حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

كلمت «مبارك» وكان يهز رأسه فقط.. ولكنه لم يسمعني!

القاهرة - سمير الجمل

نور الشريف.. ملك و4 رؤساء

يعترف الفنان نور الشريف أن هناك علاقة قوية كانت تربطه بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وأن هناك جلسات دائمة كانت تجمعه معه في وجود الموسيقار الراحل عمار الشريعي، مشيراً إلى أنه يعتقد أن «مبارك قدم الكثير لمصر، وأخطأ في الكثير أيضاً، مثله مثل أي إنسان يحكم».. و«مبارك» كان ضد توريث ابنه جمال للحكم، وسيثبت التاريخ ذلك، وكنت أنا وعمار الشريعي نقول له كل شيء بدون خجل، حتى أننا كنا نتحدث معه عن الوزراء الذين يتمسك بهم في كل تشكيل حكومي.. و«مبارك» مثل أي رئيس دولة له محبوه وله من يكرهه، الإخوان مثلاً كانوا يكرهون جمال عبدالناصر، واليساريون كانوا يكرهون السادات، وعلاقتي بمبارك كانت عقلانية موضوعية بعيدة عن أي تحيز، وسبق وعرض على أكثر من وزارة ورفضت، لأنني على اقتناع بأنني فنان».. وقد شعرت بنقطة التحول في حياته بعد عودته من أثيوبيا، وكانت أول مرة أكلمه وأشعر أنه لا يسمعني، رغم أنه «يهز» رأسه دائماً كأنه يستمع إلى، وانتابني إحساس بأنه يراجع حسباته، وفجأة حدثت العزلة ممن حوله، وبالمناسبة سبق وتم عزل جمال عبدالناصر عن الشعب».. ونور يقصد بالعزل تلك الفترة التي أنكسر فيها بسبب وفاة حفيده وقد أدار ظهره للدنيا بأكملها وقيل وقتها إن مبارك مات وهو على قيد الحياة بموت الحفيد.. وقد أكد المقربون بأن السنوات العشر الأخيرة من حكمة غاب فيها.. وكانت الكلمة العليا لسيدة مصر الأولى سوزان مبارك.. وابنها الوريث الذي كان يتأهب لحكم مصر جمال مبارك.

بعد الثورة اختفى نور تماماً عن الأنظار مع سبق الإصرار والترصد وبعدها بأكثر من سنة نجح المخرج عمر زهران أن يخرجه من عزلته وأن يفوز منه بحديث أدلى به أثناء تواجده في مهرجان دبي السينمائي.. وقال نور رأيه في أحداث مصر بأسلوب الصريح المعتاد الذي فتح عليه أبواب الجدل والنقاش والهجوم وكان يرى في وقتها أن التعرض للثورة في هذا الوقت الذي لم تكتمل فيه أركانها نوعية من المتاجرة الرخيصة بثورة وعندما سألوه عن أخر أعماله «مسلسل خلف الله».. وهل له علاقة بالثورة: أستنكر ذلك مندهشاً لأن العمل يدور في أجواء الصعيد وليس له علاقة بما يدور على الساحة التي هي أشبه بحلبة تستعرض فيها القوى السياسية على بعضها ويحاول كل فريق أن يثبت قوته على غريمه.. والوطن هو الذي يدفع الثمن في نهاية المطاف.

ويعترف بأنه كان يراهن على قدرة الإخوان المسلمين على حل مشكلات البلد لأن لديهم شبكة علاقات بين بعضهم البعض.. تصل إلى الطبقات الدنيا وهو ما يساعدهم على التواصل الشعبي.. لكن ثبت عكس ذلك.. وهم يتسابقون في إظهار الرئيس مرسي بصورة الرجل الضعيف المغلوب على أمره.. وخبراتهم على أرض الواقع متواضعة والقوى السياسية المعارضة لم تطرح البدائل التي تحقق لها التواجد الجماهيري.

آراء نور قد تسبب له الكثير من المتاعب لكنه يقولها باقتناع وإخلاص لمواطن يحب بلاده وعندما قال إنه تعاطف مع مبارك وشعر بكثير من الاستياء للأخبار التي نشرت في ذكرى تحرير سيناء بشأن تجديد حبسه وكان نور يستعيد تلك اللحظة التي حضرها وقت رفع علم مصر على أرض سيناء بعد تحريرها.

وأشد ما يخشاه نور على مصر وثورتها روح الفردية والأنانية لأن الدول الناهضة تتقدم بروح الجماعة.. والدليل على ذلك أن كلمة نضال يتم تأويلها وتفسيرها.. حسب هوى كل اتجاه وأيديولوجية.

ويسخر نور من فكرة الهجرة التي طرحها الفنانين.. قائلاً كيف أترك بلدي وأفر منها هارباً لمجرد أني أمتلك القدرة المادية على الحياة الآمنة بعيداً عنها.. كيف يطاوعني قلبي أن تكون بلادي في هذا الوقت العصيب مجرد برنامج «توك شو» أتابعه من بعيد لبعيد.. مثل بعض رجال الثورة أو هكذا يقال لهم الذين يناضلون عبر الفضائيات ويطالبون أهلهم داخل البلاد بالموت في سبيل الحرية وهم هناك يعيشون حياة ناعمة على حساب أهل المعاناة.. ثم إذا تحققت الثورة جاءوا لكي يتصدروا المشهد ويحكمون.. وقد رأينا ذلك في بلدات عديدة من دول ما يسمى بالربيع العربي.

ونور لا يخشى على مصر أو على فنها من الموت أو الاغتيال أو الانخراط في موجة التشدد.. لان اعتدال ووسطية مصر هي الملمح الرئيسي في شخصيتها وتكوينها كما قال العبقري «جمال حمدان» وهو يحلل ويربط بين الموقع والموضع.

الوطنية عند نور موقف مثل الحب تماماً.. قد يعبر عنه البعض بوردة أو بهدية أو أغنية أو كلمة حلوة.. وقد يراه القلة تصرفات وسلوكيات ومواقف.. الوطنية كذلك ليست مادة للتجارة والربح.. لكنها شعور وقناعة وعاطفة ورغبة صادقة في أن ترى بلادك في قمة المشهد العالمي.. ومصر كانت عبر التاريخ رائدة في الهندسة والطب والفن والعلوم وأيضاً في التدين.

هي دولة موحدة حتى قبل ظهور الديانات السماوية.. والدين عند المصريين سلوك وعقيدة لا يختلف في ذلك المسلم عن المسيحي عن اليهودي.. وقد تعايش هؤلاء جميعاً على أرض مصر بدون حساسية أو تشاحن.. مصر تستوعب الجميع وهي قادرة على ذلك شكلاً وموضوعاً وهنا يأخذنا نور مجدداً إلى حكاية «ناجي العلي» وكيف دفع ثمن وطنيته وإيمانه بالقضية الفلسطينية وسباحته ضد تيار سينمائي يسعى للدمج بكل السبل وعلى حساب كل شيء.. فقد تعرض لحملة شرسة ظالمة.. ويتذكر هذه القصة بشيء من المرارة والفخر أيضاً في نفس الوقت ويقول:

أسوأ شيء وقتها أنني كنت عاجزاً عن الدفاع عن نفسي.. كنت أستطيع أن أتخلص من أي اتهام بأن أنشر شكر الرقابة على أنه أول عمل يتناول القضية الفلسطينية بهذا العمق.. لكني رفضت أن أنفي التهمة عن نفسي وألصقها بالرقابة أو بغيري.. فأنا أقدمت على إنتاج الفيلم عن قناعة وحب.

كما أن الوزير فاروق حسني كان يتعرض في هذا الوقت لحملة إعلامية شرسة.. وأبيت على نفسي أن أتهم الرقابة التي ساندتني فتزيد الحملة على هذا الوزير الفنان.. ولكن هذه المحنة كشفت لي بوضوح من يحبني ومن يكرهني ومن عاش سنوات ينافقني.

هناك زملاء كنت أعتبرهم أخوة وأكثر من أصدقاء.. انتهزوا فرصة الهجوم على وشاركوا في الحملة ضدي وهناك زملاء لم يكونوا أصدقاء بمعنى الكلمة ولا تربطني بهم سوى الزمالة الفنية.. ساندوني ووقفوا معي بقوة أذكر منهم الآن الفنان سمير صبري.. الذي ساندني بقوة وكان يتصل بي يومياً ويحاول أن يهدأني ويشد من أزري.. كما لا أنسى موقف الزميلين يحيى الفخراني ومحمود ياسين.. كلاهما رفضا أن ينتهز الفرصة ويهاجم الفيلم أو يهاجمني.. بل وأرسلا إنذاراً للصحف بألا تنشر أي كلام ضدي على لسانيهما.

والفيلم عندما يعرض الآن على الفضائيات.. يتم الترحيب به من الجميع وهذا المكسب الحقيقي من وراء ناجي العلي.

لقد اتهمني حتى من لم يشاهدوا الفيلم إتهامات قاسية.. واحد من هؤلاء قال إن الفيلم تمويل منظمة التحرير وعندما ناقشته فيما كتب أكتشف أنه مع الأسف لم يشاهد الفيلم وأنه لا يعلم شيئاً عن ناجي العلي الفنان ومع ذلك سمح لنفسه أن يهاجم الفيلم ويهاجمني ويهاجم شخصية ناجي العلي.

وأستطرد الفنان نور الشريف ويقول ومما زاد الطين بله: إنه في نفس هذه الفترة صدر قرار بمنع عرض أفلامي في الخليج ليس بسبب فيلم ناجي العلي.. وإنما كان ذلك ضمن قائمة من المثقفين والمفكرين المصريين أولها الصحافي الكبير الأستاذ محمد حسين هيكل, وأنا ضمنها وحتى لا أكون وحدي ضموا إلى الفنانتين الكبيرتين نادية لطفي ومحسنة توفيق.

واتصلت وقتها بالدكتور أسامة الباز - مستشار الرئيس مبارك - وقلت له:لا أعترض على القرار ولكني أعترض على تنفيذه بأثر رجعي.. فهناك خمسة أفلام لموزع مصري منعت من البيع لدول الخليج مما يعني خسارة هذا الموزع خمسة ملايين جنيه بسببي.. ووعدني د.أسامة بالتدخل ولكن قال إن هذا الأمر سيأخذ بعض الوقت.. وبعد اقل من ستة أشهر أتصل بي وقال لي اقرأ الصحف الصادرة اليوم.. وقرأت الصحف فوجدت اعتذارا من مجلس التعاون الخليجي عن هذا القرار والسماح بعرض أفلامي ثانية في دول الخليج.. لقد عشت محنة حقيقة ومرت علىّ أسوأ ستة أشهر في حياتي.. وكنت أتساءل كيف سأعيش أنا وأسرتي.. وأنا ليس لدى عمل أخر أتقنه سوى فني.. وهنا قررت الهجرة إلى إنكلترا وهذا الكلام أقوله لأول مرة نعم قررت أن أهاجر إلى إنكلترا وأعمل هناك مذيعاً وأكتب في الصحافة العربية الصادرة من لندن حتى أستطيع أن أعيش أنا وأسرتي.. لقد شعرت وقتها أنني أعمل في مهنة قاسية وهشة في نفس الوقت.. وسعاد حسني - رحمة الله عليها - راحت ضحية قسوة هذه المهنة.. فلم تتحمل المسكينة فشل عملين لها.

وقد وضعت أنا أيضاً في هذا المأزق الذي كاد أن يقضي علىّ كفنان وإنسان.. حملة صحافية شرسة.. ثم قرار بمنع أفلامي في الكويت.. وفكرت بيني وبين نفسي واسترجعت ما تعرض له الفنان الكبير الأستاذ فؤاد المهندس عندما هاجم العرب في برنامج كلمتين وبس تأييداً لموقف الرئيس السادات عن السلام مع إسرائيل.

وشعرت بأن المنتجين سيخافون من التعامل معي خشية أن يصدر قراراً جديداً بمنع أفلامي من العرض في دول الخليج.

وخلال هذه الفترة أتصل بي الأستاذ صفوت الشريف.. وزير الإعلام وقتذاك.. وطلب مني الحضور إلى مكتبه.. وطلب مني القيام ببطولة مسلسل الثعلب.. وكان التليفزيون قد أرسل لي سيناريو المسلسل وترددت في قبوله من رفضه.

ولكن وزير الإعلام قال لي بوضوح حتعمل المسلسل بالأمر وتعجبت فقال: إننا نريد أن نبرأ ذمتنا في مصر مما تتعرض له خارجها.

وأضاف الوزير شارحاً.. الثعلب مسلسل مخابرات.. وأنت ستقوم بأداء شخصية الضابط المصري.. ومن إنتاج التلفزيون المصري وهذا كله يؤكد أن الدولة ليست ضدك.

وأمام هذا الموقف النبيل من الدولة وافقت على العمل في مسلسل الثعلب.

أما في السينما والكلام لا يزال على لسان نور الشريف.. فقد قررت أن أعود للإنتاج لنفسي وأن أستفيد من خبرة الفنان الكبير فريد شوقي فلم يعد من الممكن أن أنتظر حتى أنتج بطريقتي ومن هنا أنتجت فيلم الطيب والشرس والجميلة.. تأليف وإخراج مدحت السباعي.. لأن سيناريو الفيلم كان جاهزاً.. وأنا كنت بحاجة أن أدخل بسرعة في فيلم من إنتاجي.. ولم أندم على ناجي العلي.. على الإطلاق.. وسيظل هذا الفيلم وثيقة سينمائية هامة جداً في تسجيل مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني.. كما أنه عمل سينمائي خالد للمخرج العظيم الراحل عاطف الطيب وكذلك لكل من شاركوا فيه.

وعندما عرض الفيلم مؤخراً على الفضائيات أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان.. تلقيت عشرات المكالمات التي تحييني على هذا الفيلم ممثلاً ومنتجاً.. وبعد سنوات تم الصلح بيني وبين الأستاذ إبراهيم سعده رئيس تحرير أخبار اليوم.. في حفل لوزراء الإعلام العربي تصافحنا خلاله وانتهت المقاطعة.. ولكني حتى الآن أحب أن أعرف السبب الحقيقي وراء الهجوم الشرس على الفيلم وعلى شخصي.

محنة أخرى

الفشل في عمل فني.. يعوضه النجاح في عمل آخر.. وما يرفضه متفرج قد يعجب غيره.. وما يكتبه هذا الناقد في شكل هجوم.. قد يرد عليه آخر في فاصل من الثناء والمدح.. لكن لحظة فقدان الصديق ورفيق المشوار والفن.. هنا تبدو الصدمة أكبر من قوة الاحتمال.. ولولا الإيمان بأن الموت كأس كل الناس شرباه وأن تعددت أسبابه.. حيث إذا جاء وقتهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

يقول نور: عندما علمت بخبر وفاة عاطف الطيب.. تحجرت الدموع في عيني من هول الصدمة.. إنها المرة الثانية التي أتعرض فيها لهذه الحالة.. الأولى عندما مات عمي إسماعيل الذي عشت سنوات طفولتي وأنا أراه أبي وقد كان كذلك بعطفه وحنانه واهتمامه بي بديلاً عن الأب والأم.

الموت خطف عاطف الطيب فجأة وبلغة السينما بقطع حاد ينقلك من مشهد إلى آخر في غمضة عين.. كان عاطف كما نقول ابن موت أراد أن ينجز الكثير في عمره القصير كان يسابق الزمن وكنا نلاحظ ذلك عليه لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى.. ورغم ذلك ترك لنا علامات سينمائية لم يقدمها أو يقدر عليها غيره ممن سبقوه في الميلاد..واستمروا بعده على قيد الحياة

من الدموع إلى الضحك

وبعيداً عن الأحزان العامة والخاصة.. عندما تقول لـ «نور» أنت مش خفيف الظل ولك أعمال كوميدية.. يقاطعني نور ضاحكاً:

أنا قد أتفوق على غيري في الأعمال المركبة.. لكن غيري قد يتفوق في الكوميديا وعادل أمام نموذجاً لذلك.. وأنا من المؤمنين أن القمة تتسع للجميع وكل مقاس له لونه وجمهوره.. وهناك قاعدة تقول: إن الممثل يجب أن يكون قادراً على تقديم كافة الأدوار لكنه حتماً يتفوق في نوعية على حساب أخرى هذه سنة الحياة.. وعندي أمثلة على ذلك عندما أستعانوا بنجوم كرة القدم في السينما استثمارا لشهرتهم ورغم جماهيريتهم لم ينجحوا.. لأن الناس ارتبطت بهم في الملاعب.. وهناك كاتب يتفوق في الدور البوليسي وأخر يتميز في الكتابة الرومانسية.. وحتى على مستوى البرامج.. أنا شخصياً مارست التجربة.. لكن لا ينظر الجمهور إلى كمقدم برامج.. أنهم يبحثون عن نور الشريف الممثل.. لذلك حسمت الاختيار مبكراً بين كرة القدم والفن.

وبالنسبة لنجوم الكوميديا من الشباب أبرزهم هاني رمزي واحمد حلمي من وجهة نظر نور.. أن هاني كان سيء الحظ بينما نجح حلمي في صناعة خط خاص لنفسه وأفلام مميزه وعلينا أن نفرق بين الهزل.. وكوميديا الموقف.

اعترافات

المسلسلات في رمضان كثيرة زيادة عن اللزوم وهذا فيه ظلم للأعمال والحمد لله الإنتاج أصبح متميزاً في أكثر من بلد ولم يعد مقتصراً على مصر وسورية فقط بل هناك أعمال كويتية وأردنية وبحرينية متميزة لذلك يجب على المسؤولين عن الفضائيات أن يحدث بينهم ميثاق شرف ينص على أن كل محطة عليها أن تذيع عملين اثنين فقط في رمضان لأني كمواطن عربي ومشاهد أريد أن أتابع الأعمال بشكل جيد. وهناك أعمال تكون نبرتها هادئة ولكن قيمتها أعلى وأعطيك مثالاً على ذلك العام الذي قدمت فيه مسلسل «الحاج متولي» ظلم بسببه أكثر من أربعة أعمال أذكر منها على سبيل المثال مسلسل «الأصدقاء» «وحديث الصباح والمساء» لان مسلسل الحاج متولي أظرف ومسلي وعمل جاذبية للمشاهدين لأنه يحقق حلم الذكورة لكل رجل وأنا أرى لو كل محطة عرضت مسلسلين فقط سنجد باقي السنة رمضان لكن أن تقوم كل قناة وتعرض ستة مسلسلات في اليوم وبعد رمضان تعيدهم مرة أخرى هذا شيء غير مقبول.

ومنذ أكثر من عشرين عاماً حدث تغير في السلوك الإنساني في المنطقة العربية بدأ بانتشار إعلانات السلع واكتشفت أن الإعلانات أصبحت تغير السلوك الإنساني بصورة تدعو للغرابة إذا شاهد شاب فقير أو فتاة فقيرة إلحاحاً في الإعلانات بأن هناك كريماً لتبيض بشرة الفتاة السمراء وكذلك الرجل الضعيف يمكن أن يجد مقوياً والشاب فجأة يصبح مثل السوبر مان كل هذه الأمور داعبت أحلام الناس وقللت القناعة في الحياة ومع سيطرة مثل هذه الإعلانات أصبح الشباب صيداً سهلاً لذلك وخاصة البسطاء والفقراء الذين أصبحوا يحلمون بهذه الكماليات من خلال هذه الإعلانات ولا يرضون بواقعهم لذا من الممكن هنا أن البعض يتنازل أو يرتكب جريمة حتى يصل لحلم من هذه الأحلام وجاء بعد الإعلانات الفيديو كليب الذي أرتكب جريمة كبيرة وهي تقليله من جمال صورة المرأة في عالمنا بسبب كم العري الزائد الذي نشاهده في الكثير من الكليبات المصورة لذلك أقول إن المرأة فقدت الكثير بسبب الصورة التي تظهر بها في الفيديو كليب.

ومثال آخر قبل الموبايل كان هناك الهاتف المنزلي وشاهدنا ذلك في أفلام قديمة مثل «أنا حرة» و«الوسادة الخالية» لعبدالحليم حافظ كان يتحدث مع لبنى عبدالعزيز وكان الحب في الدراما زمان له سحره أما الموبايل الآن من خلال «المسدجات» أختصر علاقة الحب بين العشاق.

والبرامج الحوارية السياسية المنتشرة على الفضائيات أفقدت أهمية كل القضايا العربية الكبيرة في حياتنا لأنني عندما أشاهد أثنين يتشاجران معاً بل يتطاولان بعضهما على بعض دون أن أفهم وجهة نظر هذا أو ذاك والمشكلة أن الإعلام حالياً يخلق كل يوم قضية مثيرة تجعلك تنسى القضية التي أثيرت في اليوم السابق وهذا يضطرني كنور الشريف أن أفضى الهارديسك الخاص بعقلي يومياً قبل النوم حتى أستطيع أن أتقبل قضايا ومشاكل اليوم التالي ومعنى هذا ألا يكون عندي ذاكرة.. هذا هو مكمن الخطر في الإعلام الجديد الذي «ينسيك» وبالتالي هم لا يريدون لنا أي انتماء لعادتنا أو تقاليدنا أو لدينا فالنظام الاقتصادي الجديد حول ملايين البشر في العالم إلى مطاردين من قبل الإعلام حتى يكونوا مستهلكين ليكسب هذا الإعلام في النهاية رأس المال.

أعترف بأننا نعيش في زمن الإثارة والكل وقع في المصيدة لقد فوجئت بحدوث ضجة بدأت أولاً من بيروت حيث تلقيت اتصالات تفيد بأن لي صورة على النت أظهر فيها عارياً تماماً وبعد ذلك أثارت الصحافة المصرية هذا الخبر والحكاية باختصار أننا أثناء تصوير مشهد في سجن أبو غريب وأنا أظهر في الفيلم كمراسل تلفزيوني وتم اعتقالي لاني صورت مشاهد لجنود أميركان يقتلون بعض أفراد المقاومة العراقية وتم وضعي في سجن أبو غريب حتى لا تصل الحقيقة للمشاهد وتم تعذيبي وأهينت كرامتي داخل السجن وأذكر أن مخرج الفيلم عادل أديب أخبرني بأن أخذ من على الإنترنت جميع الصور التي فجرت القضية من خلال الضابطة الأميركية التي قامت بتعذيب المساجين في سجن أبوغريب وعرض على إعادة تصوير هذه المشاهد من خلالي بكل تفاصيلها فوافقت وأنا مستحيل أن أتصور عارياً وكل الحكاية أنني ارتديت شورتاً بلون الجسم وتم التعامل معه بالكومبيوتر فيما بعد حتى تظهر هذه المشاهد مشابهة لصور التعذيب الحقيقية التي تمت في سجن أبو غريب والذي أثارني حقيقة هو حدوث هذه الضجة وكأنني ارتكبت جناية قبل أن يسألوني أو يشاهدوا الفيلم لان من المستحيل أن أفعل فعلاً فاضحاً أو أفسد قيماً.

النهار الكويتية في

23/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)