حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تجده المسلسل الأنسب لظروف مصر والوطن العربي

حنان ترك: "نونة المأذونة" جدد دمائي

القاهرة - حسام عباس

جددت الفنانة حنان ترك في إطلالتها الرمضانية هذا العام وقدمت عملاً كوميدياً خلال مسلسل “نونة المأذونة” الذي اختلفت حوله الآراء، لكنها وجدته الأنسب في ظل الظروف التي مرت بها مصر والوطن العربي كله . حنان تحمست للفكرة لأنها جديدة ولم تقدم في تاريخ الدراما وتقول إنها تحترم كل ردود الفعل وجميع الآراء ولديها مشاريع فنية للمرحلة المقبلة تتحدث عنها في هذا اللقاء معها .

·         هل كان تقديمك مسلسل “نونة المأذونة” اضطراراً أم اختياراً؟

- كان المفروض أن أقدم مسلسلاً بعنوان “رسائل” للكاتب المؤلف محمد سليمان، وبدأنا بالفعل التجهيز له، لكن أحداث ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث في مصر والوطن العربي اضطرنا لتأجيل المسلسل لأنه عمل كبير ويحتاج إلى وقت وجهد وظروف مستقرة وتحمست لفكرة مسلسل “نونة المأذونة” على سبيل إنقاذ الموقف ووجدته الأنسب لهذه الظروف .

·         بمعنى؟

- “نونة المأذونة” عمل كوميدي خفيف والضغوط التي تعرض لها المواطن العربي بسبب الأحداث السياسية تجعله في حاجة إلى الضحك والكوميديا ولذلك تحمست لهذا العمل .

·         هل أفادك ذلك باعتبار أن أعمالك السابقة كان يغلب عليها الطابع التراجيدي؟

- هذه وجهة نظر وبالفعل كنت في حاجة إلى التجديد وتحمست لفكرة المؤلف عزت الجندي لأنه لأول مرة تقدم شخصية المأذونة في الدراما العربية وكنت سعيدة بشكل العمل ومضمونه .

·         هل سعيت لوضع نفسك في دائرة فنانات الكوميديا؟

- لا يمكن أن أصنف نفسي كفنانة كوميدية ولكنني ممثلة قادرة على تقديم كل الأشكال الفنية، وأنا لست معنية بالتصنيفات والحكم للجمهور والنقاد، وسبق أن شاركت في أعمال كوميدية في السينما والمسرح والتلفزيون أيضاً .

·         بصراحة، هل نجاح تجربة هند صبري العام الماضي في مسلسل “عايزة أتجوز” كان حافزاً لك لتقدمي “نونة المأذونة”؟

- هذه حقيقة لأن “عايزة أتجوز” كان عملاً كوميدياً رائعاً وفي حلقات منفصلة متصلة ويناقش قضية الزواج أيضاً لكن “نونة المأذونة” فيه أوجه خلاف عديدة حيث أقدم شخصية المأذونة لأول مرة في تاريخ الدراما العربية .

·         البعض وجد أن المسلسل متواضع ولم يحقق النجاح المطلوب؟

- أحترم كل الآراء ولكل إنسان حقه أن يحب عملاً أو لا يحبه، لكن المحصلة أن المسلسل وجد صدى كبيراً عند الناس وتابعوه، وأنا قدمت تجربة جديدة وعملاً مختلفاً .

·         هل تعاملت بمنطق المنافسة مع نجوم الكوميديا أمثال هنيدي وهاني رمزي؟

- على الإطلاق، لا يمكن أن أتعامل بهذا المنطق، أنا لا أصنف نفسي كما قلت واجتهدت لتقديم عمل مختلف وله رسالة في مناقشة قضايا العنوسة والزواج والطلاق وغيرها من قضايا العلاقة بين الرجل والمرأة .

·         ماذا كان وراء الاستعانة بنجوم ومشاهير كضيوف شرف في الحلقات؟

- أولا، أي نجم محبوب يشارك في العمل بحلقة أو عدة مشاهد إضافة إلى المسلسل ويعطي أهمية للحلقات وعامل جذب ويربط المشاهد بالأحداث ويمنحها حيوية وتشويقاً .

·         مخرجة المسلسل منال الصيفي في أول تجربة تلفزيونية لها وأبطال العمل من الوجوه الصاعدة . . هل تعاملت بمنطق المغامرة؟

- دائماً أحب الرهان على الجديد والمختلف ومنال الصيفي مخرجة مبدعة وتعاملت معها في السينما ولها وجهة نظرها، والوجوه الشابة معي كلهم كانت لهم أعمال سابقة ولهم رصيد عند الناس ودمهم خفيف ومناسبون لأدوارهم والعمل معهم كان ممتعاً .

·         هل في خطتك أعمال فنية قريبة في السينما أو التلفزيون؟

- سوف نكمل مسلسل “رسائل” لرمضان المقبل إن شاء الله ولدي سيناريوهات سينمائية كثيرة لكنني أتمنى تقديم فيلم “الأخت تريزا” وهو مشروع يكتبه بلال فضل وسيكون علامة مهمة في مشواري .

·         ألم تفكري في ممارسة نشاط سياسي والانضمام إلى أحد الأحزاب الجديدة بعد الثورة؟

- السياسة لها ناسها ولا علاقة لي بها، بل أحب أن أمارس نشاطي الاجتماعي والخيري من خلال عضويتي في منظمة الإغاثة الإسلامية وجمعية حياة بلا تدخين، وأشارك عدداً كبيراً من مشاهير ونجوم المجتمع في مبادرات ومشاريع إنسانية مفيدة للبشرية كلها في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي.

الخليج الإماراتية في

23/09/2011

 

أفضل وجه درامي سوري في استطلاع "الخليج"

أيمن عبدالسلام: الحظ حالفني كثيراً

دمشق - أحمد شلهوم:  

سبعة أعمال درامية وفيلمان سينمائيان وخمسة عروض مسرحية هي حصيلة الفنان السوي الشاب أيمن عبد السلام هذا العام، والذي حاز المرتبة الأولى في الاستطلاع الذي أجرته “الخليج” بأعلى نسبة تصويت كأفضل وجه جديد في الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني 2011 حيث بلغت نسبة التصويت لصالحه 36%، كما كان الفنان الشاب الأول على دفعته التي تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2010 . يعتبر الفنان الشاب أن الحظ حالفه كثيراً ولعب دوراً مهماً في عمله، ويحمل في داخله أهمية لشخصيته التي أثارت الجدل في مسلسل “يوميات مدير عام 2” التي اعتمد فيها على الارتجال أكثر مما هو مكتوب على الورق، ويعتبر مشاركته السينمائية مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد “خطيرة” من خلال الدور الذي أداه .

“الخليج” التقت الفنان أيمن عبد السلام وكان معه الحوار التالي:

·         حدثنا عن مشاركاتك خلال الموسم الدرامي الحالي .

- قدمت سبعة أعمال تلفزيونية وفيلمين سينمائيين وحوالي خمسة عروض مسرحية، فعلى صعيد الدراما عملت بمسلسل “يوميات مدير عام 2” وتم اختياري من قبل المخرج زهير قنوع وأشكر له ثقته بي ومنحي دور البطولة في هذا العمل من خلال شخصية موظف يقوم ببيع أجهزة المحمول (الخلوي) في الدائرة التي يعمل بها، وكانت الشخصية تتمتع بمساحة كبيرة من الارتجال . كما عملت مع المخرج إياد نحاس في “أيام الدراسة” وعملت مع المخرج مصطفى برقاوي في “كريزي” وأعتبر هذا المخرج من أكثر المخرجين الذين قدموا للشباب الخريج الجديد فرصاً حقيقية، وأيضاً لي مشاركة في مسلسل “سوق الورق” مع المخرج أحمد إبراهيم الأحمد، وعملت في عمل منفصل متصل هو “بقعة ضوء 8” مع المخرج عامر فهد، وأيضاً في مسلسل “شيفون” للمخرج نجدت أنزور والذي تأجل موعد عرضه، كما عملت في مسلسل “ملح الحياة” الذي أخرجه الفنان أيمن زيدان .

·         ما الذي حققته لك مشاركتك في “يوميات مدير عام 2”؟

- قدم لي ما كنت أرغب في تقديمه، فتفاصيل الشخصية لم تكن مفروضة عليّ، بل كنت أتناقش مع المخرج زهير قنوع حول تفاصيل ما سأقدمه في المشهد، فكان الجواب عموماً “قدم ما ترغب المهم أن نوصل الفكرة من المشهد أو الدور”، كما أن الارتياح الذي لاقيته خلال التصوير دفع العديد من النقاد والأشخاص من الوسط الفني للاتصال بي وعبروا عن تفاجئهم بما قدمته كوني لم أكن مرتبكاً من الكاميرا باعتبار أن مسلسل “يوميات مدير عام 2” هو أول عمل تلفزيوني أشارك به .

·         وكيف رأيت تقبّل الجمهور لهذا الدور؟

- كان هناك آراء مختلفة، وأثارت الشخصية بعض الجدل، فمنهم من أعجب بالشخصية وبأدائي لها، وهناك من انتقدها باعتبار أنني أستطيع تقديم الأفضل من ذلك، أحترم كافة الآراء ولكني أقول أنني أديت الشخصية بما يلزم ويتناغم مع ما كان مكتوب على الورق .

·         لديك العديد من التجارب المسرحية بماذا تتحدث عنها؟

- المسرح قريب مني كثيراً، فهو السبب وراء ما عرض عليّ من أعمال وأدوار، فعند تخرجي من المعهد العام الفائت 2010م قدمت عرضين مسرحيين، وبعدها قابلت المخرج أسامة حلال الذي عرض عليّ دوراً في عرضه المسرحي “حكاية علاء الدين”، وتزامناً مع بروفات هذا العمل عرض عليّ الفنان والمخرج أيمن زيدان دوراً في عرضه “راجعين” فكنت شبه مقيم في صالة المسرح أنتهي من بروفا وأدخل إلى أخرى، الأمر الذي كرّس شخصيتي على المسرح خاصة وأن العملين عرضا لمدة شهر ونصف، وبعدها أتى مهرجان دمشق المسرحي فقدمت العرضين المذكورين خلال المهرجان الذي عرضت عليّ فيه فرقة “سيما” المسرحية التي يشرف عليها المخرج علاء كريميد دوراً في عرض الختام الذي حمل عنوان “عالم الدمى”، وهذه كانت التجربة الثانية مع المخرج علاء كريميد بعد تجربة في السنة الأولى من المعهد، وبما أن كل المخرجين وخاصة مخرجي الدراما يحضرون إما عرض الافتتاح أو الختام من المهرجان وبعضهم يتابع بعض العروض، وبما أنني كنت مشاركاً في ثلاثة عروض خلال المهرجان فكانوا يتابعونني وهذا ما أدى إلى تجسيدي للعديد من الأدوار في الأعمال الدرامية التي عرضت هذا العام .

وبالنسبة لي فلن أبتعد عن المسرح نهائياً، وقد طلبت إلى العديد من الأشخاص الذين أعرفهم أن يرشحوا اسمي إلى أي عمل مسرحي، وأوجه عبر جريدتكم الموقرة نداء إلى كل شخص يعمل بالمسرح ويحتاج ممثلين ليشاركوه العمل فأنا جاهز للعمل والمشاركة في العروض المسرحية .

·         وماذا عن التجربة السينمائية؟

- قدمت تجربة “خطيرة” مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، فهي تجربة جديدة من نوعها بالنسبة لي وكانت الحلم الذي أحلم به، وذلك من خلال فيلم “العاشق” . وهناك فيلم سينمائي من إنتاج القناة التربوية السورية .

·         هل اختلفت نظرتك إلى الشهرة قبل دخولك الوسط الفني وبعد ذلك؟

- قبل دخولي الوسط الفني كنت أنظر إليه وإلى الشهرة كمن يقف على الشاطئ ويتأمل البحر ويتغزل به أما بعد دخولي الوسط الفني فقد أصبح الأمر أشبه بمن أبحر بمركبه في البحر ليراه هادئاً تارة وهائجاً تارة أخرى، تلاطمك الأمواج فتعيدك إلى الوراء أحياناً وتدفعك إلى الأمام أحياناً أخرى، وإجمالاً الشهرة كالبحر أيضاً .

·         هل يمكن القول إنك حققت مكانة جيدة في الوسط الفني مقارنة بزملائك ممن تخرجت معهم؟

- بالتأكيد، بالرغم من أن الدفعة التي تخرجت معها كانت موفقة ومحظوظة في الأدوار التي عرضت عليها ومنهم من كان مشاركاً في بطولة المسلسلات التي شاركت أنا بها .

·         أتيت الأول في الاستطلاع الذي أجرته “الخليج” كأفضل وجه جديد في الدراما السورية، برأيك إلام يرجع السبب؟

لعب تنوع الأدوار التي أديتها دوراً كبيراً في ذلك وخاصة أن الناس تعرفوا إليّ من خلال عدة شخصيات قدمتها وخاصة في “يوميات مدير عام 2” التي أثارت الجدل، كما أن الناس رأوني بأشكال مختلفة، طالب مدرسة “أيام الدراسة”، طالب جامعة “سوق الورق”، صنايعي، كوميدياً في عدة مسلسلات، وربما اعتبروا أنني أهتم بعملي من خلال هذا التنوع وإتقاني للأدوار التي أديتها .

·         وما هو دور الحظ في عملك؟

- أنا محظوظ جداً، ولا أنكر أن الحظ لعب دوراً كبيراً في عملي هذا العام من خلال الأعمال الدرامية والعروض المسرحية التي عرضت عليّ، وكان يحز بنفسي أني لم أشارك في السينما فأتاني عرضان بدل العرض الواحد .

·         ما هو العمل الذي عرض خلال الموسم الرمضاني الفائت وتمنيت المشاركة فيه؟

- “الولادة من الخاصرة” و”جلسات نسائية”، فهذان العملان لفتا انتباهي، ففي “الولادة من الخاصرة” لفت انتباهي أن الأحداث فيه مطروحة بشكل يشد المتابع بقوة إضافة إلى عنصر التشويق الذي كان واضحاً في العمل، وأما “جلسات نسائية” ما لفت انتباهي فيه هو إحساسي بأن العمل مصور بطريقة سينمائية تظهر الحياتية في الحوار بين الشخصيات .

·         أنت كوجه جديد ماذا تطلب من المخرجين؟

- لا يمكنني أن أطلب منهم، لأنهم صاروا يختارون الأفضل لأعمالهم، وهذا ما برز واضحاً في الأدوار الشبابية حيث تم الاعتماد على الوجود الجديدة والشابة في “أيام الدراسة” و”سوق الورق” كونها الأنسب لأداء أدوار الطلاب في هذه المراحل العمرية .

·         هل الموهبة أساس في الفن أم الدراسة؟

- بالتأكيد الموهبة هي الأساس، ففي التمثيل لا يدرس الطالب (1 + 1 = 2) كما في الهندسة، بل على العكس تماماً، فكل ما يقدمه الطالب نابع من داخله، ولا يمكن القول هنا أن الدراسة تخلق موهبة فالكثير من كبار نجوم الدراما والفن في سورية ليسوا خريجين أكاديميين بل موهوبين .

الخليج الإماراتية في

23/09/2011

 

إعلام «هييييييه»

حنان شومان 

غبت فترة عن مصر سمحت لى أن أستريح من اللهاث اليومى فى شوارع القاهرة طوال النهار، ثم الارتماء فى أحضان التليفزيون وبرامجه على المحطات المختلفة حتى آخر الليل.

غبت فترة تسمح لى أن ألتقط أنفاسى من دوامة تأخذنا منذ شهور ليل نهار، والأهم أن البعد سمح لى برؤية بانورامية لمشهدنا الإعلامى الصاخب، وأرجو ألا تكون رؤية زاغ فيها البصر.

أتت ثورة يناير لتهدم نظام حكم وحياة طال بها الأمد على المصريين، وفى إطار هذا الهدم، كان يجب أن يتم هدم إعلام مكتوب ومرئى مرتبط بأبجديات فترة ماضية.

ولكن للأسف كما فعل العامة فى الشوارع حين تصوروا أن الثورة مساوية لمشهد الطلبة فى آخر أيام الدراسة بعد أن يخرج المدرس الغتت من الفصل فيصرخوا مجتمعين هيييييه..... ويلقوا بالكراريس فى الهواء ثم يتجاوز البعض فى تمزيقها، ويزيد بعضهم فيبدأوا فى تكسير الكراسى والسبورة وزجاج النوافذ أحيانا، متناسون أنهم فى غمرة فرحتهم من الخلاص من الأستاذ الغتت وانتهاء العام الدراسى يخربون مدرستهم التى سيعودون إليها بعد أيام قليلة وعليهم أن يرمموها على نفقتهم.

فعل الإعلام مثل العامة فصرخوا «هييييه» وألقوا بكل كراريسهم، فكل الأخبار الهامة فى الصحف صارت تنسب إلى مصدر مسؤول مجهول، وأغلب ما ينقل على أنه حقائق ماضية أو حاضرة هى من قبيل كلام المقاهى والمصاطب. أما الإعلام المرئى فقد حدث فيه انشطار نووى وبنفس معايير الإعلام المكتوب، كثرت المحطات الوليدة والبرامج الجديدة والوجوه والأصوات، واختلط الجد بالهزل، والنكتة بالحقيقة، والرأى بالتحريض والتعريض، والمشاهد تائه بين هذا وذاك.

ولكن فى خضم كل هذا على أن أذكر رجلاً يقبع الآن فى السجن منتظراً حكم القضاء اسمه أسامة الشيخ، لو منحه أهل الإعلام حقه لقالوا إنه مسؤول كعقل عن أكثر الجوانب الإيجابية فى إعلام ما بعد الثورة، أما سلبياته فهى مسؤولية القائمين عليه الآن.

فكل المحطات الوليدة وغير الوليدة قامت على خرائط برامجية وشكل قدمه أسامة الشيخ منذ تولى قناة «إيه آر تى» مروراً بـ«دريم» و«الراى»، ثم أخيراً القنوات المتخصصة، فمحطات كاملة قائمة على بعض من فائض ما قدمه الرجل، وكل الوجوه التى نشاهدها الآن على مختلف الشاشات دون استثناء هى من دفع بها أسامة الشيخ أمام الكاميرات، أو كان فى طريقه أن يفعل ذلك، وكل البرامج هى استنساخ متكرر من أفكار قدمها الرجل أو تحمس لها، أحببناها أو كرهناها، ولكن للحق فهى مسؤولية أسامة الشيخ.. الرجل فى انتظار حكم القضاء وبغض النظر عن النتيجة فلا بد من منحه حقه الآن، ولو أنكره عليه إعلام تلاميذ هيييييه.

اليوم السابع المصرية في

23/09/2011

 

يا عزيزى كلنا فاسدون

حنان شومان 

أضرب المعلمون مع بداية العام الدراسى، وأكثر من نصف عمال النقل مضربون، والأطباء فى حالة دعوة دائمة للإضراب، وأساتذة الجامعة فى طريقهم كذلك للإضراب وعشرات من المهن والمؤسسات تفعل ذلك منذ ثورة يناير، ويخرج علينا نشطاء السياسة وحقوق الإنسان وغيرهم من المنظرين بتأييدهم لهذه الإضرابات مرحبين بهم، مستندين إلى عبارة متكررة بأن الإضراب حق كفله الدستور والقانون.

بل إن رئيس الوزراء العاطفى سبق الجميع منذ شهور أعطى للإضرابات خطا أخضر حين صرح على الشاشات بأننا «يا عينى» شعب جريح نحتاج المداواة والطبطبة، وشاركه المجلس الحاكم بأن تراخى فى تنفيذ ما قرره من عدم التفاوض مع المضربين الذين يوقفوا سير العمل، بينما لا يتراخى فى أشياء أخرى مرفوضة.

أى أن الكل سواء مُضربون أو سياسيون أو حكام يشاركون فى هذه المنظومة الفاسدة.

قد يكون الإضراب حقا فى الظروف المعتادة فى حياة الأمم، ولكنه فى مصر الآن خيانة....لأننا أمة مريضة، والمرض له ظروف خاصة. المشهد المصرى الآن يبدو وكأننا أبناء أم مرضت فقرر أبناؤها إدخالها الرعاية المركزة المكلفة جداً، ولكنهم وقفوا على باب الحجرة يضربون بعضهم البعض من أجل تقسيم الميراث، ماذا نقول عن مثل هؤلاء الأبناء إلا أنهم أبناء فاسدون أو أبناء حرام!

لا علاج لفساد ومرض عضال إلا بالمباشرة وليس هناك من مباشرة أكثر من أن أقول وأقر بأن، كما كان حكامنا فاسدين طوال عقود، نحن أيضاً كشعب كنا جزءا من فساد لأن الناس على دين حكامهم.

فالمدرسون الذين يُضربون الآن ألم يسلخوا جلود الطلبة وأهلهم دروساً خصوصية وتنكيلا، والأطباء ألم يهملوا فى أعمالهم ويموت بعض المرضى من إهمالهم خاصة الفقراء، أعرف تماماً وأقر بأن لكل قاعدة استثناء ولكنى أتحدث عن الجمع، كلنا كنا فاسدين وكل كان فساده حسب موقعه وحجمه، فلا يحق لأحد الآن أن يعاقب الآخر أو يدعى أنه وحده كان مظلوماً ويريد إنصافاً.

ومن مصادر تعجبى وقلقى أن يقبل البعض ويرحب بالإضرابات عموماً ثم حين نجد نوعاً من إضراب رجال الأمن عن العمل نطالب بسلخهم أحياء، وفى ذلك خلل فى معايير الحق بين مختلف طوائف المجتمع، فيا عزيزى كلنا فاسدون فلم نعاير بعضنا البعض.

الأمر كما سبق وذكرت مرض عضال استشرى فى جسد أمة لا خلاص لنا منه إلا الشدة فى العلاج، والعلاج بالتأكيد ليس باستباحة حق الإضراب ولكن بتجريمه من الشعب والإعلام والحكام واعتباره خيانة لأمة على فراش المرض.

على باب «باجاج» أحد أكبر مصانع العالم فى صناعة المركبات فى الهند عبارة تقول: «نحن فخورون بأمتنا... ونعمل من أجل أن تفخر بنا أمتنا» فمتى يفعلها المصريون ويتسابقوا فى العمل بدلاً من التسابق فى الإضراب، ومتى نصبح يا عزيزى كلنا أبناء صالحين ولسنا أولاد حرام؟!

اليوم السابع المصرية في

26/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)