حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

الأنيق الذي تحول من «طيار مقاتل» إلى نجم سينما

إيهاب نافع الشاب الوسيم.. بطل قصة الحب والزواج مع ماجدة الصباحي

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

عندما بدأت الفنانة ماجدة الصباح مشوارها الفني بفيلم «الناصح» عام 1949 مع الفنان إسماعيل ياسين والمخرج سيف الدين شوكت كانت وقتها الفنانة فاتن حمامة قد أصبحت نجمة سينمائية بعد أن بدأت مشوارها الفني وهي طفلة وسبقت ماجدة إلى عالم الفن والسينما لـسنوات طويلة ولكن في خلال سنوات قليلة أثبتت ماجدة أنها فنانة تملك الكثير من الموهبة والحضور والجاذبية وطوال سنوات الخمسينيات والستينيات كانت فاتن وماجدة هما فرس رهان السينما المصرية بعدما وصلت ماجدة إلى أوج تألقها ومجدها الفني وأصبحت أفلامها ماركة مسجلة للجودة والمستوى الفني الراقي والنجاح الجماهيري الكبير والهائل

لكن الفرق بين النجمتين وقتها كان على المستوى الشخصي والإنساني حيث كانت فاتن قد تزوجت مرتين وأنجبت في المرتين من زوجها الأول المخرج عزالدين ذوالفقار أنجبت ابنتها «نادية» ومن زوجها الثاني عمر الشريف أنجبت ابنها «طارق» وكان السؤال المحير والغامض الذي يتردد بقوة وعنف داخل الوسط الفني هو: لماذا لا تتزوج ماجدة وهي النجمة الجميلة المتألقة والتي تتقدم بخطوات هائلة نحو المزيد من النجومية والمجد؟ وكانت ماجدة في مواجهة دائمة مع هذا السؤال الكبير الذي لا مهرب منه وكان جوابها الحاضر والدائم وقتها «اننى أريد أن أحقق كامل طموحاتي الفنية وان هذه الطموحات لا تترك لي وقتا للتفكير في الحب والزواج والإنجاب بل أنها في كثير من الأحيان عندما كان ضيقها بالسؤال يبلغ ذروته تجيب بضيق «لقد تزوجت الفن», ولم تكن إجابات ماجدة تقنع أحدا سواء داخل الوسط الفني أو حتى قطاعات عديدة من جمهورها لأن هناك العديد من الفنانات والنجمات متزوجات وبعضهن أمهات ولم يتأثر نجاحهن الفني ولا نجوميتهن بالزواج والأمومة وكان دائما نموذج فاتن حمامة هو النموذج المؤكد لهذا الرأي وهذا الاتجاه وهذا ما جعل الكثير من شائعات الزواج تطاردها بل أن هناك شائعة انتشرت بقوة وقتها داخل الوسط الفني بل وداخل المجتمع المصري تفيد بأن ماجدة متزوجة سراً ولا تريد أن تعلن هذا الزواج على الملأ حتى تظل محتفظة بجمهورها وأيضا حتى تظل قصة وحكاية عدم زواجها مثار حديث الجميع وان هذا يعطي لها مزيدا من الغموض والنجومية فى نفس الوقت

وكانت ماجدة تتألم جدا من هذه الشائعات ومن هذا التدخل الصارخ في حياتها الخاصة فهي كانت لها قناعاتها التي ترى أن الفن في المراحل الأولى من عمر الفنان يحتاج إلى تفرغ كامل بعيدا عن الارتباط بالحب والزواج وتداعياته من منزل وأولاد, هذا إذا كان للفنان طموحات كبيرة في أن يحقق شيئا له قيمة في فنه ومهنته وكانت ترى حولها العديد من الزيجات داخل الوسط الفني لم تحقق النجاح وأخذت من أصحابها أكثر مما أعطتهم فلم يحققوا لا الاستقرار المنشود ولا استمروا على نفس نجاحهم الفني, كما كانت ماجدة تؤمن كثيرا وبداخلها قناعات هائلة أن مسألة الحب والزواج من أولها إلى أخرها «قسمة ونصيب» , وكان قد طلبها للزواج رجل الأعمال السوري حسن العطار الذي كان يملك بعض دور العرض في القاهرة في الخمسينيات وكان ابن عم المنتج السينمائي المعروف صبحي فرحات وهو الذي كان السبب في تعارف ماجدة عليه حين كانت في لبنان تعرض فيلمها الشهير «أين عمري» لكن أسرة وعائلة ماجدة رفضت هذه الخطوبة وهذا الارتباط بسبب ان العريس غير مصري وانتهى مشروع الزواج سريعا قبل أن يبدأ

مضت حقبة الخمسينيات ومع بداية الستينيات كانت ماجدة قد ازدادت تألقا وبريقا ونجومية خصوصا بعدما بدأت تنتج من خلال شركة تملكها أفلاما ذات مستوى فني عال ولها قيمة فنية واجتماعية وقومية مثل فليمها الشهير «جميلة» التي قدمته مع المخرج يوسف شاهين وأفلاما أخرى لا تقل أهمية عن هذا الفيلم.. وعلى مستوى حياتها الخاصة لم يكن هناك جديد خلال هذه الفترة لكن ربما أن الحب والزواج «قسمة ونصيب» كما اعتقدت هي ويعتقد الكثيرون فقد جاء نصيبها وجاءت قسمتها وستدخل ماجدة أخيرا عش الزوجية بعد أن دق الحب بقوة وعنف جدار قلبها , كانت في حفلة أقامتها السفارة الروسية بالقاهرة وتقابلت مع الطيار السابق «إيهاب نافع» كان شابا وسيما رشيقا مثقفا يمتلك حضورا وجاذبية واضحة وبدأ الإعجاب المتبادل من النظرات الأولى وبعد نهاية الحفلة عرض عليها أن تترك سيارتها ويقوم هو بتوصيلها للمنزل بسيارته.. ورغم أن المسافة بين منزل ماجدة والسفارة لم تكن تستغرق سوى دقائق إلا أنهما ظلا يطوفان شوارع القاهرة ليلا لأكثر من ثلاث ساعات وهو يحكى لها الكثير عن حياته وعبر لها أيضا عن إعجابه الشديد بها كفنانة وكإنسانة وبدأت ماجدة تشعر ولأول مرة بدقات على باب قلبها وتدرك أن هناك مشاعر حقيقية قد بدأت تتشرب في داخلها تجاه هذا الشاب الوسيم وما هي إلا أيام قليلة غلا وزاد هذا الإعجاب المتبادل الذي سرعان ما تحول إلى مشاعر حب جارفة وحقيقية وما هي إلا أيام قليلة أيضا حتى فوجئت ماجدة بهذا الشاب الوسيم الذي يبدو كالفرسان المغامرين يزورها بالمنزل ويطلب يدها للزواج من والدها

على الفور كانت الموافقة من العائلة التي باركت هذا الارتباط وتمت الخطوبة التي أسعدت ماجدة كثيرا لأنها ناتجة عن حب ومشاعر جارفة متبادلة ولم تستمر الخطوبة طويلا فلم يعد هناك مبرراً للانتظار وسريعا وتم الزواج من خلال حفل زفاف كبير أقيم في فندق الهيلتون بالقاهرة حضره نجوم الفن والسياسة ونجوم المجتمع المصري وتزوجت ماجدة من إيهاب نافع وكان هذا عام 1963 وأخرسا ألسنة أصحاب ومروجي الشائعات وتمت الإجابة بشكل قاطع على السؤال الكبير لماذا لم تتزوج ماجدة؟ وهل هي مضربة عن الزواج؟ أما زوجها فاسمه كاملاً «محمد إيهاب نافع» من مواليد القاهرة عام 1935 تخرج من الكلية الجوية عام 1955ومارس عمله كطيار مقاتل في القوات الجوية حتى بدايات الستينيات ثم استقال من الخدمة وتحول إلى المشاريع الخاصة وعند زواجه من ماجدة كانت هذه هي حالته الاجتماعية

بعد هذا الزواج مباشرة عرض على إيهاب أن يعمل بالفن فهو لا ينقصه شيئا من مقاييس نجوم السينما التي كانت مطلوبة في ذلك الوقت الشباب الوسامة الرشاقة الجاذبية وهي كلها صفات موجودة ومتوفرة وبالإضافة إلى كل هذا الدعاية الضخمة والشهيرة العريضة التي أصبح يتمتع بها بعد زواجه من واحدة من أهم نجمات السينما المصرية, أما موهبة التمثيل والأداء فهو- وقتها- كان شيئاً يمكن التغلب عليه واكتسابها بالتدريب السريع ومعايشة أجواء الاستوديوهات والبلاتوهات 

ودخل إيهاب نافع مجال الفن والسينما بالتحديد وكان أول أفلامه «الحقيقة العارية» الذي تقاسم بطولته أمام زوجته ماجدة وأخرجه عاطف سالم عام 1963..وحقق الفيلم نجاحاً جماهيريا كبيرا حيث كان جمهور السينما في حاجة إلى رؤية زوج ماجدة هذا الشاب الوسيم على شاشة السينما كممثل والحقيقة أن إيهاب نافع استطاع أن يثبت حضوراً وجاذبية هائلة على الشاشة وهذا ما أهله لتكرار التجربة في العام التالي مباشرة حيث شارك زوجته بطولة الفيلم الديني التاريخي «هجرة الرسول» 1964 مع المخرج إبراهيم عمارة.

في هذا الوقت تردد بقوة داخل الوسط الفني من يقول إن ماجدة أرادت بزواجها من إيهاب نافع هذا الشاب الوسيم صاحب الحضور والجاذبية أن تقارع الثنائي الشهير «فاتن حمامة وعمر الشريف» الذي كان ناجحا بقوة كزوجين وكنجمي سينما يحققون النجاح والجماهيرية الهائلة وأن الغيرة الفنية من جانب ماجدة تجاه حمامة تدفعها لكي تأكد نجاحها مع زوجها كثنائي سينمائي لكن ماجدة لم ترد على هذا الكلام وركزت على عملها ولن تبالي بما يقال ولن تلتقي مع زوجها في أفلام أخرى كثيرة سوى في فيلمين آخرين فقط كان آخرهم فيلم «النداهة» وكان في نهاية علاقتهما الزوجية

وتأكد ذلك عمليا حيث انطلق إيهاب نافع سينمائيا بعيدا عن زوجته ماجدة وقدم للشاشة ما يقرب من 11 فليما بدونها كما قام بإنتاج بعض الأعمال التلفزيونية بل وشارك في بطولة بعض الأفلام خارج مصر مثل «رجل في طريقي» وهو إنتاج لبناني و»طريق بلا نهاية» وهو إنتاج تركي واستمرت ماجدة في مشوارها السينمائي الناجح بعيدا عن زوجها وحققت أفلامها نجاحاً هائلاً على المستويين الفني والجماهيري لتكذب بذلك ما تردد وقيل عن غيرتها من فاتن حمامة ومحاولة مقارعتها لها بزواجها إيهاب نافع

وعلى المستوى الشخصي كان الزوجان ماجدة وإيهاب يعيشان حياتهما في هدوء وسعادة وأثمر زواجهما عن ابنتهما «غادة» وهي الابنة الوحيدة لماجدة وقد اتجهت غادة إلى مجال التمثيل وورثت عن والديها- ووالدتها بالتحديد- حب الفن والكثير من الموهبة وشاركت غادة في العديد من الأعمال الفنية على مستوى السينما والتلفزيون وإن كانت أعمالها في التلفزيون كانت أكثر بنسبة ضئيلة, وقد اعتزلت غادة الفن في السنوات الأخيرة وتفرغت لبيتها وأسرتها وأولادها 

استمر زواج ماجدة وإيهاب نافع 12 عاما وانتهي بالانفصال عام 1975 بعد أن تقاسما بطولة آخر أفلامهما معاَ»النداهة» 1975 مع المخرج حسين كمال بعدها استمرت ماجدة في مشوارها السينمائي وإن تراجعت أفلامهما كما منذ بداية أو منتصف الثمانينيات شأنها في ذك شأن معظم أبناء جيلها من نجوم ونجمات السينما في الخمسينيات والستينيات مثل فاتن حمامة وشادية وهند رستم وليلي فوزي ومريم فخر الدين وعماد حمدي وشكري سرحان وكمال الشناوي ويحيي شاهين وغيرهم وغيرهم, وأيضا ابتعد إيهاب نافع عن السينما والفن عموما شيئا فشيئا حتى توقف تماما وتفرغ لأعماله ومشروعاته التجارية كرجل أعمال واسع النشاط

لم تتزوج ماجدة مطلقا بعد انفصالها عن إيهاب نافع وتفرغت لتربية ابنتها الوحيدة «غادة» ولم تعير أي اهتمام للسؤال الذي عاد يتردد وقتها في نهاية السبعينيات وهو:لماذا لا تكرر ماجدة تجربة الزواج مثل الكثيرات من الفنانات من بنات جيلها اللاتي لهن أكثر من تجربة زواج؟ لم تعلق ماجدة واكتفت بالتركيز في أعمالها الاجتماعية حيث تشارك في العديد من الأنشطة إلى جانب عضويتها في العديد من المؤسسات الفنية والاجتماعية مثل المجالس القومية المتخصصة وجمعية السينمائيات بينما كرر زوجها إيهاب نافع تجربة الزواج أكثر من مرة بعد انفصالها عنها وأنجب أبناء آخرين هم «أيمن» وهو دكتور جراح و»جوهرة وزكريا» وهما يعيشان حاليا في استراليا وكان من أشهر زيجاته فيما بعد زواجه من أرملة رجل المخابرات الشهير «رأفت الهجان» إضافة إلى زوجته الأخيرة السيدة «جيهان برايا «.

لم تنقطع العلاقة الطيبة بين ماجدة وزوجها السابق, وعند مرضه الأخير قبل وفاته كانت وابنتها تزورانه بصفه دائمة في مستشفى القوات الجوية الذي مكث به أكثر من شهر حتى توفى عام 2007 وكانت الفنانة ماجدة وابنتها الفنانة المعتزلة في مقدمة من تلقوا العزاء في الرجل الوحيد الذي أحبته وتزوجت منه.

النهار الكويتية في

30/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)