حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

موسم فكاهة رمضان 2010 في المغرب:

صحافيون ونقاد وجمهور مستاؤون من مستوى ما قدم وفنانون ومخرجون ومسؤولون عن الإنتاج والبرمجة يردون: كنا في المستوى

البرمجة الرمضانية منافسة تقليدية بين القناتين الأولى والثانية

سعيد فردي

ترى هل'وقعت القناتان المغربيتان الأولى والثانية من خلال ما قدمته من إنتاجات رمضانية على المصالحة مع جمهورها هذا الموسم؟

هل تجنبت فعلا القناتان سيل الانتقادات التي واجهتها سابقاً في برمجة الموسم الماضي؟ وهل بهذه البرمجة الرمضانية كانت الأولى والثانية في مستوى مواجهة انتاجات القنوات والفضائيات العربية؟

حملنا هذه الأسئلة وغيرها إلى مسؤولين عن البرمجة والبث في القناتين معا، ولصحافيين ونقاد فنيين، وخبراء في الاتصال والإعلام المغربي، وأخيرا طرحنا نفس الأسئلة أعلاه على فنانين ومخرجين ومنتجين قدموا أعمالهم التلفزية خلال شهر رمضان الذي ودعناه مؤخرا فكانت الأجوبة التالية:

 

الأعمال التلفزيونة المغربية بين المشاهدين وأبطالها ومنتقديها

خالد الحطاب

رئيس قسم تخطيط البرامج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية

المستشهرون لا يتدخلون في البرمجة والقانون ينص على دعم الإنتاج الوطني في ميزانية السمعي البصري

المستشهرون لا يتدخلون في البرمجة ولا في توجيه شبكة البرامج سواء الرمضانية أو غيرها، وشبكة البرامج المعروضة على شاشة القناة الأولى في رمضان الحالي، خضعت لاستطلاع رأي قبلي لمعرفة اختيارات الجمهور المغربي وتطلعاته، وتم الاشتغال على عينة من فئات عمرية مختلفة، عينة تمثل المجتمع المغربي، تحت إشراف لجنة تتكون من قسم البرمجة ووسيط الإذاعة والتلفزة، وبالنسبة للبرامج والمواد المبرمجة هي أولا مواد جيدة، ولكن لا يمكن أن تلبي كل التطلعات والأذواق. دعم الانتاج الوطني واضح جدا في عمل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة القانون ينص على أن ميزانية دعم الانتاج الوطني، يجب أن لا تقل عن 30 في المائة من الميزانية المرصودة للسمعي البصري

زهير زريوي

مدير البرمجة والبث بالقناة الثانية

شبكة برامج رمضان القناة الثانية تتطور سنة بعد أخرى

بدلنا كل مجهوداتنا ووفرنا كل الإمكانيات، حتى تكون الشبكة البرامجية لشهر رمضان هذه السنة أحسن من السنة الماضية، كما كانت برامج رمضان السابق أحسن من سابقتها، مقتنعون في مديرية البرمجة والبث بأن شبكة برامج رمضان القناة الثانية تطورت سنة بعد أخرى إلى الأحسن، نحن قمنا بمجهود، نتمنى أن ينال هذا المجهود المزيد من إقبال المشاهد المغربي.  

يحيى اليحياوي

الناقد التلفزيوني وخبير الاتصالات المغربي

عن أي كم يتحدثون؟

كتبنا الكثير عن ما يقدم في شهر رمضان من برامج وانتاجات تلفزية، وكتب غيرنا، مسألة التذرع بالكم والنوع والوجوه الدرامية، وأزمة السيناريو، هذه مواضيع وملفات كتبنا فيها ما يزيد عن 15 سنة، أن تراهن على الكم لتحقيق الجودة، عليك أن تكون قد حققت تراكما وتنوعا ومصداقية ما يعرض كل سنة، للأسف هذه المحددات التي أتيت على ذكرها غير موجودة وغير متوفرة، إذن عن أي كم يتحدثون؟

هناك رداءات وتفاهات تعرض باستمرار في التلفزيون المغربي، ولا أريد أن اكرر ما سبق لي أن قلته وكتبته كحلول لمعضلة الدراما المغربية بصفة عامة، أعطينا العديد من الاقتراحات والحلول، وقلنا لهم قدموا عملا دراميا واحد جيدا في رمضان، سواء على القناة الأولى أو الثانية، ولكن من تنادي؟ 

الطاهر طويل

صحافي وناقد فني (جريدة 'القدس العربي')

جل ما قدم لا أسميه هزلا وإنما 'هزالا'

الانتقادات تعبر عن الرأي العام الثقافي والفني والنقدي، وهي عنوان لحاجة المواطنين لفرجة رمضانية راقية من القنوات التلفزيونية المغربية، باعتبار أن هذا الشهر الفضيل يحظى بنسبة مشاهدة عالية، والانتقادات تعبر أيضا عن الحاجة إلى إنتاج تلفزيوني في المستوى، يعبر بالضرورة عن تطلعات كل الجمهور وليس نخبة أو شريحة واحدة، والمغاربة ينتظرون من قنواتهم العمومية أن تكون بالفعل قنوات عمومية وتقدم فرجة تلفزيونية متكاملة ولا تقتصر على جنس تلفزيوني واحد، واقصد هنا الفكاهة أو الكوميديا، جل ما قدم لا أسميه هزلا وإنما اسميه 'هزالا' يعبر عن ضحالة فكرية وإبداعية وفنية لدى كثير ممن يدعون تقديم الكوميديا، واعتقد أن ذلك يرجع إلى أزمة في الكتابة وأزمة في الإبداع وأزمة في التصور والرؤية. 

توفيق ناديري

(صحافي، جريدة 'المساء')

غياب آلية المراقبة وتتبع صرف ميزانيات الإنتاج

العملية الإنتاجية السليمة تنطلق من معطيات أساسية، منها على الخصوص أن يكون النص مكتوبا ولا يعقل أن يرتجل خلال التصوير أي كلام، ثانيا على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ان يكون توزيعها لميزانية الإنتاج الدرامي وفق ضوابط ومعايير، منها تجربة وخبرة الشركات المنفذة للإنتاج الدرامي.

العملية الإنتاجية غير سليمة البتة، معظم الأعمال غير مكتوبة، أعمال تكتب أثناء التصوير، غياب آلية المراقبة وتتبع صرف ميزانيات الإنتاج، ممثلون يكررون أنفسهم، أعمال كوميدية تكرر نفسها، والمشاهد المغربي أصبح ينفر من هذه الكوميديا ويتوجه إلى مشاهدة الأعمال التي تعرضها الفضائيات العربية، وفي نهاية المطاف الضحية الخاسر هو المشاهد المواطن المغربي، والدليل على ذلك هو هذا السيل من الانتقادات المباشرة وغير المباشرة لانتاجاتنا التلفزيونية الرمضانية

حسن بنجوا

(صحافي، يومية 'الأحداث المغربية')

الانتاجات الرمضانية تعتمد في معظمها على اختيارات غير موفقة

مع حلول كل شهر رمضان تكثر بدعة الإقبال على الفرجة التلفزية، مع العلم أن الصحافة الوطنية تشتغل طيلة السنة على تناول البرامج والأعمال التلفزيونية، وليس فقط في رمضان، غير انه بخصوص الأعمال الرمضانية يتم التحضير لها بشكل ارتجالي وتعتمد في معظمها على اختيارات غير موفقة، هذا بالإضافة إلى أنه في المغرب لا زلنا نركز فقط على الفكاهة والإضحاك في رمضان وسيلة لجلب أكبر نسبة مشاهدة تلفزية، وعلى العكس منا مصر تقدم في رمضان مسلسلات درامية ومسلسلات تاريخية إلى جانب أعمال كوميدية.

وفي هذه السنة ليست هناك أعمال تستأثر باهتمام المشاهد والمتتبع المغربي، إلا من بعض الاستثناءات وهي قليلة جدا

جمال الخنوسي

(صحافي، يومية 'الصباح')

أي تلفزيون نريد؟

الأعمال الرمضانية تعكس مستوى التلفزيون المغربي، واعتقد أن هذا النقاش الذي يدور مرة في كل سنة، يجب أن يستثمر بشكل جدي على أساس أن يتابع بشكل متواصل الأعمال التلفزيونية، لان مشكل التلفزيون في المغرب ليس موسميا ولا مرتبطا بشهر رمضان، وإنما هو مشكل دائم ومستمر، ولا بد من إرادة حقيقية للإصلاح، في كل رمضان تتكرر نفس الخطابات ونفس الانتقادات ولا نتخذ العبرة، لابد من إرادة حقيقة للتغيير، المشكل هو عام وشامل يتطلب إعادة النظر لمعالجته شموليا من خلال تحديد أي تلفزيون نريد؟  

الصحافية مينة حوجيب

(جريدة 'الصحراء المغربية')

إثارة الضحك عبر إحداث ألم لدى الآخر

جميل أن نشجع الإنتاج الوطني، بل ومن الواجب علينا أن نشجع وندعم كل منتوج مغربي، إلا أن هذا التشجيع لا ينبغي أن يعفينا من إبداء بعض الملاحظات والمؤاخذات عندما تصبح الفرجة موجهة للأطفال، هناك انتاجات مهمة لها جوانب أساسية من الفرجة والمتعة، لكن للأسف بعض الانتاجات التلفزيونية التي تبث في رمضان هذه السنة تؤثر على جمهور المشاهدين من أطفالنا، ملاحظة أخرى تنسحب على أعمال ما يعرف بالكاميرا الخفية تمطرق المشاهد بنوع من الاستهتار، أي إثارة الضحك عبر إحداث ألم للآخر.  

هشام الجباري

مخرج سلسلة 'دار الورثة'

الهفوات الصغيرة تظهر كبيرة في رمضان

استطيع القول شخصيا، الناس أعجبهم العمل، بعض الصحف المهمة تعاملت مع العمل بطريقة جيدة وتناولت 'دار الورثة' بنقد بناء، باستثناء صحيفة أو صحيفتين انتقدتا العمل قبل أن يبث في رمضان وقبل مشاهدته.. حاولنا في الجزء الثاني من 'دار الورثة' أن نتجاوز ما أمكن من أخطاء الجزء الأول بشكل كبير، سواء على مستوى السيناريو أو على مستوى الرؤية الإخراجية، وعلى مستوى الشخصيات التي يؤديها الممثلون. الأكيد أن الأعمال الدرامية التي تقدم في شهر رمضان يكون عليها ضغط شديد في وقت الذروة، وأية هفوة صغيرة تظهر كبيرة ويتم التركيز عليها أكثر من التركيز على العمل في شموليته. 

الفنان إدريس الروخ

مخرج سلسلة 'ياك حنا جيران'

تجربة متعبة... لكنها لا تخيف

سيتكوم 'ياك حنا جيران' تشارك فيه أسماء فنية وازنة كمحمد بسطاوي، منى فتو، محمد مجد، سعيد باي، وآخرين، هي وجوه وأسماء بارزة لها حضور قوي في الحقل السينمائي، بالإضافة إلى أن السيتكوم هو جنس تلفزي، يتطلب تقنية خاصة قائمة بذاتها، لها مكوناتها وأدواتها، لهذا لابد من الاستعانة والاستفادة من المدارس الكبيرة التي لها باع طويل في صناعة السيتكوم، وهذا هو ما جعلنا نجتهد في الجانب التقني والفني شكلا ومضمونا، والكمال لله، هناك رهان كبير على تحقيق تصالح مع الجمهور المغربي، بنغمة جديدة تهدف إلى خلق الفرجة والجودة، والابتعاد عن النمطية والابتذال، وهو ما يمكن أن يتيح لنا إمكانية التقارب والمصالحة مع المشاهدين. 

الفنانة سناء عكرود

بطلة سلسلة 'عقبى ليك'

حتى لا يحس المشاهد بأننا نستهين به

منذ بث الحلقة الأولى منها نالت سلسلة 'عقبى ليك' إعجاب المشاهدين، على اعتبار أن كل من يعرض منتوجه التلفزيوني، خاصة في شهر رمضان إلا ويراهن على أن يحقق نسبة مشاهدة عالية، وان يكون عملا قويا يعجب الجمهور، حتى لا يحس المشاهد بأننا نستهين به، سواء على مستوى الموضوع أو على مستوى التناول والإمكانيات التقنية والفنية. 

الممثل محمد خويي

'الحراز'

نفضل أن يكون هناك نوع من التريث

ننتظر أن نرى رد فعل الجمهور والصحافة على سلسلة 'الحراز'، لكننا نفضل أن يكون هناك نوع من التريث، وان نعطي الوقت الكافي ونحاول أن ندرس أكثر أي عمل تلفزيوني على مستوى الإخراج، وعلى مستوى التشخيص، ومستوى ظروف التصوير والإنتاج، وأن لا نكون متسرعين في الحكم على عمل ما وانتقاده بدون أن نشاهده وندرسه من جميع جوانبه الإبداعية والإخراجية. 

الممثلة أمل الأطرش

سلسلة 'عقبى ليك' عمل قريب من هموم المغربي ومشاكله اليومية

الكلمة الأخيرة للجمهور المغربي، نحن نقوم بمجهود والكمال لله، لأول مرة نشتغل كممثلين على سيناريو في إطار جماعي، لإعداد سيناريو قريب من المواطن المغربي، ومن همومه ومشاكله اليومية. 

الممثل عزيز الحطاب

'كاميرا كافي'

المشاهدون يفضلون 'كاميرا كافي' المغربية على الفرنسية

جمهور كبير تابع حلقات 'كاميرا كافي' بصيغتها المغربية لأنها ترفه عنهم، عكس القنوات الفرنسية التي تقدم بدورها 'كاميرا كافي' وتمتلك حق البث، فالعديد من الناس الذين التقي بهم يجزمون بأنهم شاهدوا 'كاميرا كافي' بالمغربية و'كاميرا كافي' بالفرنسية وأعجبتهم النسخة المغربية على الفرنسية، ويبقى المغرب البلد السباق من بين الدول العربية والافريقية في اقتناء حقوق بث 'كاميرا كافي' للمشاهدين المغاربة، فمصر التي لها تجربة تلفزيونية رائدة وتتوفر على عدة قنوات لم تقتنها لجمهورها

المنتج عبد الرحيم مجد

الكاميرا الخفية 'جار ومجرور'

المشاهد هو الحكم في أي عمل تلفزيوني

أنا أقول دائما، المشاهد هو الذي يحسم في أي عمل تلفزيوني يقدم له، كما تعرفون السنة الماضية كانت قدمت القناة الثانية كاميرا خفية 1 'كاستينغ' وكاميرا خفية2 'جار ومجرور' من 15 حلقة لكل منهما طيلة رمضان، هذه السنة وحتى لا يحس الجمهور بالملل، وأنجزنا 30 حلقة من الكاميرا الخفية 'جار ومجرور'، ما يميزها هو كون كل حلقة لا تشبه الأخرى، بحيث في كل حلقة يلتقي المشاهدون مع جار آخر ومجرور آخر، تنوع وتعدد ضيوف الحلقات من فنانين وممثلين ورياضيين وشخصيات عامة

السيناريست محمد اليوسفي

أعز عمل وأقربه إلى قلبي هو ذلك الذي لم يصور بعد

سيناريو الفيلم التلفزيوني 'بنات رحمة' يتطرق في العمق إلى الإشكالات القانونية التي يطرحها قانون الحالة المدنية في بلادنا، خاصة مشكل تسجيل الأطفال بالتبني، وهي حالة ممنوعة ومرفوضة في مجتمعنا المغربي، وهذا ما اشتغلنا عليه خلال هذا العمل ومن خلال 'بنات رحمة'، وأعز عمل عندي وأقربه إلى قلبي، هو ذلك العمل الذي لم يصور بعد.

القدس العربي في

02/10/2010

 

عصام زكريا يكتب: دراما سيبيرية! 

بعيدا عن الوطن...في سيبيريا أقصي شرق روسيا، بلاد الجليد والصحاري الممطرة. هنا كان ينفي عتاة المجرمين والمعارضين السياسيين وكل من يقل كلمة سواء بالقصد أو دون قصد في جلالة القيصر وأسرته. هنا نفي ديستويفسكي أعظم من كتب الرواية بعد أن تم تخفيف حكم الإعدام الصادر ضده بسبب مقال كتبه.

قطعة أرض صغيرة لم يسكنها بشر إلا منذ أقل من قرنين من الزمان، ولم تتحول إلي مدينة إلا منذ عدة سنوات...اسمها «خانتي مانسيسك» في جنوب سيبيريا...مدينة تودع صيفها القصير الناعم، وتستعد لشتاء قارص طويل.

أنظر من نافذة الغرفة الدافئة إلي الذين يشقون الطرق ويشيدون المباني ويجملون المدينة بالتماثيل والأضواء والألوان المبهجة...ويقيمون «أوليمبياد رياضة» للعبة الشطرنج يشارك فيه مائة وستون دولة وآلاف من أبطال اللعبة في العالم.

أنظر إلي التليفزيون النائم في غرفتي وأعود بذاكرتي إلي أيام قليلة مضت كان التليفزيون فيها يضج بأتفه أنواع الدراما التي عرفها الإنسان، والإعلانات التي لا تتوقف عن أسوأ أنواع المأكولات والسلع التي ابتكرتها الرأسمالية الطفيلية في بلادنا.

لم أفكر للحظة في تشغيل التليفزيون هنا...لا وقت لذلك...ولكنني جربت من باب الفضول...صحيح أن الترفيه السطحي هو شعار التليفزيونات في كل مكان، ولكن الفارق أن هناك حدوداً...وهناك درجات. وبجانب المسلسلات الخفيفة توجد البرامج العلمية والثقافية والسياحية المفيدة، والبلاد التي كانت إمبراطورية مستبدة ثم شيوعية شمولية أصبحت الآن ديمقراطية كبيرة لا يتورع تليفزيونها عن انتقاد أكبر رأس في البلاد.

...ثم إن المسلسلات نفسها لها إيقاع سريع يقترب من إيقاع السينما...لا توجد «تترات» تستغرق دقائق قبل وبعد كل حلقة، ولا مشهد حواريًا يعيد ويزيد فيه الممثلون كلامهم بلا طائل...لا تنسي...هذه بلاد صعدت القمر منذ نصف القرن وصنعت القنبلة النووية منذ ستين عاما، وضحت بعشرين مليوناً من أبنائها حتي لا تعبر جيوش هتلر حدود «ستالينجراد»...فلا تطلب منهم الآن أن يصنعوا فيلما مثل «ولاد البلد» أو مسلسلا مثل «العار»...عيب.

هذه بلاد تشعر بالعار إذا مر يوم في تاريخها دون إنجاز...وقد أعطاني صديق «دي في دي» عليه حلقات مسلسل قال إنه حقق نجاحا كبيرا هنا. المسلسل كله عبارة عن سبع حلقات...تتناول العالم السري للجريمة المنظمة - المافيا - في روسيا بإيقاع أفلام الأكشن الأمريكية وملايين الدولارات تم إنفاقها علي المؤثرات والإنتاج، وليس علي بضعة ممثلين يعانون تواضع الموهبة وتضخم الذات.

...ثم إن المسلسل نفسه يكشف عن الكثير من الأسرار عن العلاقة بين الحكومة ورجال الأعمال والشرطة الفاسدة، ولا يفعل ذلك من قبيل نقد المراهقين الوصوليين الذين يحسبون كل كلمة بالجنيه والألف جنيه ويوازنون بميزان حساس حتي ينالون رضاء الجمهور الطيب - الراضي بقليله في كل الأحوال - ورضاء وزير الإعلام والرقابة السنية، ورضاء مباحث أمن الدولة ووزارة الداخلية وكبار المسئولين...علي العكس: المسلسل يغضب كل هؤلاء ويعريهم، بمن في ذلك المواطنون المتخاذلون الساكتون عن الحق والمفرطون في الحقوق...ولا تنسي...نحن في روسيا حيث يمكن أن تطير رأسك في لحظة إذا أغضبت المخابرات أو الرئيس أو زعماء المافيا...هنا الحروب حقيقية والتضحيات جسيمة. في عام 1905 قامت ثورة ضد القيصر تم سحقها وراح ضحيتها خمسة ملايين مواطن...وبعد اثني عشر عاما فقط، في 1917 قامت الثورة الكبري وعندما انتصرت تم اعتقال وإعدام القيصر وأسرته جميعا.

الدستور المصرية في

02/10/2010

 

اتهم المخرج بذبح "غزالته" من الوريد إلى الوريد

قحطان زغير: الدراما العراقية خرجت من غرفة الإنعاش

بغداد - زيدان الربيعي:  

بعد أن أكد قحطان زغير نجاحه في التلفزيون كممثل بارع جدا في مجالي الكوميديا والتراجيديا، حقق ذلك أيضاً على خشبة المسرح في العقود الثلاثة الماضية واتجه خلال السنوات الأخيرة إلى كتابة الأعمال التلفزيونية وكان ناجحاً في هذا المجال بشكل لافت للنظر، حتى بات الجمهور يترقب ظهور أعماله على شاشات القنوات الفضائية، لأنه عندما يكتب عملاً يجعل جميع خيوطه فاعلة حتى الحلقات الأخيرة، الأمر الذي يجعل المشاهد في حالة ترقب شديدة لمجريات الأحداث . إلا أن عمله الأخير “غزالة” الذي يعرض حالياً على قناة “السومرية” الفضائية العراقية تعرض إلى التشويه من قبل المخرج أكرم كامل - كما يقول - وهذا التشويه جعله يصاب بحالة من الدهشة والاستغراب خصوصاً بعد أن نجحت أعماله السابقة من الناحيتين الإخراجية والإنتاجية .

“الخليج” حاورته حول أعماله والأمور التي تخص الدراما العراقية:

·         ما هو جديدك؟

- لدي عملان تلفزيونيان الأول اسمه “غزالة” يعرض حالياً من على شاشة قناة السومرية الفضائية، وهناك عمل آخر يحمل عنوان “صدى الماضي” سوف يعرض قريبا من على شاشة القناة نفسها . وهذان العملان هما من تأليفي . وقد تولى إخراجهما المخرج العراقي أكرم كامل الذي قام بذبح العمل الأول “غزالة” من الوريد إلى الوريد، كما شاركته الجهة الإنتاجية في ذبح هذا العمل بهذه الطريقة البشعة .

·         كيف؟

- المخرج والمنتج اشتركا في قتل وتفخيخ وتفجير العمل، لأن المخرج لا يقرأ النص بصورة كاملة، بينما يقوم المنتج بإنتاج العمل بطريقة سريعة أو حسب ما يطلق عليه باللهجة العراقية ب”الخباز” . لذلك كان اختيار الممثلين لهذا العمل غير سليم وغير جيد مما أدى إلى تعرض العمل إلى الإساءة البالغة رغم أن هذا العمل من الأعمال الخطيرة جداً، لأنه يتناول موضوع المخدرات ومدى تأثيرها على العائلة العراقية وكيفية دخولها إلى الأراضي العراقية، فضلاً عن ذلك فقد تناول مسلسل “غزالة” أموراً اجتماعية أخرى، حيث أن العملين كتبا من صميم الواقع للعائلة العراقية وليس من وحي الخيال .

·         هل من الممكن إعادة الحياة إلى مسلسل “غزالة” مرة أخرى؟

- بالنسبة للإنتاج فإن المسلسل انتهى من هذه الناحية . كذلك المسلسل الآخر “صدى الماضي” هو الآخر تم الانتهاء من إنتاجه، لذلك لا مجال لتصحيح ما خربه المخرج والمنتج .

·         هل تتوقع أن يحصل هذان العملان على متابعة من قبل المشاهدين؟

- أنا لا أعتقد ذلك على الإطلاق، لأن المخرج هو رب العمل وإذا كان المخرج قد أساء إلى العمل بشكل أو آخر فإن هذه الإساءة بالتأكيد ستجعل المشاهدين لا يتابعون العمل . وأعتقد أن الأعمال التي عرضت في دورة شهر رمضان الأخيرة ومنها مسلسل “إعلان حالة حب” الذي عرض من على شاشة قناة “الشرقية” الفضائية هو استنساخ لمسلسل سابق اسمه “هستيريا”، وقد عرض من قبل على شاشات التلفزيون، لكن الكاتب أحمد هاتف، قام بإعادته من جديد، إلا أن مخرج العمل حسن حسني كان مميزاً، بينما كان الممثلون أكثر من رائعين لذلك أصبح عملاً مميزاً في الشارع العراقي .

·         لاحظت في أعمالك إنها مترابطة ومتجانسة ولا تترك خيطاً ما يتسرب من بين يديك على عكس الكثير من الكتاب الآخرين، فكيف تستطيع ربط خيوط العمل بهذه الدقة؟

- المفروض على الكاتب عندما يقوم بنسج خيوط المسلسل ألا يترك خيطاً من خيوط عمله، لأن بعض الكتاب عندما يكتب عملاً ولا أريد أن أذكر الأسماء يكتب شخصية في بداية الحلقتين الأولى والثانية، ولكنه ينسى هذه الشخصية ولا تظهر إلا عند اقتراب المسلسل من نهايته وهذا الأمر غير صحيح . أما أنا فأقوم بوضع خارطة أمامي لكتابة المسلسل حتى لا أنسى خيطاً من خيوط المسلسل، لأنني إنسان لدي عواطف وعقل وهموم ومشكلات والتزامات اجتماعية كثيرة، حيث تنفعني الخريطة في متابعة تحركات الشخصيات وعلاقتها مع بعضها بعضاً وتبدأ نهاية الشخصيات في الأعمال التي أتولى كتابتها عند الحلقات الثلاث الأخيرة، فلا أنسى خيطاً من المسلسل، لأنه قد يؤثر في مصداقية أو جمالية المسلسل، لأن هذا الخيط تحبه هذه الشريحة من المشاهدين وذاك الخيط تحبه شريحة أخرى، لذلك على الكاتب أن ينتبه وأن يعيد قراءة ما كتبه لمرة أو مرتين على الأقل وأن يقوم بتمزيق الكثير من الأوراق حتى يخرج بحصيلة جيدة من مسلسل اجتماعي يتناول الحياة العراقية .

·         ما هي طقوسك عند الكتابة؟

- أحرص على وجود القهوة بالقرب مني عندما أقوم بالكتابة وكذلك الشاي، لأن الكاتب يحتاج إلى النباهة عندما يكتب أيضاً أحرص على أن يكون وقت كتابتي هادئاً ولا يوجد أي ضجيج بالقرب مني، حيث أقضي في اليوم الواحد ما بين ست وثماني ساعات في الكتابة، فضلاً عن ذلك أحتاج إلى عدة أقلام ملونة على طاولة الكتابة بما فيها قلم الرصاص، لأن أكتب بعض المشاهد بالقلم الرصاص . كما استخدام القلم الأحمر لكي أؤشر على بعض المشاهد التي لم أقتنع بها لحظة كتابتها حتى أعود إليها لاحقاً وأصحح الهفوات الموجودة فيها أو أمزقها وأكتبها من جديد .

·         الدراما العراقية هل تعاني أزمة نص بالوقت الراهن؟

- كلا . . فالدراما العراقية خرجت مؤخراً من غرفة الإنعاش، لكن المشكلة أن الكثير من مشاهدي الدراما العراقية لا يفهمون في الدراما العراقية ويعتبرون بعض البرامج السخيفة والتافهة التي قدمها الممثلون عبد الرحمن المرشدي وخضير أبو العباس وماجد ياسين وناهي مهندي وغيرهم من الدراما العراقية، بينما هي تسيء إلى الدراما العراقية وأيضاً تسيء إلى شريحة اجتماعية مهمة في الطيف العراقي، لذلك أرى أن هذه البرامج لا تسمى دراما، لكن مع ذلك أقول إننا شاهدنا دراما عراقية جيدة في قناة الشرقية، كما شاهدنا دراما لا بأس بها في قناة البغدادية وهنا استثني مسلسل “السيدة” الذي عرض على قناة “البغدادية”، لأنه لا يتناول قضية عراقية ولا تهم الشأن العراقي وليس لها علاقة بالعراقيين .

أما مسلسل “بيت الصفيح” فكان لا بأس به، بينما كان مسلسل “قنبر علي” من أسوأ الأعمال، لأنه أصبحت هناك موضة جديدة عند الكاتب العراقي، حيث يكتب عن أية منطقة من الخيال ويضع لها اسماً من المناطق العراقية العريقة والمعروفة وهذا تحايل غير مقبول .

·         توجهك نحو كتاب المسلسلات هل سحب من رصيدك كممثل؟

- إذا كان لدي مشروع كتابة عمل تلفزيوني ما وتأتيني دعوة إلى عمل مسرحي أو للمشاركة في مسلسل تلفزيوني، فإن وقتي الكبير سيكون مشرعاً أمام المسرحية أو العمل التلفزيوني ويكون الوقت الكثير للتمثيل، لأنني أبقى ممثلاً ولا أطرح نفسي كاتباً .

الخليج الإماراتية في

02/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)