حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

لم يكن سمير يؤمن بالزواج ويرى أنه ضد حرية الفنان وعندما وقع في حب دلال تبددت كل هذه القناعات

سمير غانم ودلال عبدالعزيز عائلة فنية جداً

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

لا يمكن الحديث عن فن الكوميديا في النصف قرن الأخير دون ان يأتي ذكر «سمير غانم» كواحد من أهم نجوم وفناني الكوميديا الكبار فهو أحد العمالقة الذين اضحكوا الجماهير العربية من المحيط الى الخليج وتميز بأسلوبه الخاص الذي يشكل مدرسة كوميدية قائمة بذاتها وهو صاحب تاريخ فني حافل في كل المجالات الفنية فعلى مدى ما يزيد على (45 عاما) ومنذ ان بدأ مشواره الابداعي مع «ثلاثي أضواء المسرح» في منتصف الستينيات وحتى اليوم قدم للمسرح رصيدا ضخما من المسرحيات الناجحة التي لاتزال تمتعنا وتضحكنا حتى اليوم رغم تكرار مشاهدتنا لها وهذا ما جعله من ابرز وأهم نجوم الكوميديا المسرحية في مصر

وفي السينما ورغم ان البعض يرى ان تواجده بها لم يكن بنفس مستوى المسرح ويرون نجوميته المسرحية اكبر بكثير من المجالات الأخرى ألا انه أيضا في السينما صاحب سجل حافل من الأفلام تزيد على 150 فيلما ففي بداياته وعلى مدى ما يزيد على عشر سنوات، ظل هو علامة الكوميديا المضيئة في أي فيلم يشارك به وكان مخرجو السينما يرونه جزءا مهما من نجاح أفلامهم وذلك قبل ان يقوم بادوار البطولة ويكون له أفلامه الكوميدية التي تحمل اسمه وفي التلفزيون كان له فضل الريادة عندما قدم مع ثلاثي أضواء المسرح ومع المخرج الشهير الراحل محمد سالم فوازير رمضان في الستينيات وبداية السبعينيات ثم عاد وقدمها بعد نجاح هائل ولا يزال الكبار والصغار يتذكرون شخصيته الكاريكاتيرية «سمورة وفطوطة» اضافة الى العديد من الأدوار والمسلسلات الكوميدية والاجتماعية التي قدمها وشارك بها.. أما دلال عبدالعزيز فهي تنتمي لجيل الثمانينيات من نجمات الفن والسينما ذلك الجيل الذي يضم «يسرا وليلى علوي والهام شاهين وآثار الحكيم» والذي بدأ مشواره في نهايات السبعينيات وخطى نحو النجومية مع بداية الثمانينيات وهو الجيل الذي يرى الكثير من النقاد انه آخر النجمات الجميلات في السينما المصرية وانه امتداد لجميلات الشاشة التي سبقتهن عبر أجيال متعددة مع كل الاحترام للأجيال اللاحقة، لم تتميز دلال بجمالها الارستقراطي وحده، الهادئ أحيانا والهادر في أحيان أخرى، ولا بحضورها وخفة ظلها فقط بل ميزتها أيضا موهبتها الفنية العالمية وحساسيتها الفائقة في أداء أدوارها وقد تواجدت هذه الفنانة والنجمة الجميلة في كل المجالات الفنية بأعمال رائعة الكثير منها حقق المعادلة في النجاح الجماهيري والفني

واذا كان تواجدها السينمائي اقل قليلا من زميلات جيلها رغم ان رصيدها يتجاوز الـ35 فيلما الا انها تتميز عنهن برصيدها الضخم في المسرح والتلفزيون فهي صاحبة ما يزيد على 40 مسلسلا ناجحا وفي المسرح حدث ولا حرج فهي نجمة مسرحية من طراز رفيع ولها رصيد كبير من المسرحيات الناجحة التي قدمها من خلالها الكوميديا والاستعراض بل والمسرح العلمي التراجيدي أيضا.

وبالاضافة الى كل هذا وقبله وبعده يعد هذا الثنائي الفني والانساني «سمير غانم ودلال عبدالعزيز» من أهم الثنائيات داخل الوسط الفني المصري في الثلاثين عاما الأخيرة التي تمثل عمر زواجهما فعلى مدى هذه السنوات استطاعا من خلال عمق مشاعر الحب التي تجمعهما ومساحة التفاهم الهائل بينهما ان ينسفا مقولة، «ان الزواج الفني لا ينجح دائما.. وانه دائما على كف عفريت» كما يقولون فمع هذه التجربة الحياتية الناجحة وبعض التجارب والحالات غيرها داخل الوسط الفني تغيرت المفاهيم عن زواج الفنانين غير المستقر- كما كان يقال- وأصبحت الحالات تتكرر في أجيال فنية متعاقبة وحالية.

ونعود للوراء قليلا ونستعرض ملامح قصة هذا الزواج في بدايات الثمانينيات كانت دلال لاتزال في بداياتها الفنية وظهرت في بعض الأعمال التلفزيونية والمسرحية وكانت تبشر بموهبة شديدة وميلاد نجمة جميلة وفنانة واعدة وكان سمير وقتها في قمة نجوميته كواحد من أهم فناني الكوميديا على الساحة الفنية في مصر والعالم العربي وكان أيضا لا يؤمن كثيرا بالزواج ويرى انه ضد حرية الفنان وكان يعتقد ويقتنع تماما ان الزواج سيمثل اعاقة هائلة له كفنان ونجم ناجح له شعبيته وأعماله الناجحة فقد كان يرى ان الفنان اذا تزوج من خارج الوسط الفني تقليديا مهما كان عن حب لن ينجح هذا الزواج لأن الزوجة لن تتفهم- وهي البعيدة عن الفن- طبيعية مهنته ولا متطلباتها واذا تزوج من فنانة زميلة له تعمل في نفس مهنته فسوف يكون هناك غيرة فنية بينهما- وهي طبيعة أبناء المهنة الواحدة- وأيضا لن تتفرغ له ولبيتها بحكم انشغالها بأعمالها وفنها وسيكون الفشل هو أيضا مصير هذا الزواج.

وكانت دلال- وقتها أيضا- لا تفكر في الزواج وترى انها مازالت صغيرة وعليها أولا ان تحقق ذاتها كفنانة وان تصل الى النجومية، كما لم تكن مواصفات سمير غانم كشخص وانسان هي مواصفات فارس أحلامها

ورغم كل هذه القناعات والمواقف من الطرفين حدث اللقاء بينهما في هذا التوقيت وتلاقت المشاعر سريعا ومع ازدياد مشاعر الحب بينما بدأت قناعات ومواقف كل منهما تنهار، خصوصا ان كل منهما- وهذا على حد تعبيرهما- شعر انه يكمل الأخر ولا يمكن ان يستغنى عنه.. فكان قرار الارتباط وخلال فترة الخطوبة التي استمرت ثلاث سنوات كانت مشاعر كل منهما تنمو وتكبر تجاه الأخر وأيضا تزداد مساحة التفاهم بينهما وتم الزواج عام 1984 وقتها كانا يتقاسمان ومعهما «جورج سيدهم» نجم الكوميديا الكبير واحد أضلاع الثلاثي الشهير بطولة مسرحية «أهلا يا دكتور» التي حققت نجاحا هائلا وهي من المسرحيات الأخيرة التي شارك فيها «جورج وسمير» ولا اعتقد ان هناك عملا مسرحيا آخر بعدها جمعهما وكان زواج سمير ودلال بمثابة الطلقة التي قضت وقتلت كل الاشاعات التي ترددت وقتها عن فشل هذه الخطبة وأن الزواج بينهما لم يتم اعتماداً على أراء ومواقف سمير السابقة عن الزواج وأيضا ما كان يقال وقتها ان دلال- وهي الفنانة والنجمة الشابة هي مجرد مغامرة عاطفية من سمير الذي عرف وقتها عنه بعض المغامرات في هذا الاتجاه- وأيضا قالوا ان دلال متأثرة بمشاركتها معه وهو نجم الكوميديا في المسرحية ومتأثرة بجماهيريته في المسرح لكن زواجهما كذب كل هذه الاشاعات

بعد الزواج واصل سمير غانم مسيرته الفنية بنجاح وتعددت أفلامه ومسرحياته وأعماله التلفزيونية خصوصا فوازير رمضان الشهيرة «سمورة وفطوطة» وانطلقت دلال فنيا بقوة في كل الاتجاهات مسرحيا وسينمائيا وتلفزيونيا صحيح لم تجمعهما أعمالا فنية عديدة شأن الكثير من حالات الزواج الفني التي- غالبا- ما كانت تمثل ثنائيات فنية على الشاشة وفي المجالات الأخرى لكن رغم القليل من الأعمال التي جمعتهما كانت أعمالا ناجحة جماهيريا وهذا أكد على استقرار علاقتهما كزوجين خصوصا بعدما رزقهما لله بابنتهما «دنيا» و«أمل» أو«ايمي» كما يدللونها

وقامت والدة دلال بدور كبير في تربية ابنتيها خصوصا انها تسكن في شقة بنفس العمارة التي يقيمان فيها لكن لم تمضي الأمور هادئة مستقرة سعيدة بالزوجين فدائما توجد الاشاعات التي يطلقها الحاقدون والمغرضون والرافضون لنجاح تجربة زوجية مستقرة داخل الوسط الفني فعلى الفور انطلقت الاشاعات التي تشير الى قرب انفصالهما لمجرد انه لا توجد أعمال مشتركة كثيرة تجمعهما وقالوا ان الخلافات بينهما مستمرة ولا تهدأ ولم يكن هذا صحيحا على الاطلاق فمنذ بداية زواجهما- ورغم انهما يعملان في مهنة واحدة- الا انها قررا ألا يكون ذلك محل خلافات بينهما من خلال الرغبة في أعمال مشتركة وفضلت دلال ذلك حتى لا يحسب نجاحها أو اخفاقها عليه ورحب هو بهذا التفكير وتركا أمورهما الفنية تسير في شكل طبيعي فاذا وجد العمل المشترك كان خيرا واذا لم يتواجد فلا توجد مشكلة.

بل على العكس من ذلك فدائما كان سمير داعما بقوة لـ دلال في مسيرتها الفنية واختياراتها وحدث في الثمانينيات عندما شاركت دلال في أفلام عديدة قيل عنها أفلام قليلة المستوى أو «أفلام مقاولات» بل ان هناك من النقاد من أطلق عليها لقب «نجمة أفلام المقاولات» وضايقها هذا جدا فهذا اللقب دليل على عدم دقة اختيارها لأفلامها وعدم جودة مستوى هذه الأفلام ففضلت بذكائها الفني ان تبتعد عن السينما لفترة وتركز جهودها على المسرح والتلفزيون خصوصا ان أعمالها خلالهما كانت ناجحة بقوة جماهيريا وفنيا فدعمها سمير بقوة في هذا القرار بعدها عادت بقوة الى السينما خلال حقبة التسعينيات وما بعدها وارتبط اسمها سينمائيا بالأفلام الجادة ذات المستوى الفني المرتفع مثل «رجل من نار»1992- «الزمن والكلاب»1995- «النوم في العسل» 1996- «مبروك وبلبل»1998 

وعندما قررت دلال ان تكون أكثر جرأة من زميلاتها من النجمات من أبناء جيلها وان تلعب وتجسد شخصية «الأم» في أفلامها وهي في سن صغيرة شجعها سمير على هذه الخطوة وأكد لها حرصه على نجاحها ومستقبلها الفني وأن هذه الأدوار اذا قدمتها في أعمال جادة سوف تحسب لها في تاريخها، كما أكد لها أيضا ان الأفلام الجادة وحدها هي التي تصنع تاريخ ومجد الفنان خصوصا ان دلال لم تتخصص في الكوميديا فقط بل قدمت التراجيديا والاستعراضي والدراما الاجتماعية في مختلف أعمالها في كل المجالات الفنية وهذا التشجيع من زوجها هو الذي جعلها تنجح في دور الأم لعدد من النجوم الشباب فشاهدناها أم «لرامي عادل امام» في فيلم «النوم في العسل»1996 - وأم «يوسف الشريف» في «العالمي» 2008 وأم «لأحمد حلمي» في «أسف على الازعاج» 2009 وأم أيضا في آخر أفلامها «عصافير النيل» 2010.

ونعود الى الاشاعات لنرى انها لم تبتعد عن هذا الثنائي الانساني الناجح وكانا دائما يواجهان هذه الاشاعات بقوة ما يجمعهما من حب وتفاهم ويستمران في حياتهما لكن من أهم الاشاعات التي واجهتهما هي الاشاعة التي أكدت طلاقهما في منتصف التسعينيات تقريبا عندما كانت دلال مرشحة لتشارك سمير بطولة مسرحيته الشهيرة «أنا والنظام وهواك» وفجأة اعتذرت عن المسرحية وحلت مكانها «جيهان نصر» وكانت وجها جديدا حين ذاك وقتها انطلقت الاشاعات بقوة لتؤكد انفصالهما وأكدوا ان أبعاد سمير لها عن بطولة المسرحية دليل على ذلك وأن سبب الانفصال ان دلال تعيش قصة حب مع مصمم استعراضات شاب عمل معها في مسرحيتها الناجحة «حب في التخشيبة»، كما انها اكتشفت قصة حب بين سمير والوجه الجديد «جيهان» التي رشحها لتشاركه بطولة مسرحيته، وعندما عرف هؤلاء الحاقدون من مطلقي الاشاعات ان دلال اعتذرت عن المسرحية وقتها بسبب الأجر الضعيف الذي حددته لها جهة الانتاج واعترضت بشدة عليه وصممت على مضاعفته وعندما لم يحدث هذا اعتذرت عن المسرحية وسرعان ما كذبت الاشاعات نفسها التزموا الصمت، بجانب اشاعات أخرى غيرها كثيرة لم تنال منهما بدليل ان سمير ودلال مازالا مستمرين في علاقتهما الزوجية الناجحة وبعدها اتخذا قراراً بعدم الرد أو النظر مطلقا الى الاشاعات وهو الموقف الذي فعلاه عندما أشاعوا منذ سنوات قليلة عن رفض سمير ان تعود زوجته للدراسة لتحصل على ليسانس الأدب الانكليزي من جامعة القاهرة وانه خيرها بين هذه الدراسة والانفصال وأن دلال اختارت الدراسة وبالفعل درست دلال وأنهت دراستها وحصلت على الليسانس بتشجيع هائل من سمير ولم يقع بينهما الانفصال

ولهذه الدراسة قصة ترويها دلال وتقول: «كنت أريد ان ادخل القسم الأدبي أثناء دراستي الثانوية لكي ادرس الأدب الانكليزي فقد كانت ميولي أدبية وفنية لكن أبي صمم على ان ادخل القسم العلمي فقد كان يريد ان أكون طبيبة وعندما لم احصل على مجموع يدخلني كلية الطب التحقت بكلية الزراعة وتخرجت منها واتجهت الى الفن لكن من يومها ودراسة الأدب الانكليزي ظلت حلما يراودني وهذا ما جعلني أحقق هذا الحلم مؤخرا»، ولم تكتف دلال بهذه الدراسة وحدها بل درست النقد الفني وحصلت أيضا على دبلوم في العلوم السياسية من جامعة القاهرة ودرست الاعلام أيضا وكل هذا بتشجيع هائل من زوجها عكس كل ما كانت تقول الاشاعات

والحقيقة ان دلال وسمير لهما الكثير من التصريحات حول نجاح زواجهما فتقول دلال: الفنانة لا تصلح زوجة الا لفنان يقدر ظروف عملها ويتفهم طبيعته وكذلك الحال بالنسبة للفنان الزوجة الفنانة هي الأنسب له والدليل على ذلك العديد من الزيجات الفنية الناجحة والمستمرة وقالت أيضا عن زوجها انا لم اعمل ثروة مادية من الفن ولم ادخر أمولا ولكني اشعر ان ثروتي الحقيقية هي زوجي وبناتي.

واعترفت ان السر في نجاح حياتهما الزوجية طوال هذه السنوات وتصديهما كل المشكلات والعقبات والاشاعات يكمن في ان حياتهما كانت دائما مزيجا من الضحك والجد واللعب والحب وانه لا وجود للغيرة الفنية بينها وبين زوجها على الاطلاق بل دائما تكامل، وتمنى كل منهما نجاح الآخر

ويؤكد سمير غانم على ان انتسابه هو ودلال لبرج «الجدي» جعل الكثير من الصفات المشتركة تجمعهما وهذا اوجد مساحة هائلة من التفاهم بينهما وقال دلال فنانة كبيرة وقبل كل ذلك هي زوجة وأم ممتازة 

ويتابع حديثه: «اعتقد انني لو لم أقابلها وأتزوجها كان من الممكن جدا ان أظل بلا زواج حتى الآن»، مؤكدا انه ليس صحيحا ان الزواج مقبرة الحب بل من الممكن ان يظل الزواج هو الداعم الدائم للحب

ورغم ان لهذا الثنائي ابنتين رائعتين هما «دنيا وايمي» وحققت الاثنتان نجاحات هائلة في مجال الفن اللتان اتجهتا اتجهن اليه وتحولت معه هذه الزيجة الى «عائلة فنية جدا» رغم هذا النجاح تقول دلال برغم سعادتي الغامرة بالنجاح والتألق الفني لـ «دنيا وايمي» الا ان سعادتي الكبرى ستكون عندما أراهما بفستان الزفاف فأنا قبل ان أكون فنانة انا أم لهاتين الشابتين، وهو ما تحقق مؤخرا بعد زواج دنيا من المذيع رامي رضوان.

النهار الكويتية في

21/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)