حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

طاهر علوان يكتب لـ"سينماتك"

كتابة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

الحكائي والسردي والمقروء في الفيلم

 

     
  

ينفتح المشهد ذاته على الشاشة ومثلما هو في كل مرة وعلينا ان نتهيأ للحكاية هو السر الذي يتجدد ان الانسان كائن حكائي درج على سماع الحكايات صغيرا ثم ادمن سردها راشدا وكهلاً وعلى هذا اقتات الساسة كما القصاصون وحافظو السير على سرد (حكاية) ما وتغايرت بنية الحكاية بين زمن وزمن ومدرسة واخرى حتى صارت هنالك اشكال جاهزة للحكاية فهذه حكاية واقعية وتلك خيالية وهذه سريالية وتلك انطباعية ثم اصطبغت لاحقا بصبغة (اخلاقية) فصرنا نوجد للحكاية (خانة) محدده بقولنا هذه حكاية (صحيحه وصادقة) وتلك كاذبة ومزيفه ومفتعلة ولم يجد دارسو الادب والرواية والقصة وسائر ابواب (السرد) بدا من درس الحكاية هذا ناهيك عن تنقيب الكثيرين عن الحكاية في بنية الاسطورة .. وكأنه فعل استخراج للجوهر من الزبد او هكذا تمضي المتوالية التي درسها (بروب propp) الرائد في استقصاء الحكاية الشعبية والخرافية ايضا ولكي لا اغرق في الحديث في هذا المحور واقارب المتون النظرية الخالصة في استقراء (المتن والمبنى الحكائي) اينما ورد في دراسات باختين وتودورف وبيرس وسواهم مع اعجابي الكبير بقراءات العالم الالماني (لنتفلت) في درسه المبدع والمعمق للحكاية، لكي نحدد ما يعنينا هنا فاننا بصدد تلك الحكاية التي امعن فيها (السينمائيون) اعدادا واقتباسا على هذا الصعيد ينوع فدريكو فليني الحكاية في فيلم (8.5) انه الفانطازيا الحكائية الخارجة عن زمانها ومكانها وهو هذا النسيج المتداخل في مايعرف بـ(نسق المرويات) ومن خلاله درج عشرات من مخرجي مايعرف بـ(الانطباعية) في عرض رؤاهم لكن ماهو مهم هنا هو صعوبة الافتراض بانتماء هذه الحكاية الى نمط او نوع لكن ما هو اهم هو (الكيفية) التي تلقى فيها جمهور الحكاية مكوناتها.

كان ديفيد لين - المخرج البريطاني يقدم حكاية ما في فيلم (ابنة رايان) (حكاية) من قرية نائية يحتدم فيها الاحساس باللاجدوى ممثلا في كائن يمثله المدرس التقليدي (روبرت ميتشوم) حتى تلك الحوارات الساكنة المبهمة التي تغدو اشبه بمقطعات حكائية وسيتكرر المشهد في (سوناتا الخريف) لدى برجمان مابين الام الموسيقية المحترفة التي تنتقل في اصقاع الدنيا وتقطف النجاح وبين الابنة التي تشهد الانانية في ابشع صورها ولكن الحكاية في (امريكان بيوتي) هي اشبه بما يعرفه (لنتفلت) بمستويات السرد المتعددة التي ستسهم كل شخصية في جزء منها وهي مستويات ستقترن بمستوى وعي الشخصية وانتمائها ودوافعها.

وستخرج المسألة عن اطار ذلك التلقي المتذبذب ذاك الذي يبحث فيه المتلقي عن (قصة تروى قبل النوم) وسيسخط ذاك المشاهد من تلك (الاحاجي) والتعقيدات التي لايستطيع لملمة خيوطها .. حصل ذلك يوم شاهدنا فيلم (الجدار) للبولوني القدير جيرزي سكوليموفنسكي .. وحصل مرة اخرى مع اختلاف المكان يوم تساءل المشاهد في صالة العرض في تونس عن (نحن) و (اين نحن) في فيلم عصفور السطح لفريد بوغدير.

سأبحث في الذاكرة عن ذاك السر المخبأ الفريد الذي اسمه الحكاية لان هنالك (امانة) اسمها المشاهد الذي يجب ان لايفلت من اللعبة وان يخرج مطمئنا سعيدا ولهذا تم الانتقال بالحكاية بالتدرج الى كلام عوام وثرثرة بشر عابرين

كان موت ارثر ميللر المتأخر والمرور (بموت بائع متجول) سببا كافيا ليس لتكريس مقولة (هذه العبقرية والا .. فلا) ولكن باتجاه قبول الخطاب وتاليا قبول الحكاية ليس على اساس من اين اتت ومن اية عبقرية جاءت ولكن على اساس اي بناء سردي قدمت ويوما ما .. كان في ساحاتنا كثير من الجهل وعدد من المومياءات التي تنافح عن الثقافة تحت خيمة نظام الاستبداد والتخلف.

المسألة التي نفتقر لها حاضرا في النظر للحكاية والخوض فيها، هي ادماج البناء السردي بامتداده المرئي اليس هنالك من سرد مرئي..؟ في موازاة سرد مقروء؟

سينماتك في 24 مارس 2008