حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

محمّد رُضا يكتب لـ"سينماتك"

أوراق ناقد

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

لبنان وفرنسا

 

     

  

سألت نفسي وأنا أنظر الى الصفوف الطويلة من الناس الذين تجمّعوا لمشاهدة الفيلم اللبناني “سكر نبات” لماذا؟ لم يتألّف هذا الجمهور من غالبية من الصحافيين والنقاد، بل من الجمهور الفرنسي العادي المقبل دوماً في “كان”، على السينما التي تخاطب الوجدان والعقل وتنقل الى المشاهدين مادة للتفكير وللتفاعل الثقافي. الجمهور المصطف الذي سريعاً ما ملأ الصالة حين فتحت الأبواب يعلم أن أفلام قسم “نصف شهر المخرجين” ليست لهوا وتسلية. يعرف أنها للفن وللثقافة ويقبل عليها. وتساؤلي ليس عن ذلك، بل عن لماذا يحتشد لمشاهدة فيلم لبناني؟

بعض الجواب جاء في نهاية الفيلم: عشر دقائق من التصفيق الحاد لمخرجة الفيلم ولممثلاته. لكن ما لم يجب عليه هذا التصفيق هو حقيقة أن الجمهور أقبل بغزارة أيضاَ على الفيلم اللبناني الذي سبقه “الرجل الضائع”. صحيح أنه لم يجد بينه هذا الترحيب، لكن الإقبال كان متساوياً.

هناك علاقة خاصّة “لبنانية  فرنسية” عززتها الثقافة والسياسة: لبنان الذي منح إستقلاله من فرنسا كثيراً ما استفاد من هذه العلاقة على المستويين المذكورين، أي ثقافياً وسياسياً.

لا ننسى أن الإنتاجات اللبنانية في معظمها الغالب، ومنذ بدء الحرب الأهلية والى اليوم، استندت الى التمويل الفرنسي. وفيلما دانييل عربيد ونادين لبكي (“الرجل الضائع” و”سكّر نبات” على التوالي) استمرار لما سبق. أفلام سمير حبشي وبهيج حجيج وبرهان علوية ومارون بغدادي وسواهم الكثيرين اعتمدت على هذه العلاقة الخاصة حين توجهت الى فرنسا بحثاً عن التمويل. وفرنسا ربما أكثر بلاد العالم رعاية للثقافة واهتماماً بها. وكلنا نعلم كيف أن الفنانين السينمائيين حين يغادرون بلادهم هرباً من الدكتاتورية (كما حدث في تشيلي والأرجنتين) او حين يطلبونها للمساعدة على بلورة مشاريع فنية او ثقافية.

اللبناني من بين المرضي عنهم وللسبب الذي ذكرناه أعلاه. وكون التمويل فرنسي يجعل المهرجان الفرنسي “كان” أول المهرجانات التي يتم فيها عرض تلك الأفلام. لا ننسى أن “كان” وليس أي مهرجان آخر بما فيها المهرجانات العربية، هو الذي اكتشف الراحل مارون بغدادي وزياد الدويري وسواهما.

حين يحتشد الفرنسيون ساعة قبل فتح باب الدخول. وحين يملأون المقاعد بأسرع من مغادرتها، وحين يصفّقون لموهبة لبنانية إنما يقولون: نحن معكم. تحيّة مشكورة كم كنا نتمنّى لو كانت عربية متبادلة.

سينماتك في 26 مايو 2007