حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لبنى عسل مؤكدة أن الصدفة هي التي وضعتها أمام الكاميرا

حوار أجراه: عادل الألفي

رقتها.. عفويتها.. وابتسامتها.. كانت الأسباب الرئيسية في لفت الأنظار إليها في بداية البرنامج.. ومع هذا أعتقد البعض إن استمرارها من رابع المستحيلات خاصة في وجود مذيعتين منافستين لا يستهان بهما.. ولكن سرعان ما اختلفت الأمور..  وتركت المذيعتان البرنامج دون أسباب واضحة.. وأكملت هي مع زميلها "شريف عامر" عامها الثاني ويزيد ببضعة أشهر دون منافسة نسائية..

حلقة وراء الأخرى بدأت أقدامها تثبت.. وعرفها الجمهور كمقدمة برامج من النوع الثقيل.. فلم يعد جمالها وحده هو سر الجاذبية وإنما طريقتها وأسلوبها وقدرتها على إدارة الحوار بنكهة ومذاق خاص..

مع مقدمة برنامج "الحياة اليوم" المتألقة "لبنى عسل" كان هذا اللقاء الأول بعد تجديد البرنامج شكلاً ومضمونًا.. واختيار وزير الإعلام لها ضمن أفضل 12 مذيعًا ومذيعة في القنوات المصرية حكومية وخاصة.. وإليكم التفاصيل..

·         *حمل برنامج "الحياة اليوم" بالأيام القليلة الماضية تغييرًا شاملاً.. حدثينا عنه؟

**بالفعل.. فقد انتقلنا لأستوديو أكبر بديكور مختلف، ويتوافر فيه تقنيات تكنولوجية عالية تساعدنا في تطوير المضمون، تحت شعار "أن تعرف أولاً" معتمدين على زيادة الجرعة الإخبارية والتقريرية من مصر وخارجها بإيقاع أسرع عما قبل، بجوار تخصيص فقرات لمناقشة القضايا الاجتماعية، والطبية، وما يحدث على المواقع الإنترنت، والجديد في الأخبار الثقافية والكتب الصادرة.

·         *هل كان الخوف من النمطية والتشابه مع البرامج المماثلة وراء التغيير؟

**لا.. فهو يعد التغيير الأول منذ بدأنا البرنامج، وأردنا من خلاله الاستفادة من نقاط القوة التي تميزنا في أسلوب معالجة الأخبار، لإيماننا بأننا كالوسيط ما بين الجمهور والمصدر المسئول دون أن يكون بيننا من يصطنع الزعامة مع عدم انحيازنا لطرف على حساب طرف آخر.

·         *قد يرى بعضهم أن تقديم البرنامج على مدار الأسبوع يخلق نوعًا من الملل عند المتلقي..فما ردك؟

**نحن نذيع في قناة حصلت خلال الـ 12 شهر الماضية على المركز الأول في أغلب إحصائيات الشركات المتخصصة في قياس نسب المشاهدة الأعلى بين الفضائيات، ومن ناحية أخرى الأخبار والموضوعات الرئيسية التي نقدمها تكسر الملل لطبيعتها المتجددة والمتنوعة، إلى جانب أن البرنامج قائم على أثنين من المذيعين يقدمانه سويًا مدة ثلاثة أيام ويومان منفصلان لكل منهما للبعد عن الرتابة.

·         *نلاحظ وجود اختلافات فكرية بينك وبين زميلك "شريف عامر".. كيف ترين تأثيرها؟

**أعتقد أن ذلك في صالح المشاهد لما فيه من تنوع آراء يضفي مزيدًا من الفاعلية والتلقائية على المادة المقدمة.. لأنه من المستحيل أن نكون نسخة طبق الأصل من بعضنا البعض.

·         *رغم ترك زميلتين للبرنامج في بداياته ألا أنه لازال البعض يقارن بينك وبينهما وبخاصة "دينا سالم" معتبرينها الأفضل؟

**في الحقيقة سؤالك محرج.. ولكنها وجهة نظر لها احترامها.. وما أستطيع قوله: أنني كنت أتمنى استمرارهما معنا في تقديمه.

·         *في بدايتك اعتبرك بعضهم مجرد وجه جميل لن يستمر طويلاً؟

**اسمع.. منذ تخرجي في كلية الإعلام، وأنا أسعى لاكتساب الخبرات المختلفة.. حيث التحقت بالعمل الصحافي في قسم التحقيقات بصحيفة "الأخبار"، وبجانبها كنت في "ماسبيرو" أقوم بإعداد تقارير لبرامج مختلفة تناقش أحوال وقضايا المجتمع.. ولم يكن ضمن طموحاتي الالتحاق بالعمل كمذيعة بأي شكل من الأشكال، وأعتقد بعد هذه السنوات أنني _ولله الحمد_ حققت شيئًا والحكم في النهاية للمشاهد.

·         *ومن كان وراء تحولك للعمل التليفزيوني؟

**الصدفة البحتة هي السبب الوحيد.. حيث فوجئت بترشيحي لاختبار المذيعات بالتلفزيون الحكومي.. فتقدمت وحققت نجاحًا يحسب لي وأصبحت مقدمة برامج بالتلفزيون المصري ومنه انتقلت إلى قناتي "المحور" و"دبي" إلى أن وصلت لقناة "الحياة".

·         *وكيف ترين اليوم الفارق ما بين بدايتك وما حققته؟

**تعلمت في البدايات كيفية التحدث في كل الأمور، وكأنها _دون أن أقصد_ بروفة لبرنامج "الحياة اليوم"، الذي اعتبره أكبر طموح لأي مذيع لما فيه من فرصة لتناول موضوعات مختلفة من سياسية إلى اجتماعية مرورا بالفنية والرياضية وحتى العلمية.

·         *ومتى تفكرين في الرحيل؟

**ولماذا أفكر فيه؟!.. فأنا أجد كل التقدير والمساندة من المسئولين.. فهذا بعيد تمامًا عن خيالي.

·         *لو فوجئتِ _ونحن جالسين سويًا الآن_ بقرار استبعادك على أساس أنك ستقدمين برنامجًا بديلاً بالقناة.. ماذا ستفعلين؟

**تشرد للحظات كأنها تسترجع صورًا بخيالها، تقول: حقيقة.. أشعر أنني بين أسرتي التي أحبها بشكل يصعب عليّ فراقها.. فأنا أجلس مع فريق العمل أكثر مما أجلس مع أهلي.. ولك أن تتخيل إحساسي.. فمشاعري تتغلب على عقلي في هذه المسائلحتى لو كان المقابل أنني سأقدم برنامجًا وحدي.

·         *كيف ترين اختيارك من قبل وزير الإعلام في وقفة "مصريون"؟

**أن أكون ضمن 12 مذيعًا ومذيعة من أفضل مقدمي برامج الـ "Talk show" شيء يشرفني ويسعدني، بخاصة عندما تتعلق تلك الوقفة بإحداث تغيير لأي مشاعر احتقان والتأكيد على وحدة المصريين.

·         *المذيعات اللاتي تواجدن معك في الوقفة من حيث الأكثر احترافية.. كيف ترتبينهن؟

**تصمت للحظات من الوقت، ثم ترد قائلة: لا يصلح أن أكون منافسة وحكمًا في نفس الوقت.

·         *قلت: من أين تستمدين ثقتك بنفسك؟

**قالت: وهل هناك أفضل من القرب من المولى عز وجل؟!.. فدائما قبل دخولي للأستوديو أدعو بالآية الكريمة: "رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي"

·         *ما مدلول "البروبجندا" في قاموسك؟

**لا استخدمها وغير مقتنعة بها.. لأن الناس في رأيي تستقبل المذيع دون وسيط، والإعلامي الناجح لا يحتاج لعمل مثل تلك الأشياء، خاصة أن نوعية الجمهور اختلفت، وأصبحت تمتلك القدرة على التمييز بين الغث والثمين.

·         *هل هناك قراءات معينة تعتمدين عليها في الارتقاء بثقافتك؟

**لدي روتين دائم يتمثل في متابعة التفاصيل اليومية عبر قراءة الصحف بمختلف توجهاتها سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة بجانب ما يذاع على القنوات الإخبارية العالمية وكذلك المنشور في منتديات الإنترنت باعتباره مجتمعًا جديدًا علينا الاعتراف به.

·         *ما الاختلاف الذي تلحظينه في تناول أحداثنا المحلية بين التغطية الإخبارية العالمية والمصرية؟

هناك رؤى مختلفة في طريقة توصيلهم لما يدور بيننا.. فستجدهم في حادث الإسكندرية على سبيل المثال يهولون الأمور ويتحدثون أن الأقباط مضطهدين، ويطالبون بفرض عقوبات على مصر بشكل مستفز وغير مقبول، كأنهم يصطادون في الماء العكر، متناسين أن علينا حل مشكلاتنا بأنفسنا.

·         *وكيف ترين _من منظورك_ تلك المشكلة على الصعيد المصري؟

**هناك بعض المشاكل التي يشعر بها الأقباط، ولا يمكن إنكارها مثل مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة، الذي اعتبره مطلبًا شرعيًا، لكن تلك المسائل في العموم يمكن حلها لو توافرت إرادة مجتمعية وسياسية، بينما الزعم أن الأقباط يعيشون أسوأ مراحل حياتهم غير صحيح ومرفوض.

·         *هل كنت تنظرين للحياة _بعامة_ قبل برنامج "الحياة اليوم" مثلما تقدميها الآن؟

**بابتسامه سارحة، تقول: ياه.. كانت مختلفة تمامًا.. وذلك ليس معناه أنني لم أكن على دراية بوجود مشاكل، وإنما عملي في البرنامج بما يحيطه من أخبار وقضايا نعرضها ونناقشها يوميًا أصابني بالإحباط _والله العظيم_.. فأحيانًا بعدما ننتهي من البرنامج تظل المشاكل التي نناقشها تستحوذ على تفكيري، وأجد صعوبة في إبعادها عن فكري.

·         *وما أبرز المشاكل التي أثرت فيكِ بشكل كبير؟

**رؤية أشخاص غير قادرين على التداوي يفشلون في الحصول على علاج على نفقة الدولة في الوقت الذي أجد فيه كبار المسئولين يعالجون على نفقة الدولة بكل سهولة ويسر!!.

*كلامك يذكرني بحديث "محمود سعد" منذ أيام حول أن البلد في حالة مخاض لشيء مجهول في ظل وجود "لخبطة" سياسية ومواطنين مجهدين اقتصاديًا واجتماعيًا، متطرقًا إلى أن الشاشات كلها تقلصت مساحة الحرية فيها عما سبق؟

الأهرام اليومي في

26/01/2011

 

التراث التلفزيونى للاهلى والزمالك مهدد بالسرقة والضياع!

تحقيق – طارق رمضان  

لا احد يعرف سر تاخر المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون فى اتخاذ قرار بتنفيذ اكبر مشروع اليكتروني يحمي تراث التليفزيون المصري من الاهمال والضياع وذلك بصيانتة وترميمة وفقا لتكنولوجيا العصر وهو مشروع له قيمته واهميته باعتبار انه يحفظ لتليفزيون مصر تاريخه و ثروته لاسيما بعد اكتشاف  اختفاء مباريات نادرة لفرق الأهلي والزمالك والمحلة والاسماعيلي والاتحاد ومنتخب مصر ومباريات  اخرى حضرها الرؤساء عبد الناصر والسادات و مبارك  وهو ما يمثل اهدار لثروات لاتقدر بمال كما يهدد الاهمال شرائط اخرى نادرة توجد خارج ماسبيرو  في شقتين بمدينه السادس من اكتوبر بهما قرابة  60 الف شريط (واحد بوصة و2بوصة) و يوجد عليهم مواد نادرة جدا لمباريات وجلسات مجلس الشعب وخطب لرؤساء الجمهورية وافلام وثائقية   قد تفسد فى اى لحظة لكونها مهملة فى  ومعرضة للمياة والتلف جراء سوء التخزين والحفظ وفى سبيل ذلك اقترح حاتم هيكل رئيس الادارة المركزية للمكتبات واللواء نبيل الطبلاوي رئيس قطاع الأمن  عدة افكار هامة من شانها الحفاظ على ما تبقى من تراث التلفزيون

فحسب حاتم هيكل  فانة يرغب في مكتبة خاصة يتم تجميع جميع شرائط التراث فيها سواء تراث فني –سياسي- اقتصادي – رياضي ) باعتبار ان فكرة التراث فكرة متجددة ودائمة فالذي تراه الان مجرد ماده عادية هي في الغد مادة تراثية فالشخصيات والأحداث اذا مر عليها فترة من الزمن أصبحت تراثا لكن المشكلة التى ستواجهه مشروعات حفظ التراث تلك تكمن فى رفض القطاع الاقتصادى فى التلفزيون تخصيص مبلغ 50 مليون جنيها لتنفيذ مشروع الأرشفة الالكترونية الذى سيوفر للتليفزيون ملايين الجنيهات باعتبار انه يوفر لكل برنامج 1000 شريط يتم تدولهم بين المخرجين والبرامج في اليوم بمعدل شهري 30 الف لكل برنامج   وذلك على الرغم من ان دراسة  هاة قدمت الي اتحاد الإذاعة والتليفزيون تحت عنوان (نظام الارشيف الاليكتروني )  طالبت بسرعة البدء فى تنفيذ مشروعات الحفظ وتقول الدراسة : ان التراث لايمكن تقدرية ماليا وحمايته من الهلاك او الفقد او التسرب حيث يتم الاستعاضة عن تبادل الشرائط يديويا بتبادل المواد من خلال الشبكة كما يجب تعريف هذا التراث وتوثيقه وتفعيل حسن وسرعة البحث والاستفادة من هذا التراث كذلك  ضرورة نسخ للمادة التليفزيونية علي شرائط رقمية تتميز بصغر الحجم وسعة كبيرة وقلة في التكاليف للحفاظ علي المادة المسجلة واعداد نسخة اليكترونيه للمادة التليفزيونية ليتم الاستعاضة عن تبادل الشرائط يدويا بتبادل المواد –أفلام – مسلسلات – مباريات – اغاني )

كما كشفت الدراسة  ان النظام الحالي للمكتبات لايفيد لتعددها فهناك خمسة مكتبات منفصلة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهي (تليفزيون- متخصصة – أنتاج – فضائيات- اخبار) وتستخدم هذة المكتبات  نظام قواعد بيانات قديم لحفظ المادة التليفزيونية مما يعرضها  للضياع والاتلاف  كما ان نظام البيانات الحالي غير موحد للقطاعات المختلفة لدراسة أكدت ان الموجود في المكتبات التليفزيونية ا الخمسة من شرائط يقدر بنحو 433758 وعدد الساعات المسجلة 64324  فقط

يذكر ان ما جرى اخيرا بين النادى الاهلى والتلفزيون بشان تراث مبارياتة هو من دق ناقوس الخطر ففى 2008  طالب لنادي الأهلي من التليفزيون رسميا الحصول علي نسخة من جميع مبارياته سواء قديمة او حديثة ولكن النقاش الفعلي فيه لم يتم الي في يناير 2010 بعدما  أهمل التليفزيون الرد علي النادي طوال تلك المدة   وبعدها  عرف ان في مكتبات التلفزيون حوالي 200 مباراة للنادي الاهلي بين قديم وحديث وحاول النادى الاهلى  أن يصل الي اي سعر للشراء لكن التليفزيون لم يمنحه ردا مناسبا بعدما اختلفت اداراتة  حول طريقة البيع  هل يبيع المباراة نفسها بالنجاتيف ام يبيع حقوق العرض فقط ومن وقتها والشرائط هملة وتراث لايقدر بثمن مهدد بالضياع 

الأهرام اليومي في

26/01/2011

 

لوجه مصر ياوزير الإعلام -1

بقلم محمد حبوشة 

من أجل مصر التي نحبها وتحبها أنت أيضا ، وبحكم مسئوليتكم عن تشكيل وعي ووجدان جيل بكامله فرضت عليه ظروف أمته أن يواجه تحديات كبيرة ومصير محتوم في عصر محفوف بكثير من المخاطر، وبعد ما أصبح الفضاء الإعلامي المرئي والمسموع من حوله ميدانا واسعا للرماية ورشق الحجارة في مضمار "التغيير" وسيادة ثقافة الانتحار بإشعال النار في الساحات العامة وتحت الأضواء الكاشفة.

لاشك أن تطورا ملحوظا قد حدث بالفعل في بعض الشاشات المصرية ( الأولى – الثانية – المصرية ) وقنوات النيل ( سينما – لايف – سبورت – دراما .....)،ولوجه الحقيقة برعت كوادرها الفنية في استخدام تقنيات الإعلام المرئي الحديثة على مستوى الجرافيك والتنويهات والموسيقى الجاذبة وهى عناصر أضفت بريقا آخر للشاشة ، لكن المضمون - للأسف- لا يتواكب مع هذا الشكل الجميل إلا فيماندر من برامج منها (مصر النهارده) والذي يعتمد على قدرات فردية ارتجاليه لمقدميه ، بينما تغيب العناصر الاحترافية بشكل واضح من جانب فريق الإعداد الذي يفتقد الرؤية الشاملة في تلمس القضايا بما يخدم مصلحة هذا الوطن ،ومع ذلك يظل هذا البرنامج - وحده تقريبا - حافظا لماء ماء وجه التليفزيون المصري في حلبة "التوك شو" على أقل تقدير.

ومن هنا دعنا نتشاطر الأفكار في شئون تهم المواطن في وطن لا يطمح في تجاوز أزمة أو مشكلة لحظية وإنما يسعى للتكيف مع عصرالإعلام بتجلياته المرعبة في سماء تكثر فيها الغيوم بفعل الأطباق التي تحاصرنا بقدر هائل من الصخب والضجيج الذي تضيع حتما في قلبه الحقائق في زحمة التوك شو وهدير برامج المسابقات التي تخلو من قيمة أو معرفة ، ناهيك عن برامج الفورمات الغريبة التي تتكلف ستة منها فقط – على حد علمى -120 مليون جنيه أظنها تضيع في الهواء بلا مردود إعلاني يذكر ، فضلا عن وجبات برامجية أخرى لاتغني ولا تسمن من جوع يخجل القلم من ذكرها.

سيادة الوزير مشهود لكم بالدأب والمثابرة واتخاذ القرار السليم كما حدث مع برنامج " سواريه " الذي أوقفتموه قبل أسبوعين تقريبا ، ولكن دعني أعبر عما يجول بخاطري عبر أسئلة أراها على الأقل - من وجهة نظري- مشروعة وجديرة بالطرح لأجل هذا الوطن ، فلقد بدأت مراحل تطوير شاشات مصر تحديدا في مارس 2009 أي قبل سنتين تقريبا وليس من شك أن شكل القنوات تطور كثيرا وواكب روح العصر بتقنياته على مستوى جودة الصورة ، ومن هنا أتسأل:

لماذا جنحت خطة التطوير في غالبها على الأرجح نحو برامج الترفيه والمنوعات؟ ومنها ( القصر – خاص جدا – الهرم – فاكر ولا لأ – فيفتي فيفتي) وغيرها من برامج أظنها لاتفي بتحقيق الرسالة السامية للإعلام ، والتي تهدف في جوهرها كما يعتقد معظم الدارسين والمتخصصين على أن الاتصال Communication يهدف إلى توفيرالمعلومات وتيسيرالتعاون وتحقيق الذات ، وهذا لايتأتى إلا بالمعرفة والعلم والإقناع ، وحتى نحقق ذلك:

لماذا لايوجد برنامج ثقافي جاد - لدينا قناة ثقافية متخصصة - يرصد حركة الثقافة المصرية ويغوص في أعماق التراث والحضارة ويكشف عن مواهب حقيقية ، بحيث يقدم وجبات أسبوعية – على الأقل - متكاملة لمشاهد يعيش عصر المعلومات السريع تركناه في فضاء شبكة عنكبوتية تعبث به على قدر ماتحمله من معلومات مشوشة وحقائق مزيفة تبعث على فقدان الثقة والتراخي والاستسهال.

لماذا غابت برامج الفئات عن تلك الشاشات ، والتي تدور حول المهن المختلفة وأهمها التي توجه للزراعة والفلاحين في مصر( لدينا مايزيد عن 8 مليون فدان ) تحتاج إلى كثير من المواد البرامجية الإرشادية في مراحل الزراعة ونمو النبات ومواسم الحصاد والتصدير والصناعات الغذائية،فضلا قضايا المياه والثروة السمكية والحيوانية ، وهو بالمناسة قطاع ثري جدا بتجارب إنسانية تحدت المستحيل ويقع على كاهلها ركام هائل من العراقيل والمشكلات ، ورغم ذلك ظل ومازال هذا القطاع صامدا رغم كل مايعتريه بل ويمدنا بالحد الأدني من زاد الحياة اليومية.

أين برامج الطفل والنشأ – لدينا قناة الأسرة والطفل - الذين تركناهم نهبا لقنوات أجنبية دون أن نزرع في عقولهم مفاهيم الانتماء لهذا الوطن ، والواقع أنها برامج غاية في الخطورة وفي صميم الإعلام القومي حيث يشكل هؤلاء الأطفال أمل مصر المستقبل والذي يبدو كما نعلم وندرك محفوفا بكثير من المخاطر.

هل يعقل أن يخلو التليفزيون المصري – تقريبا – من برنامج ديني يقدم لنا الطريق الصحيح بعد أن تركنا شبابنا وليمة دسمة وشهية لقنوات التطرف والعبث بمقدرات أمة عبر لغة خشبية جامدة لا تفضي إلا لمزيد من التعصب الأعمى الذي يجلب لنا الكوارث ويزرع بذور الفتنة في أرضنا الطبية.

سيادة الوزير: ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية تعد مفصيلة في تاريخنا ألا يستحق الأمر أن نتوقف قليلا ونقوم بإعادة التوزيع النسبي ( الآن .. الآن .. وليس غدا ) لبرامج جادة عن الأطفال والثقافة العامة وتوعية الشباب والزراعة ، بحيث تحوى مضمونا جادا يهدف إلى التنمية الحقيقية جنبا إلى جنب مع الترفيه الذكي الذي يقدم المعلومة مغلفة بالقيمة والمعنى،ويشيربفخرإلى رموزنا الثقافية والعلمية ويقدم حقائق التاريخ التي توضح عبقرية المكان والزمان على أرض المحروسة ، بدلا من برامج تحمل في مضمونها أرقاما وحسابات رياضية جافة ومعلومات ضحلة، وأغان تخلو حتى من الشجن الذي عرفه المصري على مدار تاريخه القديم والحديث.

الأهرام اليومي في

26/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)