حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

طاهر علوان يكتب لـ"سينماتك"

كتابة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

تجارب عربية في إعداد النص الروائي الأجنبي واقتباسه

 

     
  

I

لعل مسألة العلاقة بين الوسطين : الرواية والأدب من جهة والفيلم من جهة اخرى هي مسألة اشكالية كانت ميدانا لبحث الدارسين والنقاد كما كانت مصدر رضا وقبول جمهور المشاهدين وتشككهم ايضا.

فالمشاهد لايرتضي بسهولة ولا يسلم بحق كاتب السيناريو في نقل قصص افلا م اجنبية الى تجربة السينما العربية بالخصوص .

من هنا وجدنا ان مسألة النقل من الآداب الأجنبية الى السينما العربية كانت وسيلة اكثر سهولة كونها توفر مناخا دراميا وشخصيات واحداث واماكن بالأمكان (اعدادها ) او تعريبها وغالبا ( تمصيرها ) على اساس ان السينما المصرية تبقى بمخرجيها وكتاب السيناريو فيها هي الأكثر من بين كل التجارب العربية الأخرى في مثل هذا النقل او  سمه الأعداد او التمصير .

المسألة هنا ستتسع الى مدى يتعلق بعدم جهوزية الأدب العربي ربما وعدم توفيره مايفي من نصوص  لتلبية حاجات كتاب السيناريو والمخرجين العرب ولهذا يلجأون الى آداب الغرب لتلافي هذا النقص ربما .

وعلى صعيد تجاربنا العربية فنحن لانمتلك حتى الآن لادراسات ولا رؤية لهذه الآ لية , الية نقل الأعمال الروائية من ثقافة الى ثقافة .

واقعيا يقع هذا النشاط اي الأعداد والأقتباس في باب المثاقفة والتفاعل مع ثقافات اخرى وفكر وايديولوجيا وشخصيات اخرى يتم احياؤها في بيئة عربية الدم واللسان.

هذا النوع من النشاط العشوائي الذي لم تنظمه ضرورة اللهم اذا استثنينا رغبة كاتب السيناريو في التنويع او في التجريب او الأعجاب بنص روائي او الأنجذاب الى شهرته .

II

مرة  شاهدت ندوة عقدت على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب وشارك فيها كل من الناقد علي ابو شادي مدير الرقابة السينمائية في مصر وكاتب السيناريو المعروف وحيد  حامد والممثل اللامع نور الشريف , وهذه من التقاليد الحميدة لهذا المعرض في ادماجه الثقافة الفيلمية ورجالاتها بأفرع الثقافة الأخرى ونشاطاتها .

الذي يعنيني هنا من الندوة مااثاره كاتب السيناريو القدير وحيد حامد صاحب سيناريوهات افلام مثل الأرهاب والكباب والراقصة والسياسي وآخر الرجال  المحترمين و عمارة يعقوبيان  المأخوذ عن رواية للكاتب علاء الأسواني  .فوحيد حامد يقول بكل تواضع انه تعلم كتابة السيناريو بنفسه ولم يعلمه احد وانه كغيره قد كتب الى الأذاعة اولا ثم انتقل الى السينما . وقد اتهمه  احد الحضور انه قد نقل قصة فيلم اجنبي الى السينما المصرية دونما اشارة الى المصدر . وهنا اعلن حامد انه نقل بالفعل قصة رأس الآخرين وكان فيلم طائر الليل الحزين ونقل قصة فيلم غريب في بيتي عن رواية فتاة الوداع وانه في كل الحالات كان يشير الى المصدر الذي يقتبس منه او يعد عنه .وبحسب حامد فأنه يتجه الى الأعداد والأقتباس كلما وجد عملا يستحق ان ينقل الى الشاشة سواء لجهة شهرة العمل او لجهة بنائه المتميز .

تجربة وحيد حامد هي مثال من بين امثلة لتجارب عربية في الأعداد والأقتباس تؤكد ماذهبنا اليه قبل قليل من ان عملية الأعداد والأقتباس هي عملية عشوائية ومرتبطة بكاتب السيناريو ووجود من يمول الفيلم .

III

على صعيد نقل الأفلام الأجنبية ذائعة الصيت الى الشاشة العربية والمصرية تحديدا نجد وفرة في هذا الباب ومن الأمثلة التي تحضر في الذهن فيلم شرق عدن الذي  نقله حسن الأمام في فيلم عجائب يازمن وفيلم مكان في الشمس الذي نقله الأمام ايضا في فيلم دم على الثوب الوردي  وفيلم سيدتي الجميلة لجورج كيوكر ونقلها حلمي حليم   وفيلم لوليتا التي نقلها محمد راضي واما على صعيد الروايات والنصوص المسرحية فيمكن القول ان اغلب اعمال شكسبير قد تم نقلها او اعدادها الى الشاشة منذ بواكير السينما المصرية ونذكر روميو وجوليت التي قدمها يوسف وهبي سنة 1943 وقدمت مسرحية عطيل مرتين الأهم هو فيلم عاطف الطيب ( الغيرة القاتلة ).

واما اعمال دوستويفسكي فقد قدمها حسام الدين مصطفى ثلاث مرات هي فيلم الأخوة الأعداء عن الأخوة كارامازوف و فيلم سونيا والمجنون عن الجريمة والعقاب وفيلم الشياطين عن رواية الممسوسون وفيلم مع سبق الأصرار عن رواية الزواج الخالد . وبالطبع لايتسع المجال للحديث عن اعمال اميل زولا والبير كامو والكسندر ديماس وفيتزجيرالد وفكتور فلمنك وآرثر ميللر وغيرها .

ستتسع مساحة الأعداد والأقتباس باتساع تجارب المخرجين والسائد في مسيرة السينما المصرية تلك المسيرة التي تباينت صعودا وهبوطا على مر تاريخها لكنها في كل الأحوال تجارب افضت الى تحول ما في التعامل مع النص الروائي غير العربي ولكنها في كثير من الأحيان شوهت ذلك النص وعبثت ببنائه كيفما شاءت تحت غطاء غياب قوانين الملكية الفكرية  , واما مسألة نقل قصة فيلم اجنبي الى فيلم مصري فهي من عجائب السينما ولاتقع  تحت بند الأعداد والأقتباس بكل تأكيد  .

سينماتك في 4 مايو 2008