاميرا بشكل عفوي يشكل عامل ضغط على المذيع، ويدفعه للبحث عن منفذ للخروج من المواقف التي يتسببون بها أحياناً، ومثالاً على ذلك تذكر أنها في برنامج “جريدة بلا ورق” حينما استضافت فناناً جديداً على الساحة الغنائية ولم يتسن لها مشاهدة نسخة فيديو كليبه قبل عرض البرنامج، لتأخر وصولها إلى الأستوديو، وأثناء عرض الفيديو على الهواء تلقوا اتصالات كثيرة من المشاهدين تفيد بأن الكليب يحوي مقاطع خارجة عن المألوف وعن مجتمعهم .

وتضيف أحمد: في هذه الأثناء تصعد الموضوع وجاءنا أمر بوقف عرض الفيديو كليب وإنهاء المقابلة مع صاحبها، ولدى سماعي بهذا الأمر ارتبكت كثيراً ولم أعد أعلم ما أفعله، فاضطررت أن أشغل وقت البرنامج بمواضيع أخرى .

وتذكر أحمد حادثة أخرى في البرنامج نفسه قائلة: بينما كنت جالسة وأصور إحدى حلقات البرنامج في الاستوديو شعرت بشيء ما يلامس قدمي فأصبت برعب، والأصعب من ذلك أن الكاميرا كانت تركز على وجهي فلم أكن أستطيع أن أنظر إلى الأسفل، وما أن أنهيت الفقرة طلبت فاصلاً وأدرت نظري إلى الأسفل وإذا بها قطة أليفة لزميلتي التي تنتظرني في ركن من الاستوديو الكبير كي أنتهي وتبدأ بتصوير برنامجها .

لا تخلو مواقف المذيعين في الملاعب الرياضية أيضاً من بعض المفاجآت، ويحدثنا محمد الحامد مذيع في قناة أبوظبي الرياضية أنه في جولته المسائية في برنامج “المدار الرياضي” خرج برفقة الكاميرا على الهواء مباشرة في نهائي كأس العالم للأندية في أبو ظبي ،2009 بعد مباراة برشلونا وفريق أرجنتيني ليرصد الأجواء والآراء من المعلب . ويقول الحامد: بينما كنت أتحدث على الهواء وإذا بإحدى المشجعات الأرجنتينيات تقوم باحتضاني وتقول باللغة العربية “حبيبي” ما دفعنا لقطع الإرسال، وإلى الآن كلما تذكرت الموقف ينتابني شعور بالصدمة التي لا أستطيع أن أنساها .

الخليج الإماراتية في

14/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)