بقدر النجاح الذى حققه مسلسل «شيخ العرب همام»، حيث احتل مقدمة
الأعمال الأكثر مشاهدة فى كثير من استفتاءات رمضان 2010، بقدر الجدل الذى
أثاره منذ أن كان مجرد فكرة.. والآن انتهى عرض المسلسل فى دورته الأولى ولم
ينته الجدل حوله.
ورغم أن صناع العمل أكدوا مرارا أنهم لا يقدمون مسلسلا تاريخيا، ويكتفون
باستلهام أحداثه منه فإن تهمة تزييف الحقائق ظلت تطاردهم.. ووصل الهجوم
ذروته من جانب بعض أحفاد شيخ العرب همام، الذين اعتبروا العمل مسيئا لجدهم
ونسائه وأخذوا يلاحقونه بالدعاوى القضائية.
كل تلك الصعاب لم تحد من عزيمة صناع العمل، وفى مقدمتهم الفنان يحيى
الفخرانى الذى اختار التحدى لينجح فى العبور بمسلسله إلى بر الأمان من
بوابة الجمهور، الذى منحه لقب «شيخ عرب دراما 2010». «الشروق» استضافت
«كبير هوارة» ورفاقه فى «جلسة عرب على مدى 3 ساعات».
·
فى البداية سألنا الفنان يحيى
الفخرانى.. هل ترى أن رسالة المسلسل وصلت بالفعل للجمهور؟
ــ دوما أى عمل فنى يكون له هدف واحد ومضمون واحد يدور حوله طوال الحلقات..
بينما ما قدمناه ملىء بالمعانى، والمؤلف عبدالرحيم كمال هنا قدم لنا نصا كل
كلمة منه تعطينا مسلسلا كاملا.. وأنا شخصيا لا أحب أن أتحدث عن عمل قدمته،
خصوصا أنه عمل مقدم للجمهور بمختلف طبقاته وخيالاته وتجربته الخاصة.
وأضاف: أعتبر «شيخ العرب همام» من أهم الأعمال التى قدمتها وأنقذنى الله
بمجهود عبدالرحيم كمال وحسنى صالح وصابرين وباقى الزملاء خصوصا أنه كان
عملا به مخاطرة كبيرة، وبه دراما تجذب المتفرج البسيط وهو الأهم بالنسبة لى،
وفنيا هو وصل للناس وفكريا كل شخص حر فى طريقته.
·
عبدالرحيم كمال قلت إنك استلهمت
التاريخ بشكل درامى.. فماذا تعنى بذلك؟
ــ عبدالرحيم كمال: هذا نوع من الأمانة مع الجمهور فهنا نحن نستلهم التاريخ
ولا نستلهم سيرة ذاتية بل نتحدث عن الفترة التاريخية وليس عن حياته هو
والأمانة تقتضى أن أؤكد أنه استلهام للتاريخ.
·
هل لجأت لهذا خوفا من الهجوم
عليك من أسرة شيخ العرب همام؟
ــ عبدالرحيم كمال: لا لسبب ثانٍ هو أننى عندما استلهم أكتب حالة اجتماعية
بروحى، أنا أؤكد فيها ما أريد أن أقوله عن رجل عظيم وعدله بين الناس دون أن
أقوم بلى ذراع التاريخ.
·
وهل سيكون مسلسل «محمد على»
للفنان يحيى الفخرانى أيضا استلهاما للتاريخ؟
ــ الفخرانى: عبدالرحيم محظوظ ــ عكس لميس جابر التى كتبت محمد على ــ
فعبدالرحيم كل ما وجده صفحتين إلا ربعا فى الجبرتى وليس عنده فى تاريخه ما
يقدم للدراما.. ودراما هذا العمل ليست فى إنجازات همام بل خيانة ابن عمه
له.. ولو كان عبدالرحيم أقل موهبة من هذا لما استفاد بالموجود فى كتب
التاريخ.. هو استفاد من كل ما كتبه الجبرتى وأسقطه على الواقع الحالى مثل
مرحلة تجميعه للهمامية، وهو ما يعكس وعى عبدالرحيم بمجتمعه.
وأضاف الفخرانى: أما محمد على فلا يحق لأى مؤلف أن يلعب فى الدراما الخاصة
به لكن يجب عليه أن يتحرك فى إطار الواقع ويصنع منه دراما، وأنا سألت لميس
مرة سؤالا وقلنا لازم يوضح، ظلت تبحث لمدة 10 أيام كى توضحه ومحمد على
تاريخه قريب لنا وموثق وغير مسموح بأى عبث تاريخى معه.
وللعلم هو كان يصلح للفيلم أسهل وستوجد دراما فى المسلسل لكن بعيدا عن محمد
على، وعموما العمل لم يكن ليكتمل إلا بما كتبه عبدالرحيم، وبالطريقة التى
كتبه بها وأنا لى تجربة قديمة مع طارق نور توضح ما يصلح من التاريخ وما لا
يصلح عندما أراد أن يدخل مجال الإنتاج فهاتفنى ومحفوظ عبدالرحمن وسمير سيف
وطلب منا صنع مسلسل عن حياة طلعت حرب، وقرأنا الكتاب وهاتفت محفوظ، وسألته:
هل تستطيع كتابة مسلسل من هذا فأخبرنى أنه من الصعب.
وتابع الفخرانى: النموذج الحقيقى للسيرة الذاتية يمكن قول إنه فيلم
«أماديوس»، وكيف تم تقديمه، فالشىء الوحيد المتاح لموتسارت من خلال الفيلم
كان إظهار موهبته، والباقى عيوب كاملة كتافه وخائن، وبالمناسبة لم يعترض
أقارب موتسارت.
·
«الشروق»: هذا المسلسل هو أول
عمل يتعرض لبطولة أهل الصعيد ولكنك لم تعرض البطولة بل هربت منها لمشاكل
همام مع أهله؟
ــ عبدالرحيم كمال: ليس هروبا بل هى حياته العادية فهو لم يقرر أن يحارب
المماليك بل أجبر على حربهم، وفكرة أن الزعماء بيلبسوا بدل وكرافتات
ويتحدثون، وهم جالسون فقط على مكاتبهم فكرة خاطئة.
·
لكنك تعمقت فى الخوض فى علاقته
بأهل بيته؟
ــ أنا مندهش لماذا يتعجب الناس لو أظهرنا حياة اجتماعية فى الصعيد والزوجة
هنا محترمة وزوجة معاصرة وليست شريرة أو حقودة.. المجتمع الذى قدمناه هو
جزء أساسى من همام خصوصا أننا ــ كما تعلمنا فى المعهد ــ للشخصية مكونات
ثلاثة نفسية ومجتمعية وثقافية.
داود محمد، أحد الهمامية، ويعمل مديرا لأحد البنوك، التقط طرف الحديث،
وقال: للعلم النماذج النسائية بالعمل ربما تكون موجودة وحتى الآن فى البيوت
الهمامية وعبدالرحيم كمال بصفته صعيديا لمس عدة نقاط مثل حب «ليلة»
لـ«جابر»، وهى قضية خطيرة جدا فى موضوع أن بنات الهمامية يتزوجون من أبناء
عمومتهم فقط.
ــ حسنى صالح: ما قدمناه هو شخصية حقيقية ونحاول من خلالها تقديم صورة
واقعية لبيوت الصعيد، وأنا أطالب أهله المعترضين أن يقدموا هم بأنفسهم
فيلما عن قصة حياته.
يحيى الفخرانى: ميزان الدراما الحقيقية يجب أن نعلى الدراما والتليفزيون
فيه.. هو مجرد نميمة، ولابد أن نجعل المشاهد يتابع ما تسمح به تقاليدنا،
وفى أمريكا مثلا النميمة تصل لتفاصيل العلاقة الحميمية بين الرجل وزوجته.
·
«الشروق»: لكن المسلسل لم يقدم
لنا الأسطورة التى كنا ننتظرها بل تحول لحكايات زوجات الشيخ همام فى رأى
البعض؟
ــ ترد الفنانة صابرين قائلة: هذا نوع من النجاح للمسلسل كوننا لم نشعر
بقوة الموضوع وقتامته، وما قدمناه هو ما ينتظره الجمهور فى رمضان من معانٍ
صوفية ومجتمعية وبحكمة شديدة جدا، ولم ينسق وراء الأفكار المسبقة.
ــ حسنى صالح: هذا هو ما جذبنا لعمق الشخصية وبساطتها فى بيتها وجذورها
القومية وديمقراطيته فى البيت وقوته فى التعامل مع أبناء عمومته والهدف هو
تكثيف ما نقوله.
ــ داود: المسلسل لم يغفل أى حدث تاريخى، وهو أخذ كل ما يحيط بالشخصية ونسج
حولها أحداث المسلسل.
ــ عبدالرحيم: المشكلة أن بعض من تابعوا المسلسل شاهدوه، وقد قاموا بوضع
قالب فى عقولهم لشيخ العرب همام.. فمثلا هناك فيلم عن قصة حياة روبن هود،
وهو لص ينتهى مع اللحظة التى مات فيها.
ـــ حسنى صالح: لو لم تصل الشخصية لقلوب المشاهدين لما بكوا على موت الشيخ
سلام ولا على وفاته هو شخصيا.
ــ يحيى الفخرانى: لو أن مشاهد ورد اليمن وصالحة، وهما تطالبان همام بعدم
الذهاب للقتال تجذب تعاطف الجمهور والناس مع الشخصية فنحن نسير على الطريق
الصحيح.. فأنت يجب أن تصنع مجتمعا متكاملا.
·
هل تعمدتم أن يكون كاتم أسرار
شيخ العرب مسيحيًا؟
ــ داود: هو أمر واقع ومستمر حتى الآن خصوصا أن العرب والهمامية يسبقهم
دوما لقب أمير، ولم يكونوا يعملون كموظفين.
·
يحيى الفخرانى هل أعاد لك مشهد
وفاة الشيخ سلام ذكريات وفاة «ماما نونا»؟
ــ لا هو هنا يبكى قلبه الذى مات وحزن على نفسه عكس ماما نونا، وهو الطفل
الذى كان يبكى وفاة أمه.
·
لكن المسلسل واجه قضايا كثيرة؟
ــ داود: الشيخ عبدالكريم بن محمد عمر شيخ نقيب الأشراف فى «فرشوط»، أكد لى
أنه كان قد رفع دعوى احترازية قبل عرض المسلسل ولكنه لن يحركها بعد أن شاهد
العمل، وحقيقة ما حدث أن هناك مكتب محاماة لشخص من الهمامية يحاول احتكار
الحديث عن الهمامية فى مكتبه كدعاية مجانية للمكتب، وحاولوا إقناع شقيق
الشيخ عبدالكريم بالتضامن معهم.
·
«الشروق»: لكنهم اعترضوا على
مشهد إهانة نساء همام على يد المماليك؟
ــ حسنى صالح: لو ترجم الفن بهذه الطريقة لما كان هناك إبداع.. وكيف ننظر
لإهانة نساء همام وننسى إهانة نساء العراق، وهو شىء غير مشروع، وللعلم هناك
مشاهد متشابهة مثل سرقة أحد أفراد المماليك أحد مقتنيات بيت همام.
ــ صابرين: أنا لا أفهم وجه الاعتراض خاصة مع حالة الشموخ التى شاهدناها..
فصالحة تنهر ورد اليمن، وتقول لها نساء همام لا يبكين.
ــ حسنى صالح: أين ذهبت آثار العراق العظيمة؟.. وأنا أريد أن يخبرنى أحدهم
بما حدث بعد هزيمة همام على يد المماليك.. وللعلم نحن نقوم حاليا بترجمة
المسلسل للغة الإنجليزية ليتم عرضه فى كندا وأمريكا قريبا لتقديم صورة
صحيحة عن العرب والمسلمين هناك.
ــ داود: أنا أرد عليهم هنا.. شخص مهزوم فكيف يعاملونه؟
ــ عبدالرحيم كمال: الثابت تاريخيا هو تدمير كامل لفرشوط.
·
«الشروق» لصابرين: صالحة من
الشخصيات القوية دراميا كيف كانت مفاتيحك لأدائها؟
ــ صابرين: الشخصية كانت بعيدة عنى أنا شخصيا، وهذا شكل لى تحديا خاصا لا
سيما مع جودة ما كتبه عبدالرحيم وتوجيهات حسنى صالح، الذى كان يدخلنى دوما
فى شخصية صالحة، وأنا شعرت بأنها مزيج بين شخصيتى سناء جميل وسعاد حسنى فى
الزوجة الثانية، خصوصا مع الحرية التى أتاحها لى حسنى فى أداء الدور.
·
«الشروق»: مشهد وفاة «شيخ العرب
همام» جعلنا نشعر بأنه مشهد وفاة النبى سليمان؟
ــ يحيى الفخرانى: صورنا المشهد فى الأقصر بجوار المكان الحقيقى الذى مات
فيه شيخ العرب همام نفسه وصورنا المشهد كله فى فترة طويلة، وكان هناك دخان
نتيجة لـ«راكية النار»، التى يشعلها وهو كان يجلس على المركب وتوقفنا عن
الإعادة بسبب دخول الفجر.
ــ حسنى صالح: فى العرض الثانى ستكون الحلقة الأخيرة أقصر بمعدل 58 دقيقة
بدلا من 126 دقيقة، حيث أضفنا جزءا منه للحلقة السابقة أى أننا أضفنا
للحلقات منذ موت الشيخ سلام.
ــ داود: للعلم موت همام على القارب دلالة على استمرار رحلة الهمامية.
ــ عبدالرحيم كمال: هو مشهد استوحيته من جملة فى كتاب الجبرتى أنه مات كمدا
وهو فى القارب لأنه كان يواصل رحلة كفاحه وخطفه الموت.
·
«الشروق»: د. يحيى هل نحن فى
حاجة لشيخ العرب همام؟
ــ الفخرانى: لا.. نحن فى حاجة لمؤسسات تمتلك مقومات وعدالة شيخ العرب
همام، خاصة أنه لم يكن ديمقراطيا بالمعنى الحالى ويجب وجود مؤسسات تجعل
الجميع سواسية أمام القانون ومصر بلد عظيمة وستصل لبر الأمان يوما ما دامت
كاشفة عيوبها ومشاكلها.
·
«الشروق»: قرأنا تصريحا للدكتور
يحيى بأن «شيخ العرب همام» تمهيد لمسلسلك المقبل «محمد على»؟
ــ الفخرانى: كنت قد وقعت على «محمد على» قبل هذا المسلسل وكان هذا العمل
جاهزا فى البداية.. وللعلم والتوضيح هذا العمل جذبنى لقوته (شيخ العرب
همام) لكن ولله الحمد أنه أعطانى تمهيدا دراميا لفترة ما قبل محمد على
ليعرف الجمهور مدى الأثر، الذى تركه محمد على والتطوير الذى أحدثه فى
حياتنا المعاصرة.
·
«الشروق»: الباروكة تسببت فى
مشاكل كثيرة لصابرين؟
ــ صابرين: دعنا نعترف أن لكل شخص قناعاته واختياراته وأنا قد وافقت على
شىء ما فيما يتعلق بالمسلسل نتيجة للمصداقية، وهو شىء الله وحده سيحاسبنى
وحدى عليه وأنا محترفة وأعمل منذ طفولتى بالفن.
·
«الشروق»: لكن البعض يؤكد أن هذا
قد أفقدك دور «الشيماء»؟
ــ لا أنا اعتذرت عنه منذ فترة طويلة والناس تعرف بعضها البعض، وأنا أنتظر
دورا أقوى من دور «الشيماء» أتفاوض عليه حاليا، وللعلم أنا وحتى فى مرحلة
ما قبل الحجاب، وأنا أحترم أسرتى وأولادى ولم أقدم مشهدا جريئا.
·
«الشروق»: لكن كيف تقبلت اقتراح
حسنى بالباروكة؟
ــ صابرين: أنا قمت بهذا فى مسلسل «الفنار» من قبل، ولم أفعلها بقرار من
حسنى صالح، المهم المصداقية، وأنا مسئولة عن قراراتى تماما، خصوصا أن صالحة
شخصية ثرية بأحداثها وتغييراتها، وللعلم التقى فى الشارع بمنتقبات ومحجبات
ويحتضننى وهذا هو المهم.
·
محمود عبدالمغنى وعمل مختلف
تماما كيف تراه؟
محمود عبدالمغنى: أنا كممثل أحب شغل الفنان يحيى الفخرانى جدا وأحسست بنجاح
العمل ونحن نقوم بتصويره، وتأكدت من هذا مع العرض التجارى، وهو عمل صعب أن
يتكرر. والواقع أننى وقعت فى غرام المسلسل منذ قراءة السيناريو، وكنت على
يقين أن العمل سيحقق هذا القدر من النجاح.
·
مدحت تيخة مشهد وفاتك أبكانا
جميعا فلتحك لنا كيف أديته واستعدادك له؟
ــ مدحت تيخة: مشهد الوفاة كان صعبا جدا وسبقه مجموعة من البروفات الكثيرة،
وأنا كنت نائما ولو كان المشهد قد طال لبعض الوقت أكثر لكنت قد بكيت.
ــ الفخرانى: لا أنسى مشهد وفاتى فى مسلسل «الليل وآخره».. وما حدث للفنانة
هدى سلطان وقتها، وكدت أبكى وسأبلغكم سرا أنها قد مرضت لمدة يومين بعد
تصوير المشهد ومشاهد الوفاة عموما صعبة على أى شخص.
·
«الشروق»: على بك الكبير عدو
همام حقق ما سعى إليه همام نفسه ولكن لمصر كلها فى محاولة للاستقلال بها،
وهو شخصية صعبة جدا خصوصا مع تناقضاتها؟
ــ عبدالرحيم كمال: همام يمثل الثناء وعلى بك الكبير عكسه ولم يكن يملك أيا
من نقائه.
ــ يحيى الفخرانى: وهذا يتضح فى استخدام على بك الكبير لنبل همام، وهو ما
وضح فى قوله إن همام له كلمة وهو لا كلمة له، إنه صراع بين الأبيض والأسود.
·
هل تعتقد أن شيخ العرب همام أحرج
التليفزيون المصرى بغيابه عن شاشته؟
ــ الفخرانى: أنا حاولت ــ وكعهدى دائما ــ أن أضع شرط العرض فى التليفزيون
المصرى وتحدثنا كثيرا ولكنهم فشلوا فى التوصل إلى اتفاق مع الشركة المنتجة
ومع قناة الحياة يتعلق بعرض مسلسلى ومسلسلات أخرى وإن كنت قد تعلمت شيئا من
هذا الموقف وهو ألا أضع هذا الشرط مرة أخرى.
·
لكننا قرأنا أنكم طلبتم 30 أو 40
مليون جنيه ثمنا لهذا العمل؟
ــ حسنى صالح: هذا لم يحدث أبدا.. ولم نطلب هذا المبلغ، كل ما حدث أن قناة
الحياة طلبت عرض مسلسل يسرا عندها مقابل عرض مسلسلنا هناك، ولكن التليفزيون
رفض ومن هنا حدثت المشكلة.. ونحن كنا حريصين حتى اللحظة الأخيرة على عرضه
بالتليفزيون المصرى ولكنهم لم يكونوا كذلك.
الشروق المصرية في
26/09/2010
حضور عربى واسع فى المسلسلات المصرية
محمود عبدالشكور
قبل عدة سنوات قليلة، كان مجرد ظهور ممثل غير مصرى يؤدى دوره لشخصية
تاريخية مصرية شهيرة، أو دوراً ينطق باللهجة المصرية أمراً غريباً ومثيراً
للهجوم، ولكن كان الملاحظ فى رمضان لهذا العام الحضور العربى الواضح فى
الأعمال المختلفة..
السورية «سولاف فواخرجى» لعبت دور الملكة المصرية «كليوباترا» فى
المسلسل الذى يحمل اسمها من إخراج زوجها «وائل رمضان»، والممثل الأردنى
المجتهد «إياد نصّار» يلعب دور مؤسس جماعة الإخوان المصرية «الشيخ حسن
البنا» فى مسلسل «الجماعة» من تأليف وحيد حامد وإخراج «محمد ياسين»،
والتونسية «هند صبرى» هى بطلة الحلقات الكوميدية «عايزة اتجوز»، والسورى
«باسم ياخور» أحد أبطال مسلسل «الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة» من تأليف
مصطفى محرم وإخراج محمد النقلى، والسورى جمال سليمان هو بطل حلقات «قصة حب»
من تأليف «مدحت العدل» هذه مجرد نماذج للإشارة وليست بالطبع من باب الحصر.
كتبت كثيراً عن أهمية هذا التواصل المصرى العربى فى كل المجالات،
وعندما أُثيرت حكاية قرارات نقابة المهن التمثيلية أشرت إلى أن القرار الذى
استهدف تنظيم العمل أعطى انطباعاً غير صحيح بأن الأبواب مغلقة أمام
الموهوبين، وأكدت أن المعيار دائماً هو جودة الأداء وصلاحية الممثل لدوره
ورؤية المخرح، وأن الأمر ليس مجرد الظهور فى عمل أو اثنين وإنما الاستمرار،
وهذا ما تحقق لممثلة تونسية لا خلاف على موهبتها وهى «هند صبرى».
من حق النقابات بالطبع أن تضع القواعد التنظيمية للعمل على ألاّ يمنع
ذلك الممثلين العرب الموهوبين من المشاركة فى أعمال مصرية، والعكس أيضاً
صحيح، ومازلت أتذكر من سنوات السبعينيات حلقات تليفزيونية من الإنتاج
الخليجى كان يقوم ببطولتها النجوم المصريون مثل «يوسف شعبان» فى مسلسل
بالفصحى «عنترة بن شداد» مع ممثلين من دول عربية متعددة، وكان مخرج المسلسل
هو المخرج الأردنى الراحل «حسيب يوسف» الذى كان أيضاً صاحب برنامج «عالم
الاستعراض»، وهو عمل كان يكتبه المصرى «يوسف عوف»، وتقدمه «سميرة أحمد»
و«عبد المنعم ابراهيم» ويظهر فيه مطربون من كل الدول العربية.
من ناحية أخرى، لا أظن هذا الحضور العربى يمكن أن يؤثر على النجوم
المصريين، ومازلت أعتقد أن التمثيل هو أقوى عناصر أى عمل فنى مصرى سواء كان
تليفزيونيا أو سينمائيا، ولذلك كانت الضجة التى صاحبت قيام «جمال سليمان»
بأدواره فى المسلسلات المصرية المتتالية «حدائق الشيطان» و«أولاد الليل»
و«أفراح إبليس» مبالغاً فيها وكأن كارثة قد وقعت، وقد تباين أداء «جمال
سليمان» بين النجاح والفشل فى هذه المسلسلات مثل أى ممثل آخر، وكانت الضجة
التى صاحبت ظهور «تيم الحسن» فى دور «الملك فاروق» أكثر غرابة، وقد أبدى
الممثل المصرى المخضرم «أحمد رمزى» استغرابه لأن البعض استنكر أن يقوم ممثل
سورى بدور ملك مصرى، وقال رمزى ساخراً: المفترض وفقاً لهذه النظرية ألاّ
يؤدى دور «هاملت» إلاّ ممثل دانماركى أبًّا عن جد! الحقيقة أن نجاح أو فشل
المشاركة العربية مرهون باستمرارها، وبأن يعثر هؤلاء الممثلون على أدوار
جيدة كما حدث مع الأردنية «صبا مبارك» فى «بنتين من مصر»، ومع السورية «جومانة
مراد» فى «كباريه» و«الفرح».. وياريت تتاح الفرصة لمشاركة مصرية فى كثير من
المسلسلات السورية والخليجية.
المصرية في
26/09/2010
المسلسلات الإيرانية
عبر فضائية «آيفيلم»:
تحديات ومنافسة على أكثر من صعيد
نضال
بشارة
تواجه الدراما
الإيرانية المدبلجة باللهجتين اللبنانية والسورية، التي بدأت فضائية «ايفيلم»
الإيرانية بعرضها بدءا من عيد الفطر، تحديا
لا يستهان به في مساعيها لاستقطاب
المشاهدين العرب، لا سيما أنها تبدو «متقشفة» في الموضوعات
التي تطرحها وفي سبل
تقديمها، لا سيما إذا قورنت بالدراما الغربية المرغوبة في المنطقة والتي
تعتمد على
عناصر جذب تبدأ من المشاهد «الجريئة»، ولا تنتهي مع إغراء القصور الفخمة
والمطاعم
الفاخرة وآخر صيحات عالم الأزياء وبهرجة ألوانها.
وربما يكون المنافس
الفعلي للدراما الإيرانية، هو الإنتاج الدرامي التركي الذي يقدم عناصر
الجذب تلك،
بالإضافة إلى كون العادات والتقاليد في المجتمع التركي تتشابه مع الكثير من
أنماط
العيش العربية.
وتواجه الدراما الإيرانية أيضا تحدي النجاح في إشباع فضول
المشاهدين العرب إزاء التعرف الى المجتمع الإيراني وقيمه وعاداته وقضاياه
ومشاكله
الاجتماعية.
إلا أنه يمكن لاختلاف الإنتاج الإيراني أن يكون سببا من أسباب
نجاحه، لا سيما أنه يطرح قضايا أكثر جدية من غيره. كما أن الخبرة التقنية
الإيرانية، في صناعة الأفلام أساسا، هي الأعرق في المنطقة وقد
أثبتت نجاحات عدة على
الصعيد العالمي.
وتعرض «ايفيلم» حالياً سبعة مسلسلات إيرانية تتنوع بين
الكوميدي والاجتماعي والديني والبوليسي، وتعرض على مدار الساعة، ويحظى
بعضها بأكثر
من إعادة. وتظهر الحلقات الأولى منها أن الدراما الإيرانية تخوض أكثر من
تحد،
وتتطرق إلى مواضيع درامية غنية، فضلاً عن تمتعها بمسائل فنية
تبدأ من القدرات
الأدائية للممثلين، مروراً بسيناريو ينطوي على سلاسة، وكاميرا رشيقة،
وصولاً إلى
إخراج هو أقرب إلى الإخراج السينمائي.
كما تتناول المسلسلات المعروضة محاور
فكرية جديدة، وتخوض في مجالات لا تتطرق إليها أعمال درامية
أخرى. فمسلسل «أيام
الخدمة» مثلا، يصور واقع الشبّان الذين يؤدون الخدمة العسكرية، والهم
الأساسي لدى
بعضهم في الحصول على إجازة. وقد صوّر العمل داخل منطقة عسكرية، وهو من
النوع
الكوميدي.
وما يمكن أن يساهم في نجاح التجربة الإيرانية هو كون عدد حلقات
مسلسلاتها «معقولا» مقارنة بالمسلسلات التركية التي يمتد بعضها على أكثر من
مئة
حلقة، ويكون بأجزاء عدة.
السفير اللبنانية في
26/09/2010 |