حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

محمّد رُضا يكتب لـ"سينماتك"

سينما مجهولة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

1927-1900:

كنوز السينما في العقدين الصامتين

 

     

  

مر معنا هنا أن لوي لو برينس هو صاحب الفضل في تحقيق أول فيلم سينمائي -وليس- الأخوين لوميير، فهو أنجز سنة 1888 فيلماً من ثانيتين عن أناس يمشون في حديقة بعنوان Roundhay Garden Scene بذلك خطط لما قامت عليه السينما إلى هذا اليوم: فيلم وكاميرا وإن لم يفكّر بعقلية الأخوين لوميير التجارية اللذان -بالمناسبة- أعلنا أن هذا الإختراع («سينماتوغرافيك») لن يكون له مستقبل.

السنوات السابقة لمطلع القرن العشرين كانت خليطاً من سنوات التجربة وسنوات الإهتداء. تلك الأولى بدأت بالفيلم المشار إليه أعلاه وتضمّنت عدداً كبيراً من الإستنباطات الأولى التي حاولت أن تضع أصلاً للسينما، ثم تلك التي خلصت الى تلك الأصول ولو تجريبياً واعتمدتها معيناً لها لإنجازاتها. كلها معاً هي بدائية بالفعل ولو أن بعضها أهم كثيراً من بعضها الآخر. بعد حقبة اللعب بالظلال والضوء ورسم الأشباح على الجدران الخ... تم رسم خارطة لما هو الفيلم المصوّر والمتتالي الصور. وقد ذكرت آنفاً -وأعود هنا إليه من باب الضرورة- أن الجواب على ما إذا كانت السينما وُلدت تسجيلية او روائية لا يزال محط نقاش. لكن إذا ما اعتمدنا فيلم «مشهد من راوندهاي غاردن» كبداية (ويجب أن نعتمد) فإنها بالتأكيد وُلدت تسجيلية كون الفيلم ذي الثانيتين كان عبارة عن كاميرا تصوّر أناساً عاديين لم يحضرهم أحد للتمثيل أمام الكاميرا، بل أكتفى بمشهدهم سائرين في الحديقة.

مع إنتقالنا الى تجربة الأخوين لوميير يختلف الأمر بعد الشيء: «خروج العمّال من مصنع لومبير» و«وصول القطار الى المحطّة» هما أول فيلمين للمخترعين الفرنسيين. لكن الأول له شكل تسجيلي والثاني تسجيلي صرف. الأول له شكل تسجيلي لأنه يثبت من مشاهدة عدّة نسخ من الفيلم جُمعت على شريط واحد كيف أن هناك إختلافات بينها من حيث من يخرج من الباب الكبير ووجود كلب في المشهد هنا وإختفائه في النسخة الأخرى، ودراجة في هذه النسخة ودراجتين او ثلاثة في نسخة ثانية الخ.... هذا ما يعني أن لوميير صوّرا المشهد أكثر من مرّة وفي كل مرّة كان يُطلب من الجموع إعادة الخروج حالما يُعاد فتح الباب. هذا لم يعد تسجيلا بل مشهد من فيلم ممثّل او مشهد من فيلم روائي، بكلمات أخرى.

أما «وصول القطار الى المحطّة» فهو تسجيلي لأنه -حسب علمي وباحثين أفضل مني جهداً- لم يكن هناك ترتيب لوصول القطار او ترتيب لتوجّه الناس إليه حين وقوفه او ترتيب لخروج الناس منه.

ذلك في البال، فإن السنوات العشر الأولى من القرن العشرين شهدت توسّعاً لا في الدول التي تم تصوير أفلام فيها فقط، بل فيما تم تصويره.

من ناحية كانت هناك الأفلام التي اعتمدت على المنوال نفسه إنما تعددت المشاهد. في كل عاصمة تم خلق نواة للسينما الأولى: كاميرا ومشاهد من الحياة. في موسكو كان هناك فيلم عن الكاتدرائية من الخارج ومرور الناس أمامها. في مصر (سنة 1902) فيلم عن سوق شعبي في القاهرة (عنوان الفيلم: «مشهد شارع في القاهرة«) ، في القدس رحيل القطار عن رصيف المحطّة (ولن تجد يهودياً بين الذين تم تصويرهم) وفي روما ولندن وباقي العواصم مشاهد مماثلة.

في العام 1897 قام لوي لوميير بتصوير فيلم ذي دلالة: إنتقل الى جنيف وأنجز فيلماً عبارة عن مشهد واحد من نحو دقيقة بعنوان «حب عربي، جنيڤ». في الفيلم الذي شاهدته بين مجموعة أفلام تؤرخ للسينما وهبطت سوق الفيديو (والآن على أسطوانات) بعنوان «السينما تبدأ»، مشهد للفيف من جزائريين او مغربيين (من لباسهم) يمشون رويداً في سوق مزدحمة. هناك أيضاً أفارقة وأوروبيين. إنتهى الفيلم لكن ما يعكسه سعي المخرج لاحتواء ما كان يُعتبر غريباً وخارج المألوف وهو وجود غير أوروبيين على شاشة فيلم أوروبي.

الأسبوع المقبل: كيف تم تشكيل الفيلم الروائي.

سينماتك في 13 أكتوبر 2007