حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

طاهر علوان يكتب لـ"سينماتك"

كتابة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

مراجعة في وظيفة الناقد السينمائي وأزمة النقد

 

     
  

I

مهمة  النقد السينمائي هل هي معضلة حقا ؟ وامتدادا وتواصلا مع مانسوقه حول كل شيء واي شيء , ان ثمة ازمة , ازمة قراءة وأزمة انتاج وأزمة تسويق وأزمة نقد , وأزمة قراء للنقد , وأزمة في كل شيء , لأن الأزمات الكثيرة والكبيرة التي تعصف بالفرد والمجتمع في بلداننا ماانفكت وهي تتغلغل حتى في اللاوعي لدرجة تدفع الناس الى تسريب ( الأزمة ) وتخريجها على اي صعيد وكل صعيد متاح . وهكذا ليس مستغربا ان نمضي نحن مع الماضين فنطلق فكرة وجود ازمة في النقد السينمائي . وقبل هذا وجود ازمة سينما وأزمة ابداع تعصف بالبلاد والعباد في ظل انهماك مرير في ماهو اهم : العيش والسياسة والسلطة .

فالعيش يرادفه الخوف والقلق من الفقر والسياسة ترادفها تقلبات الأحوال اليومية اقتصاديا واجتماعيا من منطلق سيطرة اللاعبين الكبار ,  والسلطة تعني الخوف من الأستبداد ومصادرة الحرية . فوسط هذه الغيلان الثلاثة الرهيبة التي تترصد الفرد , انى له التأمل ومنح حيز للفن والأبداع والفيلم ؟ ومن تحصيل الحاصل سيكون النقد مفهوما لاارض له ولابلاد . واقعيا سنكون ازاء تساؤلات موازية : ماذا نعني بالنقد السينمائي ؟ ما هويته وما مرجعياته ؟ وما صلته بالأنواع الفنية الأخرى وهل ان لكل ابداع نقد بالضرورة ؟ واذا لم تتبلور لدينا هوية سينما محلية فكيف يمكن ان نتخيل تبلور نقد سينمائي ؟

واذا كان المنظرون قد اخرجو النقد من مداره المجرد الى صلته بالمدارس النقدية المواكبة لمدارس الأبداع حتى قيل ان هنالك مداخل متعددة تفسر النقد على انه انطباعي وبنيوي واشاري وما الى ذلك .. واذا كنا نحن غير منتجين للمدرسة الأبداعية فكيف يمككنا تسمية مدرستنا النقدية ؟

و قبل المضي في هذا  فأنه  من نافل  القول ان جل هذه المدارس موضوعة البحث هي مدارس غربية قلبا وروحا ولحما ودما ... ونحن قوم اجدنا التأليف البنيوي والأشاري على اساس الترجمة الرديئة احيانا كثيرة تلك  التي وصلت القارئ العربي حتى وجد المثقف العربي ضالته فراح يتجلى ويتألق في صوغ طروحاته المنقولة من العربية وصدق من صدق ان ما يكتبه هو البنيوية والأشارية وغيرها وصرنا نشهد احتفاء البعض بما يكتب وما هو الا تكوين كلامي وظاهرة صوتية بلا عمق روحي ولا معرفي .

II

وعلى اساس هذا القول سنبحث في ( ازمة النقد ) ومن هو الناقد السينمائي ؟ ما موقعه وما دوره ؟ وهل ثمة مدرسة يتبعها الناقد العربي لتعبر عن كونه يكتب نقدا اختصاصيا ؟

في اواخر الثمانينيات كانت لي مراسلات مع احد اهم من اهتم بهذه المحاور والتساؤلات ... وهو الناقد والمترجم والأنسان ( الدكتور علي شلش) الأستاذ في جامعة لندن  الذي رحل عن عالمنا قبل سنوات قليلة وهو في قمة عطائه ونشاطه .

وكان الراحل مقيما في لندن ... وايام كنت احضر للماجستير كنت استشيره في بعض الجوانب المتعلقة بالبحث ولم يتوان عن ارسال كثير من تفاصيل ومصادر مااسأل عنه . ثم شاءت الصدف ان نلتقي هنا في بغداد في اواخر الثمانينيات وربما كان ذلك سنة 1989 وكانت فرصة رائعة بحق , اذ عرفت الرجل في صورة اكثر قربا ونظمت له في حينها محاضرة وقدمته  لطلبة الدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة – قسم الفنون السمعية والمرئية واثار الراحل الكريم فكرة الجدل حول هوية النقد السينمائي والناقد ومابينهما : المشاهد من حيث هو وسيط للتلقي . واتفق الرجل مع دار الشؤون الثقافية على نشر كتابه المكثف عن النقد السينمائي ضمن سلسلة ماكان يعرف بالموسوعة الصغيرة وذلك في اطار مشروع طموح وواسع سنه الدكتور محسن الموسوي ايام ادارته للدار وهو ماعرف بمشروع النشر المشترك الذي قدم هو ومشروع المائة كتاب باقة من روائع الكتب في الأدب والنقد خاصة ..

ومضيت مع الراحل في فكرة النقد هذه لكنني بعد كل هذا رحت اتابع مايكتبه نقاد الفيلم في الدوريات العالمية , الطريقة والمنهج والأسلوب , فهم ان كتبوا في الصحيفة فأن كتابتهم لاتشبه ما يكتب في الكتب المتخصصة ولا يشبه مايذاع في وسائل الأعلام فلكل نوع نقدي وسائله اللغوية وطريقته في العرض .ولا يمكن ان تختلط الأشياء بين المستويات المتعددة . اما على صعيد ماكتب عراقيا وعربيا في قضايا السينما ., فأنه خليط من الغث والثمين , خليط لايربطه رابط ولاتوحده منهجية , كما اننا لم نشهد ولادة اتجاه ( عربي ) في نقد الفيلم .. اتجاه ذا خصائص مميزة وخلاصات ومرجعيات واضحة , هنالك كثير من الكلام الذي نشرته الصحف لكتاب توهموا ان مايكتبونه هو النقد لكن ظهر بمرور الوقت انه غير ذلك .وعلى هذا مضى البعض قدما بحسم القصة وادراجها في قائمة الأزمة لكن اية ازمة مستعصية ؟

III

وعلى هذا يمضي السجال بخصوص ما نكتب من آراء سينمائية وماهو بنقد سينمائي . وهو ما كان الراحل شلش يذكرني به باستمرار , وكان يدعو الى بداية كلاسيكية , للناقد , الذي يسعى  ان يصبح ناقدا ,  البداية التي تدرس كينونة الفيلم , ماهو , مكوناته وطبقاته , انتاج المعنى فيه , الوظائف السمعية البصرية , طبقات الصورة وطبقات المكان والبناء الزماني , انه تلمس مفترض لهيكل الخطاب  السينمائي , الهيكل المفترض الذي يعلم الناقد مهاررات اساسية وكان ان قدمت اطروحتي التي درست فيها البناء المكاني للفيلم من خلال العديد من المداخل والمستويات المعمقة  .

واقعيا هنالك حاجة ماسة للنقد , مرتبطة اساسا بهذا التدفق الهائل للصور الذي صار سمة ملازمة للعصر , حتى سمي بعصر الصورة وعصر الأصفار والآحاد والتقنيات المدمجة والتي صارت (تدريبا وتثقيفا وتعليما) جديدا للشعوب, تتنقل فيه المؤسسة وعيا وايديولوجيا عبر جمهرة الصورة الى حيث تشاء ولابد عندها من قراءة هذه الصورة منهجيا وتحليلها والتوسع فيها وصولا الى ما سمي بـ (شيفرات) الصورة التي لايفقهها الا المتخصصون ومنهم النقاد المحترفون .. واما ما عدا ذلك فيمكن ان يكتب اي شيء وكل شيء في خليط لايعبر عن وظيفة قراءة الصورة ولا نقدها.

 http://dimension4future.blogspot.com/

سينماتك في 17 أغسطس 2007