حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حرية..رومانسية مفقودة..ممثلون فاتنون:

كيف دخلت الدراما التركية إلى بيوتنا؟

بقلم: إقبال التميمي

المنتجون جربوا استيراد دراما أكثر ضماناً للربح من الاستثمار في انتاج درامي عربي، فشكلت علاجا لمشاهد عربي يبحث عن انتماء وسط تجاذبات العولمة.

كانت الدراما المصرية في الماضي، كافية لتخدير المواطن العربي الهارب من الواقع البائس إلى الخيال، إلى أن استنفذ المنتجون حيل تزوير هوية الأفكار الأصلية للمواضيع التي غالباً ما تكون مقتبسة عن أعمال درامية أجنبية، تم تفصيلها على مقاس المجتمع العربي وتلبيسها القفطان أو الطرحة.

ودخلت الدراما السورية على الخط وتخصصت في التوثيق التاريخي لمجتمعات بلاد الشام. فأعجب المشاهد العربي بنماذج النساء السوريات الجميلات والمطيعات، وحلم الذكور بـزوجات من فصيلة "يا تقبرني" و"يا تقبشني يا ابن عمي".

وجاءت الدراما الأردنية التي تخصصت في مسلسلات تعكس حياة البادية، لتغذي خيال الحالمين بأمجاد القبيلة وقصص الشهامة والرجولة التي انقرضت.

بينما لم تنجح دراما بقية الدول العربية في اختراق أسواق التوزيع لأسباب مختلفة. فدراما شمال غرب إفريقيا مثلاً، ذات لهجة صعبة مركبة تلاقحت مع المفردات الفرنسية والبربرية وبعض الإسبانية. بينما الدراما الخليجية، خيالية لا تعبر عن هموم الغالبية العظمى من أفراد مجتمعات الوطن العربي، لتركيزها على قصص الحياة المرفّهة التي زادت من شعور المشاهد باليأس الناجم عن هوة المستويات المعيشية في مجتمع لا تكاد تخلو قصصه الدرامية من أمثلة الاستهتار وقصص الاعتماد على العمالة الآسيوية الوافدة وما يتعلق بحياة البذخ في القصور والفلل من تعقيدات اجتماعية ذات خصوصية خليجية. فكانت النتيجة، التوجه إلى سد عجز السوق باستيراد الدراما المعلبّة من الخارج.

في الماضي، كانت إسرائيل أولى دول الشرق الأوسط التي بدأت باستيراد الدراما ومسلسلات "السوب أوبرا" الطويلة وترجمتها، وذلك منذ أكثر من 20 عاماً.

والسوق الذي كانت تستورد منه هي دول أمريكا اللاتينية، حيث قصص العائلات شديدة الثراء وعلاقتها بطبقة من يعيشون الفقر المدقع في حكايات مزارع جني ثمار القهوة، والنساء الجميلات المرسومات بالمسطرة ممن لا يخلعن أحذيتهن ذوات الكعوب العالية حتى في أحلك المواقف.

وقام التلفزيون الإسرائيلي بعرض هذه السلسلات مرفقة بترجمة إلى اللغة العربية، فاجتذبت مشاهدي جميع الدول العربية المجاورة التي كانت تلتقط شارات بثها التلفزيوني وأثرّت على نسبة المشاهدة في القنوات العربية المجاورة. وتحولت ذائقة المشاهد العربي من التعلق بـ"مزنة وجواهر وعتريس وسي السيد" إلى متابعة "ماريا وإنريكو ولوسيانو".

لكن منذ سنوات قليلة، ارتأت مجموعة قنوات "إم بي سي" المملوكة للمستثمر السعودي الشيخ وليد الإبراهيم دخول تجربة استيراد الدراما لأنها أكثر ضماناً للربح من الاستثمار في انتاج درامي سعودي أو خليجي.

والسوق الذي تبضّعت منه المجموعة مسلسلاتها كان ضربة موفقة. إذ اختارت سوق الدراما التركية الذي يتمتع بعوامل كثيرة تضمن نجاح التجربة. إلى جانب أن الشعب التركي مزيج من الحضارتين الأوروبية والإسلامية. فكان في هذا الاختيار علاج للمشاهد العربي الذي يبحث عن انتماء وسط تجاذبات العولمة، وعن سبب لتصديق أن هناك احتمال لنجاح المزاوجة بين أحسن ما في الغرب وأحسن ما في الشرق.

وجاءت المسلسلات التركية لتعرض العادات والتقاليد التركية القريبة من المجتمعات العربية، ولتتحدث عن نجاحات المستثمرين الكبار الذين يمثلون نهضة تركيا الحديثة، إضافة إلى قصص صراعات العائلات المسلمة التي تتجاذبها التقاليد من جهة وتغير أنماط الحياة الشبابية وضغوطاتها من جهة أخرى.

لكن كانت هناك مآخذ على هذه المسلسلات من الجانبين العربي المستورد، والتركي المنتج. من ضمن هذه المآخذ، هفوات الترجمة التي تصل أحياناً لدرجة الخطيئة. فالمسلسلات المعروضة تمت ترجمتها ومن ثم دبلجة الصوت من خلال مجموعتين، الأولى تتحدث اللهجة السورية، والثانية تتحدث اللهجة العراقية.

من ضمن المثال الأول، المسلسل المبالغ في طول حلقاته لدرجة الإستغاثة "الأرض الطيبة" الذي يتحدث عن الصراع مع الإرهاب ومواجاهات بين أكراد تركيا والسلطات. ورغم أن مجموعة قنوات "إم بي سي" عرضت جزئين من المسلسل على دورتين امتدتا على ما يزيد عن 200 حلقة، وتنوي عرض الجزء الثالث، إلا أن أفراد "دبلجة" المسلسل ما زالوا يرددون في كل حلقة كلمة "ظُلّام" المقصود بها "الظالمين". يبدو أن من قام بالترجمة لم يقرأ القرآن ولم يطلع عليه ولا لمرة واحدة، وإلا كان قد عرف أن المعتدي على حقوق الناس يوصف بأنه ظالم وجمع ظالم، ظالمون وليس ظلّام.

بينما في مسلسل " أوراق متساقطة"، في كل حوار يستوجب النفي يستخدم المدبلجون تعبير "نو" بمعنى "لا". فإن كان ولا بد من ترجمة مسلسل كامل إلى العربية، فما الداعي للإبقاء على كلمة انجليزية، رغم أن النصّ الأصلي ليس بانجليزي على أية حال.

هذا بالنسبة للانتقادات المتعلقة بترجمة ودبلجة الحوار الأصلي الذي لم يخل أصلاً من كبوات أثّرت على مصداقية العمل الدرامي.

هناك أيضاً عدد من الاختيارات السيئة للممثلين من قبل الجانب التركي للانتاج. ففي مسلسل "الزهرة البيضاء" الذي يتحدث عن حياة إقطاعيي مزارع القطن وعمال الحصاد، تم اختيار شخص الممثلة التركية "سزين آكبش أوغوللاري" لتلعب دور البطولة في دور منحها لقب "العروس البيضاء" على افتراض أنها بيضاء جداً مثل زهرة القطن، رغم أن هذا في الواقع أبعد ما يكون عن الحقيقة، وبشرتها الحنطية هي أقرب إلى لون الكراميل. لقد برز سوء اختيار الممثلة منذ الحلقات الثلاث الأوائل التي ركزت على سبب منحها هذه الكنية رغم أن بشرتها أبعد ما تكون عن البياض.

كذلك الأمر سوء اختيار الممثلة التي لعبت دور دينامو حبك المكائد في مسلسل "العشق الممنوع"، الأم "فيروز خانم"، التي كررت نصوص الدراما الإشادة بجمالها الأخاذ وعنفوانها وشبابها، وأنها مرغوبة جداً، وأنها تزوجت صغيرة جداً وهي أصغر من أن تصبح جدة.

إلا أن الواقع أوضح من أن تغطى الشمس بغربال، فهي سيدة متقدمة بالسن، ولا يوجد بها مسحة من جمال وتجعدات وجهها وظهرها ورقبتها فضحت الاختيار السيء لهذا الدور رغم استخدام الكثير من الأوشحة والقلائد الكبيرة والمجوهرات والياقات العالية لتغطية رقبتها في غالبية المشاهد، لأن الرقبة تكشف ما لا يستطيع الجرّاح إخفاءه.

موقع شاهد.نت التابع للـ"إم بي سي" أدرك هذا الأمر لأن هدفه الأول هو رفع نسبة المشاهدة من أجل جذب التسويق الدعائي، لذلك لم يعرض أي من صور هذه الشخصية الأم ولا أي من الشخصيات الناضجة في السن على الموقع، واكتفى بصور الممثلين الشباب فقط، وعلى رأسهم الممثل التركي "كيفانش تاتليتوغ" الذي لعب دور مهند، الذي سحر النساء العربيات وجعلهن يخرجن عن رزانتهن ليعبرن عن شغفهن بمظهره "الجذاب" بلا تحفّظ على مواقع المنتديات.

في ذات المسلسل لعبت الممثلة التركية "هزال كيا" دور "نهال"، على مدى مائة حلقة، حيث كان يفترض أن عمرها فيها 18 عاماً، أبقاها المخرج في ملابس فضفاضة طفولية لا تقبل بارتداءها طفلة في العاشرة في أي مجتمع، ناهيك عن المجتمع التركي الذي تنضج فيه الفتيات مبكراً بفعل الإعلام والحياة الاجتماعية.

وتم تجميد شخصيتها لفترة طويلة جداً ومبالغ فيها، لخدمة حبكة المسلسل فيما بعد، وإذا بها بين عشية وضحاها تصبح شابة ذات أنوثة طاغية تكشف ملابسها عن ذوق بالغ دون تسلسل أو تدرّج في هذا التغيير.

وبقيت تسريحة شعرها كما كانت على امتداد سنوات الطفولة، بينما حصل التغير في طول كعب الحذاء، وانكشف لحم الأكتاف والساقين في إشارة تنم عن "النضج". وما أجمل اللغة العربية التي تفضح المستور، وتفسّر كلمة "النضج" باستواء اللحم، أما في حال الفاكهة والثمار فتعني أن وقت القطاف قد أزف.

ورغم جميع ما ذكرت من سلبيات متعلقة بهفوات التنفيذ، إلا أن المسلسلات التركية اجتذبت النساء العربيات ومعظم رجالهن كما تجتذب قطعة لحم مكشوفة الذباب الأزرق. إذ وجدوا في هذه المسلسلات الرومانسية المفقودة، واحترام المرأة، ووسامة الرجال، وحرية المرأة في دولة منحتها حقوقاً مرفوضة في غالبية دول الوطن العربي، مثل حق تزويج نفسها دون ولي حين بلوغ سن الثامنة عشرة، وحق إجهاض جنينها دون قيد أو شرط وفي سرَية تامة ودون أخذ رأي والد أو زوج أو...، وتقبّل العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وأنه رغم أن المجتمع التركي مسلم، إلا أن معظم الرجال والنساء لا يجدون ضيراً في تعاطي الخمور.

جميع هذه الأمور تسربت للمشاهد العربي وأثرت في مناعته الثقافيه بهدوء وسلاسة ودون أي جلبة. رغم أن بعض المشاهدين رفضها جملة وتفصيلاً، إلا أن البعض الآخر وجدها منطقية، وأفرحه أن يجد نموذجا لمجتمع يفترض بأنه مسلم لكنه لا يعاني صرامة الرقابة.

بينما كان الرابح الأول هو اقتصاد مبني على الجذب الدعائي من خلال الشاشة الصغيرة وموقع الانترنت. ورغم اختلاف الدول العربية على أشياء كثيرة، إلا أن مشاهدي جميع الدول العربية اتفقوا بالإجماع على أن الدراما التركية لا يعلى عليها، ولها تأثير السحر.

إقبال التميمي – إعلامية فلسطينية تقيم في بريطانيا

ميدل إيست أنلاين في

29/03/2011

 

بأي وجه ستظهر الدراما السورية في رمضان القادم؟

عادل العوفي  

كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن الدراما السورية ومدى قدرتها على الحفاظ على التوهج الذي اقترنت به في السنوات الماضية، وكذا عن التراجع الذي طبع حضورها في المواسم الاخيرة.

لن اخوض هنا في ما يتعلق بالمنافسة وعن نوع المنافسين بقدر ما ساتطرق للوجه الذي تتهيأ هذه الدراما للظهور به في الموسم الرمضاني المقبل، بالتحضير لسلسلة اعمال يراهن اصحابها على تثبيت مكانتهم والحفاظ على المكتسبات التي كانوا حققوها في رمضان الماضي، بينما يحاول اخرون تعويض ما فاتهم ومسح الصورة السلبية التي كانوا عليها والتأكيد على ان اي اخفاق صادفهم ما هو الا كبوة جواد لا اقل ولا اكثر، وانهم قادرون على العودة القوية.

مهما اختلف الجميع على وضعية الدراما السورية الحالية، فان احدا لا يستطيع انكار المكانة التي اضحت تتبوؤها عربيا والمتابعة الجماهيرية القياسية التي تحظى بها، ومن هذا المنطلق حاولنا وضع القارئ الكريم في الصورة وتقريبه من الحلة الجديدة التي ستظهر بها الدراما السورية في رمضان القادم.

الدراما التاريخية: عودة المبدع حاتم علي هل ستعيد لها الالق المفقود:

بعد غياب ليس بالقصير عن الدراما التاريخية التي كانت بمثابة شهادة ميلاد له كمخرج موهوب، يعود المخرج المتميز حاتم علي للاعمال التاريخية بمسلسل 'الفاروق: الذي يتناول سيرة الخليفة عمر بن الخطاب ومن انتاج 'ام بي سي' وتلفزيون قطر ومن تأليف المبدع وليد سيف الذي شكل برفقة علي ثنائيا نجاحا في العديد من الاعمال كـ'التغربية الفلسطينية وصلاح الدين الايوبي والثلاثية الاندلسية صقر قريش وربيع قرطبة وملوك الطوائف'، هذا العمل المرتقب اثار زوبعة كبيرة حتى قبل الدخول في تصويره، بسبب اصرار الممثل غسان مسعود على اظهار شخصية الخليفة، وهو ما رفضته عدة مرجعيات دينية تحظر ظهور الرموز الاسلامية في الاعمال الفنية، والعمل سيصور في عدة بلدان منها سورية والمغرب وتونس والهند وتركيا.

كما يستعد المخرج عصام شعبان لاخراج عمل تاريخي اخر بعنوان: 'الشيماء، قيثارة السماء' وهو من تأليف محيي الدين مرعي وبطولة مجموعة من النجوم نذكر منهم، غسان مسعود وعبدالرحمن آل رشي وقمر خلف وجهاد سعد ويارا صبري وعبد الحكيم قطيفان، بالاضافة الى ممثلين من مصر والسعودية وتونس والعراق والامارات وقطر.

كما يعود المخرج انور القوادري بعمل جديد تحت عنوان 'رجل من الشرق' من تأليفه واخراجه ويتناول فترة الوحدة بين مصر وسورية، كما يدخل المخرج احمد الابراهيم الاحمد تجربة جديدة من خلال مسلسل تاريخي ضخم عن حياة الشاعر حاتم الطائي، يحمل نفس الاسم وهو من تأليف الكاتبين وفيق خنسة وعاطف صقر.

وتجدر الاشارة الى ان الدراما التاريخية فقدت الكثير من مقوماتها في السنوات الاخيرة، علما بانها كانت الى عهد قريب تشكل احد اهم نقاط القوة للدراما السورية.

الكوميديا بقيادة الزعيمين ياسر العظمة ودريد لحام:

لاشك ان الاضواء ستكون مسلطة بحدة على الكوميديا السورية في الموسم الدرامي المقبل، ذلك انها ستشهد عودة قطبي الكوميديا السورية للشاشة الصغيرة بعملين مختلفين، النجم ياسر العظمة يعود من خلال سلسلته الشهيرة 'مرايا' بعد فترة توقف اضطرارية، ووفاء لعادته باعطاء الفرصة للمخرجين الشباب في كل عام، فان ياسر العظمة اسند مهمة الاخراج هذه المرة للمخرج الشاب سامر البرقاوي، بينما النجم الاخر دريد لحام سيظهر في مسلسل بعنوان 'الخربة' لمؤلفه ممدوح حمادة صاحب الباع الطويل في الكوميديا، والاخراج للواعد الليث حجو في تجربة جديدة بينهما بعد النجاح الساحق الذي حققه مسلسل 'ضيعة ضايعة' بجزأيه الاول والثاني.

فنان اخر متميز يعود للكوميديا مرة اخرى بجزء ثان لمسلسل حقق نجاحا باهرا في تسعينات القرن الماضي لكن بطاقم جديد وهو مسلسل 'يوميات مدير عام' للنجم ايمن زيدان، الذي اراد ان يعيد الحياة لشخصيات خلفت صدى طيبا لدى المشاهد العربي، هذه المرة المخرج الشاب زهير قنوع سيتولى مهمة الاخراج خلفا للقدير هشام شربتجي، وفي التأليف خالد حيدر بدلا عن الكاتب زياد الريس، وكعادته مسلسل بقعة ضوء سيكون حاضرا في جزئه الثامن. كما سيتولى المخرج فادي غازي استكمال الجزء الثاني من 'شاميات' هذه المرة في سياق درامي مختلف، كما سيعود الممثل الشاب للشاشة كممثل ومؤلف من خلال مسلسل 'السالب والموجب' الذي يناقش مشاكل الطلاب في المدارس وعلاقاتهم بذويهم، وذلك في حلقات منفصلة متصلة، كما سيكلف المخرج فيصل بني المرجة باخراج مسلسل كوميدي اخر يحمل عنوان 'بوم اكشن'، وهو عبارة عن لوحات كوميدية.

البيئة الشامية: نفس الوجوه ولكن بحلة جديدة

الملاحظ ان مسلسلات البيئة الشامية ستحافظ على حضورها المكثف في رمضان المقبل كذلك، والغريب ان نفس الاسماء استأنست بهذا النوع على ما يبدو فنلاحظ ان المخرج سيف سبيعي سيقوم باخراج عمل جديد بعنوان 'طالع الفضة'، الذي تكلف بكتابته الممثل عباس النوري برفقة زوجته السيدة عنود خالد، كما سيظهر المخرج بسام الملا وهو يخرج من جلباب باب الحارة وبمسلسل 'خان الشكر' من تأليف الممثل وفيق الزعيم في ظاهرة جديدة بدأت تتكرس مؤخرا وهي دخول الممثلين لعالم الكتابة والتأليف، كما سيعود مسلسل 'الدبور' بجزء جديد وبنفس طاقم العمل الاول، أي بتأليف مروان قاووق واخراج تامر اسحاق، وفي مسلسل اخر يعود المخرج القدير علاء الدين كوكش الى اخراج اعمال البيئة بعمل يحمل اسم 'رجالك يا شام' من تأليف طلال مارديني وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية، مثلقصي خولي ورشيد عساف واسعد فضة والقديرة منى واصف، وتدور احداثه في حي ساروجة الدمشقي في مطلع القرن التاسع عشر والعلاقات الاجتماعية بين الاسر الدمشقية والعادات والقيم السائدة انذاك، كما تنتج الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون عملا عن البيئة الحمصية من تأليف حسن الحكيم واخراج محمد بدرخان ويتطرق لعادات اهل حمص.

الاعمال الاجتماعية: هل تحافظ على الريادة؟

اذا ما قمنا باستعراض بسيط للمخرجين والكتاب الموجودين في صنف الاعمال الاجتماعية الجديدة فاننا سنرى ان هناك اسماء كبيرة تعود هذه السنة وباعمال تحمل مضامين تدل على ان المنافسة ستكون على اشدها، وكلها يصب في مصلحة الدراما السورية ويقوي من وجودها على خريطة الدراما العربية، ولعل ابرز دليل على ذلك عودة المخرج النجم حاتم علي بعد غياب دام سنتين بمسلسل يحمل اسم 'الغفران' من تأليف الكاتب المتميز حسن سامي يوسف، كما يبقي المخرج نجدة انزور التعاون قائما بينه وبين الكاتبة هالة دياب، وذلك بمسلسل جديد 'شيفون' الذي يؤكد انزور على انه استمرار لذات الطرح الذي اعتاد الجمهور على رؤيته في اعماله، وكان اخرها 'ما ملكت ايمانكم' الذي اثار جدلا واسعا بسبب جرأة مضمونه، وفي ذات السياق ينصب هذا العمل الجديد كما يقول اصحابه.

المخرج الشاب المثنى صبح سيكون حاضرا بقوة كعادته بمسلسل 'جلسات نسائية' للكاتبة المتميزة امل حنا، كما سيتولى المخرج سيف سبيعي اخراج عمل اخر بعنوان 'تعب المشوار' للكاتب فادي قوشقجي كتكملة لنجاحاتهما السابقة، كما ستتولى المخرجة الشابة رشا شربتجي اخراج عملين الاول بعنوان 'الولادة من الخاصرة' للكاتب سامر رضوان، والثاني بعنوان 'شوكولا' من نص للكاتبين نور شيشكلي ومازن طه ويطرح مشاكل طلاب المدارس من خلال مدرسة خاصة بالبنين، رغم ان المخرجة صرحت بانه يمكن تأجيل عرض احد العملين الى رمضان السنة المقبلة، كما سيتولى المخرج يوسف رزق اخراج عمل جديد بعنوان 'طير بري' كما سيقوم المخرج مروان بركات باخراج عمل بعنوان 'المثل الاعلى'.

'دليلة والزيبق' يعود من جديد:

بعد انتاجها السنة الماضية لمسلسل 'اسعد الوراق' من اخراج رشا شربتجي، وبطولة النجمين تيم الحسن وامل عرفة، يبدو ان شركة عاج للانتاج الفني وجدت ضالتها في اعادة تجسيد شخصيات سبق وان نالت شهرة واسعة في ما مضى واعادة الحياة اليها، لذلك ستقوم باعادة انتاج مسلسل 'دليلة والزيبق' من اعداد الكاتبة هوزان عكو التي تولت اعادة كتابة 'اسعد الوراق' كذلك، ولكن الاخراج هذه المرة للمتميز سمير حسين والبطولة للنجمين قصي خولي وصبا مبارك. يذكر ان الفنانة القديرة منى واصف كانت قد جسدت دور دليلة في المسلسل الذي تكلف بانتاجه في السبعينات التلفزيون الاردني في تجربة مشتركة بين الاردن وسورية.

'في حضرة الغياب' سيرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش:

من انتاج الفنان فراس ابراهيم وبطولته واخراج نجدة انزور عن نص للكاتب حسن م يوسف ومن بطولة سلاف فواخرجي واسعد فضة وزهير عبدالكريم ومجموعة من الفنانين العرب، ولكن الجديد في العمل الضجة الكبيرة التي اثارتها مجموعة من الشباب عن طريق المواقع الاجتماعية والمواقع الفنية حول اقدام الفنان فراس ابراهيم على تجسيد سيرة الشاعر الكبير، مشككين في قدرته على تقديم عمل في المستوى، من دون الاساءة للمبدع الراحل، ووحده رمضان القادم كفيل بالاجابة على كل الاسئلة التي رافقت هذا العمل.

التنوع رهان الدراما السورية:

لحد كتابة هذه الاسطر يمكن اختصار عدد الاعمال المنتجة لهذه السنة في ثلاثين عملا متنوعا بين التاريخي والكوميدي والاجتماعي، وما يعنى بالبيئة الشامية ليكون السؤال الذي يفرض نفسه هل ستبقى الدراما السورية وفية لاسلوبها ونهجها الذي عهده المتتبع العربي المتشوق دوما لرؤية جديدها ككل سنة، زاده في ذلك الاسماء الرنانة التي تتوفر عليها رغم المعطيات الجديدة التي يجب عدم اغفالها، كالاغراءات المقدمة من طرف المنتجين العرب، سواء من مصر او الخليج العربي، والتي عادة ما تجعل من الاجور النقطة الحساسة التي تلعب عليها لاستقطاب هؤلاء، في ذات السياق اسفر الاجتماع الاخير الذي عقده منتجو الدراما السورية بالاجماع عن مقاطعة الفضائيات المسيئة لسورية، وكذلك ضرورة دفع الممثل ما عليه من رسوم كي يشارك في الاعمال الدرامية المنتجة، وتأتي كل هذه القرارات والخطوات في سياق حماية الدراما السورية من كل الاشياء التي يمكن ان تحيد بها عن السكة الصحيحة، ولتبقى في الريادة التي نالتها عن جدارة واستحقاق منذ فترة ليست بالقصيرة وهذا حسب اراء الجمهور العربي.

كاتب من المغرب

Adil11_el@hotmail.com

القدس العربي في

29/03/2011

 

نحو دراما مصرية جديدة

محمد خضير 

❊❊ نحو دراما مصرية جديدة هو مطلب نادي به  عدد كبير  من المخرجين عقب ثورة 25 يناير طالبوا بتغيير الموضوعات الدرامية حتي تتناسب مع طبيعة  الفترة التي نعيشها في ظل مناخ  من الحرية الذي  يهدف إلي إعادة  تقديم موضوعات كانت قد أغفلتها  دراما ماقبل الثورة.

في البداية يقول السيناريست  عاطف بشاي لا أملك القرار منفردا في تغيير شكل  الدراما ، ولكن تصوري  أن شكل الشاشة  الدرامية سوف  يختلف بعد أن يتم إسقاط  ماهو بذيء وليس له قيمة  فكرية، فهي ميلودراما  فاقعة لزجة ليس لها هدف  بالإضافة إلي أن  الثورة سوف تلغي أيضا فكرة دراما  سير الراقصات وتخرج من أدراج  المسئولين  أهم الكتابات التي ظلت حبيسة  لعدة سنوات، وتبدأ  تستعيد الدراما  الموجهة  عافيتها  وليس بمعناها  الاشتراكي  ولكن بمعناها الهادف الذي يعالج   الواقع المصري  وتؤثر  في وعيه وألا نعتمد علي نجوم الملايين لأنه نوع آخر  من أنواع الفساد.

وتري المخرجة رباب  حسين أن الصورة حاليا لم تكتمل بسبب الاضطرابات والمظاهرات التي نشهدها  كل يوم والتي تعطل  بشكل رئيسي  مسيرة العمل، وجميعنا  نفسيا متلخبطين، ويجب أن نبتعد  عن الصورة اليومية  التي نشاهدها  في نشرات الأخبار وعناوين الصحف  حتي نكتب عنها بشكل  جديد ونستطيع  تقييم  الموضوع  بعيدا عن الضغط  سواء مع  أو ضد  ونتمني  أن تكون هذه المرحلة  هي بداية التحرر من القيود التي سيطرت علي أفكار كثير من الكتُاب  والمؤلفين، فالدراما بوجه عام سوف تخرج من هذه الأزمة  بعافية وعزم شديدين بعد انحسار دراما رجال الأعمال.

ويقول المنتج إسماعيل كتكت :

ماحدث مؤخرا  علي الرغم من أنه في الصالح  العام إلا أنه انعكس  بالسلب علي  الدراما المصرية  وأصابها  في مقتل بسبب  تخوف كثير  من المنتجين بعدم  المغامرة   فهذه المرحلة  من أصعب المراحل  التي مرت بها الدراما فسوف يعيد عدد كبير من المخرجين  والمؤلفين  تفكيرهم في  كتابة النصوص  الدرامية  التي تتناسب مع هذه المرحلة  والتي نعتبرها انتقالية  أيضا في الدراما حتي نعبر بها إلي بر الأمان.

ويضيف  المخرج إسماعيل عبدالحافظ المشاهد المصري استمد ثقافة  جديدة وهي ثقافة الثورة، وخاصة  الجيل الجديد  الذي لم يعش مثل هذه الفترات ولم يعاصرها ففتحت له الثورة  باب الاطلاع السياسي ولا حديث  في الشارع المصري  إلا عن  السياسة، عدد  كبير  من المؤلفين والمخرجين  أيضا يشعرون أن المشاهد  حاليا لم يعد يقبل النمط الدرامي  الاستهلاكي  فموضوعات الثورة والحس  الوطني سوف  يكون لها نصيب الأسد  علي الشاشة  خلال الفترات القادمة  بشرط أن تصاغ بحرفية  شديدة وابتكار.

ويشير المخرج خالد  الحجر إلي أن الثورة أطاحت برؤوس  الفساد في المجتمع وسوف تطيح أيضا بكل الأفكار السطحية  فعلي مدار السنوات الماضية استعرضت  الدراما نوعية  من الأعمال ارتبطت  بفكرة تزاوج  المال بالسلطة  وسيطرت علي جميع  ا لكتابات  لكن المصلحة العامة  حاليا سيغلب  عليها دراما  تتناسب مع مزاج المشاهد من خلال كشف  زيفهم وسرقاتهم واستيلائهم علي المال العام بالإسقاط المباشر.

آخر ساعة المصرية في

29/03/2011

 

تراجع الأجور وانكماش إنتاج المسلسلات الجديدة

أسامة صفار 

تجني صناعة الدراما المصرية هذه الأيام عدة مكاسب مهمة، منها تخفيض  أجور أغلب النجوم وخاصة الذين احتلوا القائمة السوداء عبر مواقفهم وإسقاط معظم النجوم والمؤكد أن سقوط البعض الآخر سيأتي نتيجة تحولات هائلة في ذوق الجمهور .

وقد انعكست القائمة السوداء علي أعمال كان قد تم تحديد مواعيد عرضها وتم التأجيل نظرا لتوقع عدم الإقبال عليها منها فيلم "الفيل في المنديل " لطلعت زكريا.

كانت شركات الإنتاج تسابقت للتعاقد مع الفنانين والمؤلفين الكبار قبل انتهاء شهر رمضان الماضي استعدادا لرمضان المقبل وأدت تلك المنافسة الشرسة بين المنتجين إلي ارتفاع أجور النجوم بشكل مبالغ فيه بشدة.

ويأتي عادل إمام علي رأس قائمة الفنانين الذين قرروا تخفيض أجورهم، علي الرغم من تعاقده مع المنتج صفوت غطاس علي بطولة مسلسل "فرقة ناجي  عطا الله"، بعد انتهاء شهر رمضان الماضي مباشرة، حيث تنازل عن 10 ملايين جنيه، ليصبح أجره عن المسلسل 20  مليوناً، وهو أعلي أجر في تاريخ الدراما المصرية كما قرر الفنان تامر حسني أن يسلك مسلك عادل إمام، حيث خفض أجره عن بطولة مسلسل "آدم من 27 مليون جنيه إلي 15 مليوناً وخفض محمد هنيدي أجره عن بطولة مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" من 25 مليون جنيه إلي 19 مليوناً.

وكانت  إلهام شاهين علي رأس الفنانات اللواتي قررن تخفيض أجورهن، حيث انخفض من خمسة ملايين إلي ثلاثة ملايين فقط، وذلك عن بطولة مسلسلها الجديد "معالي الوزيرة"، وتوقف التصوير، لحين إجراء تعديلات علي السيناريو الذي كانت أحداثه تدور حول وزيرة متزوجة من رجل أعمال فاسد، يستخدم أمواله في الدخول إلي عالم السياسة، والفوز بعضوية البرلمان، وهي أحداث لا تتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية، حيث اندلعت الثورة، من أجل القضاء علي زواج السلطة بالرأسمال، وتم حل البرلمان. . ويلاحظ أن الفنانين الذين قرروا تخفيض أجورهم هم الذين كان لهم موقف معارض للثورة بشكل عنيف.

أما يحيي الفخراني، فلم يخفض أجره عن بطولة مسلسل "بواقي صالح"، وقد يرجع السبب إلي أنه من الفنانين القلائل الذين لم يتخذوا موقفاً مناهضاً للثورة، وما زال يتمتع بجماهيرية واسعة.

ويتوقع الناقد طارق الشناوي، انخفاض أجور جميع الفنانين الذين وقفوا ضد الثورة، بدرجة كبيرة، وتوقع سقوط نجمهم، وصعود أو تألق نجوم جدد، ممن وقفوا إلي جوار الثورة، وإنضموا إليها في ميدان التحرير. وينوه الشناوي بأن العام الحالي سيشهد انخفاضاً في المسلسلات بدرجة كبيرة، في ضوء انخفاض نسبة الإعلانات، بعد إصابة البلاد بحالة من الكساد الاقتصادي، وتوقف الإنتاج والتصدير.

فيما يتوقع الكاتب يسري الجندي انخفاض المسلسلات التي ستدخل المنافسة في رمضان المقبل بنسبة 75٪ وأضاف أن حجم الإنتاج الدرامي المصري العام الماضي وصل إلي 63 مسلسلاً، وسينخفض إلي 15أو 17 عملاً علي الأكثر هذا العام،  مشيراً إلي أن الفنان يعتبر دائماً نبض الشعب، ويتفاعل مع مشاكله، ولا يقف ضده.

وتوقع الجندي أن يتغير الواقع في صناعة الدراما والسينما تماماً، فلن يقبل الجمهور تلك الأعمال التي تقدم له في السابق من أجل الترفيه وتعميته عن مشاكله وهمومه، ولن يرفع الجمهور أي فنان من أصحاب المواقف المزدوجة الذين يقولون ما لا يفعلون، مشيراً إلي أن الدراما تحتاج إلي أفكار جديدة غير التي كانت تطرح في السابق.

آخر ساعة المصرية في

29/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)