حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعد نجاح «الخربة».. يتجه لقراءة نصوص في لبنان

الليث حجو لـ«السفير»: «الدراما سلاح.. يجب أن نحسن استخدامه»

فاتن قبيسي

في عز غليان الشارع السوري، كان المخرج الليث حجو بين الناس، لم ينأ بنفسه عما يجري. وكان له موقفه على المستويين الفني والميداني. الأول ترجمه عبر مسلسله الناجح «الخربة» الذي غمز من قناة أزمة بلاده ومحاولات إيقاع الفتنة فيها، في سياق التطرق الى ربيع الثورات العربية. والثاني تبلور من خلال جولات ميدانية قام بها وزميليه الفنانين باسم ياخور ونضال سيجري على مدن سورية لامتصاص غضب الأهالي عبر حمل مطالبهم الى المعنيين. وهو التحرك الذي تبع صدور بيان «سقف الوطن» الذي وقعه حجو مع عدد من الفنانين، داعين فيه النظام والمعارضة الى التعاون على الإصلاح وضبط الشارع، وهو ما تسبب بنقمة الطرفين ضد موقعي البيان، فاعتبر كل منهما أن البيان موجه ضده!

اليوم، يتردد حجو الى بيروت، فالأزمة السورية لم تنته بعد، ولم يعد هناك برأيه مكان لدراما ترتبط بالشارع، بعد الحصار الاقتصادي وشروط التسويق الدرامي المستجدة. ولأن المخرج الشاب يحسب خطواته الفنية جيدا ويتجنب الأعمال المجانية، لديه اليوم مقولة أخرى، يتطلع لإيصالها عبر مسلسل اجتماعي يخرجه في لبنان، مستفيدا من أجواء الانفتاح والديموقراطية فيه. لذا فهو سيبدأ قريبا بلقاء عدد من كتاب السيناريو اللبنانيين، لوضع حجر الأساس لعمل فني مشترك.

«يجب علينا كقائمين على الإعلام، والدراما جزء منه، أن نشعر بالمسؤولية أكثر، لأن الدراما تحولت الى سلاح، ولم تعد مجرد أعمال ترفيهية»، يردف حجو.

ويقول لـ«السفير» التي التقته في بيروت: «أرغب في إخراج عمل اجتماعي بالاستفادة من مساحة الحرية التي أصبحت موجودة أكثر في الشارع. وكنا بحثنا قبل سنتين في مشروع مسلسل مع الكاتبة كلوديا مرشليان في محاولة للاطلالة على الدراما اللبنانية. ولكن ارتبطت وقتها بمسلسل «الخربة». فلبنان مكان خصب جدا لصناعة دراما جديدة عربيا. وأعتقد أن لديه مقومات لصناعة الدراما الأفضل اليوم، وأن المقومات والمؤهلات الموجودة في سوريا لصناعة دراما جديدة، متوفر ما هو أفضل منها في لبنان، كالحرية الفكرية، والتنوع بكل مستوياته بما فيه الطائفي، والأهم هو حرية وديموقراطية النقاش. فلبنان بلد منفتح على العالم بشكل متسارع، وهذا يتيح مجالاً هاما للمنافسة الدرامية ولصناعة إعلام متطور».

وعن مستوى المسلسلات اللبنانية يقول حجو: «لا يمكنني تقييمها لأن الشرط التسويقي ما زال يفرض نفسه بقوة. عندما نشاهد عملا يتجاوز هذا الشرط، ولديه المساحة الكاملة من الحرية، يمكننا عندئذ تقييمه. فالشرط التسويقي يشكل حصارا والعائق الوحيد لصناعة دراما متقدمة».

وعن الدور الذي يلعبه ضعف النصوص في هذا المجال، يعتبر حجو أنه «عندما لا يكون هناك توزيع جيد في الأسواق العربية والخليجية، تُقدم عندئذ تنازلات فكرية وفنية في العمل، لقيامه بناء على فكرة مموّل وليس لصالح مشروع ثقافي. وعندما يكون هناك ميزانية محدودة فإنها تتحكم بالنص وتؤثر على آلية التفكير تجاه العمل، أي إنه يتم تفصيل العمل بناء على ميزانية وأفكار مسبقة. وخلاف ذلك، فإننا سنشاهد عملا جيدا، يعبر فعلا عن الحالة الفكرية الموجودة في لبنان».

وعن الممثل اللبناني الذي تعامل معه في عدد من أعماله، يقول: «إنه مظلوم، وهو يستحق أكثر من الفرص المتاحة له في الدول المجاورة، يستحق دراما ناجحة خاصة به. لقد شاهدنا فيلم «هلأ لوين» يشارك فيه ممثلون غير محترفين، فما بالك بالمحترفين؟ ليس صحيحا القول إن الممثل اللبناني طاقاته متواضعة، بل إن الفيلم قدم اناسا من الشارع كانوا أقدر من ممثلين محترفين في الدول المجاورة. أستغرب الأفكار المسبقة التي تروج لعدم وجود نصوص أو ممثلين أو مخرجين جيدين في الدراما اللبنانية. والسينما اللبنانية مع كل الظلم الذي وقع عليها، ما زالت أكثر تسويقا في الدول المجاورة، باستثناء مصر. وسوريا بكل المقومات التي تمتلكها لم تستطع إنتاج فيلم جماهيري مثل «هلأ لوين»، رغم أنه لا يعتمد على نجوم، ولا على تاريخ تسويقي لفنانين كبار».

وردا على سؤال حول مسلسله الأخير «الخربة» يقول: «لم أتوقع في الظرف السياسي الراهن مشاهدة أعمال درامية، وكوميدية تحديدا، تبعا للمزاج العام. وكنت أرى أن الدراما الوحيدة الممكن رؤيتها هي دراما النشرات الإخبارية. وفي الوقت نفسه، شكل «خربة» العمل الوحيد الذي يمكن أن أطلّ عبره على الشارع، فلم يكن بالإمكان تجاهل ما يحدث».

وحول كيفية التنسيق مع الكاتب ممدوح حمادة الموجود خارج سوريا، يوضح حجو: «لم يعد هناك حاليا ما يمكن أن يحجر على الأخبار، وكنت أسمع احيانا من حمادة أخبارا عن سوريا قبل أن تصل الينا. وكنا نتناقش بالفكرة وكان قابلا للتفاعل سريعا مع الحدث. وتطرقنا في «الخربة» الى كيفية تعاطي الأنظمة العربية مع ثورات الربيع العربي وواكبنا الأحداث، وإلا لكنت ترددت في تبنيه».

وعما إذا كان ثمة قلق جراء تضمين «الخربة» رسائل سياسية داخلية، خصوصا بعد تخوينه وزملاءه من موقعي بيان «سقف الوطن»، يقول مخرج «ضيعة ضايعة»: «كنا قلقين من اعتبارنا أننا استغللنا الظرف لنمرر وجهة نظرنا الخاصة من الأحداث، ولكن هناك ايضا من يقول بأن حاجز الخوف انكسر لدى الجميع. الدراما السورية كانت قبل الثورات العربية متقدمة على الشارع أحيانا، فكان من المعيب أن تكون متأخرة عنه اليوم، حتى ولو كانت بعض النتائج تنطوي على خطورة. ولكن رغم ذلك، الشارع اتهم الفنانين بأنهم لم يكونوا بمستوى الأحداث، وطبيعي أن يقولوا ذلك لأنهم في حالة غضب، ولكن الغضب ليس لسان حال الفن، فهو مشروع ثقافي يفترض به الحفاظ على أساليبه ولغته الثقافية والفنية، مهما ارتفعت وتيرة الحوار أو الغضب في الشارع. وهذا لا يعني أيضا أن الفن كان متأخرا أبدا».

السفير اللبنانية في

09/12/2011

 

يروي كيف تصادر إسرائيل الأراضي.. وتمارس التعذيب

«القانون في تلك المناطق»: عندما يكون القاضي هو العدو!

ترجمة جنان جمعاوي  

يلقي الفيلم الوثائقي «القانون في تلك المناطق» الضوء على «العدالة» المفقودة في المحاكم الإسرائيلية العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.

الفيلم الذي صُوِّر في غرفة واحدة، على مدى تسعة أيام، لا يستقي قوته من الحوارات التي صوّرت مع الفلسطينيين، وهو ما قد يبدو بديهياً في فيلم يحكي عن معاناة المحتلة أرضهم، وإنما من القضاة العسكريين المكلفين «فرض النظام وفرض العقوبات في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدى 43 عاماً» من الاحتلال الإسرائيلي.

أمام كاميرات المخرج الإسرائيلي رانان الكساندروفيتش، اتخذ بعض هؤلاء القضاة موقف الدفاع عن «دورهم في الاحتلال»، بعضهم كان أكثر وقاحة معربين عن «اعتدادهم» بهذا الدور. ثمة قاضٍ يقرّ بأنه كان يعلم بأن المحققين كانوا «يقدمون منهجياً على ضرب المشتبه بهم».

أيا كان موقفهم من الاحتلال، فإن المخرج يخلص، في فيلمه الوثائقي، إلى «حقيقة جلية»: «القضاة ينتهون باتخاذ إجراءات لا يمكن بالضرورة أن تنسجم مع القانون الدولي، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي، وفرض العقاب الجماعي، والاحتجاز من دون محاكمة، والترحيل والتعذيب».

في الوثائقي «القانون في تلك المناطق»، يبدو الكساندروفيتش، أحياناً، وكأنه يضع القضاة في قفص الاتهام. ففي أحد المشاهد، يقرأ المخرج على القضاة شهادة فلسطيني عن التعذيب الذي تعرّض له أثناء التحقيق معه. «التعذيب الجسدي إجراء اعتيادي أثناء الاستجوابات»، لكن لجان استقصاء الحقائق الإسرائيلية لطالما خلصت إلى أن القضاة لا يعلمون شيئاً عن هذا»!

يكذّب يوناتان ليفني، الذي عمل قاضياً بين العامين 1976 و1999 تلك اللجان. فيتساءل مستهجناً: «ماذا تسألني، عما إذا كنت أعلم عن حصول هذه الأشياء؟» قبل أن يجيب بما لا لبس فيه «بالطبع». عندما سئل عما إذا كان للقضاة سلطة وضع حد لهذه الانتهاكات. لم يوارب ليفني: «نظرياً، بإمكانك أن تكتب (تقارير)، بإمكانك أن تشتكي، بإمكانك أن تتحدث علانية. لكن عملياً: كلا، فأنت تخدم النظام».

ويروي قاضٍ سابق آخر، في الفيلم، كيف كان يساعد الحكومة الإسرائيلية في «إيجاد تفسيرات (تأويلية) لتشريعات عثمانية غامضة (تبريراً) لإعلان بعض المناطق غير المزروعة في الضفة الغربية «أراضيَ ميتة» ليسهل على إسرائيل الاستيلاء عليها».

ويحدد القانون القديم «الأرض الميتة» بأنها كل قطعة أرض «بعيدة بما يكفي عن القرية، بحيث إن أحداً فيها لا يمكنه سماع صياح ديك في وسط القرية». وفق هذا القانون، تدبّرت إسرائيل أمر اغتصاب ومصادرة نحو «سُدس الأراضي» حيث بنت مستعمراتها.

لطالما أرّقت الطريقة التي تتعامل فيها إسرائيل مع الفلسطينيين، الكساندروفيتش منذ أن جُنِّد في الجيش الإسرائيلي، قبل شهر واحد من الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 1987. كان مكلفاً حراسة المستوطنين، وهناك كان يشهد مراراً وتكراراً كيف كان زملاؤه في الوحدة «يفرغون إحباطاتهم وخيباتهم عبر ضرب الفلسطينيين».

أيا كان الضجيج الذي تحدثه ضمائر القضاة الإسرائيليين، إن حصل فعلاً وثارت تلك الضمائر ولو متأخراً، فإن الخبراء القانونيين يرجحون ان تواصل المحاكم الإسرائيلية دعمها للممارسات الحكومية «غير المقبولة»، ويستبعدون أن يعمد القضاة إلى الاعتراض عليها.

يروي ليفني، القاضي السابق، كيف «يقف القاضي على المنصة. يفترض أن الماثل أمامك هو المشتبه فيه. ويحدث أن هذا المتهم هو العدو». هو «وضع غير اعتيادي. قد تتغاضى قليلاً عندما يكون الوضع مؤقتاً.. ولكن أن يستمر هذا الوضع 40 عاماً وأكثر، فكيف بإمكان القضاء أن يكون عادلاً؟!».

(عن «نيوزويك» بتصرّف)

السفير اللبنانية في

08/12/2011

 

الممثلة اللبنانية تقول إن «الهجمة النسائية» على الكتابة بسبب خيال المرأة الواسع

هيام أبو شديد: هناك فنانون «يحرقون» حياتهم الحقيقية من أجل الشهرة

بيروت: هيام بنوت  

لا يمكن لأحد أن يشكك في براعة هيام أبو شديد كمقدمة برامج وكممثلة، أما ككتابة فلا تزال تجربتها تحت المحك، بخاصة أن مسلسل «أوبرج»، أولى تجاربها في هذا الإطار، لم يعرض منه حتى الآن سوى حلقة واحدة، وإليه سيُباشر قريبا الفيلم السينمائي «بعد منتصف الليل» الذي يحمل أيضا توقيعها ككاتبة وتوقيع فيليب أسمر إخراجا. لكن أبو شديد لا تبدو متحمسة لاحتراف المجال الجديد، قائلة: «لا أعتقد ذلك... (بعد منتصف الليل) كان أول نص كتبته قبل ثلاث سنوات واشتراه مني المنتج مروان حداد، بالإضافة إلى نصّ آخر بعنوان (بيت بيوت)، وهو فيلم موسيقي - عائلي. يومها شجعني حداد كثيرا وطلب مني كتابة مسلسل تلفزيوني، وعلى الرغم من أن فكرة (أوبرج) كانت موجودة في رأسي، ولكنني رفضت طلبه وقلت له أنا أكتب للسينما فقط، لأنني تعلمت كتابة السيناريوهات مع الراحل أندريه جدعون الذي كان أستاذي في الجامعة. ولكنه إصرّ على موقفه، وبناء على طلبه كتبت (أوبرج). لكنني لم أقرر احتراف الكتابة ولم أخطط لها، ولا أعرف ما إذا كنت سأكرر التجربة في أعمال قادمة، خصوصا أن الكتابة كما تقول كلوديا مارشليان تحتاج إلى الكثير من التضحية، وأنا وجدت أنها محقة في ذلك».

ولأن الكتابة سهلة، بحسب رأي مارشليان أيضا، تجيب أبو شديد: «كل مجال له متطلباته، وربما تكون الكتابة سهلة لناحية أن وقت الكاتبة ملكها، تعمل في بيتها وعلى راحتها، ولا تحتاج إلى ماكياج وتصفيف شعر، بينما التمثيل يتطلب من الفنانة أن تحفظ النصوص، أن تحمل أغراضها معها عندما تذهب إلى التصوير في مناطق بعيدة، أن تكون متأنقة دائما، الماكياج على وجهها، وشعرها مصفّف. أما تقديم البرامج فهو يحتاج إلى إعداد، والقيام بالأبحاث، واختيار الضيوف واستقبالهم، هذا عدا الاهتمام بالشكل. الكتابة مختلفة تماما، لأن الكاتبة تعمل بمفردها ولا ترتبط بمجموعة. فأنا مثلا أثناء كتابة مسلسل (أوبرج) انعزلت عن الناس والمجتمع وحبست نفسي في بيتنا في القليعات لمدة شهرين ونصف الشهر، وكنت كمن يعيش في قمقم. الكتابة تتطلب أجواء خاصة، والكثير من التضحية، وأيضا التنازل عن أشياء كثيرة كـ(الغدوات والعشوات) وتكريس كل الوقت للعمل، خصوصا إذا كان هناك قترة محددة لتسليمه».

ويلفت نظر أبو شديد، كالكثيرين، اتجاه الكثير من الممثلات نحو الكتابة، فتقول: «هذا الأمر استوقفني، فهناك منى طايع، وكلوديا مارشليان، وريتا برصونا، وفيفيان أنطونيوس، وسمية شمالي، ولورا خليل. ولقد سألت نفسي عن سبب (الهجمة النسائية) على الكتابة، ووجدت أنه يعود إلى كون المرأة تتمتع هي أيضا بخيال واسع، تمتاز بسهولة التعبير، وأنها منفتحة على الآخرين، وفياضة في عطائها. إلى ذلك فإن الكتابة مادة يتم تدرسيها في الجامعة، وكل الممثلات اللواتي توجهن نحو الكتابة هن خريجات معهد الفنون، بالإضافة إلى سبب آخر وهو أن بعض الممثلات من خلال الكتابة يكتبن الدور الذي لم يكتب لهن. لكنني شخصيا رفضت أن أشارك كممثلة في مسلسل (أوبرج) على الرغم من أن المنتج مروان حداد طلب مني ذلك، وفضلت أن لا أكون ضمن عائلة الممثلين لكي لا أكون (عين الكاتب) التي تراقب وتنتقد، لأن الخيال يذهب إلى مكان أبعد كثيرا مما يمكن أن تعطي الحقيقة. أفضل أن أمثل أعمال كتّاب آخرين، وأن لا أجمع بين الكتابة والتمثيل في أعمالي، وهذا الأمر ينطبق أيضا على تجربتي منى طايع وكلوديا مارشليان، اللتين لم تشاركا كممثلتين في أعمالهما».

هل ترى أبو شديد أن الدراما ظلمتها، خصوصا وأن ثمة من يعتبر أنها لم تنل فرصتها الحقيقية كممثلة؟ تجيب: «كلا، أنا لا أعتبر ذلك، لأن ابتعادي كان نتيجة قرار شخصي مني. فأنا بعد الزواج فضلت التفرغ لزوجي وبيتي وأولادي، لأنني كنت أعرف جيدا أن الفن سيأخذ الكثير من وقتي كأمّ وكزوجة. ولذلك انتقلت في فترة لاحقة نحو تقديم البرامج، لأن وقته يتناسب مع وقتي كربة أسرة. في ذلك الوقت كانت عائلتي لها الأولوية في حياتي، وعندما عدت إلى التمثيل بعد 20 عاما من خلال مسلسل (عصر الحريم)، كان دوري جيدا وجميلا، ومن بعده شاركت في مسلسل (لونا)، ثم مسلسل (لولا الحب) مع نادين الراسي، وحاليا سأتقاسم وعمار شلق بطولة مسلسل جديد بعنوان (استشارة)، ألعب فيه دور أم لشاب وصبية وتعيش قصة حب مع شاب يصغرها بعشرين عاما، وكلها أدوار مختلفة ومتنوعة. العمر الذي عدت به إلى التمثيل لا يسمح لي بأن ألعب أدوار البطولة الأولى والمطلقة، ولكنني أحرص على اختيار الأدوار المميزة التي (تعلّم) عند الناس».

ولأن رأي أبو شديد يتناقض مع آراء الكثير من الفنانات اللواتي يعتبرن أنه يمكن التوفيق بين الفن والعائلة، وتاليا النجاح في كلا المجالين، فتوضح: «لطالما رددت وكررت، حتى أثناء دراستي في فرنسا، أنه لا بد وأن يأتي يوم تتنحى فيه هيام الفنانة أمام هيام الإنسانة. كنت أشعر دائما أن هناك فنانين (يحرقون) حياتهم الحقيقية من أجل وهم وبريق الفن، ومن أجل الاسم والشهرة. أنا حددت أولوياتي منذ البداية، وخيار الابتعاد عن الفن كان بقرار شخصي ولم أتردد أبدا عندما حسمته، لأنني كنت أريد لزواجي أن ينجح، وأن أعيش أمومتي كاملة، وأن أعطي أولادي كل الوقت الذي يحتاجون إليه مني، وإلاّ لما كنت تزوجت وأنجبت. لا يحق لأي أم أن تخطئ في تربية أولادها، كما لا يمكنها الرجوع إلى الخلف عندما يتعلق الأمر بأمومتها، بينما هذا ممكن في مجال الفن، الذي عوضت عنه من خلال تقديم البرامج والإعداد. وعندما أصبح أولادي (شبابا وصبايا) عدت إلى التمثيل، لأنهم لم يعودوا بحاجة إلي مثلما كانوا صغارا. لا أنكر أنني أشعر بلذة لأنني عدت إلى مجالي الحقيقي، وفي الوقت نفسه أنا مرتاحة نفسيا لأنني أديت دوري كأمّ بالشكل الذي يرضيني ويفرحني. ربما غيري يستطيع أن يحمل بطيختين بيد واحدة، بينما أنا لا يمكنني أن أفعل ذلك على الإطلاق».

إذا كان التقديم عوضها شهرة لم تحصدها من خلال التمثيل، فهل استطاع أن يعوضها إبراز طاقات دفينة في داخلها كممثلة؟ تجيب: «التقديم مختلف تماما، وأنا تعلمته من خلال برنامج (استوديو الفن)، وكان حالي يومها يشبه حال المشتركين فيه. يومها اكتشفت عالما جديدا وأحببته، لأنني وجدت فيه أشياء جميلة لا يمكن أن أحصل عليها في مجال التمثيل. في التقديم هناك الشخصية الحقيقية التي تبرز، اللقاء المباشر مع الناس ومشكلاتهم، وبخاصة في البرامج الاجتماعية والإنسانية، حيث يشعر المقدم أنه عنصر فعال ويستطيع أن يحرك الأمور على أرض الواقع، بينما في التمثيل يجسد الممثل شخصية واحدة من خيال الكاتب. وعلى الرغم من أن العمل الفني يحمل رسالة وهدفا إنسانيا واجتماعيا، لكن في التقديم هناك قضية جديدة تطرح أسبوعيا، وأعتقد أن هذه هي السياسية الحقيقية التي تغيّر بلدا ومجتمعا. أما بالنسبة للشهرة فما معنى شهرة؟ هي مجرد وهم، ومن يقتل زوجته وأولاده يمكن أن يصبح مشهورا وتكتب عنه الصحافة في كل دول العالم. الشهرة ليست هدفا بالنسبة إلي، ولكنها جميلة لأنها تجعلني قريبة من الناس وحضوري محببا عندهم، وهذا الأمر يفرحني ويشعرني أنهم يقدّرون عملي، ولكن في المقابل هناك أشخاص يعملون في الظل ويقومون بأشياء عظيمة ويستحقون الشهرة أكثر منا، ولكن لا أحد يعرفهم. لست نادمة على شيء، وربما كنت عشت شعور الندم لو أنني لم ألتقِِ بالشخص المناسب الذي أكوّن معه عائلة».

ترى أبو شديد أن التلفزيون تخلى عنها فجأة كمقدمة على الرغم من أنها حققت نجاحات كبيرة في المجال، فتقول: «يمرّ الإنسان بمراحل عدة في حياته، فهو يمكن أن يصل إلى مرحلة مرتفعة جدا ويكون إنتاجه غزيرا، وأيضا يمكن أن يمر بمرحلة من التصحّر. حياة الإنسان مجموعة خطوط، ترسم له (الطلعات والنزلات) في مراحلها المختلفة، وبالنسبة إلى مجال التقديم أنا حاليا في (السهل) ولست في قمة العطاء، وكل تركيزي ينصبّ على مجالي التمثيل والكتابة، مع أنني قدمت مجموعة حلقات على الـ(إل بي سي) من برنامج (أغاني في عمري)، كما استضفت كارول سماحة في حلقة خاصة بعد تجسيدها لشخصية صباح في مسلسل (الشحرورة). في الأساس لا يمكنني أن أجمع بين التمثيل والتقديم والكتابة في وقت واحد، بل كل شيء له وقته. أنا لم أعتزل التقديم ولكن الوقت ليس وقته، ولا توجد بين يدي فكرة جميلة وجديدة أطل فيها على الناس، لأنني لا أريد أن أكرر أفكارا قدمتها سابقا، وقد يحين دوره في المرحلة القادمة».

وعن وضع الدراما اللبنانية، وموقف بعض الممثلين الذين يصرحون أنهم لا يتابعونها، في حين أنه مطلوب منهم أن يكونوا الداعم الأكبر لها، قالت: «بما هم يحاولون التهرب من الإجابة، بينما أنا شخصيا تستهويني الدراما وأتابعها كثيرا، وعندما يلفتني أحد الزملاء أتصل به وأهنئه. لكن الداعم الأكبر للدراما اللبنانية هم اللبنانيون أنفسهم، لأنهم يساهمون فيها وكأنهم منتجون مشاركون، فهم يفتحون لنا قلوبهم وبيوتهم دون أي مقابل مادي، وأحيانا نمضي عندهم شهرا كاملا، نصوّر، نستعمل أغراضهم، ندخل مطابخهم، وننام في أسرّتهم. هؤلاء هم أكبر داعم للدراما اللبنانية، ومثلهم أصحاب المكاتب والشركات، وأيضا لا يجب إغفال دور المنتجين والمخرجين، ومن غير المسموح لأحد التقليل من شأن الدراما اللبنانية، خصوصا وأن لبنان كان الأول دراميا على مستوى الوطن العربي، عندما كان تلفزيون لبنان في عصره الذهبي، أما حاليا فلا شيء ينقصنا لكي نكون في الطليعة، لأن لدينا ممثلين (قبضايات) ترفع لهم القبعة، مع الاعتراف أن وضعنا الإنتاجي أقل بكثير من غيرنا. وأعتقد أنه لو نظمت مسابقة تضم أكثر من بلد عربي، وتم رصد مبلغ معين لإنتاج قصة معينة، لفزنا بالمرتبة الأولى، لأننا ننتمي إلى جيل الحرب، واعتدنا أن ننتج ونعيش من القليل».

الشرق الأوسط في

09/12/2011

 

عودة الكبار في رمضان 2012 ..

كسب للدراما أم إلغاء للبطولات الجماعيَّة؟

كتب: غنوة دريان  

عادل إمام، محمود عبد العزيز، شيريهان، كريم عبد العزيز، أحمد السقا… نجوم كبار سيتصدّرون شاشة رمضان 2012 بعد غياب أكثر من عشر سنوات عنها، فهل سيستأثر هؤلاء بأكبر نسبة مشاهدة أم تبقى الطريق مفتوحة لنجوم شباب من أمثال تيم حسن وعمرو سعد… برزوا في العام الماضي من خلال بطولات جماعية؟

يعود عادل إمام في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» الذي كان يفترض أن يعرض في رمضان 2011، إلا أن معوقات إنتاجية وعدم قدرة فريق العمل على اللحاق بالسباق الرمضاني، أجلا المسلسل إلى رمضان 2012.

بدوره، يعود النجم محمود عبد العزيز إلى الشاشة الصغيرة في مسلسل «باب الخلق»، إنتاج الشركة التي يملكها ابنه الأكبر، إخراج عادل أديب، وستشاركه في التمثيل مجموعة من الوجوه الجديدة. يعالج المسلسل قضايا اجتماعية واقتصادية ويظهر محمود عبد العزيز في مراحل عمرية مختلفة، لذلك استعين باختصاصية ماكياج من تركيا لتقديم محمود عبد العزيز في مرحلة الشباب بطريقة مقنعة. سيتم التصوير في أوروبا وفي مصر.

يشكل عادل إمام ومحمود عبد العزيز حالة فنية خاصة، ويهدف كلّ منهما إلى احتلال شاشة رمضان المقبل على خلفية الصراع بينهما الذي يعود إلى أكثر من 20 عاماً، عندما حلّ محمود عبد العزيز بديلاً لعادل إمام في مسلسل «رأفت الهجان»، بعد رفض الأخير أن يبدأ المسلسل على طريقة الفلاش باك، وحقق عبد العزيز نجاحاً في أجزاء المسلسل وضاهت نجوميته نجومية عادل إمام.

عودة بعد «هروب»

بعد احتجاب أكثر من 13 سنة، تعود شيريهان إلى الدراما الرمضانية في مسلسل من إنتاج شركة «كينغ توت للانتاج الفني» ومن تأليف محمد الحناوي (قدم في العام الماضي مسلسل «خاتم سليمان» الذي حقق نجاحاً). اشترطت شيريهان عدم تسريب أي معلومة عن المسلسل، خصوصاً أنه ما زال في طور الكتابة، وقد يتم تأجيله إلى 2013، حرصاً منها على دقة خياراتها والعودة إلى الشاشة بعمل فني يليق بتاريخها.

كذلك سيشارك كريم عبد العزيز في مسلسل «الهروب» ويعكف المؤلف بلال فضل على كتابته، وما زال القيمون عليه في مرحلة اختيار فريق العمل. أما أحمد السقا فيعود إلى الشاشة الصغيرة في مسلسل «خط أحمر» ويشاركه البطولة أحمد رزق، بعد غياب منذ مشاركته في مسلسل «نصف ربيع الآخر» مع يحيى الفخراني وإلهام شاهين.

من جهته، تعاقد أحمد عز مع قناة «سي بي سي» الفضائية على تقديم مسلسل سيعرض على الشاشة الوليدة بصورة حصرية، ويفاضل عز بين سيناريوهين أحدهما من ملف المخابرات المصرية. في السياق نفسه، نفى عز أن يكون وافق على تجسيد شخصية أشرف مروان في مسلسل من إنتاج «سي بي سي» أو غيرها من محطات.

قضايا اجتماعيَّة

بعد تخلّفها عن الشاشة الرمضانية في العام الماضي لأسباب منها ثورة 25 يناير وإدراجها على اللائحة السوداء، تعود يسرا في مسلسل «شربات لوز» وتجسد فيه شخصية امرأة تكافح لإعالة عائلتها والعيش بكرامة. كذلك يشارك يحيى الفخراني في مسلسل «الخواجة» من إخراج ابنه شادي الفخراني، ونور الشريف في مسلسل «عرفه بحر» بعد صرف النظر عن تقديم مسلسل «بين شوطين» لأسباب ما زالت مجهولة. وكان الشريف غاب عن شاشة رمضان 2011.

استأنفت إلهام شاهين تصوير مسلسل «قضية معالي الوزيرة « حيث تجسد شخصية وزيرة تتورط في جريمة قتل. كان يُفترض أن يعرض المسلسل في رمضان الماضي، إلا أن الأوضاع الأمنية أجلت التصوير بالإضافة إلى إدراج إلهام شاهين ضمن اللائحة السوداء، علماً أنها ستكتفي بتقديم مسلسل واحد بعدما اعتادت تقديم مسلسلين دفعة واحدة في الأعوام السابقة.

يستكمل الفنان محمد هنيدي الجزء الثاني من مسلسل «مسيو رمضان» الذي حقق نجاحاً في العام الماضي، كذلك الحال بالنسبة إلى الفنان الكوميدي هاني رمزي الذي يقدم مسلسل «ابن النظام « (كوميدي لا يخلو من اسقاطات سياسية).

مشاركات غير محسومة

في أول تجربة لها في الدراما التلفزيونية تشارك هيفا وهبي في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» بعدما سجلت نجاحاً في السينما في فيلم «دكان شحاته».

خالد الصاوي وخالد صالح اللذان برزا في العام الماضي، الأول في مسلسل «الريان» والثاني في مسلسل «خاتم سليمان»، ما زال كل منهما يبحث عن سيناريو مناسب له مع الإصرار على استثمار نجاح العام الماضي، وقد ترددت أنباء عن قرب توقيعهما عقداً مع قناة «سي بي سي» التي تعكف على البحث عن سيناريوهات مناسبة لهما.

لن تتخلّف غادة عبد الرازق عن الركب الرمضاني في 2012 وبدأت تصوير مسلسلها، علماً أنها كانت تتمنى أن يشاركها البطولة النجم العالمي عمر الشريف إلا أنه رفض. أما ليلى علوي، التي شاركت الفنان جمال سليمان مسلسل «الشوارع الخلفية}، في العام الماضي، فلم يرشح شيء عمَّا إذا كانت ستتخلف عن السباق الرمضاني في 2012 أم ستعود إلى سلسلة «حكايات منعيشها». كذلك لم نعرف بعد ما إذا كان شريف منير سيقدم مسلسلاً من بطولته المطلقة أم سيشارك الفنان كريم عبد العزيز في المسلسل الذي يعتزم تقديمه.

لم تحسم فيفي عبده وسمية الخشاب أمرهمها لناحية تقديم الجزء الثاني من «كيد النسا» الذي حقق نجاحاً على رغم الكم الهائل من النقد الذي طاوله وبطلتيه، ومع أن اللقطة الأخيرة أوضحت أن ثمة جزءاً ثانياً إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يرشح بعد سواء من الفنانتين أو من الجهة المنتجة.

الجريدة الكويتية في

09/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)