حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد صبحى:

لو عرض (ونيس وأيامه) قبل 25 يناير لنال لقب (مسلسل الثورة)

أحمد خليفة

أعرب الفنان محمد صبحى عن دهشته البالغة مما يردده البعض بأنه قام بتصوير مشاهد الجزء السابع من مسلسل «ونيس وأيامه»، الذى بدأ عرضه قبل أيام، عقب نجاح ثورة 25 يناير فى الاطاحة بالنظام السابق لا سيما وأن العمل يحمل نبرة هجوم غير مسبوقة على نواب مجلس الشعب ويحمله مسئولية تردى الأوضاع فى البلاد.

وأوضح صبحى أنه كان من المفترض عرض المسلسل على شاشة التليفزيون المصرى بداية من شهر يناير، ولو تم ذلك بالفعل لنال العمل لقب «مسلسل الثورة» لما يحمله من تحريض على رفض الواقع والسعى إلى تغييره.

واعترف صبحى لـ«الشروق» بأن مسلسله تعرض لاتهامات بركوب موجة الثورة عبر الهجوم على الحكومة ونواب مجلس الشعب خلال الحلقات الأولى من العمل والتى عرضت خلال الأيام القليلة الماضية، وتساءل: كيف أقوم بتأليف وتصوير ومونتاج الحلقات فى ظل تلك الظروف التى تواجهها البلاد؟

وأضاف: من يروج لمثل هذا الاتهام «ذم فى باطنه المدح» لأن المنطق يستبعد تماما القدرة على إنجاز هذا العمل خلال الوقت المحدود عقب الثورة، ثم كيف أقوم بذلك ومجرد الدخول إلى مبنى التليفزيون بات عقبة كبيرة تواجه الفنانين أنفسهم.

● لكن المسلسل بالفعل حمل نبرة هجوم لم نعتد عليها فى التليفزيون المصرى على الأقل؟

ــ أتفق معك فى ذلك، ودعنى أقول بلا مبالغة أنه لو عرض المسلسل فى الموعد المقرر مسبقا بداية يناير لنال لقب «مسلسل الثورة» من شدة ما يتضمنه من نقد عنيف للأوضاع التى تعيشها البلاد والتى لم يكن لها حل آخر سوى بالثورة عليها.

● وكيف تعاملت الرقابة بالتليفزيون مع العمل قبل الثورة؟

ــ أعترف أن الموقف لم يكن سهلا أبدا، لكن إحقاقا للحق فقد وجدت تفهما إلى حد كبير من مسئولة الرقابة بالتليفزيون رغم أنها تمسكت بحذف 12 جملة من الحلقات اعتبرتها تتجاوز جميع الخطوط الحمراء المسموح بها، كما أن تعاقدى مع قطاع الانتاج يتضمن بندا يشترط موافقتى على حذف أو إضافة أى جملة للأحداث وهو ما كان يفيدينى كثيرا فى التعامل مع الرقابة.

● وماذا كانت تلك الجمل المحذوفة؟

ــ أغلبها كان يتعلق ببعض الأسماء التى يعتبرها البعض رموزا للفساد فى العهد البائد مثل أحمد عز ويوسف بطرس غالى وكذلك التعليق على واقعة رفع الحذاء بمجلس الشعب، وأيضا جملة أخرى تصف المعارضة بالخونة من قبل عناصر النظام.

● معنى ذلك أن الأحداث لم تقترب من بعض الأسماء؟

ــ لا، أبدا.. فالحلقات المقبلة ستحمل انتقادات لاذعة لكل تلك الأسماء، بعضها على نحو مباشر وبعضها بطريقة مبطنة لكن من السهل على المشاهدين فهمها ولا أريد حرق الأحداث المقبلة ولكن سيتابع المشاهدون بالفعل هجوما على أسماء مثل أحمد عز وبطرس غالى وصفوت الشريف وغيرهم.

● ألا ترى تناقضا بين ما يتضمنه العمل وموقفك السابق بتأييد بقاء الرئيس السابق مبارك؟

ــ لا أريد التعامل مع التصريحات على طريقة «ولا تقربوا الصلاة» فقد قلت بالفعل إننى لا أمانع فى بقاء الرئيس مبارك فى الحكم طوال حياته، لكننى فى المقابل طالبت بإصلاحات جذرية وتعديلات دستورية تضمن عدم بقاء الرئيس 30 سنة فى الحكم كما فعل مبارك، وقلت هذا وهو لا يزال على رأس النظام على الهواء مباشرة فى برنامج «مصر النهاردة»، ولو كان الحديث مسجلا لكنت على يقين بأنه سيتم حذفه.

● هل تنوى إضافة الثورة للعمل أو على الأقل إنهاء الأحداث بها؟

ــ من السهل على ذلك خاصة أن الأحداث فى جميع الحلقات تمهد لذلك ولن يجد المشاهد أى افتعال لتلك النهاية لكننى لن أفعل ذلك حتى لا أبتز المشاهدين، أفضل أن أعرض الصورة من بعيد لأن عرضها من قريب سيضيع الكثير من محتوياتها، ومع احترامى لكل من أعلن عزمه تقديم عمل درامى أو سينمائى عن الثورة.. هذا من المبكر جدا وكان من المفترض الانتظار حتى تكتمل الصورة.

● تعنى بذلك أنك قصدت التحريض على الثورة عند كتابة المسلسل؟

ــ لا أريد أنا أدعى هذا الشرف لكن بالفعل لو عرض العمل فى موعده السابق، كما قلت من قبل، لنال لقب «مسلسل الثورة»، فالعمل يبدأ على رغبة أبناء ونيس فى الهجرة للخارج بعد أن أعلنوا كراهية بلادهم وشعورهم بالظلم وغياب العدالة، لكنه كان يحاول إقناعهم بأن مصر بريئة مما يحدث، عليهم أن يحبوا البلاد ويكرهوا الحكام، وكثيرا ما طالبهم فى حواراته معهم بالتغيير وعدم الاستسلام للأمر الواقع.

أضاف صبحى: أحداث المسلسل تناولت أيضا قضية الفتنة الطائفية ومحاولة النظام السابق بث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا يظهر بوضوح فى شخصية «ملاك» جارى بالعمارة والذى يسعى إلى أن يكون رئيسا لاتحاد الملاك بالعمارة بدلا من منصبه كأمين صندوق فقط، وفى ذلك إشارة إلى حصر النظام السابق مناصب الأقباط فى وزارتى المالية والبيئة أيضا وما كان يسببه من ضغينة فى نفوس الأقباط وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.

● هل تعتقد أن مشاركة سماح أنور بالعمل اضرت به فى ظل ما تواجهه من حملات مقاطعة؟

ــ سماح أنور فنانة جميلة وموهوبة، وأنا لا أدافع عنها لكن ما حدث بالفعل انها خرجت إلى الجمهور معتذرة عن سوء تفسير التصريحات التى أدلت بها لإحدى القنوات لأنها لم تكن تقصد التفسير الذى ردده البعض بالدعوة إلى حرق المتظاهرين بميدان التحرير.

وأضاف صبحى: عندما أجرت سماح مداخلة تليفونية مع أحد البرامج سألها المذيع عن رأيها فى بقاء المتظاهرين بالشوارع حتى الآن عقب الخطاب الثانى للرئيس السابق، فكانت مستاءة من انتشار أعمال البلطجة بالشوارع وقالت «اتركوهم يتحرقوا»، لكنها لم تكن أبدا من مؤيدى الرئيس السابق كما اتهمها البعض، فلم يكن هناك من أحد يؤيد هذا النظام الظالم.

الشروق المصرية في

17/03/2011

 

علي حسن الجابر... مات واقفا

حاوره حسن مرزوقي  

قال قائل: هل مات علي حسن الجابر ؟؟. فنادى مناد في النفوس إن عليا لم يمت بل مات قاتله أم أبو عبد الله فقد خلد حيث رقد وانتشر ذكره حيث كان عمر المختار يفتح للشهادة بابا. رقد جسده غير بعيد عن عمر المختار. أما روحه فمع المختار في جنة ربها تتبوأ مقعدها وتزيد. لقد توقفت العبارة حيث ترقرقت العبرة. توقفت عبارة عمر المختار عندما قال : "أما أنا فستكون حياتي أطول من حياة شانقي.." وكانت.. دوت تلك العبارة في طريق سلوق بنغازي ليرسم علي حسن الجابر بدمه نفس المعنى الذي خلد عمر المختار في الضمائر..

ما مات علي ولكن قناصه مات حينما أطلق الرصاصة. كانت الكاميرا تمد في حياة علي نحو المدى. ستكون حياتك يا أبا عبد الله أطول من حياة كل الطغاة لأنك اخترت الخلود. "والمرء ذكر بعده"..

بيبة ولد مهادي كان يجلس على يسار علي حينما جاء الرصاص الغادر مع المغيب معلنا أن هناك في الدنيا من الأشرار ما يوهم بطمس الحقيقة وإخماد صوتها. وأن هناك من يعتبر الجزيرة خطرا على وعلى بقائه بلبوس البشاعة والظلم المقيت.

التقنيا بيبة في وقفة الاحتجاج والمساندة التي أقامتها شبكة الجزيرة تأبينا واعترافا بجميل الشهيد علي حسن الجابر وعزاء لأسرته ولأسرة الجزيرة ولأسرة الإعلام الحر في العالم. تحدث لنا بيبة عن شمائل الشهيد وعن رفقته الطيبة ولحظاته الأخيرة قبل استشهاده.

*** ***

"لا تعرف صاحبك إلا في السفر "...

صحيح أن علاقتي بالشهيد كانت محدودة في الدوحة ولكننا عندما قضينا مع بعضنا البعض أسبوعين في بنغازي تعرفت إلى طود شامخ ورأيت شخصا يحمل في داخله طيبة تفيض على من حوله.. كان رجلا سمحا شهما خلوقا عابدا صابرا متسامحا مع كافة الناس..

رحمه الله.. ما علمت عليه من سوء كان كثير المزاح معنا وكان أكبرنا سنا وخلقا. ومهنيا كان علي حسن الجابر يمتلك حسا صحفيا بحكم تجاربه ومسيرته الإعلامية. ففي أكثر من مرة كان يلفت نظرنا إلى أفكار أو معلومات نستأنس بها في تغطياتنا. وحتى في مهمته الأخيرة ونحن في الطريق إلى مدينة سلوق مسقط رأس شيخ الشهداء عمر المختار كان يقول لي : اسألهم عن تاريخ القرية وعن تراثها وعن عدة تفاصيل أخرى. وفعلا قبل أن نسأل بادر الناس من تلقاء أنفسهم يتحدثون عن تاريخ مدينتهم ورجالاتها. فلم يكن المرحوم مجرد مصور.. وحتى عندما كنت أقف أمام الكاميرا كان يساعدني في تأمين اتصالات ومعلومات تفيدنا.

أيام بنغازي .. وظهر المعدن الطيب..

كنا نسكن في نفس الفندق ولكن الشهيد علي كان في غرفة مع الزملاء منصور الأبي وأشرف ابراهيم. كانوا ثلاثة في غرفة واحدة وكانوا مستمتعين بجمعهم. علما وأنه كان كل واحد منهم يستطيع الاستقلال بغرفة لوحده ولكن دماثة علي وهو رئيسهم المباشر جعلتهم يخيرون السكن في غرفة واحدة.. وفي الحقيقة سكننا الفعلي كان مكتب الجزيرة في بنغازي لا نفارقه إلا لتغطية خارجية ثم نعود. أحيانا نقضي عشرين ساعة في المكتب ولا نعود إلى الفندق إلا للنوم لسويعات ثم نعود.

عيون تراقب وآذان تتنصت وخطر ليس ببعيد...

أحسسنا في أكثر من مرة بأننا مراقبون من نظرات بعض الغرباء ومن تنصت بعضهم الآخر ومن الحركات الغريبة التي لا نفهما فقلت للزملاء يبدو أننا مستهدفون وطلبت الحذر. لكن الزملاء وعلى رأسهم الشهيد علي لم يتزعزعوا بل اعتبروا ذلك إشاعة ولا يجب أن تؤثر في عملهم. ووصل الأمر إلى أن غيّرنا غرفتنا في الفندق ولكن علي وفريقه تمسكوا بغرفتهم وواصلوا نشاطهم دون أي تأثر وواصلنا عملنا على تلك الوتيرة. وكنا كلما خرجنا في مهمة تصوير إلا وتوقف علي رحمه الله أكثر من مرة لشراء الماء والعصائر والفاكهة لكل الفريق.. كان يغمرنا بكرمه ونحن في أحلك الظروف وكأننا أولاده وهكذا كان مع زملائه الذين يشاركهم غرفة الفندق.

هل لاحظت عليه خوفا عندما تشتد عليكم الأمور وتستشعرون الخطر ؟

لم ألاحظ عليه أي خوف ولا أعلم هل كان يشعر بخوف أصلا أو ربما حتى إذا انتابه خوف هو من طبيعة البشر كان يخفيه عنا. وساعدته تجربته في الحياة ووقاره وسنه على أن يتحلى بالحكمة بحيث لا نرى منه إلا ما يشجع على مواصلة العمل كي لا نشعر بالارتباك.

يوم الحادثة... يوم طويل.

في ذلك اليوم المشؤوم بتقييم البشر العاديين وهو يوم مبارك بتقييم ميزان الشهداء، كيف ابتدأت الرحلة..؟

كان لنا عمل كثيف نكاد لا نلتقط أنفاسنا من كثرة المواعيد. وكان الزملاء في الدوحة في اليوم الذي سبقه قد طلبوا مني تأمين لقاء مع  أحد قياديي المجلس الوطني الانتقالي الليبي وأن يكون ضيفا في الحصاد أحاوره أنا على عين المكان. ولكن لأسباب نجهلها ربما أمنية أو غيرها لم يتيسر لنا ذلك. ولكن في آخر لحظة قبل خمس دقائق من موعد الحصاد دخل علينا قاض يسمى حذيفة وهو المنسق بين المجلس الانتقالي والمجلس العسكري. جاء كضيف لم يكن مقررا فاتصلت بالدوحة لأستشيرهم فوافقوا على خروجه معنا في المنتصف. وليس لدينا إلا خمس دقائق.. فقلت لعلي الجابر بسرعة يا أبا عبد الله لدينا مقابلة الآن (دي تي آل).. فشعرت بأنه كان ممتعضا قليلا من الفوضى التي حدثت في برنامج لقائنا في المنتصف ولم يتوان عن نقد غياب التنظيم الذي اختل قليلا لظروف خارجة عن نطاقنا. ورغم ذلك جهز نفسه بسرعة وأتممنا اللقاء. في الصباح اتصلت به واعتذرت ممازحا على "خرقنا لنظام عمله" ليلة البارحة.. فضحك كثيرا ومازحني.

الشهادة تنادي.. وروح الإيثار كانت تعبد الطريق نحو الجنة ؟

في ذلك الصباح بدأنا العمل على الترتيب لمهمتنا في مدينة سلوق ولكن قبلها كان علينا تصوير تقرير عن مستشفى الأطفال في بنغازي وانتدب للمهمة الزميل أشرف إبراهيم. عاد أشرف من مهمته بعد الظهر. حينها كنت أنا وعلي نجمع المعلومات والاتصالات وننجز المقابلات. وبمجيء أشرف قررنا الانطلاق نحو سلوق وكان مقررا أن يذهب أشرف ولكن عليا لاحظ شيئا من الإرهاق على زميله فقال له لا عليك أنا سأذهب بدلا منك. ولما أصر اشرف حلف عليه علي وقال له "أنت كنت الآن في مهمة ولا يجوز أن نرهقك أكثر. فقط سأنهي آخر مقابلة وسننطلق". وكانت آخر مقابلة صورها الشهيد كانت مع عبد الحفيظ غوقة المحامي ونائب رئيس المجلس الانتقالي والناطق باسم المجلس.

المؤمن الصالح يقول ما يراه ..

"ونحن في السيارة وقد حزمنا أمورنا لاحظت جلبة لافتة للنظر.. فقلت لعلي ممازحا : أبا عبد الله يبدو أننا سنختطف اليوم.. فلم يزد إلا على الابتسامة وهو يقول : وسيخرج على شاشة الجزيرة خبر عاجل عن خطفنا" .. كان ذلك قبل ساعتين من استشهاده.

ثم انطلقنا نحو سلوق. وأنجزنا عملنا وزرنا قبر شيخ الشهداء عمر المختار وكانت هناك مظاهرة صورناها. وكان الأهالي في غاية الحفاوة بنا وأخذوا صورا معنا. كان الجو عاديا لا يوحي بشيء مختلف. وعبّر المواطنون عن آرائهم وفندوا دعاية النظام الليبي عن موالاتهم له وأصروا على موالاتهم للثورة. كانت الساعة حينها تقترب من السادسة مساء.

طريق العودة إلى بنغازي.. الطريق نحو الخلود.

في طريق العودة كنت أنا على يسار الشهيد والزميل ناصر هدار جنب السائق. لم يكن الطريق يوحي بأي خطر. وفجأة حدث الهجوم وحسب ما يقول السائق إنه رأى في مرآة سيارته شخصين ملثمين يستقلان سيارة خلفه هي التي جاء منها الرصاص.

وهذا يفسر لماذا ذهب الرصاص كله في اتجاه اليمين أي في اتجاه الشهيد. حيث أن المجرم كان يجلس على يمين السائق في السيارة المتربصة بنا فكان مرمى بندقيته هي جهة اليمين حيث كان القدر قد اختار عليا وكان يمكن أن أكون أنا أو ناصر. بل إن ناصر نجا بأعجوبة حيث إنه أصيب برصاصة تجاوزت عليا وخدشت أذنه.

كان الأمر مباغتا ومفاجئا بحيث لم نستطع رؤية السيارة التي أطلقت الرصاص. وكان همنا الإسراع إلى أول مكان آمن ولم أكن حينها أعرف أن عليا قد استشهد. فلما رأيت الدم في أذن ناصر الجالس في المقعد الأمام قلت لعلي : هيا علي صوّر .. صوّر ما حدث لناصر ولكنه لا يجيب...

لم نسمع من علي إلا أنينا سريعا خفيفا ثم انبعثت  "أشهد أن لا إله إلا الله .." لتقطع صمته قبل أن يسلم روحه....

 والله ما تلفظ بغيرها...

أسرع سائقنا رغم تلف إحدى العجلات اليمنى للسيارة. وبعد مسافة وصلنا إلى منطقة اسمها الهواري وجدنا مجموعة من الثوار الذين قدموا لنا المساعدة ونقلوا الشهيد إلى سيارة أخرى وأسرعوا به نحو بنغازي.. ثم أوقفوا لنا سيارة أنا وناصر لنلتحق بالشهيد إلى المستشفى.

رمزية اللحظة والمكان...

عندما زرنا ضريح شيخ الشهداء عمر المختار كنت أتحدث عن رمزية اللحظة والمكان. فلما استشهد علي أحسست أن قدرا جبارا ونعمة إلهية جعلت روح علي ترقد حيث رقد شيخ الشهداء. لقد كان علي الجابر جميلا في حياته وجميلا في ميتته .. لقد مات حيث يخلد العظماء.

الجزيرة الوثائقية في

17/03/2011

 

رفع تكلفة الأعمال الفنية وتجاهل سعر البيع

أجور جديدة للإنتاج الدرامي في سوريا

ماهر منصور/ دمشق

تثير قائمة أجور جديدة ستعتمدها «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» في سوريا للفنانين، وجميع المشاركين في الأعمال الفنية التي تنتجها بنفسها أو عن طريق الغير، مخاوف لدى شركات الإنتاج الخاصة، من أن تؤدي إلى ارتفاع كبير محتمل في تكلفة إنتاج المسلسل السوري، من دون ضمانات بارتفاع سعر بيعه.

وحددت قائمة الأجور الجديدة أجر تأليف الحلقة الواحدة من النص الجاهز للتنفيذ تلفزيونياً (تأليف، سيناريو، حوار) بخمسين ألف ليرة سورية كحد أدنى، ومئة وخمسين ألف ليرة كحد أعلى. فيما حدد أجر المخرج عن الحلقة الواحدة بين ستين ألف ليرة ومئتين وخمسين ألف ليرة سورية للمسلسل المعاصر، فيما يصل الحد الأعلى إلى ثلاثمئة ألف ليرة سورية في المسلسل التاريخي.

أما الحد الأعلى لنجوم التمثيل فيصل عن الحلقة الواحدة إلى نصف مليون ليرة سورية، على أن تقدر أجور التمثيل الأخرى بالاستئناس بتعرفة نقابة الفنانين، ليخضع الأجر بين الحدين الأدنى والأعلى، بحسب قرار تحديد أجور المؤسسة، لعوامل (عدد المشاهد، عدد أماكن التصوير، عدد الحلقات، صعوبة الدور).

كما حددت المؤسسة في قائمتها الجديدة أجور خدمات المشاركين في الأعمال الفنية، وفي الخدمات الفنية الإنتاجية التي تقدم لإنجاز المسلسل الدرامي.

وتتقاطع القائمة في جزء منها مع الأجور المعتمدة من قبل شركات الإنتاج الخاصة، ولكنها تتجاوزها بكثير في ما خص تحديد الحدود الأعلى للأجور، ولا سيما في ما يتعلق بأجور الممثلين، في وقت يتراجع فيه الحد الأعلى لأجور المخرجين في قائمة المؤسسة عما هو معتمد في القطاع الخاص، ما يعني تعزيز سلطة الممثل، كرقم أول في العمل التلفزيوني، على حساب سلطة المخرج في هذا الخصوص.

وفي مقابل مخاوف شركات الإنتاج، يقول أحد المشاركين في وضع قائمة المؤسسة، إن اللجنة التي حددت الأجور الجديدة وضعت في اعتبارها اعتمادها على المدى الطويل، ويتعلق ذلك بمرونة إخضاعها لأي تعديلات في السنوات المقبلة، بمعنى أن المؤسسة لن تلتزم بداية بدفع الحد الأعلى للأجور. إلا أن شيئاً واضحاً بهذا الخصوص لم يشر إليه رسمياً!

من حيث المبدأ، يحق «للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»، التي تطرح نفسها كشركة إنتاج منافسة، أن تبادر الى تحديد ما تراه مناسباً من أجور، بل ان ذلك مطلوب منها، وخصوصا فيما يتعلق بأجور العاملين في الخدمات الفنية والخدمات الفنية الإنتاجية للمسلسل الدرامي، والتي يخضع تقديرها لمزاج شركات الإنتاج، ما يلحق غالباً غبناً بالعاملين في تلك الخدمات.

إلا أن المطلوب من المؤسسة أيضاً، كجهة حكومية داعمة للدراما السورية، هو ألا تسقط من حساباتها شركات الإنتاج الأخرى، والتي ساهمت بتحقيق نجاحات الدراما السورية الأخيرة. ورغم أن المسألة في النهاية عرض وطلب، إلا أن الحد الأعلى من أجور المؤسسة، ستضع شركات الإنتاج الأخرى في ورطة، قصداً أو بغير قصد. فما تراه المؤسسة حداً أعلى لأجور الممثلين ممن يستحقونه بعد العمل لسنوات على سبيل المثال، قد يطلبه الممثلون اليوم. كما ان ارتفاع تكلفة الساعة الدرامية السورية عما هو متعارف عليه اليوم، من شأنه أن يكبد شركات الإنتاج خسارة معينة، ما لم يترافق ذلك مع ارتفاع بيع سعر الساعة الدرامية السورية للقنوات العارضة.. ومن يضمن ذلك؟!

ربما كان على «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» أن تقرر لائحة الأجور الجديدة، بالتنسيق مع شركات الإنتاج الأخرى، وبما يفرض تحسناً ملحوظاً في أجور العاملين بالدراما، ورفع الغبن عن الكثيرين منهم، ولا سيما عمال الخدمات الفنية، ثم تقدير الزيادة المتوقعة في تكلفة إنتاج الساعة الدرامية الواحدة المترتبة على تحسين الأجور، تمهيداً للحظها في وضع حد ادنى لسعر موحد، لبيع الحلقة الدرامية للقنوات العارضة. وهكذا تنتقل العلاقة بينها وبين شركات الإنتاج من حيز المنافسة على سعر الحلقة، إلى حيز المنافسة على جودتها الفنية، وهذا هو المطلوب.

السفير اللبنانية في

18/03/2011

 

ظاهرة

مالك القعقور 

يبدو أن التلفزيونات اللبنانية بدأت تتسلل إليها ظاهرة الممثل الكاتب، أي الممثل الذي يتحول إلى كاتب للمسلسلات. فبعد النجاح الذي حققته كلوديا مارشليان ومنى طايع في فن كتابة المسلسلات، ودخول ريتا بارصونا على الخط، بدأ اسم جديد يتردد في هذا الحقل هو الممثل الشاب طارق سويد الذي كتب مسلسلاً يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (أل بي سي) بعنوان «متل الكذب» الذي يؤدي بطولته طلال الجردي، ماغي بو غصن، ريتا حايك، أليسار حاموش، مي سحاب وجيه صقر، نيكولا معوض، وسويد وعدد من الممثلين، من إخراج وليد فخر الدين.

موضوع المسلسل مثل الكذب ومثير جداً إذ يروي حكاية رجل على علاقة بزوجة أخيه، حتى ان ابن هذا الأخير هو ابنه. واللافت أن ظاهرة الممثل – الكاتب تتفتق عن أفكار جميلة ومواضيع تلقى إقبالاً من الجمهور الذي تثيره علاقة من هذا النوع وتستفزه إلى درجة يتعلق بالمسلسل ليرى كيف ستتطور أحداثه وما إذا كان سويد نجح في حبكة اختتامية تكون بمستوى القصة.

لا شك في أن الموضوع أو فكرته، تبدو أقوى كثيراً من معالجــته، خصوصاً أن الحوارات ومضامينها تــبدو شبابية وتشبه لغة كاتبها سويد - الذي يطل أيضاً ممثلاً في المسلسل - في برنامجه «لقلقة» على «أو تي في» وكذلك زميلته في البرنامج والمسلسل معاً مي سحاب.

وريثما يتابع الجمهور مجريات المسلسل وتطوراته لمعرفة كيف ستنتهي فصول «الخيانة»، لا بد من القول إن تجربة الكتابة التي تبدو جيدة إلى الآن، قد تتحول إلى ظاهرة أكيدة وينكب غداً كثر من الممثلين على كتابة مسلسلاتهم حتى يأتي زمن يندر فيه الكاتب المختص ويغدو ممثلو الشاشة الصغيرة أصحاب مواضيعهم وأدوارهم، على غرار ما يفعل منذ سنوات طويلة ممثلو المسرح في لبنان سواء كانوا في المسرح العادي أم الشونسونيه، وكذلك أصحاب البرامــج الفــكاهية المنتشرة على كل الشاشات... يبدو أنه زمن الفنان الشامل وليس المختص.

الحياة اللندنية في

18/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)