حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

فيلم «خلق الله امرأة» خلق منها نجمة للإثارة

بريجيت باردو.. الزمن يقهر الجمال!

عبدالستار ناجي

أيقونات السينما العالمية

لم تستطع النجمة الاسطورة بريجيت باردو ان تتجاوز معادلة الزمن، التي قهر جمالها الاخاذ، لانها ظلت تتعامل مع حرفتها من منطلق «الجمال والانوثة» وليس الفنانة المبدعة التي تستطيع تجاوز الزمن، شأنها شأن الكثيرات من النجمات والايقونات الخالدات في السينما العالمية.

ولهذا ظلت بريجيت باردو نجمة مرحلة، ونموذجا لجمال الخمسينيات والستينيات، ولكنها لم تستطع ان تتجاوز تلك المرحلة العامرة بالجمال والاثارة والعروض السينمائية والافلام والشخصيات التي رسخت حضورها كواحدة من رموز الاثارة والجمال في السينما الفرنسية والاوروبية على حد سواء.

ولدت الفرنسية بريجيت باردو في العاصمة الفرنسية في 28 سبتمبر 1934 وهي واحدة من اهم نجمات زمانها، واسطورة خالدة في ذاكرة السينما الفرنسية، وايقونة تضاف الى الايقونات الخالدات امثال مارلين مونرو واليزابيث تايلور وغيرهن

ويمثل فيلم «خلق الله امرأة» 1956 مرحلة انتقالية مهمة في مسيرتها ومسيرة السينما الفرنسية على وجه الخصوص، حيث المقدرة على المزج بين الجمال والاثارة وايضا الروح المرحة التي راحت تتمتع بها.

الا ان تلك النجومية المطلقة ظلت تواجه مجموعة من الحواجز اولها تحفظ الجهات الدينية المسيحية الملتزمة التي كانت ترى بها مجرد ممثلة اثارة، ولربما فضائح، وايضا قلة ادواتها الابداعية كممثلة، ما جعلها تنحصر في اطار الشخصيات التي راحت تتكرر، حيث المرأة المثيرة والمغرية.

خلال مسيرتها وكما اسلفنا، حققت قفزات عدة مهمة اولها «خلق الله امرأة» 1956، ثم «حلت سماء الليل» 1958 و«تحيا ماريا» 1965 و«شالوكو» 1968، وتوالت الافلام وفي كل مرة هي المرأة الجميلة والمغرية والمثيرة، ولكن حتى متى تبقى كذلك.

وهذا ما جعلها في عام 1974 وحينما بلغت الاربعين من عمرها وبدأت ملامح الجمال تغيب، ان تقرر الاعتزال وان تتفرغ لموضوع الدفاع عن حقوق الحيوانات.

اسمها الحقيقي بريجيب ماري آن باردو، عرفت عالميا كرمز للجنس والاثارة، والاغراء، ولانها انشغلت في هذا الجانب، عن تطوير قدراتها كممثلة فانها سرعان ما خبت نجوميتها بعد ان قهر الزمن جمالها وانوثتها الطاغية.

في المرحلة الاولى من طفولتها وصباها، درست الباليه وفي عام 1952 بدأت العمل في السينما، وبعد العمل في اكثر من 16 فيلما لم تحقق من خلالها الاهتمام او التطور حتى جاءت القفزة الكبرى كما يصفها نقاد السينما الفرنسية في تاريخ هذه النجمة، مع فيلم «خلق الله امرأة» عام 1957 ثم عملت مع المخرج القدير جان لوك غودار في فيلم «لومبير».

ترشحت بريجيت لجائزة البافتا كأفضل ممثلة اجنبية عن دورها في فيلم المخرج لوي مال عام 1955 في فيلم «تحيا ماريا» «فيفا ماريا».

بعدها راحت تتحول هذه الصبية الشقراء الى رمز الجمال في فرنسا، وراحت تحتل صورها واخبارها صدر الصفحات الاولى وباتت تمثل المادة الخصبة للصفحات الفنية وايضا السياسية.

حتى انها باتت المادة الاساسية والثمينة لسيمون دوبوفار عام 1959 حينما كتبت «لولينا سيندريم» التي وصفت بريجيت بانها رمز الجمال والاثارة والجنس عبر التاريخ.

حتى انها وصفت بانها المرأة الاكثر تحررا في تاريخ فرنسا وذلك لعدم ممانعتها للظهور عارية وباوضاع متعددة على الصحف والتلفزيون والسينما.

خلال مسيرتها قدمت باردو 47 فيلما، كما قدمت مجموعة من الاستعراضات الموسيقية الغنائية، وقدمت ايضا 50 اغنية في ألبومات عدة.

ولكن كل ذلك لم يمنحها القدرة على الاستمرارية في عالم السينما والفن، لان اسطورة الجمال والاثارة سرعان ما راحت تتراجع وتضمحل وتختفي، فكان لابد من حتمية الاختفاء والاعتزال.

ومن فورها، انشغلت في قضايا حقوق الحيوانات، حيث اسست مؤسستها التي تعنى بحقوق الحيوانات، فتارة تقود الحملات ضد استخدام فراء الحيوانات، وفي احيان اخرى تهاجم المسلمين على ذبح الخراف في عيد الاضحى المبارك لان فرنسا وحدها تشهد سنويا ذبح قرابة المليوني خروف، وهو ما تصفه بريجيت باردو «بالمجزرة» بحق الخراف.

والدتها هي آن ماري «توتي» موسيل 1912-1978 ووالدها هو لويس «بيلو» باردو 1895-1975 والدها كان يعمل في التجارة وقد ارتبط بوالدتها حينما كانت في السادسة عشر من عمرها 1933.

نشأت بريجيت في اسرة متوسطة، من الرومان الكاثوليك ورغم ذلك حرصت امها على ان تدرس ابنتها بريجيت وشقيقتها ماري جين الباليه.

في عام 1947 التحقت في الكونسرفتوار في باريس، وبعد ثلاثة اعوام، عادت لمواصلة دراسة الباليه على يد مدرس الرقص الروسي بوريس كينازوف. ومنها الى عروض الازياء في عام 1949 لتحتل صورتها غلاف عدد من الصحف، من بينها مجلة «ايل» المتخصصة بالازياء وذلك في 8 مارس 1950.

وعندما شاهد صورتها المخرج الشاب يومها روجيه فاديم طلبها للعمل في افلامه، ثم قدم معها تحفته «خلق الله امرأة» ثم ليتزوج بها لاحقا.

ومن خلال تلك التجارب، انطلقت كالسهم في عالم النجومية وهي احدى القليلات في السينما الاوروبية، اللواتي استحوذن على اهتمام صناع السينما والاعلام في الولايات المتحدة الاميركية.

وفي عام 1953 وخلال مشاركتها في مهرجان كان السينمائي الدولي، حصدت كثيرا من الاهتمام حيث ظهرت شبه عارية في العديد من الصور مع مجموعة من نجوم السينما الاميركية.

جملة الشخصيات التي قدمتها ظلت تتحرك في اطار الشخصيات الطريفة والخفيفة والمرحة، مع اكبر كمية من الكشف عن المواهب الجسدية، دون ترسيخ مكانتها وموهبتها كممثلة.

لقد كان جسدها هو من يمثل، وليس موهبتها، او ملامح وجهها، وهذا ما انعكس سلبا لاحقا، حيث يؤكد جميع النقاد ان بريجيت باردو كانت امرأة جميلة وممثلة عادية، ولربما اقل من كل ذلك بكثير.

خلال ارتباطها مع زوجها في تلك المرحلة روجيه فاديم كانت السينما الفرنسية والايطالية تشهدان الموجة الجديدة في تاريخهما الحديث، وحينما قدم معها «خلق الله امرأة» 1956 امام النجم جان لوي تراتيفان علاقة رجل بفتاة مراهقة، كان ذلك الفيلم جزءا من تلك الموجة، التي اذهلت العالم لمساحة الحرية وايضا شيء من الاباحية، وقد تم بيع هذا الفيلم لاكبر واهم وأكثر الاسواق السينمائية في العالم وهو واحد من اكثر الافلام في تاريخ السينما الفرنسية في تلك المرحلة.

ظلت بريجيت باردو صديقة مقربة لكبار المصورين الذين كانت لا تفارقهم، حيث كانوا يلتقطون لها الصور على مدى 24 ساعة يوميا ومن ابرزهم «سام لافين» الذي راح يقدمها بأشكال واوضاع مثيرة للغاية، وهكذا الامر مع المصور البريطاني «كورنيل لوكاس» وغيرهم.

ومن النقلات الايجابية في مسيرتها تأتي تجربتها مع المخرج لوي مال عام 1962 في فيلم «حياة خاصة جدا»، في عام 1958 انتقلت للاقامة في جنوب فرنسا، بالذات في منطقة «سان تروبيز» لتقدم هناك مجموعة من الافلام مع مجموعة من المخرجين من بينهم جان لوك غودار، كما صورت افلام عدة مع النجم الان ديلون وجان جابان وشون كونري وجان موريسل وليتوفينتورا وآني جيراردو ولكوديا كاردينالي وجان مورو وجين بيركن.

وفي عام 1973 اعلنت رغبتها لاعتزال السينما ليصبح الامر واضحا في عام 1974، ولكنها قدمت عددا من الاعمال الموسيقية الاستعراضية مع الموسيقار سيرج جينسبورغ وساشا ديستيل وغيرهم.

عملت بريجيت بين باريس وروما ولندن ولوس انجلوس، كما قدمت افلاما متنوعة من بينها افلام «الويسترن سباغتر» ولكنها ظلت دائما الانثى والمرأة الجميلة والمثيرة دون ان تكشف عن موهبة تمثيلية عالية المستوى.

وعلى الصعيد الشخصي، فان بريجيت تزوجت في 12 ديسمبر 1952 من المخرج روجيه فاديم، وهو اكبر منها بسبعة اعوام، وهو من اصول روسية، وقد انفصلا عن بعضهما بعد خمسة اعوام، وتقول الاخبار انها عاشت فضيحة علاقة مع جان لومي ترايتنان بطل فيلمها «خلق الله امرأة» الذي كان متزوجا يومها من ستيفاني اودران، وقد عاشت بريجيت مع جان لوي عامين لاحقا، لتنتقل بعدها الى علاقة مع الموسيقار جلبرت بيكو.

وفي عام 1959 تزوجت من الممثل جاك شيرير ومنه انجبت ابنها الوحيد نيكولا جاك شيرير عام 1960 لينفصل جاك عن بريجيت ويطالب برعاية ابنه الذي لم ير والدته حتى كبره، الزواج الثالث لبريجيت كان من المليونير الالماني كونثر ساش من 14 يوليو 1966 الى 1 اكتوبر 1969 ليرتبط مع النحات مورسلوف بروزيك.

اما زواجها الرابع فكان من برنارودي اروميل منذ عام 1992 حتى الآن.

ويبقى ان نقول: بان بريجيت باردو انشغلت بجمالها عن حرفتها وفنها، فكان ان ذهب الجمال وذبل فذهبت الى النسيان، الا من قضايا حقوق الحيوان.

النهار الكويتية في

11/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)