حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اختار نهاية 2010 ليختتم مسيرة 25 عاماً

لاري كينغ سيد الميكروفون

إعداد: عبير حسين

اختار لاري كينغ، أشهر المذيعين في العالم، نهاية 2010 لينهي معه مسيرة ناجحة لبرنامجه استمرت 25 عاماً، حصد خلالها كل الأرقام القياسية في عالم الإعلام الصعب، حيث دخل برنامجه LARRY KING LIVE “على الهواء مع لاري كينغ” الذي عرض على “سي إن إن” موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية كأطول برنامج تلفزيوني يبث مباشرة على قناة واحدة طيلة 25 عاماً متصلة، أجرى خلالها لقاءات ساخنة وشائقة مع أكثر من 40 ألف شخصية ما بين سياسية واقتصادية وفنية، وكانت نسبة مشاهدته لا تقل عن 1،1 مليون مشاهد في كل حلقة، ينطق خلالها ما يعادل 18 ألف كلمة، وهو الصحافي الأعلى دخلاً في تاريخ صناعة الإذاعة والتلفزيون في العالم، عندما وقع عام 2004 عقداً مع ال “CNN” قيمته 58 مليون دولار لمدة أربع سنوات، ما يعني أنه تقاضى مرتباً سنوياً بلغ 15 مليون دولار، إضافة إلى مزايا أخرى مغرية تضمنت استخدام طائرة خاصة لتنقله يومياً ولمدة خمسة أيام في الأسبوع من منزله في نيويورك إلى مقر عمله في لوس أنجلوس .

فماذا فعل هذا المذيع طوال مسيرته وما أبرز المحطات في عمله الإذاعي؟

لاري كينغ 77 عاماً، الملقب “سيد الميكروفون” أطل على جمهوره في الحلقة الأخيرة منتصف ديسمبر/ كانون الأول وعلامات الحزن والتأثر بادية عليه قائلاً: “أهلاً بكم في آخر حلقات لاري كينغ لايف، من الصعب قول ذلك، لم أكن في حياتي عاجزاً حتى عن إيجاد الكلمات المناسبة، عندما بدأت قبل 25 عاماً في استوديو صغير في واشنطن، لم أتخيل أبداً أن الإقامة ستطول بي كل هذه المدة أو أن أصل إلى هنا”، وفضل إنهاء برنامجه بعبارة “إلى اللقاء” بدلاً من الوداع .

إنها حقيقة لأن شمس لاري كينغ لن تغيب عن الإعلام، فهو مستمر في تقديم حوارات ولقاءات تلفزيونية وإذاعية، وإن لم يستقر بعد مع إدارة ال “سي إن إن” على توقيت عرضها وموعدها وشكل تنفيذها .

نجح كينغ عبر مشواره الإعلامي الطويل قبل نحو 53 عاماً في ترسيخ ملامح شخصية مميزة وفريدة، بدءاً من ملابسه البسيطة التي لم يتخل عن “ستايلها” يوماً حيث اشتهر بحمالات السروال الملونة، وربطة عنقه المميزة، ونظارته السوداء، وحتى طريقة إدارته الهادئة الواثقة للحوار مهما كانت سخونة القضية، أو عصبية الضيف . إليه يرجع السبق في السماح بمداخلات واتصالات هاتفية لبرنامجه من جميع أنحاء العالم أثناء بثه المباشر، وهو ما أصبح سمة معظم البرامج الحوارية الشهيرة بعد ذلك بسنوات . وتميز أسلوبه بالأسئلة المباشرة والقصيرة، وعدم الاستعانة بمذكرة تحوي الأسئلة الموجهة للضيف، وعدم مقاطعة حديثه إلا في حالات نادرة، فكان برنامجه “نموذجاً”، في عرض المشكلات وطرح الحلول رغم أن مدته لم تتجاوز الساعة .

يعد كينغ الإعلامي الوحيد الذي حاور كل الرؤساء الأمريكيين بدءاً من ريتشارد نيكسون وحتى باراك أوباما الذي وصف كينغ في حديث متلفز بث في آخر حلقات البرنامج، بأنه “أحد عمالقة البث والإذاعة”، مؤكداً أهمية برنامجه لجيل من الأمريكيين أبقاهم مطلعين وعلى وعي بكثير من الأحداث، واعتبر برنامجه وسيلة فعالة للغاية لتوصيل الرسائل المهمة إلى الشعب الأمريكي .

يرجع الفضل إلى لاري كينغ في “تأسيس مدرسة إعلامية خاصة”، وكان أول من أدخل مفهوم “الصحافة التلفزيونية” منذ أكثر من عقدين معتمداً على ثقافته الشخصية وسعة اطلاعه، كما أعطى “مثالاً” للمذيع الشامل القادر على التحدث في كافة القضايا السياسية والاقتصادية والفنية، وكان بارعاً في حواره مع نيلسون مانديلا، ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، ومتميزاً في حلقات حصدت أعلى نسبة مشاهدة مع ملك البوب الراحل مايكل جاكسون الذي بكى أمامه وفتح له قلبه وتحدث عن مشكلات العالم، وسيلين ديون التي بكت عندما سألها عن كارثة فيضانات “نيو أورليانز”، والمغنية المثيرة للجدل ليدي غاغا .

تميز كينغ بمعرفته كيفية تسويق نفسه جيداً، فهو دوماً يضع الميكروفون الفضي أمامه طيلة سنوات تقديم برنامجه رغم أنه لا يعمل، لكنه حرص على استمرار وجوده كأحد المعالم المميزة لبرنامجه، الذي حقق من خلاله شهرة وشعبية واسعتين، تمكن من المحافظة عليهما والصمود أمام متغيرات الإعلام الحديثة في العقد الأخير خاصة الإنترنت .

عندما بدأت ال “سي إن إن” عام 1985 بث برنامجه الشهير، لم يكن اسم ابن لادن معروفاً لأحد غير المخابرات الأمريكية، وكان سور برلين مازال واقفاً بمكانه يفصل شطري ألمانيا، وكان بيل غيتس ومادونا من المواهب الشابة التي تأمل شق طريقها، لكن كينغ نجح بذكاء في نقل طريقة حوارات الإذاعة التقليدية إلى شاشة التلفزيون، وقدم لقاءات كانت علامة فارقة في تاريخ الصحافة التلفزيونية أهمها لقاؤه مع كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الذي تحدث معه بصراحة عن القاعدة، والحرب التي تشنها أمريكا ضد الإرهاب، وأصبح قول كينغ الشهير وقتها “إن أفغانستان هي فيتنام جديدة للأمريكيين” بمثابة حلم وبعد نظر ورؤية سياسية لصحافي مخضرم أكثر منه محاور تلفزيوني، وهوما أثبتت الأيام صحته إلى حد كبير .

كذلك يعد لقاؤه مع ياسر عرفات واسحق رابين والملك حسين بن طلال سبقاً إعلامياً لم يتحقق لغيره، وكشف العقيد معمر القذافي في حواره معه عن أسرار تحققت بالفعل أهمها قرب موعد اطلاق سراح الليبي عبدالباسط المقراحي المتهم بتفجير طائرة “لوكيربي” وإعادته إلى وطنه، وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها عن وجود مفاوضات مع الجانب البريطاني للإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية . كما تصدر حواره مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عناوين الأخبار في العالم بعدما وجه الأخير تهديدات قوية للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين .

وتمكن كينغ بموهبته الحوارية من انتزاع اعترافات وكشف أسرار حصل عليها من كثير من الشخصيات التي حاورها، وكشف جوانب كثيرة كانت خفية .

إن شخصية مثل كينغ لا تعرف معنى “التقاعد” وهو ما كتبه على صفحته على موقع “تويتر” وأضاف أنه يأمل الاستمرار بالعمل حتى 2017 أي عندما يصبح 83 عاماً، بعد أن حققت آخر حلقاته التي بثت فيها رسائل من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والرئيس الحالي أوباما، نسبة مشاهدة غير مسبوقة بلغت 2،240 مليون مشاهد، وهو ما دفع القناة إلى إعادة عرض حلقات معادة من برنامجه بنفس موعده السابق في التاسعة مساء وهي سابقة لم تحدث من قبل، وتستعد القناة لبث حلقات البرنامج الجديد الذي يحل محل “لاري كينغ لايف” مع مطلع العام الجديد بعد أن اختارت الإعلامي البريطاني بيرس مورغان رئيس التحرير السابق لصحيفة “ديلي ميرور”، لتقديمه وإدخال تعديلات كبيرة عليه، وتأمل أن ينجح في الحفاظ على نسبة المشاهدة التي يحظى بها البرنامج، خاصة أن مورغان شخصية مثيرة للجدل، تنحصر خبرته التلفزيونية في التحكيم ببرامج المواهب “في بريطانيا مواهب” ونظيره الأمريكي، كما يطل على شاشة أمريكية أخرى لارتباطه معها بعقد مسبق، ما يعني أنه سيصبح “مادة مستهلكة” على الشاشة ويضع شعبية البرنامج أمام اختبار حقيقي، في وقت تعاني فيه القناة أساساً من فقدان جمهورها لمصلحة قنوات منافسة مثل “فوكس” و”إم إس إن بي سي” .

ورغم النجاح الكبير الذي حققه كينغ مهنياً، إلا أن هذا لم يتكرر “عائلياً”، فحياته الخاصة بقيت مستقرة لسنوات طويلة، وكما حقق أرقاماً قياسية في عالم الإعلام، كرر ذلك أيضاً على المستوى الشخصي، حيث تزوج وطلق ثماني مرات، وتزوج إحدى زوجاته مرتين وطلقها مجدداً .

وقد يدهش البعض عندما يعرف أن كينغ على ثقافته الواسعة، لا يحمل أية شهادة جامعية، وتوقف تعليمه عند الصفوف الثانوية، وعمل في بداية حياته عاملاً بشركة طرود بريدية، ودفعه شغفه للعمل بالإذاعة إلى الموافقة على العمل “عامل نظافة” في إذاعة صغيرة تدعى wido بمدينة ميامي، وجاءته الفرصة الذهبية التي لم يضيعها بعد الاستقالة المفاجئة لأحد مذيعي الفترة المباشرة عام ،1957 وتمت الاستعانة به كبديل مؤقت، إلا أن مهارته جعلت القناة تتعاقد معه مقابل 55 دولاراً فقط أسبوعياً، واستطاع بموهبته وكفاءته الصمود أمام الميكروفون طوال 53 عاماً .

الخليج الإماراتية في

29/12/2010

 

«قولوا الله» لأمل عرفة تشجيعاً للمنتخب السوري

ماهر منصور/ دمشق :  

بدأت فضائية تلفزيون «الدنيا» ببث «كليب» أغنية الفنانة السورية أمل عرفة «قولوا الله»، التي قدمتها كتحية للمنتخب السوري لكرة القدم، لتشجيعه قبيل مشاركته في نهائيات كأس آسيا المقررة في العاصمة القطرية الدوحة، بدءاً من السابع من الشهر المقبل.

الأغنية التي قدمتها الفنانة عرفة، عن فكرة الفنان عبد المنعم عمايري، هي من كلمات وألحان الموسيقار سهيل عرفة، ومن توزيع وتسجيل المايسترو سعد الحسيني. فيما اختارت عرفة تصويرها وسط أعضاء فريق المنتخب الكروي وأثناء إحدى حصصهم التدريبية، بإدارة المخرج سيف الشيخ نجيب، الذي استعان أيضاً بمشاهد لمشجعي المنتخب السوري.

وتتقاطع الفكرة العامة للأغنية من حيث الشكل مع أفكار أغان سابقة قدمت للمنتخب الكروي السوري، ربما كانت أشهرها تلك التي قدمها في أواخر ثمانينيات القرن الفائت الفنان عصمت رشيد «دقوا على الخشب». إلا أن الأغنية الجديدة بكثير من تفاصيلها تتقدم خطوة هامة مقارنة بغيرها، لا بهامش التطور التقني في التصوير، وإنما بمشاركة خمسة فنانين لكل منهم دوره في صناعة الأغنية، دون أي مقابل مادي، ما يعيد إلى الواجهة نقاشات هامة حول مساحة الفعالية الاجتماعية الكبيرة التي يمكن أن يضطلع فيها الفنان السوري، بحكم جماهيرته الواسعة. وكيف لهذا الأخير أن يستثمر نجوميته في خدمة الناس، لا أن يستثمر الناس في خدمة نجوميته.

والفنانة أمل عرفة شخص غير قابل للخضوع لإغراء الشهرة والنجومية بسهولة. لمعت نجوميتها في وقت مبكر من حياتها، غنت ومثلت، قبل أن تنتصر للتمثيل وتغيب كمغنية.. فصوتها شكل دائما الصف المتأخر في حكاية نجوميتها، لا يتقدم إلى الواجهة من دون معنى، والا إذا اقتضت الحاجة التمثيلية لذلك. فقدمت في «خان الحرير» مع المخرج هيثم حقي أحد أجمل أدوارها، حيث جسدت شخصية «غجرية» ترقص وتغني للسائقين، قبل أن تقع في حب أبناء أحد تجار حلب وتتزوج به.

ثم قدمت عرفة بطولة مسلسل «عشتار»، الذي كتبته بنفسها عن حكاية مشوار نجومية واحدة من المطربات. بعدها غابت عن الغناء، لتكرس نجوميتها في التمثيل. لكنها تعود هذا العام على مرحلتين وبحكم الحاجة أيضاً، لكنها ليست الحاجة الفنية، وإنما هي حاجة وطنية بامتياز، فشاركت فرقة «كلنا سوا» والفنانين باسل الخياط ونسرين طافش في أغنية توعوية بيئية هي «أنت أحلى» التي أخرجها الأخوان برقاوي، وتدعو للحفاظ على البيئة. ثم قدمت مؤخراً أغنيتها «قولوا الله» المهداة إلى المنتخب الكروي السوري.

حتى اليوم، أمكن للفنانة أمل عرفة أن تحفظ ببراعة مساحة للاختلاف، وتحقيق التوازن بين ما يحبه الجمهور وما يتطلبه الفن. وليس غريبا أن يأتي جزء من ذلك بمشاركة زوجها عبد المنعم عمايري، وعبر أكثر من مشروع فني. فقد كان الأخير قدم هذا العام مع طلاب السنة الرابعة من المعهد العالي للفنون المسرحية مسرحية «سيلكون»عن فكرة زوجته عرفة، كمشروع تخرج الفصل الأول من دراستهم، وها هي النجمة عرفة تعود لتقدم أغنية مهداة للمنتخب السوري لكرة القدم، عن فكرة أشرف عليها زوجها عمايري.

ويحفظ سجل كل من الموسيقار سهيل عرفة والموسيقار سعد الحسيني عدداً من الأغاني الوطنية. تأتي أغنية «قولوا الله» في سياقها. ويؤسس المخرج سيف الشيخ نجيب لسجل مشابه، نأمله على شاكلة البدايات المتميزة.

السفير اللبنانية في

30/12/2010

 

عن تكرار انقطاع بث قناة «الفراعين»:

ليس قهراً وإنما «بيدي لا بيد عمرو»

علي محروس 

ترى كم من مخرج وتقني فقدوا وظائفهم بسبب انقطاع البث لدقيقة واحدة أو أقل. الشاشة السوداء عند انقطاع البث هي الخطيئة الكبرى لأي قناة تلفزيونية. لكن قناة «الفراعين» المصرية انقطع بثها ثلاث مرات في عام واحد، منها مرتان في الشهر الجاري، وذلك لأسباب كبيرة حيناً ولأخرى أكثرها تفاهة أحياناً، دون أن يلام أحد!

آخر هذه الانقطاعات كان مساء الأحد الماضي. لم ينقطع البث دقيقة واحدة بل استمر لأكثر من ثلاث ساعات. والسبب لم يكن أكثر من تعطل أجهزة التبريد التي تحافظ على أجهزة البث تحت درجات حرارة منخفضة. توقف البث الحي لتعرض القناة برامج مسجلة طيلة فترة الانقطاع (الهائلة بمعايير التلفزيون).

لكن تلك الفوضى، ليست سوى إحدى سمات قناة، تعد عينة من الفضائيات المصرية الخاصة، التي تكاثرت في الآونة الأخيرة، ومعظمها لا يراعي أدنى معايير العمل الإعلامي عامة، والتلفزيوني على وجه الخصوص، لدرجة أن إرسال القناة توقف قبل أيام من انقطاع الأحد الماضي، ولمدة أسبوعين كاملين! ولكنه كان - في تلك المرة - تنفيذا لعقوبة سياسية!

يمكن تلخيص صورة قناة «الفراعين» وشبيهاتها، بمجرد معرفة أن مالك القناة هو توفيق عكاشة، وهو رئيس مجلس إدارتها وعضوها المنتدب، وهو ممثلها لاستئجار استديوهاتها من «مدينة الإنتاج الإعلامي». وهو أيضاً مقدم برنامجها الحواري المسائي «مصر اليوم». ثم أخيرا هو نائب برلماني عن الحزب الوطني الحاكم، وكان يواجه في دائرته الانتخابية أحد أقطاب حزب الوفد والمعارضة المصرية «فؤاد بدراوي».

لكن عكاشة (فاز) على بدراوي بعد إعادة الانتخابات، علما بأن القناة لم تكتف بتكريس نفسها للدعاية الانتخابية لمالكها، بل أعلنت فوزه في الانتخابات قبل إجرائها بأربعة أيام! وهو ما رصدته باستغراب «لجنة متابعة ورصد وتصحيح الدعاية الإعلامية والإعلانية لانتخابات مجلس الشعب»، فانتقدت الأداء الإعلامي للقناة أثناء الانتخابات، ولم يحسن ذلك من أدائها، ما دعا اللجنة المذكورة – وهي لجنة رسمية لأن تعتبر القناة صاحبة أسوأ انتهاكات إعلامية أثناء الانتخابات البرلمانية.

ثم خرقت القناة «يوم الصمت» الانتخابي، وهو اليوم الذي يسبق الانتخابات، ويفرض على كافة أجهزة الإعلام أن تتوقف عن تناول الانتخابات والمرشحين. فاستضافت عددا من مرشحي الحزب الوطني، ووزيراً في الحكومة، فضلاً عن إجرائها دعاية إضافية لصاحب القناة. حتى أن وزارة الإعلام اضطرت لإصدار قرار بإيقاف القناة لمدة أسبوعين كعقاب لها، على الرغم من أن دعايتها كانت موجهة للحزب الحاكم. وربما لذلك خفت مدة الإيقاف لاحقاً لأربعة أيام فقط. ثم عاد إلى المدة الأساسية (أسبوعين)، فيما استنتج مراقبون أن الإيقاف ومدته تعبير عن صراع أجنحة داخل حزب الحكومة.

لكن قطع البث الثالث حسابياً، الأول زمنياً، وقع بقرار من رئيس القناة نفسه! فبعد شهور قليلة من انطلاق القناة، ومنذ عام، اتصل مشاهد أردني بأحد برامج القناة، وهاجم الرئيس المصري. كان رئيس القناة يشاهد البرنامج وراعه أن المخرج لم يقطع الاتصال، فأصدر أوامره بقطع البث من أساسه، لمدة ربع ساعة، عاد بعدها الإرسال لتستكمل الحلقة عبر تقديم مديح متواصل للرئيس، سواء من قبل مقدم البرنامج أو ضيوفه.

إذاً، قطع البث لا يتم قهرا دائماً، يكون أحياناً «بيدي لا بيد عمرو» .

السفير اللبنانية في

30/12/2010

 

دراسة علمية أكدت ذلك

شهرة أبطال المسلسلات.. تساهم في نشر المخدرات والإدمان 

لا شك أن الإعلام بكافة وسائله يعد من أهم الآليات التي تساهم في زيادة وعي الناس داخل المجتمع. أو وتشكيل اتجاهات الأفراد لاسيما الأطفال والنشء..

حيث يطلون منها علي مجتمعهم باعتبارها نافذة مفتوحة باستمرار.. وقد أشارت الكثير من الدراسات إلي كثافة تعرض الأطفال والمراهقين لكل ما يقدمه الإعلام بدافع التسلية والترفيه وقضاء وقت الفراغ.. وتحظي الدراما التليفزيونية بأهمية كبيرة حيث تتصدر قائمة المواد المفضلة لدي المشاهدين وخاصة الأطفال والشباب لكونها من أنسب القوالب الفنية التي تتناول الظواهر والمشكلات الاجتماعية ومؤخراً أقامت وزيرة الأسرة والسكان الدكتورة مشيرة خطاب مائدة مستديرة استعرضت فيها نتائج الدراسة التي أجرتها الوزارة بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان تحت عنوان المعالجة الدرامية لقضية التدخين وتعاطي المخدرات في القنوات التليفزيونية المصرية.. وخاصة المسلسلات
وقد تعرضت الدراسة إلي جميع المسلسلات التي قدمتها القنوات التليفزيونية المصرية الأرضية والفضائية العامة والمتخصصة خلال شهر رمضان 2010. حيث تم تحليلها باستخدام اسلوب الحصر الشامل مع استبعاد المسلسلات التاريخية ومسلسلات السير الشخصية لعدم ارتباطها بموضوع الدراسة. وقد بلغ إجمالي عدد المسلسلات التي تم تحليلها 35 عملاً وبلغ إجمالي عدد الحلقات منها 983 حلقة.

وكشفت نتائج الدراسة عن ارتفاع عدد مشاهداً التدخين والتعاطي في المسلسلات التي قدمت خلال شهر رمضان حيث بلغ إجمالي عددهم 2047 مشهد تم عرضها خلال مدة زمنية بلغت 54 ساعة بنسبة 4.3% من إجمالي مدة المعروض التي بلغ عددها 1245 ساعة.

وفيما يتصل بقضية التدخين بلغ إجمالي عدد مشاهد التدخين 1446 مشهداً بمدة زمنية بلغت 37 ساعة وبمتوسط حسابي "دقيقة و21 ثانية" للمشهد. وقد بلغت مدة أطول مشهد 8 دقائق و20 ثانية.

أما فيما يتصل بالتعاطي والإدمان فقد أوضحت النتائج وجود 601 مشهد ظهرت خلالهم مواد مخدرة. وذلك بمدة زمنية بلغت 17 ساعة وبمتوسط حسابي دقيقة و40 ثانية للمشهد. وقد بلغت مدة أطول مشهد للتعاطي والإدمان في المواد المعروضة 10 دقائق و40 ثانية.

وتعكس النتائج السابقة وجود عدد لا يستهان به من مشاهد التدخين والتعاطي. قدمت خلال شهر رمضان في المسلسلات التليفزيونية. وهو ما قد يترتب عليه تأثر المشاهدين وخاصة الأطفال والنشء بمضمون هذه المسلسلات والنظر إلي التدخين والتعاطي باعتباره سلوك اعتيادي موجود بواقعنا بنفس النسبة الموجودة في هذه الأعمال وخاصة في ضوء نتائج نظرية الغرس الثقافي التي أكدت علي أن تكرار تعرض المشاهدين بكثافة لرسائل ومضامين إعلامية مختلفة عن الواقع الاجتماعي. يؤدي في النهاية إلي إدراك الجمهور لهذا الواقع "المحرف" علي أنه الواقع الحقيقي. ونتيجة لذلك فإن هذا الواقع التليفزيوني يكتسب نوعا من الشرعية الاجتماعية مما يؤدي إلي التأثير علي السلوك.

وقد اتضح أن جميع الأعمال التي خضعت للتحليل عرضت مشاهد تدخين باستثناء مسلسل واحد فقط وهو مسلسل "شاهد إثبات" ظهر أن 4.91% من المسلسلات التي عرضت مشاهد تدخين لم تتناول أبعاد المشكلة وجوانبها المختلفة. وإنما أوردت المشاهد عرضا ضمن سياق الأحداث. بينما تناول مسلسلان فقط بنسبة 7.5% من إجمالي المسلسلات لبعض جوانب مشكلة التدخين وأضراره.

كما تبين أيضا أن ثلاثة مسلسلات فقط هي "شاهد إثبات ـ عايزة أتجوز ـ امرأة في ورطة" بنسبة 6.8% من العدد الإجمالي لم تعرض مشهداً للتعاطي أو الإدمان خلال أحداثها. بينما عرضت 22 مسلسلاً بنسبة 9.62% مشاهد التعاطي والإدمان دون مناقشة القضية وجوانبها في أحداث العمل الدرامي. في حين تناولت 10 أعمال بنسبة 5.8% جوانب القضية من خلال مناقشة أسباب ودوافع التعاطي والنتائج المترتبة عليه. وهو ما يعني أن عدد "32" مسلسلاً بنسبة 4.91% من المسلسلات قد عرضت مشكلة المخدرات وأوردت مشاهد للتعاطي.

وتتجسد المشكلة الحقيقية في أن 62.9% من الأعمال الدرامية قدمت مشاهد التعاطي والإدمان بشكل عرضي ضمن أحداث العمل الدرامي دون التعرض لأضرارها الصحية والمشكلات المترتبة عليه نفسياً وأسريا وهو ما قد يؤدي إلي اعتبار تعاطي المخدرات من الظواهر الشائعة والمقبولة اجتماعيا.

كما تناولت الدراسة أنواع التدخين الأكثر شيوعا حيث اتضح ارتفاع نسبة مشاهد التدخين بأنواعه المختلفة حيث جاء تدخين السجائر في مقدمة هذه الأنواع بنسبة 2.43% من إجمالي أنواع التدخين الأخري. وجاء في المرتبة الثانية تدخين الشيشة بنسبة 27.4% ثم السيجار بنسبة 5.22% ثم البايب بنسبة 3.6% وأخيرا الجوزة بنسبة 5.3%.

كما تناولت التحليل الكيفي لطبيعة ظهور بعض أنواع التدخين وتبين ارتباطه لكثير من أبطال الأعمال الدرامية فكانت الشيشة عنصرا أساسيا في أكثر المشاهد التي ظهر فيها "جعفر العرباوي" و "رزيق" في "موعد مع الوحوش" كما كانت ملازمة لـ "سامي الحمزاوي" و "ضاحي" و "رجب" في "بفعل فاعل". وفي مسلسل "العار" كانت ملازمة لـ "مختار" و "عبدالستار" لدرجة أنها ظهرت في خلفية كثير من مشاهد "مختار" رغم أنه لم يدخن فيها. وكانت الخيار المفضل لـ "كمال " في "بالشمع الأحمر" و "عوض خليل" في "أزمة سكر" و "الريس عودة" في "اغتيال شمس".

بينما كانت السجائر ملازمة لـ "معتز" و "وليد" و "منعم" و "لبني" في "بالشمع الأحمر". بالإضافة إلي "همام" في "مملكة الجبل". و "طارق" و "ليلي" و "فتحي" و "جمال" في "الحارة". و "سوزانا" في "بابا نور". و "حسام" في "أزمة سكر" والضابط "محمود" في "اغتيال شمس". و "عرفان" و "الدكتور سعيد" في "قصة حب". و "شادي" في "قضية صفية". وشخصية "حودة" في "أغلي من حياتي". وشخصية "المذيع" في نفس المسلسل. خاصة أنه كان يلجأ إليها بمجرد استيقاظه من نومه.

أما السيجار فقد كانت ملازمة في أحيان كثيرة لـ "سعد" في "العار" بعدما نال نصيبه من الثروة الحرام التي خلفها والده له ولأخوته. ولـ "ليفي" و "ابراهام" و "بترنوكس" و "عزت عبدالعاطي" في "بفعل فاعل". و "مسئول المافيا" في مسلسل "طوق نجاة". و "محسن" في مسلسل "سامحني يازمن". وكانت الاختيار المفضل لـ "فاروق" في "قضية صفية". و "أبوجودة" في "موعد مع الوحوش" و "حمزاوي" في "زهرة وأزواجها الخمسة". و "حسين العنابي" في "بابا نور". و "مستر جونز" في "اغتيال شمس".

في حين كان البايب ملازما لـ "أبوشادي" في "العار". و "مناع" في "مملكة الجبل" عند اتخاذ القرارات الهامة. والدكتور "فكار" في "طوق نجاة" و "سمسار اللاعبين" في "أغلي من حياتي".

أماا الجوزة. فقد كانت مفضلة لـ "شنواني" و "رجب" في "العار" كما ظهرت في كثير من المشاهد التي ظهر فيها. لـ "صبري" في "قضية صفية" و "أبوروح" في "بابا نور". و "بركات" في "بره الدنيا".

والأكثر خطورة هو ظهور مشاهد لتدخين الفتيات. وهو ما يعد ظاهرة جديدة نسبيا علي المجتمع المصري. وخاصة أنه جاء في قائمة تدخين فنانات مشهورات وذات تأثير في الجمهور.

وجدير بالذكر أن مسلسل "شاهد إثبات". سعي إلي تجنب عرض مشاهد التدخين حتي ولو كانت له ضرورة درامية. ذلك أن "أحد أبطال العمل" قال إن "ورقة الجواز العرفي هاولع بيها أول سيجارة أشربها". دون تقديم هذا المشهد. كما أن شخصية "عصام الكاشف" هي لمرتشو وذي أخلاق سيئة. ومع ذلك لم يظهر في مشاهد تدخين علي الإطلاق.

وعن أوقات التدخين تبين أن التدخين صباحا جاء في المرتبة الأولي بنسبة 3.46% ثم مساء بنسبة 7.44%.

تجدر الإشارة إلي وضوح ارتباط مظاهر السعادة بالتدخين لدي عدد من أبطال المسلسلات حيث بدت "السعادة" كمظهر علي "سعد" و "مختار" و "عبدالستار" في "العار". بعد حصول الأول والثاني علي ثروتهم ونجاح تهريب شحنة الكوكايين.

في هذا رسالة ضمنية خطيرة للمشاهد. تشير ـ من ناحية ـ إلي أن التدخين يمكن أن يعتبر اسلوبا من اساليب مواجهة المشكلات والتغلب علي أعراض القلق والعصبية. ومن ناحية أخري إلي أن ممارسة سلوك التدخين تساعد علي التركيز وتحقق قدرا من السعادة والاستمتاع. وتتمثل خطورة الرسالة السابقة في إظهار أن التدخين قد يعد سلوكا مناسبا وملائما لكافة الحالات النفسية والمواقف الاجتماعية. وهو ما قد يؤدي إلي زيادة انتشار التدخين بين أفراد المجتمع المصري الذي بات يحتل المرتبة العاشرة بين أكثر المجتمعات تدخينا في العالم.

وفيما يتصل بالربط بين التدخين وبالعصبية والقلق فقد أظهرت الدراسة سيطرة العصبية علي كثير من الشخصيات المدخنة في المسلسلات محل الدراسة. مثل "وليد". و "منعم" في كثير من مشاهدهم في "بالشمع الأحمر". و "بابا نور" حتي أن "سوزانا" التي كانت تتحدث عن خلافاتها مع زوجها إلي "بابا نور". وحاولت تنفيس عصبيتها وغضبها بتدخين السجائر. إلا أن "بابا نور" انتزعها منها قبل استكمال حديثها.

في مسلسل "بره الدنيا". اقترن تدخين "شيرين". بدرجة كبيرة من التوتر أثناء حديثها إلي زوجة أخيها "حسام" وفي نفس العمل طلب "حسام" متوترا وهو يدخن من مدير أعماله مراقبة زوجة ابنه وابنها.

أما "القلق" فقط ظهر علي بعض من المدخنين مثل "بدير" الذي كان يخشي افتضاح أمر احتجاز زوجة "شفيق". و "في موعد مع الوحوش و"كوثر" في مسلسل "اختفاء سعيد مهران". التي كانت تدخن وهي تنتظر بعض المستندات المهمة. وكانت الشخصية تبدو عليها ملامح القلق وتتلفت يمينا ويسارا. وفي مسلسل "أغلي من حياتي". لجأت "شاهي" إلي التدخين وهي قلقة بسبب تأخير زوجها.

وارتبط التدخين بالسعادة في "بره الدنيا". حيث كان "عزت" و "زوجته الثانية غادة" في صالة ديسكو بشرم الشيخ. وهو يمسك بالسيجارة وعليه علامات السعادة.

كذلك ارتبط التدخين بالغضب كما في مسلسل "اختفاء سعيد مهران" حيث كان "بسة" يدخن السجائر وهو يستشيط غضبا لدي مشاهدة زوجته تدخن الشيشة مع صاحب محل العصير.

شاشتي المصرية في

30/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)